المرصاد نت - متابعات
في وقت تزيد الحكومة المصرية من أسعار المواصلات العامة بغية «تقليل الخسائر» فإنّها ترفض عبر السلطات المحلية التي تمثّلها زيادة تعريفات جزء من قطاع النقل الخاص هم «سائقو الأجرة» أي سائقو «الميكروباص» أو «السرفيس». مجمل هذا المشهد، قد يقود إلى القول إنّ مصر تعرف حالياً تمرداً مكتوماً لسائقي الأجرة وإنْ كانت تأثيراته محدودة
تمرد مكتوم لسائقي الأجرة في مصر بعدما أقرّت غالبية المدن المصرية نسب زيادات متفاوتة في تعريفات الركوب لا تزيد على 20 في المئة بأفضل الأحوال وهي نسب أقل بكثير من نسب الزيادة التي وصلت لأكثر من 50 في المئة بالنسبة لسعر «السولار» أو «بنزين 80» الأكثر استخداماً من قبل السائقين. وهذا مع الأخذ في الاعتبار أنّ السائقين الذين يلتزمون بتعريفة جبرية من السلطات المحلية يعانون منذ فترة طويلة من زيادة أسعار الصيانة وتكلفة شراء الزيوت وغيرها من المواد التي قفز سعرها لأكثر من الضعف خلال الفترة الماضية نتيجة تحرير سعر الصرف وزيادة أسعار الوقود والكهرباء.
لم يرض السائقون عن نسب الزيادة في الأجرة إذ على رغم أنّها تشكل عبئاً على المواطنين فإنّها تجعلهم كسائقين غير قادرين على تلبية حاجاتهم. وعلى رغم قِدم غالبية سيارات الأجرة المستخدمة في التنقل فإنّ الأزمة التي تواجه السائقين في الفترة الحالية هي في انخفاض العائد اليومي لهم في وقت زادت أعباء الحياة اليومية عليهم، خصوصاً على المستوى المعيشي علماً أنّ هذه حال غالبية المواطنين في ظل افتقار الغالبية لعائد مادي منتظم ناتج من العمل في مهنة ثانية.
بما يخص زيادات المواصلات الداخلية رفعت السلطات المحلية تعريفات السائقين بـ0.25 و0.50 قرشاً (الجنيه 100 قرش) في غالبية المناطق، مع زيادات تصل إلى جنيه (الدولار يساوي 17.90 جنيه) للمسافات التي تزيد على أكثر من 30 كيلومتراً وهي نسب الزيادة ذاتها تقريباً التي خصصت لأتوبيسات النقل العام.
أما بما يخص زيادات سيارات الأجرة، لم تُراعِ السلطات المحلية السائقين وظروفهم في وقت زادت تعريفات بعض خطوط النقل العام بنسب وصلت إلى 50 في المئة من بينها الأتوبيسات التي تربط بين وسط القاهرة ومناطق أكتوبر والشيخ زايد والمجتمعات العمرانية التي تنصح الدولة الشباب بالإقامة فيها للهرب من زحام وسط البلد، فارتفعت أجرة بعض الأتوبيسات من 2.5 جنيه إلى 8 جنيهات دفعة واحدة وأتوبيسات أخرى ارتفعت إلى 5 جنيهات.
تبدو زيادات النقل العام هادفة إلى الربح في المقام الأول للتخلص من عبء الخسارة السنوي للهيئة التي تتبع إدارياً لمحافظة القاهرة. فالحكومة التي كانت تنتظر شهوراً عدة قبل تحريك أسعار الأتوبيسات، قررت أن تحول جميع شركات النقل التابعة لها إلى جهات رابحة عبر إقرار زيادات في الأسعار تغطي خسائر التشغيل ورواتب العمالة التي تفوق حاجتها، علماً أنّ أسطول الهيئة تم تحديثه قبل نحو عامين بمنحة إماراتية تضمنت توريد أتوبيسات مجانية وأخرى بفترات سداد طويلة وميسرة للحكومة المصرية.
على الصعيد الآخر يرفض قطاع عريض من «سائقي الأجرة» قرارات السلطات المحلية بتحميلهم النسبة الأكبر من الزيادة وهو ما دفع بالمئات منهم للإضراب في شكل غير منظم في أكثر منطقة فيما حررت للسائقين آلاف المخالفات بسبب زيادات في أسعار التعريفات، مع تهديدات بإحالة المخالفين إلى نيابة أمن الدولة العليا.
ونشبت اشتباكات في أكثر من مكان بسبب زيادة أسعار الأجرة، خصوصاً في القاهرة، بعدما عجزت أتوبيسات النقل العام عن استقبال الركاب بعد توقف خطوط سير أكثر من سيارة أجرة أو فرض رسوم أعلى وذلك على رغم استمرار حالة الهدوء المروري التي تلي عادةً أيام إجازة عيد الفطر.
ورفض عدد من السائقين الذهاب إلى مواقف السيارات لبدء عملهم، مفضلين العمل في مناطق لا تتواجد بها لجان مرورية، وقاموا بتقسيم الخط لأكثر من مرة لتعويض الخسارة المالية، فيما اشترط سائقون آخرون على الركاب عدم الإبلاغ عن زيادة التعريفة عن السعر الرسمي في مقابل إيصالهم لأماكن عملهم، وهو ما حدث في أكثر من مكان بالقاهرة والاسكندرية.
في المقابل دفعت التعريفات عشرات السائقين إلى الإضراب في المدن والقرى والصغيرة وهو ما سجلته محافظات عدة، من بينها الدقهلية التي دفعت القوات المسلحة والمحافظة فيها بأتوبيسات لنقل المواطنين من القرى بعد توقف الحركة وسط تهديدات بإحالة السائقين الممتنعين عن العمل إلى نيابة أمن الدولة وإلغاء رخص تسيير مركباتهم.
المزيد في هذا القسم:
- تونس : إضراب عام لزيادة الأجور و«اتحاد الشغل» يتجه إلى التصعيد ! المرصاد نت - متابعات لم تفضِ مفاوضات اللحظات الأخيرة في الوصول إلى اتفاق يُلبّي مطالب الاتحاد النقابي الأكبر في تونس يطوي صفحة خلاف امتد أكثر من عام. تقول الحك...
- استنفار في إسرائيل: فتح الملاجئ واستدعاء الاحتياط المرصاد نت - متابعات بينما يرخي قرار انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي الإيراني الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء امس بظلاله على ...
- العراق : خرق في جدار أزمة المياه.. موافقة تركية على زيادة الضخّ المرصاد نت - متابعات لم يكد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي يعلن من مدينة إسطنبول التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان وافق على زيادة ضخّ المياه إلى العراق حتى انتشر...
- "إزدهار الاستيطان" الصهيوني والتطبيع العربي! المرصاد نت - متابعات لعله من مهازل الدهر ان تكافئ أمة عدوها بالنصرة او تكافئ وحرّة مغتصبها بقبلة.. كما يفعل العرب اليوم مع العدوان والاحتلال والاغتصاب الصهيون...
- النظام السعوديّ منبوذاً: العواصم العربية تثور في وجه قاتل أطفال اليمن! المرصاد نت - إبراهيم السراجي يعيشُ النظامُ السعوديُّ عُزلةً غيرَ مسبوقة جعلت منه نظاماً منبوذاً ملطخاً بدماء أطفال اليمن حيث يحاول هذا النظامُ يائساً الخروجَ م...
- بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بخصوص الدين الإبراهيمي الجديد المرصاد-متابعات بيان بخصوص الدين الإبراهيمي الجديد الذي اعتمدته الإمارات العربية المتحدة دين الدوله الجديد ورابطة علماء المسلمين ورابطة المغرب العربي. *الحمد ...
- وكالة أمريكية: السعودية تعيش حالة سئية للغاية بعد تراجع أسعار البترول المرصاد نت - متابعات اعتبرت وكالة بلومبرغ نيوز الأمريكية في تقرير حول الأوضاع الاقتصادية في السعودية أن المرحلة الزمينة الحالية هي مرحلة بالغة الحساسية بالنسب...
- منظمات «المجتمع المدني» المعاصر: بين العلم السياسي و«اللغة المخادعة» ! المرصاد نت - متابعات لعلّه من الطبيعي السؤال: ماذا نعني بعبارة «المجتمع المدني»؟ وماذا يعني أن يكون جسم اجتماعي أو كيان اجتماعي أو شيء اجتماعي ما ...
- مقتل نائب القنصل التركي ومرافقيه بإطلاق نار في أربيل وتركيا تتوعد بالرد! المرصاد نت - متابعات نقلت مصادر أنباء عن مقتل نائب القنصل التركي العام بهجوم مسلّح في أربيل. وأكدت المصادر إن "نائب القنصل التركي العام قُتل مع مرافقيه بإطلاق...
- ثورة سعودية بمواقع التواصل بعد قرار رفع أسعار المشتقات النفطية المرصاد نت - متابعات أعلنت الحكومة السعودية عن زيادة إضافية لأسعار البنزين بالتزامن مع تقديم وزارة المالية السعودية لموازنة العام 2017 والتي سيتم الكشف عنها غ...