ألمانيا تنقسم بشأن اللجوء ... 68,5 مليون نازح حول العالم

المرصاد نت - متابعات

أثار وصول أكثر من مليون طالب لجوء في عامي 2015 و2016 إلى ألمانيا صدمة سياسية لا تزال أصداؤها تتردد حتى الآن إذ ساهمت في صعود اليمين المتطرف في جميع أنحاء SAE Euro2018.6.19أوروبا، ودخوله إلى الحكومة في إيطاليا والنمسا كما أدى الاختراق الذي حققه في الانتخابات التشريعية إلى تجاذبات غير مسبوقة داخل المعسكر المحافظ بزعامة أنجيلا ميركل

رفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس تهديد وزير الداخلية هورست سيهوفر بإغلاق حدود البلاد أمام المهاجرين اعتباراً من تموز المقبل في حال عدم توصلها لاتفاقات مع الشركاء الأوروبيين فيما حدد سيهوفر وهو أيضاً رئيس حزب «الاتحاد الاجتماعي المسيحي» مهلة أسبوعين للتوصل إلى اتفاق مع قادة الاتحاد الأوروبي للحد من وصول مزيد من المهاجرين.

وترفض ميركل هذا التهديد خشية أن يتسبب تفرّد ألمانيا في موقفها بإشاعة الفوضى والقضاء على أي فرص لإيجاد حل أوروبي بالتفاوض وإحلال نظام إيواء بالتقاسم بين الدول الأعضاء مشددة على أنه «لن تكون هناك مهلة» ولن يكون هناك أي «إغلاق تلقائي» للحدود أمام طالبي اللجوء حتى في حال الفشل على المستوى الأوروبي. في المقابل يريد سيهوفر إغلاق الحدود أمام الوافدين الجدد الذين سجّلوا أنفسهم بالفعل في دولة أوروبية أخرى غالباً إيطاليا أو اليونان.

وقال في مؤتمر بعد اجتماع مع قيادة حزبه إنه لم يدرك إلا أخيراً أن المهاجرين الذين سبق أن رفضت ألمانيا طلباتهم للجوء أو مُنعوا من الدخول مجدداً ما زال يسمح لهم بالدخول، معتبراً أن ذلك «فضيحة» وهدد بإغلاق الحدود في حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال قمة الاتحاد الأوروبي في 28 و29 حزيران الجاري. كذلك يطالب وزير الداخلية بتأسيس مناطق آمنة للاجئين في منطقة الساحل في أفريقيا للحد من تدفقهم إلى أوروبا مضيفاً أنه يجب «أن تركز النمسا... على تأمين الحدود الخارجية الأوروبية خلال رئاستها الدورية للاتحاد (تبدأ 1 تموز وتستمر ستة أشهر)».

من جهة أخرى دخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على خط الأزمة صاباً الزيت على النار المشتعلة بين الحلفاء الألمان بعدما قال في تغريدة على حسابه على «تويتر» إن «الشعب الألماني ينقلب على قادته فيما تهز الهجرة التحالف الضعيف بالفعل في برلين»، محملاً المهاجرين إلى أوروبا مسؤولية ارتفاع معدلات الجريمة في ألمانيا وتغيير الثقافة بالعنف، كما قال إن ما يحدث في أوروبا بفعل الهجرة يثير مخاوف الولايات المتحدة.

وفي موقف مساند لميركل رأت المفوضية الأوروبية أمس أن «الحل الأوروبي وحده» كفيل بمعالجة تحدي الهجرة الذي يقسم الاتحاد والحكومة الألمانية. وقال المتحدث باسم المفوضية مارغاريتيس سخيناس إن «المفوضية تتقاسم وجهة النظر التي تقول إن الحل الأوروبي والاتفاق الأوروبي وحدهما جديران بمعالجة هذه المشكلة».

68,5 مليون نازح حول العالم

الي ذلك أعلنت الأمم المتحدة اليوم أن عدد اللاجئين والنازحين نتيجة النزاعات في العالم بلغ 68,5 مليون شخص عام 2017 في رقم قياسي جديد للسنة الخامسة على التوالي.

وتتجاوز الزيادة التي سُجّلت العام الماضي (+3,1 مليون شخص) إلى حدّ كبير تلك في عام 2016 (+300 ألف) ومردّها تضاعف عدد اللاجئين بشكل كبير بحسب تقرير سنوي للمفوضية السامية للاجئين. ومعنى ذلك في الإجمال أن شخصاً من أصل 110 في العالم هو نازح.

وفي السياق صرح المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بالقول: «نحن عند لحظة حاسمة حيث يتطلب الرد المؤاتي لحركات النزوح القسري في مختلف أنحاء العالم مقاربة جديدة وأكثر شمولية حتى لا تظل الدول والمجتمعات وحدها في مواجهة أوضاع كهذه». وأشار إلى أن «اللاجئين الذين فروا من بلادهم هرباً من النزاعات والقمع، يشكلون 25,4 مليون شخص من أصل 68,5 مليون نازح أي بزيادة 2,9 مليون بالمقارنة مع 2016 وأيضاً في ما يشكل أكبر زيادة في عام واحد مسجلة لدى المفوضية».

في موازاة ذلك ازداد عدد طالبي اللجوء الذين لا يزالون ينتظرون الحصول على وضع لاجئ في أواخر 2017، بنحو 300 ألف شخص ليبلغ 3,1 مليون. أما النازحون فعددهم 40 مليوناً أي بتراجع طفيف عن 40,3 مليون سجلوا في عام 2016.
وفي ما يتعلق باللاجئين فإن خمسهم تقريباً من الفلسطينيين. أما الباقون فغالبيتهم من خمس دول فقط هي سوريا وأفغانستان وجنوب السودان وبورما والصومال.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية