دهاليز الديبلوماسية الأمريكية في الحرب على اليمنيين وتجويعهم

المرصاد نت - متابعات

التقى بيلوفسكي وهو مدير رفيع لليمن في مجلس الأمن القومي في إدارة أوباما في 2016 بأقارب صالح سرياً لمناقشة شروط  انشقاق صالح ولكن عندما طالب “صالح” بالمقابلtollar2017.7.30 بإعادة تنصيبه رئيسا توترت الإدارة بشأن هذه الفكرة ورأى السفير الأمريكي تويلر الرئيس صالح انه فاسد وانتهازي واحتقر فكرته باستعادة الرئاسة..


في ليلة من ليالي منتصف أغسطس 2015 حلق سرب من الطائرات الحربية دائرياً فوق مدينة الحديدة الساحلية اليمنية ومذ ربيع ذلك العام شن التحالف الذي تقوده السعودية حملة قصف مدمرة. وكانت الولايات المتحدة تساعد التحالف في الاستهداف متحججة بأن إشرافها الدقيق على الضربات الجوية من شأنه أن يخفف من الخسائر المدنية.

و في تلك الليلة قامت الغارة التي شنها التحالف بهدم مرفأ السفن، فدمرت خمس رافعات ضخمة كانت أساسية وضرورية لتفريغ سفن الشحن. وتعتبر مدينة الحديدة اللصيقة بشاطئ البحر الأحمر نقطة دخول لما يقرب من 80 في المئة من المواد الغذائية المستوردة في اليمن.

و بدمار الرافعات تباطأ تدفق السلع إلى البلد إلى مستو ضئيل فسارع المجتمع الدولي إلى درء المجاعة تبرعت الحكومة الأمريكية بـ 3,9 مليون دولار لبرنامج الغذاء العالمي لشراء رافعات جديدة والتي استغرقت شهورا للوصول. وعندما فعلوا ذلك، قام التحالف بقيادة السعودية بمنع دخول السفينة التي كانت تحملهم. ومع تسارع المجاعة أبحرت الرافعات عائدة إلى دبي. واتهمت منظمات المعونة التحالف بانتهاج استراتيجية متعمدة لتجويع اليمنيين وهو ما أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في القرن الواحد والعشرين.

و بالرغم من أن الولايات المتحدة دفعت ثمن الرافعات فإن أحد كبار الدبلوماسيين الأمريكيين عارض تسليمها. وحاجج ماثيو تويلر السفير الأمريكي لدى اليمن إنه لم يكن هناك من طائل لتسليم المعدات لأنها قد تُدمر إما بقنابل التحالف أو المعارضة الحوثية أو هجوم عسكري مستقبلي من جانب الإمارات العربية المتحدة.

و لم يجر تسليم الرافعات بعد. ووفقا لما ذكره عديد من المسؤولين الحاليين والسابقين في وزارة الخارجية، فإن النكسة كانت ميزة ملازمة لـ”تولر” السفير الأمريكي الأول المعني بالارتباط الدبلوماسي مع التحالف السعودي والذي كثيراً ما اتخذ مواقف متعاطفة مع السعوديين ومعادية للمتمردين الحوثيين.

و كان تولر ولا يزال شخصية مركزية في مفاوضات السلام التي لم تؤد إلى اتفاق سلام أو وقف دائم للأعمال العدائية. وفي الوقت الذي تعثرت فيه المحادثات انتشر وباء الكوليرا ليصبح خارج السيطرة، وضعفت البنية التحتية للدولة لتستحيل خراباً ومن المتوقع أن يموت نحو 50 ألف طفل من المرض والمجاعة مع حلول نهاية هذا العام.

و تستند هذه الصورة التي نقدمها هنا عن تولر ودوره في مفاوضات السلام الفاشلة إلى مقابلات مع ستة من كبار المسؤولين الحاليين والسابقين في وزارة الخارجية والأمن القومي الذين عملوا بشكل وثيق مع تولر. وطلب جميعهم إخفاء هوياتهم كيما يقومون بتشارك التفاصيل الحساسة دبلوماسيا.

تولر هو موظف مسئول في الخدمة الخارجية وشغل وظائف في جميع أنحاء الشرق الأوسط وعمل في مصر والعراق والكويت. خريج جامعة “بريغنهام يونغ” ومدرسة “كينيدي” الحكومية في هارفارد وأب لخمسة وتدرج تصاعدياً في صفوف وزارة الخارجية، واكتسب سمعته كدبلوماسي يحظى باحترام كبير ومعرفة عميقة. وأصبح سفيرا لدى الكويت في عام 2011  ولفت قليل من الانتباه العام بصرف النظر عن المصادفة التي تجري مع “كيم كارداشيان”.

و في الوقت نفسه هددت احتجاجات الربيع العربي عرش الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي حكم منذ فترة طويلة. وتولى عبد ربه منصور هادي نائب صالح قيادة الحكومة كجزء من اتفاقية تم التوصل إليها بوساطة دولية. وجرى تعزيز سلطته لاحقاً بانتخابات بمرشح وحيد لم يظهر فيها إلا اسمه في صناديق الاقتراع.

و لكن في محاولة منه للعودة إلى السلطة شكل صالح تحالفاً مع أعدائه السابقين، الحوثيين. وفي 2014، دخلوا العاصمة ووضعوا هادي تحت الإقامة الجبرية. وقد فر هادي من البلاد في مارس 2015؛ وبعد ذلك بوقت قصير بدأت السعودية حربها الجوية لإعادته إلى السلطة.

و ينحدر الحوثيون أساساً من الطائفة الزيدية وهي جماعة شيعية حكمت مملكة لمدة ألف سنة في شمال اليمن حتى 1962. ووفقا لما ذكره السيد عبد الملك الحوثي فإنهم يقودون ثورة وطنية ضد المسؤولين الفاسدين والمتطرفين الإسلاميين وحلفاءهم الأجانب. ومع ذلك فان الجماعة نفسها تدعمها إيران مع أن مدى دعم إيران ونفوذها كثيرا ما يكون مبالغاً فيه. وحذرت إيران الحوثيين بألاَ يدخلوا العاصمة على سبيل المثال ولم يستجب الحوثيون لتحذيراتها وهو قرار يمكن القول انه قد حرك الأزمة التي تعصف بالبلد اليوم.

و قد جرى تعيين تولر سفيرا لدى اليمن في مارس 2014 وبعد ذلك بعام قامت الولايات المتحدة بإجلاء سفارتها في صنعاء. كانت السعودية ومؤيدوها في الغرب بما في ذلك إدارة أوباما يتوقعون أن تنتهي الحرب بسرعة. وكان قرار مجلس الأمن 2216 التابع للأمم المتحدة طالب الحوثيين بالانسحاب ورفع يده عن الجيش وأكد أن “هادي” هو الرئيس الشرعي.

كانت هذه بمثابة شروط منتصر يعرضها لعدو (يفترض أنه) مهزوم. ومع ذلك كان من الواضح أن الحرب لن تنتهي بسرعة بحلول نهاية 2015. ومع انشغال وزير الخارجية جون كيري بأزمات أكثر إلحاحاً مثل الوضع في سوريا تركت الديبلوماسية لـ تولر الحبل على الغارب ليتولى إدارة الأمور بسياساته الخاصة.

و وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين وفي وزارة الخارجية، ألقى تولر بكل ثقله مسانداً خطة سلام أحادية الجانب خاصة بهادي والمملكة السعودية استندت إلى قرار الأمم المتحدة رقم 2216. ويقضي هيكلها بأن يسلم الحوثيون مباشرة أسلحتهم ويغادرون العاصمة والإبقاء على مستقبلهم السياسي غير محدداً. على أن تقرر المحادثات اللاحقة ماهية الدور الذي يمكن أن يسند للحوثيين في الحكومة اليمنية المستقبلية.   

كما تقضي الخطة أن يثق الحوثيون أن الأطراف التي كانت حينها تقوم بقصفهم سوف تمنحهم مقعداً في الطاولة (الحكومة). كانت تبدو غير واقعية إلى حد ما حيث يشك بعض النقاد بأنها كانت عرض ماكر ومعيق عن قصد من قبل هادي يهدف إلى تقويض المحادثات. وأخبر ديبلوماسي رويترز: “بوضع مخاطر المحادثات كبيرة هكذا بحيث لا يقبلها الجانب الآخر”.

و قال مسؤولون حاليون وسابقون في وزارة الخارجية إن تولر الذي مثل الولايات المتحدة في محادثات السلام التي بدأت في 2015 لم يضغط علي السعوديين أو هادي لعرض شروط أفضل على الحوثيين. وعلى سبيل السياسة عارض السيد تولر أن يكون للحوثيين أي دور في حكومة اليمن المستقبلية. وبدلا من ذلك  أخبر الحوثيين بأنه ينبغي عليهم الموافقة علي الخطة قبل أن تتفاقم الحالة الإنسانية.

و قال محمد عبد السلام المتحدث باسم أنصار الله والمفاوض عنها في وقت لاحق ان تولر ذهب إلى ابعد من هادي أو السعوديين في الضغط عليه لقبول الصفقة. وحد قول عبد السلام هدد تولر بأن التحالف سوف يشن حرباً اقتصادية على اليمن إذا لم يقبل الحوثيون الاستسلام الفوري.

و قال عبد السلام في خطاب ألقاه في 2017 إن “الاجتماع الأخير كان مع السفير الأمريكي والسفراء الـ18”. و أضاف: “عليك قبل الاتفاق إما أن توقع عليه أو ستواجه حصار اقتصادي. سوف ننقل البنك ونصد الواردات ونغلق مطار صنعاء”. هذا هو بالضبط ما قاله بحضور الجميع.

و كانت مصادر متعددة في واشنطن اطلعت على المفاوضات قالت إن رواية عبد السلام تتفق بالفعل مع موقف تولر بأن الحوثيين كان عليهم قبول الاتفاق كما هو والا فإن الشعب اليمني سيواجه تدهورا في الأوضاع الإنسانية وان لم تكن المصادر في حجرة المحادثات.

ما إذا كان تولر هو صاحب هذا التهديد المحدد من عدمه يبقى من الجدير بالذكر إن المفاوض اليمني سوف يخرج مثل هذه التهمة إلى العلن. وعلى أقل تقدير فان بيان عبد السلام يوحي بعدم الثقة العميقة بين تولر وطرف رئيسي في الصراع.

و بحلول ربيع 2016 بعد مضي أكثر من عام من الحرب بدأ الجميع في البيت الأبيض في عهد أوباما ووزارة الخارجية بالتساؤل لماذا كان يدفع تولر بمثل هذه الخطة من جانب واحد.

في مايو 2016 أرسل جون فينر وهو رئيس طاقم جون كيري ببريد إلكتروني إلى تولر يسأله لماذا لم يدعم تشكيل حكومة وحدة وطنية. بحيث ستضم مثل هكذا حكومة أعضاء من مختلف الفصائل بما يعطي الحوثيين مقعدا على الطاولة على شكل مناصب وزارية أو أدوار أخرى.

و كان البريد الإلكتروني واحدا من عديد تواصلات مع تولر والذي تم توزيعه على نطاق واسع في جميع أنحاء وزارة الخارجية. وقد وصفت محتوياته ومضامين الاتصالات الأخرى مع تولر بشأن الموضوع لصحيفة الـ”إنترسبت” وأكدها عديد من المسؤولين السابقين.

و قد أعقبت مخاوف فينر مخاوف جديدة لدى إريك بيلوفسكي وهو مدير رفيع لليمن في مجلس الأمن القومي لإدارة أوباما والذي كتب بدوره أيضا إلى تولر مباشرة. وحث فينر وبلوفسكي كلاهما في رسائلهم الإليكترونية إلى تولر بالعودة إلى الإطار الذي قدمه قرار الأمم المتحدة رقم 2216 وعرض شيء على الحوثيين قد يقبلونه فعلا.

و رد السيد تولر بقوله إن الحوثيين كانوا يتفاوضون بسوء نية. وقال إن “صالح” سبق أن انتهك الاتفاق الذي جرى التوسط بشأنه دولياً والذي نصب هادي في سدة الحكم وحاجج إذا كيف لن يجرى انتهاك الاتفاق المستقبلي الذي حدد لهم دورا محدودا في الحكومة..؟

و جرى تعميم التبادل الكامل للآراء المختلفة على نطاق واسع في نطاق وزارة الخارجية ووصف عديد من المسؤولين السابقين محتوياته وأكدوها. ورفض فينر وبلوفسكي على حد سواء في التعليق عليه.

و مع تمديد المفاوضات بدأ مسؤولو وزارة الخارجية في العاصمة يشعرون بأنهم كما لو كانوا مغيبين عما كان يفعله (تولر) بالضبط. وقد دفع ذلك موظفي كيري إلى تلقي المزيد من التحديثات المتكررة. وعندما ظهرت تقارير صحفية عن المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود ضغط فينر على تولر مرة أخرى: كيف لم يدفع بالمفاوضات نحو فكرة حكومة وحدة وطنية..؟

في هذه المرة، قدم السيد تولر ردا مختلفا مفاده أنه سبق وأن نقل إلى العاصمة واشنطن دي سي انه يعتقد أن حكومة وحدة وطنية ستكون أقل حرصاً على خدمة مصالح الولايات المتحدة في اليمن. ستكون اقل تقبلا وانفتاحاً لجهود الولايات المتحدة في مكافحة القاعدة في اليمن وانها لن تؤمن الحدود الجنوبية للمملكة السعودية. (ومن المفارقات أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يقاتل في الواقع إلى جانب التحالف وضد الجيش واللجان الشعبية اليمنية).

و أرسل كيري إلى تولر مجموعة جديدة من التعليمات يوجهه فيها لتغيير نهجه. وأخبر كيري تولر إنه بحاجة لأن يتعهد للحوثيين بدور في الحكومة المستقبلية وأن الخطط الخاصة بنزع سلاح الحوثيين وانسحابهم يجب يتحقق تدريجيا لنؤكد لهم إن المجتمع الدولي سيحترم اتفاقهم. وأخيرا وجد كيري أيضا أن هادي زعيم غير فعال ويعتقد ان الولايات المتحدة يجب أن تكف عن طلب عودته رئيس للدولة.

إلا أن وزير الخارجية لم يثق بأن تولر سينفذ تعليماته ورأى كيري انه يتعين عليه المشاركة في المحادثات للدفع بمقاربة جديدة، وانه قضى الجزء المتبقي من 2016 في المشاركة في مفاوضات السلام اليمنية. بل إن كيري التقى شخصيا بممثلي الحوثيين الذين كانوا يشعرون بالإحباط مع تولر. وفي الوقت نفسه قال تولر إن تدخل كيري شخصيا في المحادثات كان سابقا لأوانه ولن يحصل على النتيجة التي يريدها كيري.

و في تصريح لـ”إنترسبت” وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نورت، تولر بأنه “دبلوماسي متفرغ” وقالت انه يتمتع “بالثقة الكاملة” في الإدارة الجديدة.

و قالت نورت إن “سياسة الولايات المتحدة في اليمن لا تزال دون تغيير: وهو أن نعمل مع شركائنا الدوليين لإحلال السلام والرخاء والأمن في اليمن”. وقد أيدنا باستمرار عمل المبعوث الخاص للأمم الخاصة ومفاوضات السلام الشاملة تحت رعاية الأمم الخاصة”.

 و قد مددت إدارة ترامب وظيفة تولر وهو يواصل العمل كسفير. وفي الوقت نفسه تعثرت المحاولات الرامية إلى استئناف محادثات السلام. وشكك الحوثيون في نزاهة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد ورفضوا مقابلته. بيد أن تولر وقف بجانب أحمد محاججاً بأنه يجب أن يضطلع بدور في المحادثات المستقبلية.

لقد شهدت وزارة الخارجية في ظل الإدارة الجديدة أيضاً ضعفاً في دورها الدبلوماسي. وقد جرى تدوير سفراء الشرق الأوسط ومدراء الخارجية في مهام وظائف دبلوماسية في نطاق وزاره الخارجية بمن فيهم وزير الخارجية وبدأوا بالتشكل كجماعة ضغط حول صهر ترامب “جاريد كوشنر” مباشرة. ويقال ان كوشنر كان على اتصال منتظم مع السفير الإماراتي يوسف العتيبه وانه قام برحلة غير معلنة في وقت سابق من هذا العام للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مهندس الحرب اليمنية قبيل أيام قلائل فقط من إطلاقه حملة محلية في الداخل السعودي.

و طوال محادثات السلام اعتقد تولر إن الحوثيين لن يتفاوضوا بحسن نية ما لم يجبروا على طاولة المفاوضات. وبعد انتهاء المحادثات الكويتية في أغسطس 2016 دعا تولر إلى نقل البنك المركزي اليمني من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون. وأصبحت المسألة في نهاية المطاف نقطة شائكة في مراسلاته مع فينر الذي أعرب عن قلقه إزاء الآثار الإنسانية.

و حاجج تويلر بأن الحوثيين كانوا على الأرجح يستخدمون الأموال في المقام الأول لدفع تكاليف مؤيديهم وانه بنقل البنك إلى عدن فإن ذلك سيخدم الجمهور اليمني على نطاق أوسع. إلا أن المسؤولين في وزارة الخارجية كانوا متخوفين وقبل أن تدعم إدارة أوباما هذه الخطوة، فإنهم يريدون ضمانات بأن البنك الجديد سيوزع الأموال بالفعل في سبيل مصلحة العامة.

بيد أنهم لم يحصلوا على هذه الضمانات أبداً وحين قام هادي بنقل البنك في سبتمبر 2016 كان ذلك بدون دعم رسمي من الولايات المتحدة بما يعكس العلاقات المتدهورة بين تولر والمسئولين في واشنطن، غير أن بعض المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية شكوا بأن تولر كان قد دعم الفكرة في الرياض بشكل ناعم.

و أدت هذه الخطوة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ما جعل من الصعب استيراد القمح إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وترك حكومة الأمر الواقع في صنعاء عاجزة عن دفع أجور موظفي الخدمة المدنية والعاملين في المستشفيات.

و في الشهر الماضي طالبت نورت المتحدثة باسم وزاره الخارجية السعودية المملكة السعودية إلى فتح موانئها أمام المنظمات الإنسانية. وفي تصريح أدلت به لـ”إنترسبت”، أنكرت أن تولر أيد أي تدابير اقتصادية قمعية.

و قالت إن “السفير تولر لم يؤيد أبدا الإجراءات التي أدت إلى تفاقم المعاناة الاقتصادية والإنسانية في اليمن”. “أعرب السفير تولر مرارا وتكرارا عن قلقه البالغ ودعا بقوة وبنجاح في كثير من الأحيان حكومة الجمهورية اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية لإزالة الإجراءات التي تسهم في الأزمة الإنسانية الجارية أو التخفيف من حدة مثل هذه الإجراءات التي سببتها الحرب في اليمن.

استغرقت إدارة أوباما وطوال 2016 بفكرة محاولة عزل الحوثيين عن طريق قلب صالح ضدهم. واعتقد البعض انه إذا أمكن إقناع صالح بتعديل تحالفه معهم إلى تحالف مع المملكة السعودية فإن ذلك من شأنه أن يشق تحالف العدو وربما ينهي الحرب. وقد التقى بيلوفسكي (وهو مدير رفيع لليمن في مجلس الأمن القومي في إدارة أوباما) بأقارب صالح سرياً لمناقشة الشروط ولكن عندما طالب صالح بإعادة تنصيبه رئيسا في المقابل توترت الإدارة بشأن هذه الفكرة.

و رأى تولر الرئيس صالح انه فاسد وانتهازي واحتقر فكرته باستعادة الرئاسة بيد أنه مع تزايد التوترات بين صالح والحوثيين بحلول سبتمبر من 2017 أعاد تولر النظر في فكرة استغلال الشق. وأخبر تولر وزارة الخارجية انه يعتقد انه من المحتمل أن يحدث انشقاق بين صالح والحوثي وأن ثمة فرصة يمكن للولايات المتحدة الاستفادة منها. واقترح أن تعد وزارة الخارجية كتاباً أبيضاً (استراتيجية) حول كيفية استغلال التوترات.

و قد شك البعض في وزاره الخارجية بأن تولر كان على علم بالانشقاق القادم من واقع نقاشاته مع السعوديين والإماراتيين وانه أعطى مباركته للخطة بالمضي قدما بصمت.

و رفضت وزاره الخارجية التعليق على أي خطة لتحويل موقف صالح بالقول أن الوكالة لا تعلق على المداولات الداخلية.

و كان صالح قد عرض في وقت سابق من هذا الشهر “فتح صفحة جديدة” مع التحالف ودعا أنصاره إلى محاربة الحوثيين. وتحولت صنعاء لمدة 72 ساعة إلى ساحة حرب حيث حارب أنصار صالح الحوثيين مدعومين بالضربات الجوية التي شنها التحالف. بيد أن الاستراتيجية الجديدة لم تتضمن خطة انسحاب لـ”صالح” وقتل أثناء محاولته الفرار من المدينة بالسيارة.

و بعد مضي سنوات من الانسداد أدى رحيل صالح إلى غور مستقبل الحرب في اليمن في غموض عميق. وأفادت تقارير صحفية في الأيام التي تلت مقتله عن حجب الإنترنت في جميع أنحاء البلاد.

و في غضون ذلك هناك ما يقرب من 17 مليون شخص على شفا المجاعة. وحذر مارك لوكوك كبير مسئولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إن الوضع سيزداد سوءا إن استمر الحصار الذي فرضه التحالف. و أضاف “ستكون أكبر مجاعة شهدها العالم منذ بضع عقود. كما أضاف “سيكون هناك ملايين من الضحايا”.

أليكس ايمونز – صحيفة الانترسبت

المزيد في هذا القسم: