المرصاد نت - متابعات
على عكس ما كان متوقعا من مجلس الامن الدولي بأن يصدر قرار طال انتظار اليمنيين له يدعم فيه موقف المبعوث الدولي الى اليمن و يدعو للقبول بخارطة الطريق
المقدمة كمقترح مكتوب من قبله لطرفي الازمة اليمنية قبل أشهر و البدء بتنفيذها باعتبارها الأقرب الى الواقع في الوقت الراهن للانتقال الى الحل السياسي الا ان القرار 2342 الذي أصدره المجلس الخميس الماضي بشأن الوضع في اليمن مثل ضربة قوية للحل السياسي . وحد بقوة من فرص نجاحه ومنح مزيدا من الوقت للحسم العسكري.
– يرجع ذلك الى كون القرار اطاح عمليا بمبادرة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي السابق لتسوية الازمة اليمنية، علاوة على خلو القرار من أي اشارة للخارطة المقدمة من ولد الشيخ، التي تعد حصيلة عامين من المفاوضات واللقاءات والمشاورات التي اجراها مع طرفي الازمة وبالتنسيق مع مجموعة السفراء الـ18 و كان غريبا تعاطى القرار الجديد مع الشأن اليمني متجاهلا كل تلك الجهود وكأن الازمة مازالت في بداياتها.
– لم يقتصر الامر على ذلك فهناك العديد من المآخذ و الملاحظات على القرار 2342 لعل أبرزها:
– تجاهل القرار الوضع الإنساني الكارثي في اليمن رغم عشرات التحذيرات الصادرة من المنظمات الدولية المعنية بما فيها المنظمات التابعة للأمم المتحدة و جميعها تحذر من ان اليمن بات على حافة المجاعة، و مع ذلك لم يتجاوز المجلس مرحلة الاعراب عن القلق ازاء ذلك.
– منح القرار السعودية وحلفائها مهلة سنة إضافية لمواصلة محاولات حسم الحرب عسكريا علاوة على ان الحديث عن تمديد العقوبات المفروضة على الرئيس السابق و نجله وقيادات حوثية لعام قادم معناه إبقاء احد أبرز العقبات التي تحول دون إنجاح الحل السياسي خاصة مع تشبث صالح بهذا الشرط في أي تسوية سياسية.
– كما ان تأكيد القرار الحاجة على تنفيذ عملية الانتقال السياسي بشكل كامل من الناحية العملية غير ممكنة قبل معالجة الموقف العسكري المتفجر؟ فالاستفتاء على الدستور واجراء انتخابات وغيرها من الخطوات تتطلب أولا وقف الحرب والمواجهات العسكرية ثم تشكيل سلطة تقوم باستكمال خطوات الانتقال السياسي في اليمن مع ملاحظة وجود تباين في تفسير هذه الفقرة، فهناك من فسرها على انها تفتح الباب امام حل حكومتي ابن حبتور وابن دغر وتشكيل سلطة جديدة بعد التحاور بشأنها مع مختلف الاطراف في حين اعتبر اخرين ان الفقرة تدعو الى استكمال العملية السياسية من حيث توقفت قبل اندلاع الازمة الحالية.
– كما كان لافتا في فقرة الانتقال السياسي الكامل وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والقرارات الدولية السابقة ارفاق عبارة في نهايتها تقول “مع مراعاة تطلعات الشعب اليمني”، و هى عبارة عامة وفضفاضة يمكن تفسيرها من قبل كل طرف بحسب هواه واجندته السياسية مستقبلا.
– صدور القرار بالإجماع معناه فشل الحوثيين وصالح في تحقيق اختراق سياسي ودبلوماسي في الموقف الدولي يبطل شرعية هادي او يمثل ضغطا كبيرا على السعودية وحلفائها، كما يكشف عدم جدوى المراهنة على حدوث تغيير جوهري في الموقفين الروسي والصيني من الازمة في اليمن رغم الضجة التي احدثتها زيارات وفد الحوثيين الى موسكو وبكين وزيارات صالح المتكررة للسفارة الروسية، لكن القرار في الوقت ذاته لم يقر ايضا مقترح لجنة العقوبات بإضافة اسم خالد علي عبدالله صالح الى قائمة الأشخاص الذين فرضت اللجنة عليهم عقوبات دولية.
– كما ان تجديد القرار دعم أعضاء مجلس الامن لولد الشيخ احمد لمواصلة مهمته، يعتبر اخفاقا آخر للجهود التي بذلت خلال الأسابيع الماضية المطالبة بتغييره.
– يظهر القرار توجه المجتمع الدولي الجديدة بزعامة واشنطن ورئيسها الجديد ترامب بخصوص مكافحة الارهاب ومموليه وداعميه، بل يمكن القول انه اعطى ضوء اخضر للتدخل في اليمن بحجة مكافحة الارهاب دون الحاجة لقرار دولي جديد، كما نلمسه في حديثه عن القلق من وجود مناطق من اليمن تحت سيطرة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية دون ان يحددها، واعرابه عن القلق أيضا من الوجود المتزايد في اليمن للجماعات المنتسبة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ومن احتمال نموها في المستقبل.
– اعقبه التأكيد من جديد تصميم المجلس على التصدي لجميع جوانب التهديد للتنظيمين، مع ملاحظة ان القرار في فقرة تالية اكد ان الحالة في اليمن لاتزال خطرا يهدد السلام والأمن الدوليين، مع التذكير انه يتصرف بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، كل ذلك في الواقع هو بمثابة ضوء اخضر للتدخل الدولي في اليمن تحت ذريعة مكافحة الإرهاب وربما بصورة مشابهة لما يحصل في سوريا بذريعة محاربة داعش، لكن القرار لم يتضمن اية إشارة للمناطق الامنة التي أعلن ترامب نيته اقامتها في اليمن، ويبدو ان تردد السعودية وعدم اتضاح الرؤية الامريكية بشأنها كان السبب في عدم تضمين القرار لها وربما تم ترحيل ذلك الى قرار تالي.
– كما تجاهل القرار الإشارة الى قضايا مثارة في الوقت الراهن في الازمة خاصة ما يتعلق بقضية صرف مرتبات موظفي الدولة من ال400مليار المطبوعة في روسيا رغم التفاهم الذي تم بين الطرفين برعاية الأمم المتحدة ودول كأمريكا وبريطانيا وروسيا.
– تجاهل القرار أيضا الحديث عن مشكلة اغلاق فتح مطار صنعاء أمام الملاحة الجوية المدنية والتجارية لتخفيف معاناة اليمنيين بالداخل وعودة العالقين بالخارج، كما لم يشر الى الحصار المفروض على اليمن لا بإدانته ولا بشرعنته، واكتفى بالتذكير بأحكام الفقرة 14 من القرار 2216 التي تفرض حظرا محدد الأهداف على توريد الأسلحة، وربما يكون ذلك خطوة للتهيئة لشرعنة الحصار البحري مستقبلا تحت ذريعة شحنات الأسلحة الإيرانية المهربة الى بلادنا.
– أجمالا القرار جاء على هوى هادي والسعودية والامارات ومثل ضربة للحوثيين وصالح، لكن الأهم من ذلك انه ترك اليمنيين في مواجهة عام آخر من القتل والدمار والتفكك.
عبد العزيز ظافر معياد
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المزيد في هذا القسم:
- سياسيون امريكيون يقلبون الطاولة على اوباما والسعودية ويرفضون الحرب على اليمن المرصاد نت - صحافة قالت صحيفة “ذي انترسبت” الأمريكية إنه على مدى أكثر من عام قامت السعودية وتحالفها المأجور من العربان الأخرىن التي تشكل مجلس ا...
- الحفاة أقوى على أرضهم: سلّم نفسك ياسعودي المرصاد نت - السفير تبدو سرديّة الحرب اليمنية (قيد الصناعة) كما لو أنها تميل أكثر نحو إنضاج الظروف المهيئة لخاتمة الجولة القائمة اليوم فهي «جولة...
- إستراتيجية الحرب طويلة الأمد هي المبدأ الوحيد في حربنا مع العدو السعودي المرصاد نت - عبدالجبار الحاج هذه الاستراتيجية بإيجاز شديد هي نقل المعركة إلى أرض العدو اعتمادا على استراتيجية الحرب طويلة الأمد لتغدو فعلا التطبيق الحي والميدا...
- حرب اليمن.. ماذا حققت السعودية والإمارات بعد أربع سنوات؟ المرصاد نت -BBC الانسحاب الجزئي للقوات الإماراتية من اليمن هذا الصيف بينما لا تزال الحرب مستمرة، أثار سؤالاً هاماً: هل حقق أحد أي شيء من هذا الصراع؟ فالإمارات...
- قيادي جنوبي يوجه دعوة لاستعادة الثورة التي تم أختراقها من قبل طابور العدوان الخامس! المرصاد نت - خاص وجه القيادي في الحراك الجنوبي الأستاذ حسين زيد بن يحيي دعوة حرة صادقة لكل الأحرار والثوار إلى رص الصفوف وإستعادة وجه الثورة الحقيقي ووهجها من...
- تنظيم ما يسمى بالقاعدة يعترف بمقتل قياديين له في المواجهات الأخيرة بأرحب (تفاصيل) اعترف تنظيم القاعدة في اليمن، المعروف بـ”أنصار الشريعة” بمقتل قياديين من عناصرها خلال المعارك التي شهدتها منطقة أرحب المتاخمة للعاصمة صنعاء، في اليومين الماضيين...
- العدوان ومرتزقته يواصلون خرق وقف إطلاق النار لليوم الثامن المرصاد نت - متابعات واصل طيران العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته اليوم الإثنين خرق وقف إطلاق النار لليوم الثامن على التوالي منذ الإعلان عن بدء سريانه في ا...
- 26 شهيداً وجريحاً حصيلة اعتداءات تكفيريي القاعدة على عناصر الأمن والسلطات تعلن حالة استنفا... نجا رئيس جهاز الأمن القومي ووزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد ومسؤولين عسكريين وأمنيين كبار أمس من كمين مسلح نصبه مسلحي القاعدة بينما تضارب...
- حيدر العطاس في عدن ..بعد 20 عام في المنفى قال مصدر في الحراك الجنوبي ان رئيس اول حكومة للجمهورية اليمنية المهندس حيدر ابو بكر العطاس في طريقة الى مطار عدن خلال الساعات القادمة لزيارة تستغرق عدة ...
- تعيينات رئاسية جديده وأربعة وزراء لوزارة النفط خلال اربعة أشهر فقط ,, اصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي اليوم اربعة قرارات جمهورية، بتعيينات جديدة في عدد من القطاعات الحكومية. وعين الرئيس هادي وفقا للقرار الجمهوري رقم (103) لسنة 201...