مصادر صحية: اليمن يتعرض لإبادة جماعية

المرصاد نت - متابعات

بات شبح الإبادة الجماعية يخيّم على اليمن الذي كان يعرف يوماً بـ (اليمن السعيد) جراء العدوان السعودي المتواصل على هذا البلد منذ آذار/مارس 2015.children2017.6.18


وأشارت أحدث التقارير الصادرة عن وزارة الصحة اليمنية إلى أن سبب الإبادة التي يتعرض لها الشعب اليمني لا يقتصر على القصف الوحشي الذي يشنه نظام آل سعود، بل بسبب الموت الناجم عن انتشار وباء الكوليرا الذي يمثل أحد الكوارث المباشرة للحرب الظالمة التي تشن على هذا البلد والتي تحصد أرواح المزيد من أبنائه يوماً بعد آخر.

وأعلنت وزارة الصحة اليمنية أن حالات الاصابة بوباء الكوليرا ارتفعت الى 150 ألف حالة مشيرة الى أن حالات الوفاة جراء الاصابة بالوباء بلغت 1050 حالة وأن 40 % من الوفيات والمصابين هم دون الخامسة عشرة من العمر.

في كل مستشفى لا زال يعمل في اليمن نصف المرضى هم من الاطفال دون الخامسة عشر من العمر، فوباء الكوليرا الذي تجاوز ضحاياه 150 الف حالة اصابة قد ساهم في زيادة اعداد المرضى منهم.

وزارة الصحة اليمنية أكدت أن 40% من حالات الوفيات والاصابة بالوباء هم من فئة الأطفال وهو رقم يتطابق مع ما ذكرته منظمة رعاية الأطفال التي أكدت ايضا أن الكوليرا يتسبب في اصابة طفل كل 35 ثانية.

وقال المتحدث بإسم وزارة الصحة اليمنية الدكتور عبد الحكيم الكحلاني : "بلغ اجمالي الحالات المسجلة في الجمهورية اليمنية 150 ألف حالة هنالك نسبة كبيرة بين الأطفال إن اخذنا الفئة العمرية الى حدود 15 سنة قد تصل الى 40 في المئة

ويبدو أن ضمير العالم الذي صحا يوماً على صورة الطفل الذي تعرض للغرق على ضفاف إحدى الدول الأوروبية والقنوات الفضائية التي جندت نفسها لتغطية حادث سقوط حيوان في إحدى الآبار باتت تفضل اليوم التزام الصمت إزاء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب اليمني على يد نظام آل سعود.

ووفقاً للإحصائيات المتوفرة وصل عدد ضحايا الكوليرا في اليمن إلى 923 شخصاً خلال 40 يوماً فقط أي منذ اكتشاف أول إصابة بهذا المرض في 27 نيسان/أبريل 2017 وحتى الرابع من حزيران/يونيو الجاري.

وطبقاً لهذه الإحصائيات بلغت حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا أكثر من 120 ألفاً و400 حالة خلال المدة المذكورة بحسب التحاليل المختبرية فيما تم ترخيص 84 ألف شخص من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج اللازم. وأشار تقرير وزارة الصحة اليمنية إلى أنه تم اكتشاف 19 منطقة جديدة مصابة بالكوليرا خلال نفس الفترة.

ولفت التقرير إلى أن أكثر المناطق تأثراً بهذا المرض هي منطقة 'أمانة' في العاصمة صنعاء حيث بلغت حالات الإصابة أكثر من 16 ألفاً و300 حالة، مشيراً إلى أن أكثر حالات الوفاة حصلت في مدينة "حجة" شمال غرب اليمن، حيث بلغت 102 حالة، فيما وصلت إلى 37 حالة في منطقة أمانة.

ولفت التقرير أيضاً إلى أن المرض انتشر في كافة محافظات اليمن بما فيها "عدن" التي تهيمن عليها قوات " هادي" المدعوم من قبل السعودية مشيراً إلى أنه تم اكتشاف ثلاثة آلاف حالة إصابة بالكوليرا في هذه المحافظة خلال الـ 40 يوماً الماضية أدت إلى وفاة 18 شخصاً.

وأشار تقرير وزارة الصحة اليمنية كذلك إلى أنه توفي 71 شخصاً بسبب الإصابة بالكوليرا في الرابع من حزيران/يونيو الماضي، فيما تم التعرف على أربعة آلاف و115 حالة إصابة مشتبهة بهذا المرض وفق التحاليل المختبرية.

إلى ذلك أكد تقرير منظمة الطفولة العالمية (اليونيسيف) بأن طفلا يمنياً واحداً على الأقل يموت كل ست دقائق جراء الإصابة بالكوليرا.

في سياق متصل فأن السعودية وحلفاءها الذين يحاصرون اليمن براً وبحراً وجواً يتعمدون قتل الأبرياء من خلال عمليات القصف الجوي وأن الشعب اليمني يتعرض لإبادة جماعية جراء الحصار الاقتصادي والهجمات الجوية والأمراض القاتلة التي تنتشر بسرعة في عموم البلد، خصوصاً الكوليرا.

وأشارمسؤل يمني إلى عدم توفر ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية والأدوية إلى اليمن إلاّ في الحالات النادرة، حيث تقوم المؤسسات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بنقل القليل من هذه المساعدات التي لا تسد الحاجة الملحة للشعب اليمني.

ووصف المسؤول اليمني الأوضاع في بلاده بالكارثية معرباً في الوقت نفسه عن أسفه لتجاهل المحافل الدولية لمسؤولياتها تجاه هذه الكارثة.

في ذات السياق أكد مراقبون بأن السعودية تنتهج سياسة خبيثة ضد الشعب اليمني شبيهة بتلك التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد قطاع غزة منذ 10 سنوات.

المزيد في هذا القسم: