المرصاد نت - حمزة الخنسا
غرقت الأطراف في اليمن في تفاصيل الجبهات المفتوحة على طول جغرافيا البلاد وعرضها لا جديد يُسجّل على خطّ الحسم العسكري ولا حتى على المسار السياسي الذي تعطّل في محطتة الأخيرة في الكويت.
وفي ظل هذا «الستاتيكو» القائم برز التحرّك الأميركي الأخير على خطّ «محاربة القاعدة»، كمتحرّك وحيد في المستنقع اليمني الراكد
يبدو النظام السعودي رأس تحالف العدوان علي اليمن كمن ينتظر تغيّراً يقلب موازين الحرب التي تدخل عامها الثالث. لم يكن الدخول الى ميناء مدينة المخا (عند سواحل البحر الأحمر) بالشكل الذي تمّ فيه كافياً لتحالف العدوان والمليشيات التابعة له للتثبيت فيها وعزلها. وبالتالي فإن ما تحقق في المخا لا يبرّر «الاكتفاء» بهذا التفوّق العسكري الموضعي وخصوصاً أن استراتيجية «القنص» و«البالستي» التي يتّبعها الجيش واللجان الشعبية هناك تعيق أي محاولات لتشغيل الميناء واستثمار مقولة «السيطرة التامة والنهائية» عليه.
ترقّب سعودي... ورهان
تزامنَت حالة «الركود» السياسية والعسكرية هذه مع تسلّم إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مقاليد البيت الأبيض فيما تقول مصادر متابعة إن «الإدارة السعودية لملف الحرب في اليمن تترقّب بارتياح تشكيلة فريق عمل ترامب وتصريحاته المتواصلة في ما خصّ إيران وخطواته الأخيرة تجاه إعادة تفعيل الحديث عن محاربة الإرهاب في اليمن».
بالطبع يريد النظام السعودي من الإدارة الأميركية الجديدة قيادة مواجهة مفتوحة مع إيران على الساحة اليمنية خصوصاً.
في هذا السياق تقول المصادر إن النظام السعودي «لمس ممانعة أميركية كبيرة حيال العمل المباشر بين واشنطن وطهران في ملفات ساخنة كثيرة مثل سوريا واليمن». مثلاً يدرس الأميركيون خططاً «لحلحلة الأمور في سوريا وإنْ تطلّب الأمر لقاءات وتنسيقاً مع الحكومة السورية بشرط ألا تكون بالشكل الذي يُمكن أن تستفيد منه إيران وحزب الله». هذا الأمر يريح السعودية، وخصوصاً إذا انسحب على طريقة عمل الأميركيين في اليمن.
في اليمن اليوم بدأ فريق عمل ترامب يصل الى خلاصات «خريطة طريق» للوضع الميداني أولاً، وتالياً السياسي. «لا» كبيرة ترفعها إدارة ترامب في وجه أي خطوات يمكن أن تستثمرها إيران في اليمن. هنا مكمن الالتقاء بين الرياض وواشنطن في الساحة اليمنية، وإنْ كان لكل من الطرفين حساباته الخاصة.
خطة أميركية؟
كانت لافتة الأنباء التي تم تداولها في اليومين الأخيرين عن انفجار لغم بحري بزورق استطلاع تابع لقوى تحالف العدوان في ميدي وأدّى الى مقتل طاقم الزورق ومن ضمنه القيادي سليمان مخيط. أتى هذا التطور بعد أقل من 24 ساعة على نشر معهد واشنطن المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، تقريراً تحدث فيه عن «خطر محدق» بمضيق باب المندب نتيجة «الألغام البحرية التي زرعها الجيش اليمني واللجان الشعبية» في المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر قرب مدخل ميناء المخا.
وقدّم التقرير الذي أعدّه الخبيران كوماندر فوغان وسايمون هندرسون توصيات للإدارة الأميركية بشأن الطريقة المثلى للتعامل مع هذا التهديد المحتمل منها ضربات إضافية على مواقع المراقبة بالرادارات وغيرها من المنشآت الموضوعة على الساحل اليمني والقيام بدوريات على الشواطئ وبالقرب من الموانئ وفي الممرات المائية في اليمن ووضع أي مواقع مكتشفة لتخزين الألغام على قائمة الأهداف القيّمة وزيادة التدريب العسكري والتكتيكات ونقل الإجراءات إلى البحرية السعودية والإماراتية مستخدمةً الخبرة الدفاعية الطويلة الأمد للبحرية الأميركية ضدّ تهديدات الزوارق الصغيرة فضلاً عن اقتراح القيام بمهمات مشتركة لإزالة الألغام البحرية بالمنطقة.
بالطبع تترافق هذه الإجراءات المُقترحة إلى خطوات «إعادة العمل بمحاربة الإرهاب المتمثل بالقاعدة» في اليمن مع الإنزالات وعشرات الغارات الأميركية التي سُجّلت أخيراً في هذا السياق.
رؤية جديدة
يبدي أكثر من مصدر قريب من تحالف العدوان الذي يقوده النظام السعودية علي اليمن اعتقاده بأن الإدارة الأميركية الجديدة تمتلك رؤية مختلفة عمّا كانت تعمل بموجبه إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في اليمن. تقول هذه المصادر إن «استراتيجية إشراك إيران في نفوذ المنقطة والتي روّج لها وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري لم تعد قيد التداول اليوم إذ إن ثمة في البيت الأبيض مَن يعتقد بضرورة مواجهة هذا النفوذ».
تعاطي الإدارة الأميركية الجديدة مع الوضع في اليمن سوف يكون من زاويتين: الأولى مرتبطة بـ»محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم القاعدة» الذي استفاد كثيراً من الفوضى الحاصلة فيما تتعلق الثانية بـ«حماية» الملاحة البحرية الدولية المعرّضة للخطر من إيران وحلفائها. وفي هذا الإطار يمكن إدراج الحديث الأميركي عن «الألغام البحرية الحوثية في باب المندب»، وتركيز الإعلام الخليجي والأميركي على حوادث بين القطعات البحرية الأميركية والإيرانية في مضيق هرمز، وآخرها ما حصل قبل أيام.
استعداد للمواجهة!
في المقلب الآخر تبدي الأطراف المواجِهة لتحالف العدوان السعودي في اليمن استعدادها لمواجهة أي تدخل أميركي مباشر في البلاد. في الأصل يُصنّف اليمنيون الحرب علي بلادهم في خانة «العدوان الأميركي ــ السعودي».
تقول مصادر مقرّبة من «أنصار الله» إن الجيش اليمني واللجان الشعبية يمتلكون «مروحة خيارات واسعة» لمواجهة أي تطورات دراماتيكية في مسار الحرب القائمة. تشير المصادر الى أن السعودية التي مُنيَت بنكسات كثيرة ومتتالية على مختلف الجبهات تراهن اليوم على تدخل أميركي مباشر بغض النظر عن موجباته وتبريراته لتعديل كفة الميدان لمصلحتها.
من المعروف أن جولات التفاوض حول مراحل الحل السياسي في اليمن، لم تفضِ الى نتائج واضحة. تقول المصادر نفسها إن السعودية غير مستعدة في هذه المرحلة للدخول في مفاوضات جادة ومثمرة لإنهاء المعارك، نظراً إلى ضعف موقفها الميداني ما سينعكس ضعفاً على موقفها السياسي في المفاوضات. ترى هذه المصادر أن الحل الوحيد أمام السعودية وتحالفها اليوم بات انتظار ما ستقرّره إدارة ترامب حيال الوضع اليمني، في ظل رهانها الدائم على حلّ عسكري أميركي يعدل كفة الميزان لمصلحتها.
في هذا الإطار تتحدث المصادر عن «جعبة مليئة» بالخيارات العسكرية بحوزة الجيش اليمني واللجان الشعبية تنفيذاً لاستراتيجية «التنكيل بالعدو» التي أطلقها قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي.
المزيد في هذا القسم:
- قلق من النزعة الإقصائية للمجلس الانتقالي ومخطط لنقل البنك المركزي إلى سيئون! المرصاد نت - متابعات تتباين مواقف الأطراف الجنوبية غير المنخرطة ضمن صفوف المجلس الانتقالي الجنوبي وكيل الإمارات في اليمن تجاه ممارساته في عدن لا سيما بعدما قا...
- الإصلاح يدفع بأمر عسكري لاعتقال القيادي السلفي ابوالعباس في تعز المرصاد نت - المراسل نت تصاعد التوتر القائم بين السلفيين الموالين للتحالف السعودي (الجناح الاماراتي) وحزب الإصلاح الموالي أيضا للتحالف السعودي (الجناح السعودي...
- أبرز التطورات العسكرية والميدانية في المشهد اليمني المرصاد نت - متابعات أسقطت قوات الجيش واللجان الشعبية مساء أمس الخميس طائرة تجسسية لقوى العدوان السعودي في عسير بعد ساعات من إسقاط طائرة بلاطيار مقاتلة في جبه...
- الحج إلى الجبهات .. فريضة اليمنيين الخامسة ! المرصاد نت - متابعات أعيادنا جبهاتنا، شعارٌ جعل منه اليمنيون عنواناً عريضاً لأعيادهم في ظل العدوان والحصار، يتركون منازلهم ويودّعون أسرهم وذويهم للالتحاق بإخو...
- خروج الإمارات من عدن لا يرضي صنعاء: المطلوب ترك التحالف السعودي! المرصاد نت - لقمان عبدالله أثار إعلان الإمارات انسحاب قواتها من اليمن جدلاً واسعاً حول جدّيته وصدقيّته في الأوساط الخليجية ولدى دوائر الحكم والنخب في صنعاء بع...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في محافظة شبوة ! المرصاد نت - متابعات في اليوم الثالث للمعارك في مركز محافظة شبوة سيطرت قوات حكومة هادي فجر اليوم السبت على مقر "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإم...
- "اتفاق الرياض" يدخل مرحلة اختبار التنفيذ بعدن في شقه العسكري! المرصاد نت - متابعات دخل "اتفاق الرياض" الموقّع بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي مرحلة جديدة باختبار التنفيذ مع بدء لجنة عسكرية من قوات الجيش التابع لحكومة ها...
- مصافي عدن تحذر من اي عدوان ارهابي تتعرضه نتيجة التحريض الاعلامي ضدها, استغرب مصدر مسئول في شركة مصافي عدن ما نشرته بعض الصحف والمواقع الإلكترونية وخاصة الصادرة من عدن عن مصادر وصفتها بالرفيعة بالعاصمة صنعاء حول ان أنصارالله " ال...
- تعليق الدراسة في نجران والقوات اليمنية تدك تجمعات ومواقع للجيش السعودي في نجران المرصاد نت - متابعات علقت وزارة التعليم السعودية الدراسة في عدة مدراس حكومية وأهلية والواقعة في بعض الاحياء بمنطقة نجران لليوم الثاني على التوالي بالتزامن مع ...
- ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي يدعو إلى رص الصفوف ومواجهة أعداء اليمن! المرصاد نت - متابعات دعا ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي شركائه في الثورة الجنوبية إلى التنسيق مع قوى ثورة 21 سبتمبر 2014 على قاعدة التحرير والاستقلال ورفض الوص...