المرصاد نت - متابعات
جملة من العقوبات الاقتصادية تفرضها الولايات المتحدة الأميركية على إيران، روسيا، تركيا، والصين. ولما لهذه العقوبات من أهمية بالغة على صعيد التطورات السياسية والاقتصادية في الساحة الدولية يُطرح سؤال بديهي حول شرعيتها وقانونيتها، فما هو المسوّغ الذي تستخدمه واشنطن؟
في الشهور الأخيرة استخدمت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية شملت حكومات ومنظمات وأشخاص في أكثر من 30 دولة، كأداة سياسية وكشكل من أشكال التدخل غير العسكري تحت ذريعة مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار العالمي، بالإضافة إلى دعم الديمقراطية.
تاريخياً، تغير مفهوم العقوبات مع ظهور أول المنظمات العالمية والمتمثلة في عصبة الأمم، التي اتخذت بدورها العقوبات كأحد آليات المحافظة على السلم والأمن الدوليين.
ومع ولادة هيئة الأمم المتحدة جرى استخدام العقوبات كوسيلة عقابية وردعية. وبحسب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي خُصص لوضع هيكلية قانونية للعقوبات، "يمكن لمجلس الأمن أن يدعو إلى فرض عقوبات اقتصادية جماعية بمقتضى المادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة إذا كان قد قرر أولاً بمقتضى المادة 39 أن هناك تهديداً للسلام أو خرقاً للسلام أو عملاً من أعمال العدوان وإذا كان الهدف من فرض العقوبات هو الحفاظ على السلام والأمن الدوليين أو إعادتهما".
وإذا ما قرر مجلس الأمن وجود تهديد للسلام أو انتهاك له أو عمل من أعمال العدوان يصدر المجلس تدابير للحفاظ على السلام والأمن الدوليين أو إعادتهما، وتكون هذه التدابير "لا تتضمن استخدام القوة المسلحة " مثل العقوبات الاقتصادية، وفق المادة 41.
وفي ظل الهيمنة الأميركية على المنظمات متعددة الأطراف وأولها الأمم المتحدة، والتي برزت بشكل مكثّف من تسعينيات القرن الماضي إلى الآن، تتخذ واشنطن لنفسها دور "الآمر الناهي" في قرارت مجلس الأمم، الناتو، الاتحاد الأوروبي وتفرض قرارتها الانفرادية التي تتميز بها سياستها الخارجية، بسبب تأثر هذه المنظمات بالاقتصاد العالمي والهيمنة العسكرية الأميركية.
فالولايات المتحدة الأميركية تملك العملة الأكثر استخداماً في المعاملات التجارية الدولية كما أن العديد من البلدان تستخدم الدولار الأميركي كعملة رسمية لها. كما يعتبر الدولار العملة شبه الوحيدة المعترف بها كمقياس للعملات الأجنبية والمحلية.
وبذلك، أصبح العالم مسؤولاً بشكل أو بآخر عن حماية ستقرار هذه العملة. وبالتالي تنصاع الدول للقرارات الأميركية رغم عدم شرعيتها وقانونيتها. كما وحرصت أميركا على أن يلعب الدولار الدور الرئيسي فى نظام النقد العالمي وصندوق النقد الدولي. وكان إنشاء صندوق النقد الدولي هو البذرة التى ساعدت على أن يصبح الدولار الأميركي هو عملة التداول العالمي. وهكذا، يشكّل الدولار أقوى سلاح فى يد الولايات المتحدة.
ومن أبرز الحالات التي فرضت فيها عقوبات اقتصادية سواء من طرف الأمم المتحدة أو من طرف الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين هي، العراق ويوغسلافيا السابقة، هايتي والصومال وليبيا وليبيريا وأنغولا ورواندا والسودان. بالإضافة إلى، زيمبابوي، كوبا، كوريا الشمالية، إيران، روسيا، الصين، تركيا...
الاتحاد الأوروبي الذي يمثل قوة اقتصادية حاول أن يحفظ بعض نفوذه، مقابل الضغط الأميركي، فاتخذ المجلس الأوروبي في سنة 1996 قراراً يُعرف بـ "قانون المنع" من أجل حماية الشركات التجارية الأوروبية من العقوبات التي فرضتها أميركا في حينها ضد كوبا لكن لم يتم تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع.
خلاصة ما ذكر لا تملك أميركا قانونياً الحق بفرض عقوبات على أي دولة أو منظمة أو أفراد في العالم إنما تستند على قوة دولارها واقتصادها وتفرض "حكم القوي على الضعيف".
الميادين
المزيد في هذا القسم:
- التغلغل التكفيري في فلسطين ومخاطره على القضيّة المرصاد نت - الوقت كثيرة هي التحدّيات التي تواجه الفلسطينيين في وطنهم وقضيّتهم فالإجراءات التعسّفية التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي في الضفّة والحصار الاقتصادي...
- قطار التطبيع: البحوث الطبية إحدى محطاته ! المرصاد نت - متابعات لم يبدأ التطبيع العلني للعرب مع إسرائيل بزيارة الرئيس المصري السابق أنور السادات إلى الأرض المحتلة وتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد في أواخر سب...
- مناورات سعودية - تونسية : العلاقات الأمنية أولاً... وأخيراً المرصاد نت - متابعات لا يخفى على أحد برودة العلاقات السعودية - التونسية، ودخولها في حالة سبات شبه كلي، عقب سقوط نظام زين العابدين بن علي. انحصر السبب في البدا...
- قطر _ القاعدة التركية _ والاسئلة المتداولة .! المرصاد - أحمد الحباسي هناك أشياء تحدث في الوطن العربي لا يصدقها عقل ، على كل حال كل ما يحدث هذه الأيام في كامل أرجاء الوطن العربي غير معقول و لا يصدقه عقل...
- حزب "قلب تونس" يتهم الشاهد بالوقوف وراء توقيف رئيسه نبيل القروي! المرصاد نت - متابعات اتهم حزب"قلب تونس" رئيس الوزراء والمرشح الرئاسيّ يوسف الشاهد بالوقوف وراء توقيف رئيسه نبيل القروي. من جهته وصف عضو المكتب السياسي لحزب "ق...
- لجان المقاومة: القاعدة الأميركية بالنقب احتلال ومقاومته مشروعة المرصاد نت - متابعات قالت لجان المقاومة الفلسطينية إن إنشاء قاعدة عسكرية أميركية في النقب هو "احتلال لأرضنا ومقاومته مشروعة" مضيفة أن هدف القاعدة المذكورة "تع...
- الشرطة تحذّر: هونغ كونغ على حافة الانهيار الكامل! المرصاد نت - متابعات ينظّم المتظاهرون في مدينة هونغ كونغ الإدارية هذا الأسبوع حملة قطع طرقات وعمليات تخريب لشلّ المدينة التي تعد مركزاً مالياً دولياً. وأجبر ا...
- مصادرة ٢٠٠٠ دونما من الأراضي الزراعية جنوب الخليل أبلغت سلطات الاحتلال الصهيونية فلسطينيين في شرق بلدة يطا قضاء الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، بمصادرة أراضيهم الزراعية ومنعهم من الدخول إليها، والتي تت...
- حلب ومضاعفات غدر الهدنة متى يبدأ الحسم العسكري؟ المرصاد نت - متابعات طالب اهالي مدينة حلب بحسم عسكري ردا على الخروقات المتكررة للتهدئة من قبل الجماعات الارهابية المسلحة.48 ساعة اضافية لقرار التهدئة في حل...
- حروب بالوكالة القاتِل والمقتول فيها خارطة الإسلام والمسلمين! المرصاد نت - متابعات بالتأكيد هناك مواقف معلَنة وهناك مواقف غير معلَنة في المتغيّرات في خارطة الحرب الدولية الجديدة على سوريا المعلَن فيها دائماً هو الخطأ وغي...