المرصاد نت - صلاح السقلدي
حتى اليوم وبعد مرور قرابة أسبوع على تداول وسائل إعلامية مختلفة خبر الاتفاق الذي قيل إنه أُبرم بين هادي ودولة الإمارات القاضي بتأجير ميناء عدن وجزيرتي سقطرى وميون لمدة ربع قرن
مقابل امتناع الإمارات عن تقديم أي دعم لأي قوى سياسية جنوبية مناهضة لـ«الشرعية» بحسب المعلومات إلا أنه لم يصدر عن الطرفين أي تأكيد أو نفي لتلك الأخبار التى أتت مترافقة مع ما أعلنته الإمارات في بلاغ صحافي صدر يوم الخميس الماضي باسم دول «التحالف» تحدث عن استحداث خط ملاحي بحري جديد أمام السواحل اليمنية أو ما سمّاه البلاغ بـ«ممر عبور آمن» حيث يبدو خبر الخط الملاحي وكأنه أتى من رحم الاتفاق المذكور آنفاً وإنفاذاً له.
فإن صحّت هذه الأخبار التي يبدو أن جزءاً كبيراً منها على الأقل صحيحاً، فإن هذا يعد انقلاباً سياسياً جذرياً في السياسة الإماراتية حيال الجنوب وحيال المجلس الانتقالي الذي يحظى، ولو من تحت الطاولة بتأييد إماراتي (دعك من الحديث عن تصرف الرئيس هادي بهذا الشأن، فإرادته السياسية مسلوبة من سلب الإرادة السياسية اليمنية ككل).
هذا الانقلاب الاماراتي إن صح فعلاً فلا يشكل مفاجأة لكثيرين، فهو موقف متوقع ينسجم مع العنوان البارز الذي أتى بالإمارات وغيرها من الدول الإقليمية والدولية بقضها وقضيضها إلى اليمن، والجنوب تحديداً ونقصد هنا المصالح الإماراتية، بشقيها الاقتصادي والعسكري. زد على ذلك أن الإمارات لم تعط وعداً لا تصريحاً ولا تلميحاً، لأي قوى سياسية جنوبية، بما فيها المجلس الانتقالي، بأنها ستتبنى مشاريعها التحررية. وبالتالي، فمنطقياً الإمارات لن تكون في نظر الجنوبيين شريكاً قد تخلى عنهم وأشاح بوجهه بعيداً، ونقصد هناعلى الأقل الجنوبيين الذين لم يعلقوا آمالاً عريضة ومبالغاً فيها بالدور الإماراتي. بل على العكس من ذلك، فقد كانت الإمارات، والسعودية أيضاً بل والرئيس هادي أكثر وضوحاً تجاه المسألة الجنوبية معتبرين من أول يوم للحرب وحتى اليوم، بأنها مسألة يمنية هامشية يمكن حلها بالحوار كباقي القضايا اليمنية، مؤكدين في الوقت ذاته أن الحرب أتت لمهمة واضحة ومحددة، وهي: هزيمة الحوثيين وصالح واستعادة السلطة منهم، أي أن هذه الحرب بنظر هؤلاء جميعاً هي حرب استعادة سلطة من يد انقلابيين، وليس من يد احتلال يمني يحتل الجنوب.
صحيح أن هذا الاتفاق، إن ثبتت صحته، سيكون بالنسبة للقوى الجنوبية، وبالذات المجلس الانتقالي الجنوبي، اتفاقاً صادماً ومخيباً للآمال، كون تطلعاته قد تمحورت حول الدور الإماراتي حصراً، لكن الإتفاق سيكون في الوقت نفسه بمثابة دق مسمار استيقاظي بالرأس ليصحو الجنوبي المعلق بقشة، التائه في بحر الأوهام والأماني الوردية السابحة خلف الحدود، من وهمه وسِنته، ويعد تقييماً ومراجعة شاملة للمجلس الإنتقالي ولغيره من قوى جنوبية هي بأمس الحاجة إليها في هذه الظروف، تقييماً لتجربة وشراكة ثلاثين شهراً هي عمر تحالفاتها وخصوماتها مع قوى يمنية وإقليمة أثبتت تصرفاتها ومواقفها أنها لا تقيم وزناً لهذا الشريك الجنوبي، ولا تأبه حتى للحد الأدنى من تطلعاته المشروعة، وأنها قوى تستخدم الجنوب لا تخدمه. وهو بالنسبة لها ليس أكثر من قنطرة عبور إلى ضفة مصالحها فيما وراء الحدود!
وبالتالي، فمهمة تقييم ومراجعة السياسة الجنوبية تجاه الشركاء والخصوم، على حد سواء، أمر لا بد منه في هذه المرحلة المفصلية. فالتقوقع داخل علاقات حصرية مع شركاء وهميين سيؤدي إلى ضياع وتيه لا جدال في حقيقته، مثلما سيؤدي الاستمرار بالخصومة غير المبررة مع الآخرين، داخلياً وخارجياً، وبالذات الخصومة والقطيعة مع قوى يمنية وإقليمية مؤثرة، مجاملة لهذه القوى المحلية أو لتلك الدولة الإقليمية، إلى خسارة سياسية كبيرة، خصوصاً حين نرى أن هذه القوى التي تضغط على الجنوب كي لا يقيم مع تلك القوى والدول الإقليميمة الأخرى أي علاقة، هي بنفسها تقيم معها علاقات وتتبادل معها مصالح.
يمكن القول أيضاً إن الخسارة الحقيقة التي ستطال الجنوب من هذا الاتفاق لن تكون حصراً بالجبهة السياسية أو بدرجة تأثير سياسي كبير، وفقاً للوقائع والحقائق التي سقناها مسبقاً، ولكن سيكون ضررها بالصميم مُركّزاً بكل الإتجاهات، والرئيسية بالذات، وسيضرب الصميم والعمق، كالسيادة الوطنية، خصوصاً إن صحت هذه الفقرة التي وردت بصلب الاتفاق: «يحق للجزيرة (سقطرى) الإنضمام إلى منظمات وأنشطة دولية مثل الاشتراك في أنشطة ومسابقات رياضية وفنية وأي شيء يقرره مجلس إدارة الجزيرة التابع للسلطات المستأجرة».
هذا ناهيك عن الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي ستتولد جرّاء ما سيفضيه هذا الاتفاق من هيمنة واستحواذ على أهم مصادر الدخل الاقتصادي بالبلاد (الميناء والجزر والممرات والموارد النفطية والغازية)، في حال صحت الأخبار التي ذهبت بعيداً
بتناولها لهذا الاتفاق وتحدثت عن بند خطير آخر يقول: «من حق الإمارات التنقيب عن النفط والغاز وأي ثروات معدنية في البر والبحر بالتشاور مع المؤجر، ويكون الريع مناصفة»!
المزيد في هذا القسم:
- مجزرة جديدة يرتكبها العدو السعودي في الطلح بصعدة المرصاد نت - متابعات ارتفعت حصيلة ضحايا غارة طيران العدو السعودي التي استهدفت مساء الأحد منزلاً بمنطقة الطلح في محافظة صعدة إلى 10 شهداء و8 جرحى معظمهم من الأ...
- غضب في حضرموت على الإماراتيين: كفى ترهيباً وإفقاراً المرصاد نت - متابعات يتصاعد السخط الأهلي في محافظة حضرموت على ممارسات السلطات المحلية والميليشيات الموالية لأبو ظبي. ممارساتٌ تبدأ من تعطيل عمل القضاء وتسي...
- ذهب المهرة الاسود يثير الصراع بين قوي العدوان السعودي الإماراتي! المرصاد نت - متابعات بدأت الإمارات بنشر قواتها في محافظة المهرة شرقي البلاد وذلك في اطار صراعها مع الرياض لاسيما بعد تعزيز النفوذ الإمارتي في محافظة عدن وتقلّ...
- مشاورات الكويت : 'اللجان الثلاث تبدأ جلساتها 'الأسماء المرصاد نت - الكويت عقدت اللجان المشكلة من الوفد الوطني ووفد الرياض"اللجنة السياسية، واللجنة الأمنية والعسكرية، ولجنة الأسرى والمعتقلين والموضوعين تحت الإق...
- اللجنة الأمنية بمحافظة المهرة تنهي الجدل حول إقامة فعاليات الإنتقالي! المرصاد - متابعات قررت اللجنة الأمنية العليا بمحافظة المهرة منع أي فعاليات لأي طرف في الوقت الراهن , في إشارة لفعالية الإنتقالي التي كان يحضر لإقامتها ...
- عمال النظافة بصنعاء يخرجون في مسيرة احتجاجية تندد بقتل زميلاً لهم قُتل شنقاً داخل إدارة ال... نفذ العشرات من عمال النضافة والتحسين بالعاصمة صنعاء مسيرة احتجاجية تنديداً بمقتل أحد زملائهم شنقاً في الإدارة العامة للنظافة والتحسين . عمال النظافة نفذوا مسير...
- إيغور دوبروولسكي... ليلة الميلاد في اليمن المرصاد نت - رنا حربي في سرير دافئ في منزل آمن يراقب عدد كبير من الأطفال حول العالم بفارغ الصبر شروق الشمس في صباح 25 كانون الأول (ديسمبر). تتحول أولى أشعت...
- صراع نفوذ جديد بين الإمارات والسعودية في اليمن! المرصاد نت - متابعات عادت مؤخراً إلى واجهة الأخبار معطيات جديدة تفيد عن تجدد الخلافات بين كل من السعودية والإمارات في اليمن بحيث تحاول كل دولة العمل على محاول...
- موقع امريكي : الخلفيات والاهداف وراء العدوان الامريكي الاخير على اليمن المرصاد نت - متابعات تناول موقع وورلد سوشاليست الامريكي اليوم السبت تداعيات الاعتداء الامريكي الاخير على اليمن والسبب وراء هذا الاعتداء. حيث قال الموقع على...
- اللجنة المنظمة للثورة تعلن عن تشكيل لجان اشراف على أداء الحكومة اعلنت اللجنة التنظيمية للثورة عن تشكيل لجان تشرف على حكومة تصريف الاعمال الحالية خلال الفترة المتفق عليها حتى تشكيل الحكومة الجديدة. ويرى مراقبون ان هذه الخطوة...