المرصاد نت - متابعات
في تصريحات عقيمة مثيرة للسخرية زعم قاتل أطفا اليمن سلمان بني سعود ان بلاده لم تتدخل في شؤون الآخرين في اشارة واضحة لليمن
الإصرار السعودي على مواصلة حفلة الانتقام في اليمن واضح وضوح الشمس سلمان تحدث بنفَس الحرب رغم كل ما لاقته بلاده من إخفاقات في تطويع اليمنيين لكن الأكثر خطورة لديه معرفته بأن هزيمة الرياض تعني الإقرار باستقلالية القرار اليمنيّ .
لم يكن مفاجئاً كلام الملك السعودي في افتتاح دورة جديدة لمجلس الشورى السعودي، إلا أنّه لم يكن واقعيّاً.
فقد اعتبر الملك سلمان في خطابه الذي تحدّث فيه عن الحل السياسي للأزمات الدوليّة أنّ "أمن اليمن من أمن المملكة ولا نسمح بالتدخل في شؤونه" متمنيا نجاح الأمم المتحدة في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
نحن أيضاً نشاطر الملك سلمان قولاً وفعلاً في الحل السياسي لمختلف الأزمات الدولية وتحقيق تطلعات الشعوب نحو السلام وفي مقدّمة هذه الشعوب الشعبين اليمني والسوري ولكن نسأل: هل حقّقت السعودية الأمن في اليمن؟ من المسؤول عن حالة الفوضى التي تشهدها الحدود الجنوبيّة للمملكة؟ من المسؤول عن الدماء التي أريقت بدم بارد على أراضي اليمن؟
هل يبرّر هذا للسعودية شنّ عدوان لم تجنِ منه سوى الخيبة وإراقة دماء الشعب اليمني؟
عوداً على بدء يحمل خطاب الملك السعودي أهميّة كبيرة في التوقيت والمضمون ولعلّ تأكيده على رفض بلاده التدخّل في اليمن يعني أنّه متمسّك بالحرب ولكن في الوقت عينه يجب الأخذ بعين الإعتبار أن أي قرار أمريكي ودولي قد يفرض على السعودية ما يفرضه.
أسئلة كثيرة تطرح نفسها اليوم، حيث نتوقّع إيجاد جملة من التغيّرات في الموقف السعودي بسبب الخلاف القائم مع أمريكا في ظل الإدارة الجديدة، وهذا ما لمسناه من انسحاب الرياض نحو لندن، ولكن لابد من الإشارة إلى التالي:
أولاً: لا ندري كيف جمع الملك سلمان بين مقولة رفض التدخّل في اليمن واعتبار أمنه من أمن "المملكة" وبين ما يسمّى بعاصفة الحزم والعدوان القائم منذ العام 2015. وهذا التناقض يحمل وجهين لا ثالث لهما: إمّا أن الملك سلمان استولى عليه مرض "الخرف" المصاب به في خطابه الأخير أو أنّه يعي جيّداً ما يقول إنّما يسعى لخلط الأوراق والتعمية السياسية بسبب بعض المتغيّرات الإقليميّة والدوليّة.
ثانياً: فيما يخص المتغيّرات المحيطة بالسعودية، بدا النظام السعودي في الأيام الأخيرة متخبطا كثيرا في محاولاته فتح قنوات جديدة خشية سدّ القناة الأمريكية قريبا. فقد نشرت وكالة "رويترز" نقلاً عن مسؤول أمريكي قوله: "إن واشنطن قررت تقييد الدعم العسكري للحرب التي تقودها السعودية في اليمن نتيجة جرائمها بحق المدنيين وتعليق صفقات الأسلحة الأمريكية للسعودية". هذا الكلام أيضاً يحمل وجهين. إمّا أن الادارة الأمريكية الحاليّة التي تعد شريكة للسعودية في العدوان تريد من السعودية الانسحاب بشكل أكبر نحو أوروبا بسبب ترامب أم أنّها تريد تبييض صفحتها السوداء مع الشعب اليمني وكافّة شعوب المنطقة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
ثالثاً: نسأل الملك السعودي الذي تحدّث عن الحل السياسي بعد أكثر من سنوات عجاف أصابت المنطقة: لماذا لم تعمد السعودية إلى الحل السياسي منذ اليوم الأول. وإذا كانت لا تلتزم بالحل السياسي السلمي في اليمن وسوريا والبحرين لماذا لا تعمد إلى الأمر نفسه مع الشعب الفلسطيني عبر دعمه لمواجهة الكيان الإسرائيلي؟ وإذا ادّعت التزامها بالحل السياسي فماذا عن عشرات الآلاف والشهداء في اليمن؟ ماذا عن درع الجزيرة في البحرين؟ ماذا عن سوريا؟
رابعاً: لطالما وجّهت أصابع الاتهام إلى السعودية بعرقلة أي إتفاق يمني- يمني بدءاً من الإلتفاف على المبادرة الخليجية، وصولاً إلا التدخّل المباشر بعد الثورة التصحيحية. وبعد محاولة تمرير مشاريع التقسيم (الأقاليم الست)، أعلنت إغلاق السفارات الخليجية في صنعاء، ومن ثم ساهمت في فرار هادي إلى عدن ولاحقاً إلى الرياض التي أعلنت منها بدء عدوانها العسكري على الشعب اليمني. لم تكتف السعودية بذلك بل ذهبت إلى الأوراق الدولية ونجحت في استصدار القرار الأممي 2216 بحق اليمنيين.
خامساً: قلناها سابقاً ونكرّرها اليوم تخشى السعودية حالياً أكثر من أي وقت مضى، من التوافق بين المكونات السياسية اليمنية بعد خروج هذا البلد من حديقتها الخلفية التي بقي فيها حتى العام 2011. ربّما تؤكد أفعال السعودية في عدوانها ما ينسب إلى المؤسس عبد العزيز آل سعود "عزكم في فقر اليمن وفقركم في عز اليمن".
إن كلام سلمان يعدّ اعترافاً غير مباشر بالفشل في اليمن، تماماً كما اعترف قبل فترة في القمّة الخليجية بفشله في سوريا عندما دعا للحلّ السياسي، ولكن نتمنّى أن لا يقتصر هذا الاعتراف على الشاشات الإعلاميّة بل نرى مفاعيله على أرض الواقع.
في الخلاصة انتقلت السعودية من سياسة العرقلة إلى سياسة المواجهة التي لم تصب في صالحها. اليوم ورغم أن الخطاب يحمل رسائل عسكرية فارغة، إلا أن الرياض تحاول العودة إلى التعطيل السياسي علّها تنجح في إعادة هذا البلد إلى فنائها الخلفي ولكن عندما يستعدي أي نظام شعباً بأكمله يعني أنه يطوي الصفحة الأخيرة له في هذا البلد.
المزيد في هذا القسم:
- اليمن في المرتبة 140 بمؤشر البلدان التي الطفولة فيها عرضة للخطر المرصاد نت - متابعات صنف تقرير لمنظمة رعاية الأطفال اليمن الدولة رقم 140 في مؤشر البلدان التي تكون فيها الطفولة عرضة للخطر . وذكر تقرير " طفولة مسلوبة " ال...
- الجنوب على صفيح ساخن : تفجير أنبوب الغاز المسال في بلحاف ومظاهرات في المكلا! المرصاد نت - متابعات فجّر مسلحون مجهولون اليوم أنبوب الغاز المسال بمنطقة النشيمة ببلحاف في محافظة شبوة بعد يومين من تفجير أنبوب للنفط الخام. وأوضح مصدر محلي ...
- اليونيسف: الهجوم على مخيم الحديدة أكثر الهجمات دموية بحق الأطفال المرصاد نت - متابعات أكدت منظمة اليونيسف أن الهجوم السعودي على مخيم النازحين بالحديدة اليمنية يوم الاثنين الماضي يعدّ أكثر الهجمات دموية على الأطفال منذ بدء ا...
- مجتهد: 10 آلاف بين قتيل وجريح وأكثرمن 1200 آلية و5 طائرات خسائر الجيش السعودي في العدوان ... المرصاد نت - متابعات كشف المغرد السعودي الشهير مجتهد في تقرير تقييمي للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن المسمى “عاصفة الحزم”، والذي قال إنه أعد...
- الأفاق الاقتصادية لليمن بعد العدوان.. “بلاد السعيدة” ولو لمرة واحدة المرصاد نت - متابعات اليمن بلد لديه إمكانات وافرة للنماء والتطور .. كان اليمن في الواقع أغنى من جيرانه حينما كان يشار إليه بـ “بلاد السعيدة” (أو ب...
- بعد يومين من تصريحات الرئيس الرافضة لتوريط الجيش في "صراعات" الإصلاح والحوثيين: "اليـدومـ... طالب بالانتهاء من صياغة الدستور خلال 3 أشهر ثم الاستفتاء عليه اتفاق "التمديد" وقرار مجلس الأمن ينصان على "انتخابات رئاسية" فور الانتهاء من الاستفتاء على الدس...
- صورة نادرة للحظة سقوط الغارات عليها : الطيران السعودي يقصف قلعة القاهرة التاريخية في تعز شن طيران العدوان السعودي الغاشم اليوم عدة غارات جوية على مدينة تعز. وقالت مصادر محلية أن طيران العدوان قصف قلعة القاهرة التاريخية بمدينة تعز بعدة صواريخ وكذا م...
- عاجل: القوات اليمنية تحرق سفينة حربية قبالة المخا المرصاد نت - متابعات قال مصدر عسكري يمني إن قوات الجيش واللجان الشعبية استهدفت فجر اليوم السبت 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 قطعة بحرية قبالة "المخا" على الساحل ...
- "سقطرى" اليمنية.. جوهرة الجزيرة العربية تعصف بها رياح الأطماع الإماراتية! المرصاد نت - المهرة بوست جددت الإمارات تحركاتها المشبوهة في جزيرة "سقطرى" خلال الشهرين الماضيين الرامية إلى إثارة الفوضى فيها وتحويلها من منطقة آمنة إلى ساحة ...
- "معركة نهم".. التحولات المهمة في الملف العسكري اليمني! المرصاد نت - متابعات بالقشة التي قصمت ظهر التحالف السعودي وأطرافه في الداخل اليمني وُصفت العملية العسكرية الكبيرة لقوات الجيش واللجان الشعبية في "جبهة نهم" وا...