المرصاد نت - لقمان عبد الله
يبدو استئناف المحادثات اليمنية في الكويت في ظلّ التباعد الكبير الذي لا يزال قائماً بين طرفي الصراع لا يعدو كونه استجابة سعودية للضغوط الشكلية بضرورة إبقاء المسار السياسي حيّاً بانتظار تحولات ميدانية تفرض نفسها في السياسة
استؤنفت في العاصمة الكويتية قبل عدة ايام المفاوضات بين الأطراف والمواقف المعلنة التي صدرت عن الطرفين أظهرت أن الخلاف بينهما يكمن في تحديد أولويات جدول أعمال المحادثات ففيما يصرّ وفد الرياض على إلزام الطرف الآخر بتنفيذ القرار الدولي الداعي إلى الانسحاب من المدن، بالإضافة إلى نزع السلاح الثقيل من حركة «أنصار الله» وتسليمه للجيش الموالي للسعودية يطالب الوفد الوطني بتشكيل حكومة وفاق وطني ومجلس رئاسي بدايةً بالتزامن مع بدء اللجان الأمنية المتفق عليها عملها في سحب السلاح الثقيل والانسحاب التدريجي من المدن.
هذا في الشكل أما حقيقة الأمور فهي مختلفة كلياً عمّا تبدو عليه مشاورات الكويت إعلامياً. فالمفاوضات الدائرة هي انعكاس لموازين القوى الإقليمية إذ تحاول القوى الدولية رسم خريطة المنطقة بما يتوافق مع أجنداتها وبما يعزز حضور حلفائها. والأرجحية في هذا المجال ليست لحلفاء واشنطن.
اليمن هو إحدى الساحات المفتوحة إن كان من جهة الحرب التي تشنها السعودية على البلد، أو من جهة الاقتتال الداخلي بين الأطراف اليمنية. والسؤال المطروح هنا: هل تصل هذه الجولة المسقوفة بخمسة عشر يوماً إلى النتائج المرجوّة أي حلول وسط ترضي الطرفين؟ للإجابة عن هذا السؤال، يجب العودة إلى السقف الذي وضعته السعودية منذ الأيام الأولى للحرب على اليمن، التي كان هدفها المعلن القضاء على «أنصار الله» وإلزامهم بـ«العودة إلى جبال مران» في صعدة.
السعودية لم تحقق أهدافها من الحرب، ولم تستطع إخضاع اليمن، في وقت تشوهت فيه صورة جيشها المهزوم على الحدود بين البلدين، كذلك فإن سمعتها الدولية تضررت جراء مجازرها بحق الشعب اليمني وأطفاله. لكنها في المقابل لم تنكسر بعد أو تصل إلى المرحلة التي تفكر فيها بعقلانية وفق استراتيجيات الحروب أو الخروج الآمن من الصراع برمته. وهي ترى أن الحلول الوسط هي لمصلحة اليمن، وتصر على أن يكون بالكامل تحت وصايتها وهيمنتها، الأمر الذي أصبح مستعصياً ولا يمكن القبول به من مكونات الشعب اليمني مهما غلت التضحيات.
وفيما ظهرت صعوبة الاستمرار بالحرب سعودياً، على الأقل بالنسخة التي بدأت بها كان لزاماً على الرياض الخضوع للضغوط الدولية المطالبة بإيجاد مسار سياسي من خلال المفاوضات المباشرة بين صنعاء والرياض وبين الأطراف اليمنية المتنازعة.
وعطفاً على السؤال السابق عمّا إذا كان المسار السياسي التفاوضي المعمول به حالياً هو من أجل الوصول إلى نتائج سياسية تفضي إلى الاستقرار باليمن، أم أن هذا المسار مطلوب إبقاؤه حياً لمواجهة الضغوط والتفلت من المطالبات الدولية الداعية إلى الحوار.
قبل الطرفان، السعودي واليمني، بالهدنة الحالية التي رسمت حدود الصراع بينهما كلٌّ حسب أجندته وحساباته. فالسعودي حريص جداً على وقف إطلاق النار على الحدود بين البلدين والقول إن الصراع في البلد هو داخلي يقتصر على الأطراف اليمنية، والادعاء أن مشاركته بالحرب كانت فقط تحت سقف «مناصرة الشرعية» المتمثلة بالرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي المعترف به عربياً ودولياً.
أما «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام»، فقد كان سقفهم السياسي منذ البداية وحتى اللحظة، ينسجم مع سيادة اليمن ومع التعاون مع الجميع على قاعدة حسن الجوار والتفاهم لحل القضايا العالقة وقد وفّر لهم المسار السياسي التفاوضي (الذي كان دائماً مطلباً يمنياً) الفرصة لعرض مطالبهم المحقة أمام الرأي العام العربي والعالمي، وهو يخفف ولو قليلاً معاناة الشعب.
تبقى المفاوضات في إطار مسارها السياسي الحالي في الكويت حاجة للجميع بمن فيهم الولايات المتحدة واللافت أن واشنطن تعزز حالياً حضورها المباشر جنوبي البلاد بحجة محاربة «القاعدة»، ويتسع هذا الحضور مع مرور الوقت عبر تعزيز القوات المرابطة في قاعدتي العند شمالي عدن ومطار الريان في حضرموت.
إذاً يبدو أن المطلوب هو بقاء «صورة» المفاوضات إلى حين موعد الانتخابات الأميركية للقول إن المسار السياسي مستمر بغضّ النظر عمّا إذا كانت المفاوضات لذاتها أو لتحقيق نتائج فعلية وكذلك إلى حين اقتناع السعودية بترك اليمن ينجز سيادته واستقلاله، وهذا ما لن يحدث في المدى المنظور إذ ستستمر الرياض بالرهان على الوقت وسيبقى رهان صنعاء على الميدان في إحداث ضغط يجبر السعودية على إنهاء الصراع.
المزيد في هذا القسم:
- غريفيث يطلق قطار المفاوضات: جولة أولى في جنيف... بلا تفاؤل المرصاد نت - متابعات بعد جولاته المكوكية في عواصم المنطقة خرج المبعوث الأممي إلى اليمن ليعترف بفشل مبادرته في شأن الحديدة. ومع ذلك أعلن مارتن غريفيث أمس موعد ...
- 5 شهداء وجرحى بقصف سعودي لصعدة واستمرار الخروقات بالحديدة! المرصاد نت - متابعات استشهد مدنيان وأصيب ثلاثة آخرون بقصف سعودي لمحافظة صعدة فيما استمرت خروقات قوى العدوان لاتفاق وقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة خلال الـ 24...
- الحديدة : العدوان يستهدف مستشفى الثورة وأكثر من 20 شهيد و35 جريحاً المرصاد نت - متابعات استهدف طيران العدوان الأمريكي السعودي الغاشم اليوم الخميس مستشفى الثورة العام بمحافظة الحديدة وأبناء عن ضحايا. وأفاد مصدر أمني بالمحافظة...
- أبرز التطورات الميدانية والسياسية في المشهد اليمني المرصاد نت - متابعات مع سيطرة المخاوف على مصير المختطفين المخفيين قسريا في عدن من قبل الاحتلال الإماراتي وأصلت أمهات المحتجزين وقفاتهن الاحتجاجية وعبرن عن مخا...
- عضو اللجنة الثورية يعتبر كلمة مندوبة قطر أمام مجلس الأمن تدخل سافر وغير مقبول في الشئون ال... اعتبر عضو اللجنة الثورية العليا محمد المقالح كلمة مندوبة قطر أمام مجلس الأمن الذي خصص اجتماعة امس لمناقشة الوضع في اليمن ، انتهاك صارخ وتدخل سافر وغير م...
- هل يمثل انسحاب الإمارات فصلاً جديداً في الحرب غرب اليمن؟ المرصاد نت - متابعات نقل موقع "ميدل إيست آي" -عن أحد سكان المناطق التي قلصت فيها الإمارات وجودها العسكري- قوله إن هذا الانسحاب لا يمثل خطوة نحو السلام وإنما ه...
- تقرير أميركي يتوقع نهاية الحرب في اليمن خلال أيام.. وتراجع النفوذ الإيراني! المرصاد نت - متابعات توقع تقرير أعدته مؤسسة "جيمس تاون" لتحليل السياسات الاستراتيجية للدول أن تنتهي الحرب المستمرة في اليمن منذ خمس سنوات خلال الأيام القادمة، ...
- تظاهرات حاشدة في عدة محافظات يمنية تحت شعار" البراءة من الخونة" المرصاد نت - خاص تتدفق حشود جماهيرية كبرى في هذه الأثناء إلى أكثر من 20 ساحة في عدد من محافظات "تعز وإب وذمار والبيضاء والجوف والمحويت وعمران وحجة" للمشاركة ف...
- سقوط طائرة عسكرية في ظروف غامضة بمحافظة شبوة متابعات : سقطت طائرة عسكرية اليوم في ظروف غامضة بالقرب من احدى الشركات النفطية بمحافظة جنوب شرق اليمن. وبحسب مصادر عسكرية فان الطائرة كانت تنقل مرتبات...
- فضائح قيادات المرتزقة تتوالى .. بحاح : هادي انقلابي متابعات : وصف خالد بحاح قرار عزله من قبل هادي بغير القانوني فيما نفى حزبا الاشتراكي والناصري صلتهما ببيانات تؤيد عزله. يأتي ذلك في سياق احتدام الصراع بين قوى...