المرصاد نت - لقمان عبدالله
ينافح هادي عن وجوده بكل ما يستطيع خاصة بعدما زادت حكومة صنعاء على جدول أزماته لكنه يُلقي بالشباب الجنوبيين في محرقة المعارك خارج محافظاتهم للحفاظ على مكتسباته
لا تزال مفاعيل صدمة تشكيل حكومة عبد العزيز حبتور في صنعاء سارية على تصرفات هادي الذي لم يكتفِ بالردود الهستيرية على تشكيل هذه الحكومة بل سارع إلى عدد من الإجراءات أهمها التوجه العاجل إلى مدينة عدن في محاولة منه لإحداث توازن سياسي مقابل صنعاء، وخصوصا أن خريطة الطريق التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة لليمن ولد الشيخ، تنهي دوره تماما في العملية السياسية والأمنية اذا نُفذت الخريطة.
حضور هادي إلى عدن يأتي أيضا بعد سلسلة تعيينات أمنية وإدارية في جنوب اليمن لتعزيز قبضته مع حليفه حزب الإصلاح (جماعة الإخوان المسلمون) في مناصب الدولة الرئيسية وحاليا، يعمد فريقه في عدن إلى ترتيب البيت الداخلي المتآكل جراء الفساد والمحسوبية علماً بأنهم عاجزون مطلقا عن إحداث تغييرات إصلاحية أو وضع خطط تنموية لرفع المعاناة عن الناس وبجانب أن «فاقد الشيء لا يعطيه» يتهم فريقه ومنهم نجله جلال بالفساد وبالنهب وبالتسلط على مقدرات البلد المالية والاقتصادية لذا يبدو أن المقصود بالإجراءات والتعيينات إقصاء المكونات الوطنية ولا سيما الحراك الجنوبي، ثم حصر التوجه السياسي والأمني في الجنوب في فريق هادي بالإضافة إلى «الإصلاح».
تدرك حكومة هادي ومن خلفها النظام السعودي أن المفاوضات تستند عادة إلى الوقائع الميدانية على الأرض وهي حاليا ليست في مصلحة بقاء الأولى لذلك يعمد فريقه السياسي إلى التزود برافعات سياسية وأمنية من أجل الارتقاء إلى مستوى يبقيه على طاولة المفاوضات السياسية المقبلة بعدما ثبت لديه أنه «كبش الفداء» المتاح لدى تحالف العدوان وذلك لتقديمه مقابل تحصيل مكاسب سياسية من صنعاء. أو على الأقل مقارنته بحكومة حبتور في العاصمة، وربما التضحية بالاثنتين معا لتسهيل مهمة المرحلة المقبلة.
على هذا الأساس يأتي تصريح مصادر مقربة من هادي لوكالة الصحافة الفرنسية أول من أمس كأنه رد على خريطة الطريق الأممية وخاصة الاعلان الصريح عن رفض تسليم السلطة إلا بالعودة إلى العملية السياسية من حيث بدأت عام 2014 وتمسكه بمنصبه رئيساً حتى الاستفتاء على الدستور وإدارة انتخابات رئاسية يسلم بعدها السلطة إلى رئيس منتخب وتنفيذ بنود القرار الأممي 2216».
على المستوى الميداني بدأت مساعٍ حثيثة ومتسارعة من أجل تجهيز قوات عسكرية جنوبية لإعدادها تمهيدا للمعارك المقبلة مع الشمال وخصوصاً في الساحل الغربي (ذوباب وتعز). ويشرف على الإعداد العسكري اللواء هيثم طاهر وهو وزير دفاع جنوبي سابق ويعمل حاليا مع تحالف العدوان في الإشراف العسكري في جنوب اليمن بصلاحية وزير دفاع فيما لا يزال محمود الصبحي، المعتقل في صنعاء وزير دفاع أصيلا في الحكومات المشكلة لدى هادي.
المشكلة التي تعترض طريق طاهر هي رفض الضباط والجنود الجنوبيين الانخراط في أي عمل عسكري خارج حدود المحافظات الجنوبية بل اتهم الضباط هذا اللواء باستغلال هموم الجنود ومعاناتهم للزج بهم في جبهات القتال الشمالية، علما بأنه لم يستطع إيجاد حل جيد لقضية مرتبات العسكريين الجنوبين التي مضىت على توقف صرفها شهور عدة. كما تجدر الإشارة إلى أن السعودية نجحت في استقدام مجموعات سلفية تابعة لقوات المحضار الجنوبية وزجت بهم في جبهة البقع في الجانب السعودي للحدود ما أوقع أعدادا كبيرة منهم بين قتيل وجريح ومفقود.
ربما يستطيع اللواء طاهر ومن خلفه التحالف النجاح تجميع عدد من الكتائب الجنوبية، مستغلين حالة الفقر والعوز عند الشباب الجنوبيين، لزجهم في المعارك المطلوب منه تجهيزها لـتحالف العدوان ولكن الأكيد أنهم لن ينجحوا أبدا في رفع حافزية التشكيلات العسكرية التي لا تستطيع القتال من دون أهداف مقنعة أو التقدم عسكريا وهي تقاتل في قضية لا تؤمن بها. أيضا، لا يمتلك الرئيس المستقيل غير ورقة الشباب الجنوبيين للتقدم بها إلى أي مفاوضات واستخدامها لاستمراره السياسي في المرحلة المقبلة، فيصير على هؤلاء الشباب دفع الفاتورة من دون أن يجني الجنوب اليمني أي فائدة سياسية لقضيته العادلة.
المزيد في هذا القسم:
- مقتل 4 بينهم طفلين واصابة 4 اخرين في استهداف نقطة تفتيش تابعة لأنصار الله بالجوف,, قتل أربعة مواطنين من أبناء محافظة الجوف بينهم طفلين وأصيب اربعة أخرون اثر استهدافهم بسيارة مفخخة تابعة لعناصر قيل انها لأشخاص ينتمون لحزب الإصلاح بمنطقة الغيل...
- أبرز 4 مواقف طرحها الوفد الوطني على طاولة الجلسة الأولى في حوار الكويت المرصاد نت - الكويت أنطلقت في العاصمة الكويتية جلسات الحوار بين الأطراف اليمنية بحضور قيادات كويتية والمبعوث الأممي إلى اليمن . وقد أعقب الجلسة الإفتتاحية ...
- صورة الجيش السعودي تتهاوى ومعها ذرائع الحرب المرصاد نت - يحيي الشامي شهد يوم أمس أكبر وأوسع هجمات تتعرض لها المواقع والمعسكرات السعودية منذ أشهر على يد القوات اليمنية وحصل ذلك بصورة متزامنة وفي خلال ساع...
- قتلى وجرحى في اشتباكات بسبب الزحام من أجل البترول في عدن المرصاد نت - عدن قتل شخص وجرح اخر في تبادل لإطلاق النار اليوم الأحد بسبب الازدحام أمام محطة وقود في مدينة عدن جنوب اليمن . ونُقل عن مصادر محلية القول إن تب...
- القاعدة يعدم مواطنين اثنين ويقطع أيدي مواطنيين أخرين بحضرموت متابعات : أقدمت عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي اليوم الجمعة على إعدام مواطنين اثنين وقطع أيدي اثنين آخرين في محافظة حضرموتبزعم تنفيذ أحكام وتطبيق الشرعية. ...
- القوة الصاروخية: ضرب المفاعل النووي في أبوظبي بصاروخ كروز مجنح. المرصاد نت - متابعات أعلنت القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية اليوم عن إطلاق صاروخ مجنح من طراز كروز على هدف استراتيجي في الإمارات. وأوضحت القوة ...
- القوات السودانية تغادر عدن .. والإمارت تصعد ضد حكومة هادي! المرصاد نت - متابعات انسحبت قوة من الجيش السوداني من مواقعها في عدن إلى وجهة غير معلومة بالتزامن مع انسحاب قوات العمالقة من الساحل الغربي ووصولها إلى عدن. وقا...
- قائد قوات الاحتلال في المهرة يهدد بقطع رؤوس المناهضين للتواجد السعودي! المرصاد نت - متابعات كشف الشيخ علي سالم الحريزي، وكيل محافظة المهرة السابق، عن تفاصيل لقاء جمع قائد قوات الإحتلال السعودي العميد حميد القرشي -أمس الثلا...
- غريفيث يطلق قطار المفاوضات: جولة أولى في جنيف... بلا تفاؤل المرصاد نت - متابعات بعد جولاته المكوكية في عواصم المنطقة خرج المبعوث الأممي إلى اليمن ليعترف بفشل مبادرته في شأن الحديدة. ومع ذلك أعلن مارتن غريفيث أمس موعد ...
- قصف هستيري على صنعاء ... وهادي تحت مقصلة التفجيرات المرصاد نت - الأخبار لم يكد يُنهي اليمنيون احتفالهم الحاشد في ساحة السبعين حتى باغت طيران العدوان صنعاء بسلسلة غارات استهدفت إحداها منصة الاحتفال فيما تواجه م...