المرصاد نت - حمزة الخنسا
شكّل مقتل علي عبدالله صالح فرصة مناسبة لـ«التحالف السعودي» من أجل محاولة الاستفادة من التداعيات المحتملة لخلق واقع ميداني ينعكس على صورة الواقع السياسي داخل صنعاء وخارجها.
وتولّت الإمارات تحريك جبهة الساحل الغربي لتعز لتحقيق الهدف العام لـ«التحالف»،والهدف الخاص بها المتعلّق بـ«تمدّدها» على الخطّ الساحلي لليمن حيث تكثر الموانئ
في خضم المواجهة التي كانت مشتعلة بين «الحليفين اللدودَين» في صنعاء خرج هادي في بيان من الرياض معلناً إطلاق حملة عسكرية باسم «صنعاء العروبة» لتحرير العاصمة اليمنية من «أنصار الله». عنوان الحملة وتوقيتها كانا مقتبسَين من الاداء الإعلامي للماكينة السعودية وبهَدي أيضاً من بيان «التحالف» الذي تقوده الرياض والذي حرص منذ اللحظة الأولى لاندلاع شرارة الأحداث في الحي السياسي في صنعاء على الاستثمار في الخلاف المتصاعد بين الرئيس الراحل علي عبدالله صالح و«أنصار الله».
في الرابع من الشهر الجاري أعلن مصدر في حكومة هادي المقيمة في الرياض أن هادي «أصدر توجيهات إلى نائبه الفريق علي محسن الأحمر المتواجد في مأرب بسرعة تقدّم الوحدات العسكرية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية نحو العاصمة صنعاء». غير أن أيّ تقدّم على هذا الخط لم يُلحظ حتى الساعة. في المقابل نشطت «المقاومة الجنوبية»، المدعومة من الإمارات على خطّ الساحل الغربي لمدينة تعز وأعلنت أنها بمساندة قوات هادي أعادت تنشيط عمليات «الرمح الذهبي» لتحرير مناطق الساحل الغربي بعد أشهر من الركود. وبعد ساعات أعلنت القوات المسلحة الإماراتية «السيطرة علي مدينة الخوخة الساحلية التابعة لمحافظة الحديدة بالكامل ».
الإعلان الإماراتي أثار حفيظة «مؤيدي الشرعية» في جنوب اليمن الذين ساءهم «احتكار الإماراتيين وجماعتهم النصروطمسهم تضحيات الجيش الوطني». لكن «المجلس الانتقالي الجنوبي» الإماراتيّ النشأة والدعم، يحرص على تظهير دور وزير الدفاع اليمني الأسبق هيثم قاسم طاهر رجُل الإمارات القوي في «المقاومة الجنوبية» الذي من خلاله تضع الإمارات ثقلها في معركة الشريط الساحلي الذي يضم 3 موانئ في مناطقه السبع الأساسية وهي على التوالي: المخا وميناؤها الخوخة الحديدة وميناؤها الصليف وميناؤها عبس، حرض، وميدي.
نجحت الميليشيات المدعومة من الإمارات في انتزاع السيطرة على المخا في شباط الماضي انضمت المديرية التابعة إدارياً لمحافظة تعز إلى «الكانتون» الإماراتي الممتد في جنوب اليمن بعد أن حوّلت أبو ظبي ميناءها الذي يبعد نحو ستة كيلومترات فقط عن مضيق باب المندب إلى ثكنة عسكرية وأحاطته بسور ضخم.
عين الإمارات بعد المخا على الحديدة ومينائها والصليف ومينائها مروراً بعبس وحرض وصولاً إلى اللسان البحري في ميدي حيث مشروع بناء الميناء فيها يتنظر الاستكمال. على أن موقع مديريّتَي حرض وميدي مهم أيضاً بالنسبة إلى السعودية حيث تتصلان بها براً وبحراً وترتبطان بمحافظات صعدة وحجة والحديدة.
أحداث صنعاء شكّلت وقود دفعٍ لمشروع «التحالف» في الشريط الساحلي، وبناءً على تداعياتها، تم تذخير «الرمح الذهبي» من جديد. منذ فجر الأربعاء، تدور معارك ضارية بين «أنصار الله» والقوات المهاجمة التي تضم «المقاومة الجنوبية» والقوات التابعة لحكومة هادي، حتى أُعلن أمس السيطرة على مديرية الخوخة الواقعة مباشرة بعد المخا.
مصادر جنوبية رأت أن السيطرة على الخوخة تكتسب أهميتها من كونها بوابة مدينة الحديدة، وتؤكد «استمرار عمليات الرمح الذهبي حتى تحرير مناطق الساحل الغربي وإحكام السيطرة على جميع الموانئ والمدن الساحلية». التفاؤل الجنوبي بمجريات المعارك في الخوخا يمتد إلى الحديث عن «العزم على إغلاق طريق تهريب الأسلحة من إيران إلى الانقلابيين الحوثيين، وتعزيز الملاحة الآمنة عبر باب المندب».
على المقلب الآخر تنفي مصادر عسكرية يمنية سقوط الخوخة بأيدي «مرتزقة العدوان» وتتحدّث عن «عمليات كرّ وفرّ لم يُنتج منها سيطرة مرتزقة العدوان على المديرية». تضع المصادر محاولات التقدّم في الساحل الغربي في إطار «حاجة قوى العدوان لتغيير الوضع القائم خصوصاً بعد خسارته آخر أوراقه عقب إجهاض المحاولة الانقلابية في صنعاء التي قام بها الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعته». وتتحدّث أيضاً عن «تجهيزات ستفاجئ قوى العدوان في الساعات المقبلة» وترى أن «معركة الساحل ستكون آخر معاركنا معهم بعد سقوط صالح».
تعطي القوات اليمنية المشتركة الأهمية القصوى لـ«تأمين الجبهة الداخلية وتعزيز حالة الصمود وإنشاء شراكة واسعة مع مختلف المكوّنات السياسية من ضمنها التيارات الوطنية المناهضة للعدوان داخل حزب المؤتمر الشعبي العام» لكنها تحذّر من أن «تداعيات معركة الساحل ستكرّس معادلة فك الحصار ووقف العدوان مقابل أمن الممرات المائية، ومنها مضيق باب المندب وكل عواصم العدوان».
المعارك الدائرة على الشريط الساحلي لا أثر مباشراً لها على العاصمة صنعاء كجبهة مواجهة متقدّمة أمام زحف قوات «التحالف» غير أن «أنصار الله» تحظى بنفوذ كبير في صفوف اثنتَين من أكبر قبائل طوق صنعاء (بني مطر والحَيمتين) اللتين تُشرفان من موقع جغرافي مرتفع،على خط الحديدة صنعاء من جهة شرق الحديدة الواقعة على بُعد نحو 280 كلم عن العاصمة ما يمنحها «خطوط دفاع» متقدّمة جداً.
الموانئ لمواجهة «غوادر»!
لا تنفصل جهود الإمارات العسكرية للسيطرة على موانئ اليمن وشريطه الساحلي عن جهودها في التفكير في تعزيز دور دبي الاقتصادي على مستوى العالم والمنطقة. اليوم، تشعر دبي بتهديد جدّي من مشروع ميناء غوادر في باكستان، الذي يُعدّ «مشروعاً مُغيِّراً لقواعد اللعبة، من شأنه أن يعيد صياغة الأجندة الاقتصادية للمنطقة بأسرها (...) ويهدّد التأثير الاستراتيجي لدبي في المنطقة» بحسب مجموعة «أبون ديموكراسي» البحثية البريطانية. القلق الأكبر يكمن في أن موقع «غوادر» الاستراتيجي يمنح الصين ووسط آسيا إمكانية الوصول إلى منطقة الخليج والشرق الأوسط الأمر الذي يُشعل «الحرب الاقتصادية الباردة» بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، و«الدول الناشئة» على رأسها الصين من جهة ثانية.
وإضافة إلى المخا ومينائها تسيطر الإمارات على جزيرة ميون الواقعة بين اليمن وجيبوتي على مدخل مضيق باب المندب وحوّلت قسماً كبيراً من أراضيها إلى مناطق عسكرية مغلقة وعلى بلدة ذو باب مركز مديرية باب المندب غرب محافظة تعز. كذلك فرضت سيطرتها على جزيرة سقطرى التي تتميز بموقع مهم كونها نقطة التقاء المحيط الهندي مع كل من بحر العرب مع باب المندب قبالة شاطئ المُكلا وشواطئ الصومال علماً بأن دبي تضم سبع مناطق صناعية وثلاث مناطق حرة متخصّصة وميناءين ومطاراً دولياً رئيسياً وقرية شحن وشبكة طرق سريعة حديثة ومرافق اقتصادية وخدمية.
المزيد في هذا القسم:
- اجتماع الاردن.. ومحاولات انقاذ اتفاق السويد "الهش" ! المرصاد نت - متابعات رغم مرور نحو شهر على اتفاقات المشاورات اليمنية في العاصمة السويدية ستوكهولم والتي رعتها الأمم المتحدة إلا أن الوضع على الأرض لم يشهد تغير...
- الصواريخ الباليستيه.....عصا اليمن الطائله لاعداءه اينما كانوا المرصاد نت - متابعات الصواريخ الباليستيه.....عصا اليمن الطائله لاعداءه اينما كانوا وتجاربها أكتسحت المنطقه في الساحتين العسكريه والاعلاميه نبذه بين ماضي وحاضر...
- النخبة الشبوانية .. إذكاء الصراع القبلي واحتقان شعبي ! المرصاد نت - متابعات تتصاعد حدة الاحتجاجات الشعبية في محافظة شبوة (شرقي البلاد) ضد الممارسات التمزيقية التي تنتهجها قوات ما يسمى بـ«النخبة الشبوانية&raq...
- الجيش واللجان الشعبية تسيطر على مديرية الزاهر في البيضاء ودحر العناصر التكفيرية تمكن الجيش واللجان الشعبية اليوم من استعادة السيطرة على مديرية الزاهر التابعة لمحافظة البيضاء ، ودحر العناصر الارهابية التي كانت تتمركز فيها . وقال مدير شرطة...
- الإمارات تنهب ثروات سقطرى والصراع في اليمن أبعد من مسألة نفوذ وسيطرة ! المرصاد نت - متابعات كشفت مصادر خاصة بأن الإمارات المحتلة لجزيرة سطقرى تنهب الثروات اليمنية بالأطنان من الشعب المرجانية والأحجار النادرة في العام من هذه الجزي...
- الغارديان : أمريكا ستندم لمساعدتها السعودية في الحرب على اليمن المرصاد نت - أحمد عبدالرحمن “أمريكا تقتل الشعب اليمني” تملأ هذه العبارات العديد من الجدران في العاصمة صنعاء فالشعب اليمني الذي كان يتلقى القنابل ا...
- مقتل 20 من مرتزقة السعودية بصنعاء وإفشال مخططات للعدوان في نهم المرصاد نت - محافظات قال مصدر عسكري يمني الخميس إن عشرين شخصاً من مرتزقة العدوان السعودي قتلوا في المعارك التي دارت شرق العاصمة صنعاء. وذكر المصدر إ...
- (عاجل) الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام يعلن رفضهم للمبادرة التي تقدمت بها اليوم ا... قال الناطق الرسمي لأنصار الله (الحوثيين) محمد عبدالسلام في توضيح نشره على صفحتة في الفيس بوك أنه لم يصدر منهم أي موافقة بخصوص ما تم تداوله في بعض وسائل الإ...
- مطار صنعاء وإطلاق سراح أسرى: حوافز سعودية للتهدئة مع صنعاء! المرصاد نت - متابعات حوافز جديدة تعزز مسار التهدئة العسكرية يمنياً وهذه المرة من قبل النظام السعودي بإعلان الإفراج عن مئتي أسير يمنياً إلى جانب إعادة فتح مطار...
- طيران العدوان السعودي يعاود التحليق في أجواء المحافظات ورد عسكري في تعز المرصاد نت - محافظات عاود طيران العدوان السعودي اليوم الخميس تحليقه بشكل مكثف في أجواء عدد من المحافظات اليمنية ووفقاً لمصادر ميدانية فقد حلق الطيران السع...