المرصاد نت - متابعات
لم يعد خفيا ما تعانيه السياسة السعودية من إنهاك يهدد ثقلها في المنطقة جراء تساقط أوراقها في سوريا والعراق واليمن واخيرا خسارة ورقة الحريري أمام رد الفعل اللبناني الذكي
إضافة إلى الضغط المصري الذي نجح في كبح جماح مكابرتها هذا الانهاك الذي لم تعد تستطع مداراته عن أعين المراقبين والأطراف الدولية والأممية قد يلقي بظلاله على وضعها الهش في اليمن سيما في ظل انهيارات متسارعة لجبهات الموالين لها في الداخل وبقاء جبهاتها الحدودية تحت رحمة الجيش واللجان الشعبية ومدنها ومنشآتها تحت رحمة التهديدات الباليستية اليمنية باعتراف أمريكا التي حذرت رعاياها في المملكة منها.
لايبدو أن السعودية أدركت الفرق بين وضعها الإقليمي قبل مارس 2015م وبين وضعها اليوم على كل المستويات عسكريا وسياسيا واقتصاديا وحتى على مستوى وضعها الداخلي وصورتها إنسانيا في الذهنية الجمعية إقليميا ودوليا غير ذلك لا يعني بأي حال انها بالفعل لم تدرك ذلك حتى اللحظة بل من غير المعقول فالراجح انها في حين تنازع ورطتها داخل مستنقع الحرب على اليمن تلوذ بمكابرتها التي لن تخرجها من الورطة بل ربما تغرقها اكثر .
ذلك الاعتقاد يعززه استمرارها في المعركة بوتيرة اضعف بكثير مما كانت عليه قبل عام مثلا حتى وان ظهرت لهجة التهديد والوعيد في خطابها عالية السقف ، فالميدان يقول العكس تماما برغم استماتة الموالين لها في احراز اختراقات جديدة منذ ما يقارب العامين سيما شرق صنعاء .
كما ان وتيرة التعاون معها وحماس الاسناد اقليميا ودوليا من حولها تضعف وتتساقط بشكل دراماتيكي واضح ولعل خسائرها المتتالية لعدة ملفات في المنطقة وهي ملفات ثقيلة تركت أثرا بالغا على وزنها في المنطقة فلم يكن ليمر فشلها في سوريا والعراق دون ان تكون ارتداداته عليها بقدر ما القته من ثقلها اعلاميا وسياسيا وماليا وكل ما احرقته من اوراق اقتصادية وطائفية وعسكرية وسياسية ايضا لتأتي النتيجة عكسية كليا .
لو كانت السعودية قد قرأت ورطتها في اليمن وادركت حجم المأزق الذي وقعت فيه لما وقعت في حفرة لبنان مؤخرا ، قبل ان تصبح استقالة الحريري بمثابة الكبوة التي اوقعت حصان السعودية الجامح وجعلته اضحوكة المرحلة وهو يفقد هيبته وقيمته في وعي الانظمة التي تحفه وتدور حوله قبل الانظمة والاطراف التي تتربص به وبات النظام السعودي يتلقى النصائح الساخرة من اكثر من اتجاه بان تتوقف عن حربها على اليمن وتقر بفشلها .
لم يكن يتوقع احد ان تخرج الاطراف التي يفترض انها موالية للسعودية وعلى راسها حزب المستقبل الذي يرأسه الحريري نفسه لتقول للسعودية لا بل واكثر من ذلك يخرج وليد جنبلاط ليقول للسعودية اوقفي الحرب على اليمن كفى دمارا واستنزافا ويذكرها بفشل امبراطوريات قبلها في اليمن، معتبرا ان السعودية حولت اليمن الى افغانستان اخرى ، وهو موقف مفاجئ وثقيل على السعودية التي كانت تعتقد ان هناك نسخة اخرى من عبدربه منصور هادي وحلفائه في لبنان ويمكن ان يفتحوا لها الابواب والاجواء لتشن عدوانا اخر على بلادهم وهم يصفقون من داخل فنادقها في الرياض .
كما ان الدور المصري في اعادة الحريري الى بيروت الذي جاء على اثر رفضه التصويت على مشروع تصنيف حزب الله جماعة ارهابية والاعتراض على مشروع السعودية الرامي باتجاه التحرك لشن حرب ضد ايران يعزز ذلك الاعتقاد الذي يقول ان السعودية فقدت الكثير من ثقلها الذي كانت تعتمد عليه في تمرير اجنداتها على الاطراف الحليفة لها او بالاصح الشريكة لها، وهو خذلان آخذ في التوسع من قطر الى مصر الى السودان مؤخرا .
السودان الذي اعتمدت عليه السعودية ليكون الامداد اللامحدود بالذخيرة البشرية في حربها على اليمن سواء في جبهاتها الحدودية التي لم تحرز فيها اي تقدم وانما تحاول صد الهجمات المستمرة داخل اراضيها او جبهات ميدي والمخا التي التهمت الجيش السوداني بشراهة غير مسبوقة وجد نفسه مضطرا للفرار من مصير مقلق بل وخطر تقوده اليه مواصلة خدمة السعودية مقابل وعود برفع الملاحقات والعقوبات عن رئيسه علاوة على انه وجد نفسه امام مخطط انقلاب تموله السعودية وامريكا ، الامر الذي جعله يفز فجأة ويطلب الحماية الروسية ، وفي طريقه لسحب قواته من اليمن .
فهل ادركت السعودية تساقط المواقف من حولها وهشاشة وضعها في المنطقة ام انها ستمضي في مكابرتها وتقامر بما تبقى لديها من وزن لتخسر من الداخل والخارج في نفس الوقت؟ فاللاعب الامريكي في المنطقة لا يبدو انه على استعداد ان يواصل تغطيتها في معاركها الخاسرة على كل الاتجاهات من حولها بل من المتوقع ان يضعها في دائرة الاستهداف والتفكيك ومن الواضح انه بنفس القدر الذي يزرع بذور الكراهية لها في محيطها ، يزرع ايضا بذور الصراع الداخلي عبر دفع بن سلمان الى اعتقال عتاولة الاسرة واهانتهم وليس بعيدا ان تضغط الولايات المتحدة على بن سلمان ليطلق سراحهم محملين باحقادهم ليبدأ مسلسل صراع لا ينتهي الا بانهيار نظام ال سعود .
المواقف الدولية الداعية الى رفع الحصار والبحث عن مخرج من الحرب السعودية على اليمن تتقافز من هنا وهناك وحتى من امريكا نفسها وهي ليست مجرد صدفة بل تأتي ربما بناء على قراءة لمآلات الامور واهمها الفشل الحتمي للسعودية في اليمن او ربما من منطلق الحرص على اخراجها من المستنقع بعد ان استنفدت كل الخيارات التي استطاعت ان تشتريها بالمال من دعم وصمت دولي واسع .
يفسر ذلك ضعف الخيارات العسكرية في الميدان العسكري وتراجع الطلعات الجوية على اليمن مؤخرا عدا طلعات تستهدف مدنيين وهذا التراجع مؤشر على عدم قدرتها ان تحمل الكلفة العالية للطلعات ولا ان توفر القدر الترفي الذي اعتادت عليه من السلاح الجوي الذكي والذي استخدمته ببذخ دون ان تحقق اي نتائج وهو امر غاية في الخطورة بالنسبة لمنتجي السلاح الامريكيين والاوربيين الذين يعني لهم هزيمة في معركة سباق التسلح امام الاطراف الاخرى .
هذا علاوة على انكشاف عدم قدرتها على تحمل اعباء الحرب على كل الاصعدة وهو ما يشي به التراجع المهول للموالين لها في الجبهات من جهة وتعمق الخلافات فيما بين تلك الفصائل من جهة اخرى سيما في تعز التي تشهد صراعات مزمنة بين فصائل موالية للعدوان سلفية واخرى اخوانية ناهيك عما يجري في الجنوب اليمني .
لجوء السعودية لورقة الحصار الشامل على اليمن بما في ذلك المحافظات التي يفترض انها تحت سيطرة التحالف ليس مؤشر قوة وتمكن بقدر ماهو مؤشر ضعف وضيق في الخيارات الميدانية وفقدان ثقة في الواقع العسكري الذي فرضته وتدعمه ، كما انه ايضا فقدن ثقة في الاطراف الحليفة .
أخيرا .. هل تعي السعودية انها أصبحت تشك في قدرة قواتها البحرية والجوية في إحكام السيطرة على اليمن وهل صارت تتهم نفسها جدلا وهي لاتدري انها لا تستطيع منع دخول صواريخ باليستية الى اليمن من ايران ؟ ام انها لم تعد قادرة على ضبط الايقاع بين أدائها العسكري والاعلامي والسياسي ؟
قراءة : علي جاحز - البديل المصرية
المزيد في هذا القسم:
- إرادة اليمنيين: أقوى من آلة الحرب السعودية المرصاد نت - حسن زين الدين 3سنوات مرّت على عدوان التحالف بقيادة السعودية على اليمن. العدوان لم يوفّر الرياضة اليمنية التي تعرّضت لخسائر كبيرة لكن رغم ذلك فإ...
- وادي حضرموت على صعيد ساخن .. إستعدادات وتعزيزات لصراع بين أطراف التحالف! المرصاد نت - متابعات أحتدمت حالة التوتر بين السلطات الموالية لهادي في حضرموت وبين المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات الذي يقود حملة تحريض في حضرموت ضد ...
- مصادر إعلامية تكشف عن سبب تجدد المواجهات في أرحب وعلاقتها بعودة بعض قيادات حزب الإصلاح من ... كشفت مصادر إعلامية عن سبب تجدد إشتعال الأوضاع في مديرية أرحب ومحاولة إعادة المديرية إلى مربع الصراع والحروب ومحاولة إثارة الفتنة من جديد بعد توقيع اتفاق صلح وتع...
- طائرات أباتشي التحالف تقصف محيط تجمع أبناء قبائل شحن بالمهرة! المرصاد نت - متابعات قصفت طائرات سعودية صباح اليوم الاثنين 3 يونيو/حزيران 2019م محيط تجمع لقبائل مديرية شحن الرافضين لتواجد القوات العسكرية السعودية في المدير...
- زلزال 3 يهز معسكر الحرس الوطني السعودي في نجران المرصاد نت - متابعات أطلقت القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية مساء اليوم الثلاثاء صاروخا باليستيا محلي الصنع نوع زلزال-3 على معسكر الحرس الوطني السع...
- عاجل : مصدر خاص ينفي التوصل إلى اتفاق ويؤكد بأن المفاوضات تجري تحت سقف الإعلان الدستوري عاجل يمني برسنفى مصدر مسؤول في المفاوضات الجارية بين القوى السياسية بفندق موفمبيك لـ يمني برس ما نُشر في قناة اليمن اليوم حول التوصل الى اتفاق يضمن بقاء البرلما...
- ناشنال انترست تكشف مصالح إسرائيل من دعم انفصال جنوب اليمن المرصاد-متابعات ذكرت مجلة “ناشيونال انترست” أمس الأربعاء، في تقرير سلطت فيه الضوء على مصالح إسرائيل من الحرب على اليمن ودعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي ...
- العدوان يريد إغلاق منافذ الحياة وولد الشيخ يبيع الوهم في اليمن المرصاد نت - خاص في كل يوم يمر من عمر العدوان الذي يقترب من إتمام عامه الثاني يحمل براهين جديدة على أن هذا العدوان يستهدف اليمن أرضاً وشعباً ولا يوجد له أي أه...
- حشود ثورية كبيرة تشهدها ساحات الإعتصام في العاصمة ومداخلها .. والجموع البشرية تُشيع الشهدا... إحتشد مئات الآلاف من أبناء العاصمة صنعاء ظهر اليوم بخط المطار لأداء صلاة الجمعة وتشييع شهداء مجزرة الثلاثاء الدامي التي ارتكبتها السلطة امام رئاسة الوزراء يوم ا...
- بعد الـ "مندب۱" والزوارق الملتهبة: رسائل عميقة في أغوار البحر المسجور! المرصاد نت - متابعات يوم بعد يوم تتوالى مفاجآت اليمنيين في معركة المصير مع أذناب وعتاولة طغاة العالم رغم العدوان والحصار في عامهما الرابع، ومع كل خسارة وفشل ل...