المرصاد نت - متابعات
عملية جراحية دقيقة نفذها الجيش العربي السوري في عمق الغوطة الشرقية تثبت من جديد ان ملف الارهاب في سورية لا يُعالج الا في الميدان فمع بعض الجراح داخل غرفة عمليات الجيش العربي السوري استطاع في حوالي شهر تغيير خارطة السيطرة بشكل كبيرٍ في عمق الغوطة لمصلحته.
وتغيرت معها الخارطة السياسية في المنطقة بشكل عام بعد إخلاء طوق دمشق من الوجود المسلّح ما سيرخي بظلاله على المشهدين الاقليمي والدولي وستدخل الحرب على سورية مرحلة جديدة.
دمشق التي تسجل من جديد نصراً على الارهاب والارهابيين ضيقت بشكل كبير الخيارات على الرعاة الدوليين للمجموعات المسلحة هذا النصر المرتبط بانجازات اخرى كان ابرزها تحرير مدينة حلب والسيطرة على دير الزور والبادية وصولا الى الحدود العراقية ساعد في تفريغ قوة كبيرة من الجيش والحلفاء لمعركة الغوطة الذي استفاد من مسرح عمليات كان قد حرره عام 2014 ساهم في زيادة هامش المناورة العسكرية الدفاعية الهجومية والاستفادة من الوسائط النارية الثقيلة والمتوسطة بالشكل الامثل وبالوقت القياسي.
هذه الانجازات المرتبطة ببعضها كسلسلة واحدة جعلت الامريكي ومن خلفه السعودي يدركون ان ما يجري في الغوطة الشرقية جاء لتحقيق اهداف استراتيجية كان ابرزها، ارتباط الغوطة الشرقية بالمشروع الامريكي الذي يسعى للحفاظ على مساحة جغرافية تمتد من قاعدة التنف على الحدود السورية العراقية الاردنية حتى عمق الغوطة يتوازى مع تواجد القوات الامريكية شمال قاعدة التنف في محافظة الحسكة حيث تشكل الغوطة بهذين الخطين المتوازيين الثقل الجغرافي الاستراتيجي ورأس السهم باتجاه العاصمة دمشق، بعد محاولة الامريكي ربط رأس السهم هذا بالبادية وقاعدة التنف وهو ما يبرر الاستنفار الامريكي والصهيوني بعد انطلاق العملية العسكرية.
بالطبع هذا كله يرتبط سياسياً بامتلاك دمشق الثقل الاستراتيجي في تأمين محيط العاصمة ما يجعلها تدخل بأي محادثات او مفاوضات سياسية جديدة بثقل اكبر، ويؤسس لمرحلة جديدة في الحل السياسي للحرب المفروضة على سورية.
اما في الميدان اعتمد الجيش السوري على تكتيك العزل والتطويق واستهداف مواقعهم ومقراتهم وخطوط امدادهم واخلائهم عبر سلاحي الطيران والمدفعية، بكثافة نارية عالية، كسرت الخطوط الدفاعية الاولى للمسلحين وكُسِرَ مع تلك الخطوط القدرة الادراكية للمسلحين، وسريعا وصلوا الى الانهيار العسكري، بعد ان قَسم الجيش الغوطة الى قسمين شمالي وجنوبي مستفيداً من مسرح عمليات واسع اربك المسلحين وجعلهم في مواقع دفاعية فوضوية، بعيدة عن التحصينات الهندسية، نظرا لاتساع رقعة العمليات، ليحصر بعدها المجموعات المسلحة في جيوب جغرافية تفتقد الامكانية للمناورة العسكرية او عمليات الاخلاء او الامداد، ودون عمق استراتيجي يسمح لها بالدفاع، ما ادى الى الاذعان لشروط الجيش السوري وخروج المسلحين من حرستا وقرى القطاع الاوسط للغوطة وهي زملكا وعربين وعين ترما وحزة وحي جوبر شرق دمشق، ليحصر مسلحي ما يسمى بجيش الاسلام بمساحة جغرافية لا تتجاوز العشرين كيلومتراً مربعاً.
عاصفة اللهب التي اطلقها الجيش السوري في الغوطة الشرقية، وساهمت باقرار المسلحين بالهزيمة وطلبهم الخروج بالباصات الى ادلب، ان كان في حرستا او في عربين وما حولها، وحتى انتظار تسوية خاصة بمدينة دوما، افقدت المجموعات المسحلة مساحة جغرافية واسعة كانت تمتد من الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحمص، حتى بلدة النشابية في عمق الغوطة الشرقية، بالاضافة الى عشرات الالاف من المدنيين الذين كانوا يستخدموا كورقة ضغط سياسية، وما يثير الانتباه ان احد اهم شروط تلك المجموعات المسحلة من الغوطة الشرقية الى ادلب، هو لون الباصات الاخضر المستخدم في هكذا عمليات، الامر الذي يثير السخرية حقاً، ان تطلب تلك المجموعات المسلحة ان تكون الباصات التي ستقلهم بألوان غير الاخضر، خوفاً من ارتباط هذا اللون بعقلهم الباطن بالذل والاذعان لشروط الدولة والجيش، بعد ان اصبح الباص الاخضر علامة وطنية مسجلة للجيش السوري بعد كل عملية عسكرية وخروج المسلحين.
وبالنتيجة يشكل حسم معركة الغوطة الانجاز الاغلى على قلوب السوريين والذي لا يقل ابدا عن تحرير مدينة حلب ودير الزور والبادية ومدينة حمص، كون الامر متعلق بأمن العاصمة واستعادة هيبة الدولة على الحزام المحيط بدمشق، وما يجعل الشارع السوري يشعر بالفرح اقتراب القوات السورية من طرق ابواب دوما اكبر مدن ريف دمشق، وانتهاء كابوس قذائف الهاون، الذي سيطلق سراح ثمانية ملايين مواطن سوري يعيش في دمشق بعدياً عن القذائف.
المزيد في هذا القسم:
- الأتفاق النووي يباعد بين أوروبا وواشنطن ... أجتماع خماسي في فيينا المرصاد نت - متابعات يباعد الموقف من الاتفاق النووي يوماً بعد آخر بين كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي وقت تواصل واشنطن مسلسل العقوبات ضد إيران ل...
- مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والمحتلين في الضفة! المرصاد نت - متابعات اندلعت اليوم مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني في مخيم العروب قرب الخليل وشمال مدينة بيت لحم في "يوم الغضب الفلسطيني". وانط...
- السيسي: لا أزمة بين مصر وإثيوبيا والسودان ونحن "دولة واحدة" المرصاد نت - متابعات أكّد الرئيس عبد الفتاح السيسي ألا أزمة بين مصر وإثيوبيا والسودان وأن الدول الثلاث "دولة واحدة" جاء ذلك في القمة الثلاثية التي عُقدت بين ا...
- بطاريات باتريوت الناتو على الحدود التركية السورية المرصاد نت - روسيا اليوم بدأت قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) أعمال نشر بطاريات نظام الدفاع الجوي (باتريوت) في ولاية قهرمان مرعش جنوبي تركيا للتصدي لهجمات محت...
- أوباما يعارض مقاضاة السعودية بشأن اعتداءات 11 سبتمبر المرصاد نت - متابعات أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس عشية زيارته إلى السعودية معارضته مشروع قانون ينظر فيه الكونغرس ويجيز للقضاء الأميركي محاكمة مسؤول...
- تمديد حالة الطوارئ للمرة الثالثة واحتجاجات غاضبة ضد صلاحيات أردوغان المطلقة بعد الدستور المرصاد نت - متابعات أعلن نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي أن الحكومة التركية قررت تمديد حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر إضافية بدأ من غد الأربعاء ...
- المقدسيات يرابطن على أبواب الأقصى ويرفضن الدخول عبر البوابات الإلكترونية المرصاد نت - متابعات لا تزال ردود الفعل الفلسطينية على وضع شرطة العدو الإسرائيلي بوابات إلكترونية لكشف السلاح على أبواب المسجد الأقصى تتوالى وتتصاعد رفضاً لهذ...
- أزمة السعودية تعد مؤشراً على تغيّر السياسة الخارجية الأميركية؟ المرصاد نت - متابعات رأى الباحثان الإسرائيليان إلداد شافيت وآري هايشتاين في مقالة مشتركة لهما في موقع "ذا ناشيونال انترست" أن رد الولايات المتحدة الضعيف على ا...
- استشهاد العميد عصام زهر الدين قائد قوات الحرس الجمهوري بدير الزور المرصاد نت - متابعات أستشهد العميد عصام زهر الدين قائد قوات الحرس الجمهوري بدير الزور بانفجار لغم أرضي بحويجة صكر أثناء تقدّم القوات التي يقودها. كان له دو...
- ليبرمان : يدعو لتسوية شاملة مع السعودية ودول الخليج المرصاد نت - متابعات قال وزير أمن العدو الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إنّ كلّ واحد ربط مصيره بإسرائيل خسر "من جدّ الملك عبد الله إلى أنور السادات إلى بشير الجميّ...