المرصاد نت - متابعات
كشفت مصادر سياسية في الرياض إن التحالف يعمل على عدة مسارات بشأن الأزمة اليمنية منها التهيئة لتسوية سياسية يجري الإعداد لها تتضمن تحجيم حزب الإصلاح وتعزيز المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقالت المصادر وفقاً لما نقلته مصادر إعلامية موالية لحكومة هادي إن التحالف يسعى لإخراج الإصلاح من المشهد في الجنوب ومحافظات مأرب والجوف والبيضاء بالإضافة مقابل دعم المجلس الانتقالي وتهيأته للمرحلة المقبلة وأكدت المصادر أن عدة معيقات تحول دون التوصل إلى التسوية أبرزها المجلس الانتقالي ومحافظة تعز وقوى في صنعاء مناهضة لحكومة هادي.
ووفقاً لتصريحات المصادر فإن التسوية تتعلق بالشأن الجنوبي “ومن المحتمل أن تشمل التسوية اليمن بأكمله وتكون الجنوب جزءاً منها”.
وكشفت المصادر أن التحالف يسعى لعزل الجنوب حالياً وإبقائه مستقراً ويتم نقل الصراع إلى الشمال حيث سيتم إغراق تحالف صنعاء في صراعات مع قوى مضادة خصوصاً إذا رفض حزب الإصلاح الخروج من المشهد في محافظات مأرب والجوف والبيضاء، في مؤشر يدل على سعي التحالف إلى جعل حزب الإصلاح يخوض صراعاً مع أنصار الله وحزب المؤتمر.
وتأكيداً لما كانت قد نشرته وسائل إعلامية غربية بشأن التسوية السياسية المقبلة قالت المصادر إن هادي سيكون مجرد رئيس رمزي وسيتم تعيين خالد بحاح نائباً له وتفويضه بصلاحيات مطلقة.
وفي ذات السياق أدت تطورات الأحداث في الجنوب بدءاً بالأزمة الإماراتية السعودية التي انعكست في أحداث مطار عدن في فبراير 2017م أعقبها منع طائرة هادي من الهبوط في مطار عدن وما تلاه من أزمة بين الإمارات وحكومة هادي وصولاً بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة أبرز حلفاء الإمارات في الجنوب إلى تصاعد المخاطر التي تهدد المحافظات الجنوبية من ناحية واهتزاز صورة الشرعية لدى حلفائه من الإقليم والمجتمع الدولي.
وأدى فشل حكومة هادي في تطبيع الأوضاع في المحافظات التي سيطرت عليها بتدخل مباشر من قوات التحالف إلى انتشار الفساد وغياب الدولة وانفلات أمني لم يسبق له مثيل، الأمر الذي مثل بيئة مهيأة لانتشار الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية كـ”القاعدة وداعش”.
وشيئاً فشيئاً بدأت حكومة هادي تفقد سلطتها على المناطق التي تسيطر عليها حتى وصل الأمر إلى منع قوات الأمن الموالية للإمارات في عدن منع هبوط طائرة هادي في مطار المدينة التي يفترض أنها “عاصمة مؤقتة” لها لحين انتهاء الأزمة اليمنية الأمر الذي مثل نقطة تحول بالنسبة للقوات الإماراتية وحكام أبوظبي في طبيعة التعامل مع شرعية هادي التي الصراخ في وجهها أمراً سهلاً.
“هادي يفقد حلفاءه تدريجياً”
سعت الإمارات إلى تشكيل تحالفات قبلية وسياسية وتلميع شخصيات جنوبية سياسية وعسكرية موالية لها مستغلة في ذلك فشل حكومة هادي في مناطق سيطرتها وقد أعقب هذه الخطوات تشكيل مجلس انتقالي جنوبي لا يدين بالولاء للإمارات فقط، بل إنه لا يستطيع التحرك إلا وفقاً لتوجيهات أبوظبي “بلد المنشأ”.
لم يتعلم هادي من الدرس القاسي الذي تلقاه أثناء أزمة مطار عدن ففي الوقت الذي خسر فيه هادي تحالفه مع الإمارات حينما رفض حكام أبوظبي استقباله في بلادهم عائداً من مدينة عدن التي أقام فيها يومان فقط، اتجه إلى السعودية للقاء بالملك سلمان الذي رفض هو الآخر الالتقاء به، صفعتان تلقاهما هادي كانتا حريتان بإعادته إلى رشده وصوابه وترتيب أوضاعه الداخلية المنفلتة التي أدى استمرارها وتزايدها في مناطقه التي يسيطر عليها إلى انزعاج السعودية منه وربما يأسها منه ومن حربها في اليمن التي كانت حينها توشك على دخولها العام الثالث، هذا الانزعاج تُرجم في رفض سلمان اللقاء بهادي الذي أراد أن يشكوه من المعاملة التي تلقاها في عاصمته “عدن” والقطيعة التي واجهته بها سلطة أبوظبي بعد أزمة المطار.
“السعودية وهادي.. ما قبل أحداث عدن ليس كما بعدها”
بشكل أو بآخر فقد توصلت السعودية إلى قناعة بأن من لم يتمكن من الهبوط بطائرته في عاصمته المؤقتة فلن يتمكن من إحراز أي تقدم في الجبهات الميدانية ولا في أي مفاوضات سياسية قادمة، لتبدأ بعدها الميول لإيجاد حل توافقي مع الإمارات التي تنازعها النفوذ في اليمن، ذلك بعد أن أدركت السعودية مدى القوة التي تتمتع بها الإمارات جنوب اليمن من ناحية، والموقف الأمريكي الذي كان يغض الطرف عمّا يحدث جنوب اليمن وتوسع النفوذ الإماراتي هناك، لتكون إشارة إلى أن ما تنفذه الأخيرة جنوب اليمن وباب المندب إنما هو بضوء أخضر من واشنطن.
لكن هذا لا يعني أن السعودية سلمت بالأمر الواقع ورضيت بالنفوذ الإماراتي الذي تسعى له الإمارات جنوب الجزيرة العربية وباب المندب ذلك لأن حسابات السعودية الجيوسياسية والجغرافية المتعلقة بتجارتها في مجال النفط والخطوط الآمنة لنقل صادراتها يرتبط بشكل مباشر بمضيقي هرمز وباب المندب فالأول تسيطر الإمارات وإيران عليه وباب المندب الذي تسيطر عليه اليمن وباتت الإمارات توسع نفوذها فيه لبلوغ سيطرتها عليه بالكامل وهو الأمر الذي يعني أن السعودية باتت مهددة من الإمارات بحكم سيطرتها على منفذين بحريين لا يمكن لناقلات النفط السعودية المرور نحو العالم إلا عبرهما.
“هادي والإقامة الجبرية غير المعلنة”
بالعودة إلى “محنة هادي” فقد بات في وضع لا يُحسد عليه ووفقاً لآخر المعلومات المسربة من داخل مقر إقامته في السعودية فإن الرجل أصبح في وضع أشبه بالإقامة الجبرية، حيث لم يعد باستطاعته مغادرة المملكة بسبب مخاوف الرياض من عدم عودته إليها مرة أخرى.
ووفقاً للمعلومات فإن الرغبة في عدم عودة هادي إلى اليمن لم تعد سعودية فقط بل أصبحت باتفاق إماراتي سعودي أيضاً وأن الاتفاق السعودي الإماراتي بشأن المجلس الانتقالي الجنوبي وإبقاءه فزاعة تارة بالتصعيد وتارة بالتهدئة إنما هو لمجرد إخافة هادي من عدم استقرار الأوضاع وبالتالي فإن عودته إلى عدن تشكل خطورة عليه، وفي الوقت ذاته لم تغفل السعودية بأن هذا المجلس هو أداة الإمارات القوية جنوب اليمن وقد تستخدمه يوماً ما للضغط على السعودية، ولهذا لم تتخلَ السعودية عن عناصر وقيادات حزب الإصلاح بشكل نهائي تماشياً مع الرغبات الإماراتية ومع ما تشهده من أزمة مع قطر، حيث وهو – أي الإصلاح – وبما يشكله من ثقل داخل الفصائل المقاتلة في صفوف الشرعية يعد ورقة بيد السعودية أمام ورقة الإمارات المتمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي بما فيه من قوات للحزام الأمني والنخبة الحضرمية.
“هادي رئيساً بلا رئاسة ولا صلاحيات”
الوضع الذي بات عليه هادي وحكومته يؤكده ما كُشف مؤخراً من اتفاق سعودي إماراتي يقضي بتشكيل غرفة عمليات لإدارة الحكومة واتخاذ القرارات كبيرها وصغيرها ليس فقط العسكرية بل المدنية أيضاً وفقاً لمصادر مقربة من الحكومة المقيمة في الرياض صرحت لوسائل إعلامية تابعة لها وأكدت المصادر أيضاً بأن الاتفاق بشكل عام قضى بتجريد هادي من صلاحياته وإبقائه رئيساً شرفياً لا يقتصر دوره إلا على التوقيع على ما يصدر عن غرفة العمليات الإماراتية السعودية.
يُذكر أن حدثاً مشابهاً لهذا كان قد تم حيث اتفقت السعودية والإمارات عقب أحداث مطار عدن على تشكيل لجنة مشتركة لإدارة العمليات الحربية في اليمن ما يعني أن هادي وحكومته لم يعد لهم أي تدخل بشأن إدارة العمليات العسكرية في جبهات القتال وأن القوات العسكرية التابعة لهادي باتت تتلقى الأوامر من قيادة التحالف بشكل مباشر.
يرى مراقبون أن الوضع الذي بات عليه هادي وحكومته قد يُمهد لتسوية سياسية قريبة يختفي فيها هادي عن المشهد السياسي مع الاحتفاظ بشرعيته الموالية للتحالف والتي سوف تنتقل لشخصيات موالية للإمارات بالشراكة مع أحد الحلفاء في صنعاء وفقاً لتسريبات مصادر إعلامية غربية.
المساء برس
المزيد في هذا القسم:
- مواقف المنظمات الدولية من العدوان على اليمن تثير حساسية السعودية المرصاد نت - النجم الثاقب يظهر تخوف النظام السعودي وحساسيته العالية من مواقف المنظات الدولية التي تكشف جانبا من حقيقة العدوان، فهذا النظام كما يبدو ليس في و...
- تظاهرات حاشدة في عدة محافظات يمنية تحت شعار" البراءة من الخونة" المرصاد نت - خاص تتدفق حشود جماهيرية كبرى في هذه الأثناء إلى أكثر من 20 ساحة في عدد من محافظات "تعز وإب وذمار والبيضاء والجوف والمحويت وعمران وحجة" للمشاركة ف...
- مدرسة الوحدة النموذجية بصنعاء تقيم إحتفائية صباحية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف المرصاد نت - متابعات نظمت مدرسة الوحدة النموذجية بمديرية التحرير بأمانة العاصمة اليوم حفل بمناسبة مولد الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آل...
- حركة خلاص وموقع المرصاد ينعيان وفاة المناضل الوطني الدكتور حسن محمد مكي المرصاد نت - خاص تتقدم حركة خلاص وموقع المرصاد بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة للشعب اليمني العظيم بوفاة المناضل الوطني والسياسي الكبير المغفور له بإذن ا...
- تحركات إماراتية مشبوهه تشهدها جزيرة سقطرى! المرصاد نت - متابعات كشفت مصادر محلية عن وصول فريق خبراء أجانب في مجال الاستكشافات النفطية والمعدنية أمس السبت 11 مايو 2019 م إلى محافظة أرخبيل سقطرى وأن الفر...
- من نافذة التاريخ .. نعلم إلى أيّ اتجاه نعبر.. المرصاد نت - متابعات النافذة الذهبيه الوحيده التي يستطيع من خلالها المواطن اليمني أن يطل على مستقبله ويستشرفه هي ماضيه؛ وأقصد بماضيه تاريخه بالمعنى الأوسع إذ ...
- هل ستكون المهرة مدخلا لاستحداث “ملف عُماني” بعد الملفين القطري واللبناني ؟ المرصاد نت - متابعات مجدداً يعود التوتر إلى «المهرة» المحافظة المحاددة لسلطنة عمان على خلفية محاولة الإمارات تعزيز تواجدها والسيطرة على مطار الغيظ...
- فبراير... ذكرى ثورة مستمرة وجدل يتجدد! المرصاد نت - متابعات حلت الذكرى التاسعة ثورة فبراير 2011م التي اندلعت في إطار الربيع العربي الذي بدأ من تونس وكانت لأجل المطالبة بكثير من الإصلاحات وإسقاط الأ...
- مجلس الامن الدولي يقر بالإجماع على عملية انتقال سياسي كامل في اليمن المرصاد نت - متابعات أقر مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراراً يؤكد الحاجة إلى عملية إنتقال سياسي بشكل شامل في اليمن . وأكد القرار الذي أعطي الرقم 2342 “...
- كيف سيكون الرد أنتقاماً للرئيس الشهيد صالح الصماد؟ المرصاد نت - متابعات منذ الساعات الاولى التي أعقبت بيان نعي المجلس السياسي الأعلى أستشهاد الرئيس صالح الصماد بدأت لغة التهديد بالأنتقام لهذه الضربة بالأرتفاع ...