المرصاد نت - متابعات
قالت مصادر إن النظام الأردني متردد حتى الآن بشأن استضافة لقاء لأطراف اليمنية خصوصاً وأنها لم تبد أي نوع من الجدية طوال الفترات السابقة وفي جميع جولات المباحثات التي قامت بها.
و قالت المصادر أن ما جرى في الرياض من مباحثات تم التوصل من خلالها إلى جولة تهدئة من المفترض أن تتم في الأردن أنها لعب على الوقت ولا تتعدى حدود الاستهلاك الإعلامي مشيرة إلى أن الهدف من زيارة كيري إلى الرياض هو بحث ملفات أخرى مع السعودية خصوصاً وأن البيت الأبيض مقدم على خارطة سياسية جديدة في المنطقة وأن الملف اليمني لم يكن هو ما يجري البحث عنه وعن حلول جدية له.
و أكدت المصادر أن حكومة هادي الآن مهتمة بمواصلة الضغوط على الأمم المتحدة بشأن تعديل الخارطة المطروحة والتي لم يتم الاتفاق بشأنها بعد ولهذا هي تواصل ضغوطاتها بتحريك الورقة العسكرية على الأرض ويشاركها قوي تحالف العدوان هذه الخطة.
و حسب المصادر فان للأردن تجربة سابقة ربما مع اليمنيين ومع توقيع الاتفاقيات ولعل وثيقة العهد والاتفاق التي وقعت عليها الأطراف اليمنية المتصارعة في 1994 خير دليل على عدم التزام اليمنيين باي اتفاقات تتم الأردن التي احتوت جولة الحوار والمفاوضات السياسية اليمنية في 1994 اكتشفت أن الأطراف المتصارعة اليمنية تقول شيئاً على طاولة التفاوض ولكنها على الأرض تقول شيئاً آخر، متجاوزة كل الاتفاقات التي تبذل في إطارها دول إقليمية جهوداً كبيرة.
و أشارت المصادر أن متابعين توقعوا عودة الجمود بشكل كبير للجهود الدولية بشأن الملف اليمني مع انشغال الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم السلطة إلى الرئيس الجديد ترامب حيث وأن أمريكا ستنشغل تماماً عن اليمن وستتفرغ بترتيبات الإدارة الجديدة وهناك ملفات أولية ومهمة بالنسبة إليها.
الأمم المتحدة هي الأخرى تبدو غير مقتنعة بما يجري بل تبدو عاجزة عن إلزامها الأطراف اليمنية بالقبول بتسوياتها وحلولها المقترحة ولذا تارة تتحدث عن خارطة سلام نهائية وتارة أخرى تتحدث عن إمكانية تعديل ذلك وابتكار خطط سلام جديدة وهكذا تدور ضمن دائرة التلاعب والعجز عن اختراق جدار الأزمة وتسجيل موقف جدي وحازم.
هناك سعي غير مسبوق لتدويل الملف اليمني فالمبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أكّد أن لجنة التهدئة والتنسيق قررت التحضير لتفعيل وقف إطلاق النار باليمن طالباً من اللجنة الرباعية أن تسمح له بالقيام بجولات مكوكية بين الأطراف على أساس التوافقات التي حصلت في الكويت.
ويأتي كلام ولد الشيخ الذي تحدّث عن قرار "لجنة التهدئة والتنسيق" التحضير لتفعيل وقف إطلاق النار باليمن في اجتماع بالأردن يأتي في سياق زيارة وزير الخارجيّة الأمريكي جون كيري الذي أعاد وضع شروط الرياض نفسها التي تم طرحها في مفاوضات الكويت الأمر الذي يؤكد نيّة واشنطن إنهاء الحرب وفق شروطها أو أن يبقى الوضع على حاله، وهو ما لا تريده واشنطن اليوم.
بالتوازي مع التصعيد السياسي هناك تصعيد ميداني يهدف لتغيير المعادلة القائمة منذ سنوات فقد تناقلت العديد من وسائل الإعلام التابعة للرياض أخباراً عن تقدّم عسكري لقوات هادي في فرضة نهم، حاول تعزيزه الرئيس المستقيل هادي عبر الزيارة التي أجراها مع رئيس حكومته دغر وعدد من المستشارين والوزراء إلى مدينة المكلا عاصمة حضرموت وهي الأولى لهادي إلى المدينة منذ توليه الرئاسة في العام 2012. إلا أن هذه الادعاءات الميدانية، دحضتها وسائل الإعلام المقابلة التي تحدّثت عن "مقتل نحو 100 مسلح من ميليشيا الفار عبد ربه هادي قتلوا في معارك مع الجيش واللجان الشعبية اندلعت ليل السبت وفجر الاثنين في مناطق متفرقة بمديرية نهم بالضواحي الشمالية الشرقية للعاصمة صنعاء".
وتوضح المصادر أنّ من بين القتلى قائد اللواء 72 العميد محمد العذري والذي قضى في مواجهات عنيفة اندلعت ليل السبت إضافة إلى مقتل وإصابة 40 عنصراً من مسلحي ميليشيا هادي برصاص قنّاصة الجيش واللجان خلال محاولة زحفهم باتجاه تلة النهدين في منطقة القَتَب، وبالتزامن مع إحباط محاولة تقدم مماثلة لقوات هادي باتجاه منطقة بني بارِق فجر الأحد.
عوداً على بدء ورغم أن قواعد السياسة تُرسم على أساس الميدان كما حصل في حلب إلا أن الواقع مختلف في المشهد اليمني حيث هناك سعي إقليمي ودولي لفرض شروط السياسة على الميدان عبر التحضير لتفعيل ورقة الحل الأمني والسياسي، بغية التحضير لتفعيل وقف إطلاق النار.
لا شكّ أن هناك أهدافاً أمريكية من وراء الزيارة وكذلك اجتماع الأردن حيث يسعى كيري لتحقيق إنتصار وإنجاز بعض أهداف إدارته في الملف اليمني وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى النقاط التالية:
أولاً: هناك أطراف إقليميّة ودوليّة عدّة دخلت على خط الملفّ اليمني سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة مثل الكويت السعودية الإمارات سلطنة عمان بريطانياً وأمريكا وتدويل الملف اليمني زاد من الإجماع الدولي على فرض مقرّرات الأمم المتحدة على مختلف الأطراف اليمنيّة.
ثانياً: كما هو الحال في العديد من الملفات الإقليمية هناك سعي من الإدارة الأمريكية لتسجيل بعض الإنجازات في سجلّاتها التي ستغلق بعد أيّام كما فعلت أمريكا في مجلس الأمن من خلال عدم استخدام حق النقض "الفيتو" لصالح الکيان الإسرائيلي تريد واشنطن أن تسجّل نقطة نجاح في سجل الديموقراطيين إلا أنّها لم تفلح حتّى الساعة لذلك يبدو أن السعودية تنتظر ردّة فعل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
ثالثاً: أسئلة عدّة تطرح نفسه اليوم حول واقعية الطرح السياسي الذي يتزامن مع تصعيد ميداني غير مسبوق فهل من يسعى للحل السياسي يسمح بتصعيد العدوان على كافّة الجبهات؟ تجدر الإشارة إلى أن كل زيارة للإدارة الأمريكية إلى السعودية يتضمنّها تصعيد سياسي يليها تصعيد ميداني وهذا ما شاهدناه بعد زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى العاصمة الرياض في شهر ابريل من العام 2016م وكذلك زيارة وزير الخارجيّة جون كيري في شهر أغسطس/آب الماضي حيث تلاها تحريك الورقة الاقتصادية عبر قرار نقل البنك المركزي من قبل هادي إلى عدن إضافةً إلى جملة من الزحوفات الميدانيّة الفاشلة.
رابعاً: عطفاً على ما سبق تأتي زيارة كيري إلى الرياض تزامناً مع فتح جبهة جديدة في صعدة التي ستشكل تحولا كبيرا في سير المعركة حسب وصف إعلام العدوان وكذلك استكمال الاستعدادات والتحضيرات لما أسموها معركة تحرير تعز وباب المندب فضلاً عن المعارك القائمة في مأرب والجوف وفرضة نهم التي تشهد معارك طاحنة.
خامساً: طرح ولد الشيخ في مبادرته عزل هادي وتعيين نائب للرئيس توافقي يشرف على تشكيل حكومة جدية في غضون شهر العديد من الأطراف الدولية تلقّت هذا الطرح بعين الرضا عدا السعودية وهادي ما أدّى إلى وقف إطلاق النار ونسف المفاوضات.
يبدو أن أحد أبرز أهداف كيري من زيارته إلى السعوديّة السعي لإقناع الرياض بخريطة ولد الشيخ وقد حاول كيري في جلسته الأخيرة تدويل الأزمة اليمنية وإدخال الطرف البريطاني ليحل محل أمريكا في حال قرّر الرئيس ترامب الانسحاب من الملف اليمني.
إن المرحلة الحالية هي الأكثر ضبابية في ظل الغموض السياسي الذي سينقشع مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض الشهر القادم ولذلك تسعى السعودية للضغط السياسي عبر الإنسحاب نحو أطراف دوليّة جديدة والضغط العسكري عبر رفع مستوى الزخم الميداني.
المزيد في هذا القسم:
- تصعيد ميداني وقصف جوي كثيف قبل يوم من انطلاق المشاورات ! المرصاد نت - متابعات نفذ سلاح الجو المسير اليوم الخميس هجوماً جوياً على تجمعات الغزاة والمرتزقة في جبهة نهم وأكد مصدر عسكري أن سلاح الجو المسير نفذ غارا...
- الجسر الطبي يعزف الموت البطيء لليمنيين! المرصاد نت - متابعات أرواحاً مزروعة بـ أجسادٍ تفتكها أمراض خبيثة أجساد توشك الروح على أن تنوح منها وعلى خط المطار تطيرُ الطيور وينظروا لها المرضى بـ أعينهم...
- طيران تحالف العدوان السعودي يشن سلسلة غارات على العاصمة صنعاء! المرصاد نت - متابعات شن طيران تحالف العدوان السعودي فجر اليوم السبت سلسلة غارات استهدفت العاصمة صنعاء ومحيطها وأوضحت مصادر أن طيران العدوان استهدف حديقة 21 سب...
- سقطرى.. ممارسات إحتلالية إماراتية ومجلس أمن دولي شريك ومشرعن المرصاد نت - صلاح القرشي التصرفات الإماراتية الاحتلالية بجزيرة سقطرى اليمنية فاقت كل توقع لأنها معلنة وتعتبر تحدياً صارخاً لقواعد القانون الدولي وسيادة الدول ...
- صُنَّـاعُ الأزمات في اليمن ! المرصاد نت - ضرار الطيب جزءٌ بسيطٌ ومُرعِبٌ مما ظلت تتحدثُ عنه وسائلُ الإعلام المناهضة للعدوان حول الفساد الشامل الذي يمارسه المرتزقة في المناطق التي تقع تحت س...
- بعد رفض إشراكهم في الأجهزة الرقابية .. الحكومة تتذمر من اللجان الثورية وعضو في أنصار الله ... فيما أعلنت الحكومة رفضها لما وصفته بالتدخلات غير القانونية في عمل بعض الوزارات من قبل “اللجان الثورية”، أكد قيادي في أنصار الله، أن اللجان ستظل تؤدي مهامها لمحا...
- الجيش واللجان يستعيدان وازعية تعز أكد مسؤول محلي بحافظة تعز وسط اليمن السبت 2 أبريل / نيسان 2016، أن قوات الجيش واللجان استعادت تأمين مركز مديرية الوازعية عقب دحر عملاء العدو السع...
- الاتحاد الأوروبي: الحرب قطعت سبل العيش وأنهكت اقتصاد اليمن! المرصاد نت - متابعات قالت بعثة الاتحاد الأوربي في اليمن، إن أربع سنوات من العدوان و الحرب، أنهكت الاقتصاد، وقطعت سبل العيش، وحالت دون الوصول إلى الخدمات الأسا...
- 3 أهداف خفية تسعى أبوظبي لتحقيقها من السيطرة على اليمن ! المرصاد نت - متابعات كشفت صحيفة The Guardianالبريطانية الدور الخفي الذي تلعبه الإمارات في مدينة عدن جنوب البلاد من أجل فرض أجندتها واستراتيجيتها في البل...
- الإعلاميين اليمنيين يدعون إلى وقف العدوان والقتل المتعمد للصحفيين المرصاد نت - متابعات نظم اتحاد الإعلاميين اليمنيين ولجنة دعم الصحفيين وقفة احتجاجية في مناسبة اليوم العالمي" لإنهاء الإفلات من العقاب" بالعاصمة صنعاء دعو خ...