المرصاد نت - متابعات
عاود طيران تحالف العدوان السعودي محاولاته لعزل العاصمة صنعاء عن المحافظات المجاورة بعد محاولة سابقة في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
و استهدف طيران تحالف العدوان السعودي خلال الليلة الماضية و اليوم الجمعة 12 أغسطس/آب 2016 جسور تقع على طريق صنعاء – الحديدة واستهدف الطيران الليلة الماضية جسري المدرجة بمديرية صعفان بمحافظة صنعاء و جسر مكحلة بمنطقة باب الشق بمديرية بني سعد بمحافظة المحويت وعاود الطيران بعد ظهر الجمعة استهداف الجسرين و دمرهما بالكامل قاطعا الطريق بين العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة.
و يحاول سائقي المركبات استخدام طرق ترابية وعرة بديلة بعد قصف الجسرين فيما تتخوف الجهات الحكومية في الوحدات الادارية التي يقع فيها الجسرين من استهدافها إذا ما حاولت تعبيد طرق بديلة لسير المركبات.
و تسبب قصف الجسرين في خنق الحركة بين العاصمة و الحديدة حيث لا تزال مئات الشاحنات الكبيرة متوقفة على الطريق ويتخوف التجار من تعرض سلع غذائية على متن الشاحنات المتوقفة للتلف، مثل الخضار و المنتجات التي تحتاج للتبريد ولجأ البعض إلى نقل بعض البضائع الخفيفة إلى الجهة المقابلة و من ثم نقلها على متن مركبات أخرى إلى صنعاء أو الحديدة خطوة تحالف العدوان السعودي من العودة لقصف الجسور تقرأ في سياق استهداف البنية التحتية التي تعرضت لدمار كبير منذ بداية الحرب قبل عام و نصف.
ما وراء قصف الجسور
هذه الخطوة إلى جانب أنها استهداف للبنية التحتية يمكن أيضا قرأتها من اتجاهين مختلفين هما:
الأول: يندرج في سياق الحرب الاقتصادية التي يعد لها تحالف العدوان السعودي بهدف تركيع القوي الوطنية للقبول بتسوية سياسية تضمن لـ”الرياض” تحقيق ما عجزت عنه بالحرب”.
استهداف جسري مكحلة و المدرجة بالذات دون سواهما سيعيق حركة ناقلات المشتقات النفطية و القاطرات الكبيرة من ميناء الحديدة – الذي يعد الميناء الوحيد للبلاد – إلى العاصمة ما سيخلق تداعيات اقتصادية ابرزها حصول أزمات في بعض المواد و بالذات الغذائية منها و هو ما سيوفر مادة اعلامية للإعلام الموالي للعدوان السعودي بهدف تهييج الشارع ضد أطراف صنعاء غير أن المراهنة على نجاح هذه الخطوة غير مضمون خاصة مع وجود طرق بديلة سواء كانت ترابية أو عبر محافظات أخرى حتى و إن طالت المسافة.
الثاني: ربما يسعى تحالف العدوان السعودي لتنفيذ هجوم بحري عبر البوارج باتجاه مدينة الحديدة و بدأ يمهد لهذه الخطوة بقصف جسرين مهمين تليها مرحلة ثانية من القصف بهدف منع وصول أي تعزيزات من العاصمة صنعاء غير أن هذه الخطوة هي الأخرى ليست مضمونة النتائج لوجود بدائل أخرى للتنقل.
الفشل الذي مني به تحالف العدوان السعودي و المواليين له في جبهة نهم خلال الأسبوعين الماضيين قد يدفعناه باتجاه هذه الخطوة و لو من باب تحقيق نصر اعلامي فقط لكن المخاطرة باتجاه الحديدة ستفتح على العدو السعودي و تحالفها العسكري المأجور باب الانتقادات من قبل المنظمات الدولية كون تحويل ميناء الحديدة إلى منطقة الصراع سيضر بحياة الناس و قد يؤدي إلى مجاعة جراء توقف الاستيراد.
و في المجمل يبقى قصف البنى التحتية بما فيها الجسور من قبل تحالف العدوان السعودي تأكيد لتخبطه في عدوانه الهمجي الذي يشنه على اليمن، منذ مارس/آذار من العام الماضي و يقرأها البعض بأنها ردود انفعالية من تحالف العدوان السعودي على فشله في الوصول إلى العاصمة صنعاء و التي وضع خططه في بداية العدوان بأن الوصول إليها سيكون خلال أشهر ثلاثة كـ”أسوء احتمال”.
ويرى متابعون أن إقدام طيران العدوان السعودي على استهداف الجسور في الطرقات التي تربط العاصمة صنعاء بالمحافظات المجاورة مقدمة لعزل العاصمة و محيطها الإقليمي واعتبروا أن عزل العاصمة عن محيطها هو نوع من الحصار الذي لجأت إليه قوي العدوان خاصة في ظل عدم قدرتها على السيطرة على المحافظات المجاورة للعاصمة و توالي الضغوط و التحذيرات الغربية الرافضة لإسقاط العاصمة.
و أكدوا أن هذا النوع من الحصار يهدف إلى خنق العاصمة و محاصرتها اقتصاديا، كنوع من المراهنة على تثوير الناس في العاصمة و هي الخطوة التي باتت قوي العدوان تراهن عليها و بداء الطيران المعادي بهذا المخطط بقصف جسر فرضة نهم الذي يربط العاصمة بمحافظة مأرب، 173 كم شرقا و جسر خيوان الذي يربط العاصمة بمحافظتي عمران و صعدة و جسر شرس، الذي يربط العامة صنعاء بمحافظة حجة و الجسور التي تربط الطرقات المؤدية إلى العاصمة من محافظة المحويت.
هذه الخطوة تعد مؤشر على قناعة سعودية بفشل أي معركة برية لإسقاط العاصمة صنعاء عسكريا و هو ما يكشف حقيقة ما يجري في محافظة مأرب من أعمال عسكرية شاركت فيها قوات سعودية و إماراتية و خليجية أخرى بمشاركة عملائها المحليين و التي لم تتمكن من تجاوز تبة المصارية الواقعة على مشارف مدينة مأرب منذ “5” أيام على الرغم من الغطاء الجوي الكثيف من الطيران الحربي الخليجي.
و يبدو أن قوي العدوان بدأت تراهن على حصار العاصمة و تقطيع شرايينها بمحيطها الإقليمي بهدف إنهاك المناوئين لها اقتصاديا بالمراهنة على عامل الزمن و من ثم الوصول لهدفها الذي يضمن فرض شروطها إما بالاستسلام أو الحسم العسكري بمعركة برية مدعومة بغطاء جوي كثيف يسبقه إقناع القبائل المحيطة بالعاصمة بالقبول على المشاركة في العملية العسكرية البرية أو فتح مناطقها لعبور القوات العسكرية باتجاه العاصمة كون القبائل الواقعة شرق العاصمة باتجاه محافظة مأرب لا تزال ترفض العروض السعودية حتى لمجرد استخدام أراضيها للعبور و لا تزال تجيش لصالح “أنصار الله” حيث باتت تشعر بأن المعركة صارت معركتها بعد تعرض أراضيها لغارات طيران العدوان السعودي و سقوط المئات من مقاتليها و أبنائها بقذائف الطيران المعادي.
العاصمة ترتبط بمحيطها الإقليمي بشرايين إسفلتية من الطرق و التي تقطعها ممرات مائية كبيرة (أودية) تم التغلب عليها بإقامة الجسور التي تعرضت لتدمير الطيران السعودي غير أنه يمكن الاستعاضة عن العبور على الجسور بطرق التي تمر عبر الأودية و هو ما يفي الغرض في حال تعبيد الطرق عبر هذه الأودية لتسهيل حركة الناقلات الثقيلة كما حصل عند قصف جسر سمارة الذي يربط الطريق الممتدة من العاصمة صنعاء و محفظة تعز. فضلا عن أن موسم الأمطار التي تؤدي إلى جريان السيول عبر الأودية قد مر منذ شهر و أن انتظار السيول إلى الموسم القادم لشل الحركة يبدو طويلا في حال تم المراهنة عليها لشل العاصمة و إلى جانب ذلك يعد موسم التساقط في اليمن غير منتظم على اعتبار أن موقع اليمن فلكيا يدخل ضمن المناطق شبه المدارية غير منتظمة التساقط و في أحسن الأحوال و في حال انتظام تساقط الأمطار فإن موسم التساقط لا يتجاوز بضعة أيام من العام.
كما أن العاصمة ترتبط بمحيطها الإقليمي بطرقات فرعية ترابية ستكون البديل المناسب في حال تعثر الوصول عبر الطرق الإسفلتية.
و عوضا عن ذلك فإن محاصرة العاصمة اقتصاديا ستثير الرأي العام العالمي و المنظمات الدولية و سيتحول الحصار إلى رأي عام دولي عبر الصحافة العالمية التي بدأت تكشف الجرائم السعودية في اليمن ما يشير إلى أن الصحافة العالمية و بالذات الغربية بدأت تسلط ضوئها على ما ترتكبه السعودية في اليمن و أن استمرار هذا الوضع سيدفع بالصحافة الغربية و المنظمات الدولية للضغط على الحكومات الغربية لوقف ما تقدم عليه السعودية في اليمن حيث ستصبح المنظمات الدولية التي تعمل في مجال الإغاثة غير قادرة على تنفيذ أعمالها الإغاثة في اليمن جراء تخريب الطرقات، ما سيدفعها لتشكيل قوة ضاغطة على الحكومات الغربية و الأمم المتحدة للتدخل لوقف التصرفات السعودية اللإنسانية، التي تهدف لتجويع الشعب اليمني.
هذه الخطوة السعودية تكشف مدى التخبط السعودي في اليمن و فشل سياستها الحربية المتبعة و ابتعادها عن الهدف الذي أعلنته لعاصفة الحزم في اليمن و الذي تحول من إعادة شرعية حكومة هادي إلى مجرد أعمال انتقامية تهدف الإضرار بكل الشعب اليمني و تجويعه.
أنس القباطي - يمنات
المزيد في هذا القسم:
- مناطقية وبلطجة: عاصمة الجنوب مسرحاً للميليشيات المرصاد نت - دعاء سويدان تكاد تكون التشكيلات العسكرية والأجهزة الأمنية المتكاثرة في عدن المظهر الأكثر تجلياً لمحددات السياسات الإماراتية في جنوب اليمن وأهدافها...
- الدفاع الأمريكية: الهجوم الذي استهدف “سويفت” له علاقة بالحرب علي اليمن ولا يهدد السفن العا... المرصاد نت - متابعات خلافاً لما تروجه دول العدوان بأن استهداف الجيش اليمني لسفينة “سويفت” الإماراتية قبالة المخا يهدد ممر الملاحة البحرية صرح مسؤو...
- الجبواني يهاجم رئيس “حكومة هادي”ويطالبه الامتثال للتحقيق والمحاكمة المرصاد-متابعات رد وزير النقل المستقيل من “حكومة هادي” صالح الجبواني على توجيهات رئيس حكومته “معين عبدالملك” للنائب العام للتحقيق حول اتهامات الجبواني...
- اجتماع وزاري للرباعية حول اليمن في لندن بحضور ولد الشيخ المرصاد نت - متابعات قالت مصادر صحفية ان اجتماع وزاري ستعقده مجموعة الرباعية حول اليمن الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين ثان 2017 في العاصمة البريطانية لندن. وسيضم ...
- الامارات تسعي إلى إحتلال الجزر اليمنية بمنح الجنسية لسكان سقطرى المرصاد نت - متابعات يظهر ولي عهد الإمارات المتحدة أو مايسمي بالرجل القوي محمد بن زايد آل نهيان رغبة دائمة في المشاركة جنباً إلى جنب مع القوات البحرية الحليفة...
- الفضائح العسكريه الخمسه الكبرى لتحالف الغزاه والمرتزقه.. المرصاد نت - متابعات اولاً...الضربة الصاروخيه البحريه التي دمرّت البارجه الحربيه عوّقت بشكل كبير فاعلية القوة البحرية للغزاه المعتدين وهي التي كان يعوّل عليها...
- الاقتصاد السعودي ينهار .. والإمارات تنهب ثروات اليمن تجنباً للإنهيار المرصاد نت - متابعات بعد مرور أكثر من عامين على الحرب السعودية فى اليمن تحت ما يسمى بعاصفة الحزم يبدو أن الفشل هو عنوان هذه الحرب التي تستمر في تدمير الحجر وا...
- "اليمن اليوم" ... بعضُ الصمت بوّاح المرصاد نت - متابعات هل ما زالوا أحياء؟ هل أدرك الموت بعضهم؟ من هم؟ تسأل نفسك وأنت تطالع الصور المرصوفة إلى جانب بعضها البعض تتأمل ساكنيها. صامتون لكن سكوتهم ...
- “مياه الشرب”.. تحدٍ يواجه ملايين اليمنيين المرصاد-متابعات قال البنك الدولي، إن هناك نحو 18 مليون يمني يواجهون تحديات في الحصول على مياه الشرب؛ نتيجة استمرار الصراع بالبلاد. وأكد البنك الدولي، في تقرير...
- كواليس الساعات الأخيرة لإنسحاب القوات "الإمارتية" من مأرب متابعات : تفجر الموقف بين الحليفين الأساسيين في العدوان على اليمن الإمارات والسعودية عندما أقدمت الأولى على التجهيز لسحب آخر معدات وأسلحة قواتهامن معسكر...