المرصاد نت - العربي
عامان ونيف على العدوان والحرب في مدينة عدن والتي قُتل وأُصيب وشُرد فيها الكثير من المواطنين والأسر ودُمر فيها العديد من المنازل ما بين تدمير كلي وتدمير جزئي أو الإصابة بأضرار ما زالت آثار الحرب قائمة في كل حي من أحياء المدينة فالمدمرة بيوتهم ما زالوا بلا مأوى والخدمات ما زالت على حالها وكأن صفحة الحرب لم تطو بعد.
يؤكد الشارع العدني عدم رضاه عن ما تحقق منذ دخول قوات التحالف عدن وعن مستوى التزام المانحين بإعادة الإعمار في ظل التباطؤ الملحوظ الذي ما زال يعتري عملية إعادة الإعمار وعدم قدرة الحكومة على إحداث تغيير جوهري في ذلك بعد مرور عامين على الحرب الأخيرة حيث ذهب البعض إلى وصف الحكومة بالمشلولة فيما ما زالت مشاورات السلام متوقفة لغياب أرضية مشتركة للتسوية السياسية.
ويقول المحلل السياسي ماجد الداعري إن مدينة عدن «تلفظ أنفاسها وتعيش أقبح أيامها منذ قرابة قرنين من الزمن عادت بأهلها إلى العصور الحجرية فلا كهرباء ولا مرتبات ولا خدمات تزامناً مع توالد تشكيلات عسكرية بشكل مستمر في خطوة تكشف عن مساع خبيثة لعسكرة المدينة التي عرفت بالمدنية والحضارة والتطور والأمن والسلامة قبل غيرها من دول المنطقة».
ويرى الكاتب الصحافي صلاح السقلدي أن الوضع الخدمي في عدن «يكاد يكون صفراً من اليسار» مشيراً إلى «أخذ أمرين بعين الاعتبار هما: الفترة التي انقضت منذ خروج الجيش واللجان الشعبية منها فهي فترة كافية لأن تعاد إليها الخدمات إلى وضع أفضل بكثير مما كانت عليه وليس فقط إلى الوضع السابق وحجم الثروات والأموال الطائلة التي تمتلكها الدول الخليجية التي قالت إنها أتت لتحرر المدينة وتعيدها إلى عهدها الزاهر فأي دعم مهما بدا لنا أنه كبير فهو لن يكون إلا نتفاً من كومة كبيرة من الأموال المكدسة لدى هذه الدول الغنية اللئيمة».
وتؤكد رئيسة تحرير صحيفة «14 أكتوبر» الحكومية (سابقاً) نادرة عبد القدوس إن الغباء السياسي هو الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم؛ فالساسة يحتكمون إلى القبيلة وينهبون ثروات بلادهم وينتهكون حقوق أبناء الشعب في العمل والعيش الكريم والحياة المرفهة والتعليم والرقي.
وتكمل نادرة عبد القدوس حديثها: «سنتان على تحرير المدينة ولم تعد الخدمات إليها فنح نرى تدميراً ممنهجاً لها فلا خدمات ولا إعادة إعمار. فلا نرى غير أكوام القمامات ومجار متفجرة وفوضى عارمة في عشوائية البناء وحركة السير في الشوارع وأسلحة منتشرة وتباع في سوق مستحدثة في مدينة الشيخ عثمان .
تردي الخدمات وصل مستوى الخدمات في عدن بعد دخول قوات التحالف إلى مستوى متردٍ جداً بحسب الناشطة الحقوقية هدى الصراري التي تردف قائلة: «لم يلمس المواطن البسيط أي تحسن بل على العكس يتم الضغط على المواطنين من خلال افتعال الأزمات من قبل الأطراف الفاعلة في المدن ومنها عدن فالخدمات الأساسية شبه منعدمة، جعلت من حياة المواطنين مأساة حقيقة أدّت إلى احتقان الشارع في عدن وبالتالي تنبئ بكارثة إنسانية وشيكة المستغرب له فعلاً هو استخدام الخدمات الأساسية كأداة ضغط يستخدمها بعض الأطراف كوسيلة لإظهار الآخر في وضع اللامسؤولية مع أنّه يجب أن يتنافس الحكومة والتحالف والمقاومة في خدمة أبناء محافظة عدن».
وقال رئيس تحرير صحيفة «الأمناء» عدنان الأعجم إن «عدن ضحية حكومة هادي التي أثبتت فشلها فهي تتحدث عن سعيها لاستعادة الدولة ولم تستطع أن تكون شبه دولة في المناطق عامان من الفشل والإحباط في عدن الخدمات أصبحت معدومة لم نر مسؤولاً يستشعر المسؤولية تجاه ما يحصل بعدن الحكومة نجحت بأن تكون أكثر فساداً في عدن فقط».
وعلى النقيض يبرر المحلل الاستراتيجي فؤاد مسعد مراوحة الأوضاع بسبب الدمار الشامل الذي شهدته البلاد جرّاء الحرب «فقد تطلب إعادة الخدمات وتطبيع الحياة جهوداً كبيرة من السلطة المحلية ممثلة بإدارة المحافظة ودعماً متواصلاً من التحالف».
ويعود ماجد الداعري ليكشف أن الخلافات القائمة بين هادي ودول «التحالف» ممثلة بالإمارات المسيطرة على الجنوب واحدة من أبرز تلك الأسباب والتدخلات المدمرة في تنازع الصلاحيات «بتلك الصورة التي جمدت أنشطة التنمية في عدن وحولتها إلى مدينة أشباح تتسول تارة كهرباء وأبرز الخدمات وتارة أخرى مرتبات ومشتقات نفطية وهي التي كانت تمد اليمن بذلك طيلة عقود من الزمن الذي أصبح حلماً العودة إليه ولم يعد مجدياً الاستمرار في كيل اتهامات للانقلابيين بالوقوف وراء هذا التعذيب السياسي الممنهج لأهل عدن والجنوب منذ أكثر من عامين على مايسمي بتحريرها .
وترى هدى الصراري أن هناك مماحكات لإفشال عمل الحكومة ومحافظ عدن من خلال إضعاف وانعدام الخدمات الأساسية التي تمس الحياة اليومية للإنسان البسيط وهذه المماحكات تصل أحياناً إلى منع وصول الخدمات.
وعن الخدمات يقول صلاح السقلدي: «لا يعقل أن تظل عدن تعيش أكثر من ثلثي ساعات نهارها القائظ وليلها الحار بدون كهرباء وتعيش في حالة عوز مستمر وأزمات الواحدة تلو الأخرى لمادة الوقود بكل أنواعه وهذه الدول هي أكثر دول العالم تصديراً للنفط! هذا علاوة على رداءة الخدمات المهمة الأخرى مثل مأساة المرتبات والوضع الصحي المشين الذي تعيشه المدينة». ويضيف: «وللعلم الوضع في عدن يظل بكل ما بها أزمات جنة رغيدة مقارنة مع وضع المحافظات المجاورة التي تعيش بحالة بائسة للغاية». ويتابع السقلدي: «ليست هذه المآخذ فقط على هذه الدول بل ثمة مآخذ كثيرة عليها مثل تركها لسلطة هادي وبن دغر تعبث بالأموال التي تشفطها من قوت المواطنين مثل الضرائب والنفط والغاز وغيرها من مصادر التحصيل ناهيك عن الأموال والمعونات التي تتحصل عليها من الجهات الخارجية الحكومة وغير الحكومية جُل إن لم نقل كل هذه الأموال والمعونات تذهب إلى مسارب الفساد وما أكثرها من مسارب».
المزيد في هذا القسم:
- طيران العدوان يشن عشرات الغارات الهستيرية على صنعاء وإنفجارات ضخمة تهز العاصمة! المرصاد نت - متابعات شنت مقاتلات تحالف العدوان السعودي الإماراتي مساء اليوم الأربعاء عشرات الغارات الجوية على مطار صنعاء الدولي شمال العاصمة. وقالت مصادر محل...
- العفو الدولية: هجمات العدوان السعودي على اليمن ترقى إلى جرائم حرب المرصاد نت - متابعات أعربت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن أسفها من أنّ التحقيق في الخسائر الفادحة التي تلحقها الحرب على اليمن بالمدنيين أصبح حدثاً اعتيادياً للبا...
- طالبات الحديدة يحاكمن تحالف العدوان على قتل إشراق المرصاد نت - متابعات لم تغب صورة الطفلة إشراق وهي مرمية على الأرض مرتدية الزي المدرسي وإلى جانبها حقيبة المدرسية بعد أن فارقت الحياة بغارة سعودية استهدفت قبل ...
- الوشلي :الموقف الأوروبي من العدوان الأميركي السعودي على اليمن قائم على المصلحة والمكاسب المرصاد نت - خاص أستضاف التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة الأستاذ سيف الوشلي رئيس المعهد الديمقراطي للتنمية في ألمانيا والمنسق العام للتجمع في ألماني...
- اتفاق بريطاني سعودي يمنح العدوان المزيد من إرتكاب الجرائم والمجازر بحق اليمنيين المرصاد نت - متابعات بعيدا عن الأمم المتحدة وذرائع القرارات الدولية خرجت زيارة محمد بن سلمان إلى بريطانيا بصيغة اتفاقات وتعهدات تجاوزت هذه المرة الكواليس الدب...
- المشروع السعودي في اليمن .. يمنٌ خائرُ القوى.. غير ممزق الأوصال كلياً، لا هو موحد ولا مجزأ المرصاد نت - متابعات يقبع اليمنيون- شماليون وجنوبيون- منذ بداية هذه الحرب في دائرة جدليّــة حامية الوطيس، وهم يفسّــرونَ الموقف السعودي حيال الوحدة اليمنية كل...
- «إعادة الانتشار» تنطلق اليوم: خطوات أحادية الجانب ! المرصاد نت - متابعات يبدأ اليوم تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق إعادة الانتشار الخاص بالحديدة في تطور من شأنه إعادة إحياء التفاؤل بمسار تفاهمات استوكهولم. لكن ا...
- 350 ألف أجبروا على ترك مدارسهم.. أي مستقبل ينتظر أطفال اليمن؟ المرصاد نت - متابعات هي الحرب لا قوانين تحكمها يدفع ثمنها الأطفال من حياتهم ومستقبلهم الحرب في اليمن لم تكتف بحصد أرواح مئات الأطفال وتهديد الملايين منهم. ...
- رسالة الى مجلس الإنقاذ اليمني المرصاد-متابعات حيا بأهل الجزيرة العربية إن سكان الجزيرة العربية من اليمن جنوباً وحتى العراق والاردن شمالاً ومن الخل...
- رئيس الوفد الوطني يلتقي وزير خارجية بريطانيا في مسقط! المرصاد نت - متابعات التقى رئيس الوفد الوطني الأستاذ محمد عبد السلام وعضو الوفد الأستاذ عبد الملك العجري اليوم في العاصمة العمانية مسقط، وزير الخارجية البريطا...