المرصاد نت - إبراهيم الوادعي
مع دخول الشهر الخامس عشر للحرب ثمة مشهدان متغايران في صنعاء والرياض
حفل بهما الأسبوع الماضي، في الأولى كان رئيس اللجنة الثورية العليا يفتتح مشاريع إنمائية وخدمية وتخرج دفعات عسكرية، فيما كانت الرياض تطفوا على صدع الخلافات مع أطراف التحالف، وتتجرع نتائج تقييم مؤلم للحرب على اليمن.
افتتاح مشاريع خدمية وإنمائية ووضع حجر الأساس لأخرى من قبل صنعاء، قد يكونا حدثان عاديين في زمن السلم وهما كذلك بالفعل، لكنه في ظل حصار اقتصادي مشدد وعدوان قاسٍ لأكثر من عام، هو عمل جبار بما تعنيه الكلمة للعارفين بما تواجهه صنعاء من حرب اقتصادية أريد من خلالها الدفع بانهيار الاقتصاد اليمني وإحداث فوضى اقتصادية عارمة منذ الأيام الأولى.
ويحسب لأنصار الله هنا أنهم نجحوا في الحفاظ على استمرار الدولة رغم الحصار والعدوان، ولا يزال البنك المركزي في صنعاء يغطي رواتب الموظفين حتى في المحافظات الواقعة تحت سيطرة العدوان ومرتزقته والتي تعاني من انفلات أمني واقتصادي لا تعاني منه المناطق التي تحت سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية.
وخلال الأسبوع الماضي أيضاً حضر رئيس الثورية العليا محمد علي الحوثي حفل تخريج الدفعة الـ49 من الكلية الحربية في صنعاء، وهي الدفعة الأولى التي يجري تخريجها في زمن الحرب السعودية الأمريكية على اليمن، وتحولت معارك الدفاع عن اليمن بوجه حلف السعودية إلى مادة عملية درس عليها الطلاب.
وشهد حفل التخريج مراسم تسليم الراية للدفعة الآتية، وهنا أيضاً دلالة بالغة في زمن الحرب بأن الجيش اليمني حي ولم يفت في عضده قساوة الحرب والحصار، ولا طول أمدها، ولا يزال الإنسان العمود الفقري لأي جيش في العالم، متوافر وحاضر للمواجهة والدفاع عن ثرى اليمن.
وإلى جانب خطابه الذي هاجم فيه من خانوا القسم الجمهوري ووقفوا لأجل المال ضد بلدهم يبيعون سيادته وأرضه بدراهم معدودة، كان الحوثي موفقاً في إعلانه عن منح طلابها رتبة استثنائية.
وبموازاة مشهدية التجدد والاستعداد القتالي الجديد للحرب بشتى أنواعها الذي أظهرته صنعاء الأسبوع الماضي مع توقع بدء جولة جديدة من القتال يجرب فيها الأمريكيون حظهم – الأمريكيون يديرون المواجهة الميدانية مباشرة في شبوة والوازعية وكرش، وتخوض عناصر القاعدة وداعش المواجهات في هذه الجبهات بإمرة أمريكية مباشرة – طفت الخلافات بين أقطاب العدوان السعودي الأمريكي إلى السطح، وبين أجنحة العائلة السعودية المالكة بسبب طول أمد الحرب وتباين مصالح أقطاب التحالف.
بحسب تصريحات لابن نايف ولي العهد السعودي الحانق من تغلغل نفوذ بن سلمان في كل مفاصل المملكة بشكل بات يهدد وجوده شخصياً في ولاية العهد, وفي التصريحات التي جرى سحبها بأمر ملكي من صحيفة الوطن السعودية “فإن عملية عاصفة الحزم طال أمدها وخرجت عن توقعاتنا نتيجة لعدم قيام دول التحالف بالمهام الموكلة إليها”، وهنا إشارة واضحة إلى دور الولايات المتحدة التي باتت تتحكم بمسار العملية كاملاً مع نزول قواتها إلى جنوب اليمن وقيادة المعارك مباشرة، فيما يستمر الاستنزاف للخزينة السعودية وسط تردي أسعار النفط السعودي، وكذا الإمارات التي أخذت لنفسها منحى يحقق مصالحها الخاصة مع أمريكا.
وفي تقييم لعمليتي الحزم والأمل أكد تقرير سعودي داخلي مسرب فشل العمليتين بتحقيق أهدافهما, وتحولها إلى حرب استنزاف مرهقة للخزينة السعودية.
وفي التقرير إن الحرب على اليمن اتسمت بالاستعجالية الشديدة، وفشل استخباراتي ذريع، وتوهم نصر في أسابيع على أبعد تقدير كما جاء في التقرير، الذي أضاف بأن “الحوثي” ظل ممسكاً بزمام الأمور وتمكنت قواته من التقدم والوصول إلى الحدود وإلحاق خسائر جسيمة بالجيش السعودي.
وهاجم التقرير الإمارات التي لديها القوة البرية الأكبر بين دول التحالف بسبب ما سماه أطماعها وأهدافها الخاصة.
واعترف التقرير الذي كتبه ضابط كبير في وزارة الدفاع السعودية بأن جلوس السعودية للتفاوض مع من تصفهم بالمجموعة الخارجة عن القانون أتى من الواقع المرير الذي تمر به العملية العسكرية السعودية برمتها، وفي هذا السياق يمكن وضع انتقال الناطق الرسمي باسم أنصار الله محمد عبد السلام من الكويت إلى ظهران الجنوب – الخميس – لتدعيم الهدوء على الحدود على وقع اندلاع معارك في شرفة نجران، وبإلحاح سعودي ربما.
الرياض غارقة بالشقاق بين أجنحة الحكم ومع حلفائها وضاجرة من تحكم الولايات المتحدة بها بعد أن دفعت بها إلى المستنقع اليمني كما فعلت مع صدام قبيل غزو الكويت في العام 90م، وبات ترى في الأهداف الأمريكية في اليمن مهدداً لوجودها، أما صنعاء فتظهر شوقها للمواجهة مع الأمريكيين، وهي منشغلة هذه الأيام بتدعيم جبهاتها العسكرية والداخلية، وبين هذين المشهدين يمكن قراءة من كسب الحرب بعد خمسة عشر شهراً.
المزيد في هذا القسم:
- أفتتاح معرض الشهيد بذمار ومئات المواطنين يتوافدون اليه افتتح اليوم بمحافظة ذمار معرض "الشهيد" في الصالة الرياضية المغلقة والذي أقيم بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد وخلال الافتتاح الذي حضرة أمين عام المجل...
- مجلس الإنقاذ اليمني " تحت التأسيس" يصدر البيان الثالث! المرصاد نت البيان الثالث لمجلس الإنقاذ اليمني(تحت التأسيس) بسم الله الرحمن الرحيم ياجماهير شعبنا اليمني الصامد ياجماهير شعبنا اليمني الصابر لقد لاحظنا منذُ ...
- عدن تحترق مرة أخرى بسياسات ومخططات السعوديين والإماراتيين المرصاد نت - متابعات أماط الزمن لثامه وظهر على السطح ما كان مختبئاً تحت الأقنعة والعمائم والكوافي وحتى الكلمات لأن معطيات المشاحنات والضغائن والطموحات غير الم...
- صُنَّـاعُ الأزمات في اليمن ! المرصاد نت - ضرار الطيب جزءٌ بسيطٌ ومُرعِبٌ مما ظلت تتحدثُ عنه وسائلُ الإعلام المناهضة للعدوان حول الفساد الشامل الذي يمارسه المرتزقة في المناطق التي تقع تحت س...
- ظل اليمن محكوماً بالتنظيمات الإرهابية على مدى عقود.. تجفيف منابع أمريكا! المرصاد نت - متابعات ظل اليمن على مدى عقود وجهة الجماعات الإجرامية الوهابية وأحد أهم معاقلها ليس في جزيرة العرب بل في المنطقة بأكملها، ولم يعد خافيا على أحد ه...
- تقرير ميداني من البقع: عتاد السعودية وعملائها المقاتلين في المحرقة الكبرى! المرصاد نت - المراسل نت استحوذت معارك منطقة البقع الحدودية بين اليمن والسعودية على اهتمام اعلامي كبير من قبل تحالف العدوان السعودي الذي يتفوق في لفت انتباه ال...
- المدنيون في اليمن يدفعون ثمن العدوان والحصار المرصاد نت - متابعات قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس الاثنين إن موظفي الإغاثة في “سباق مع الزمن” لمنع مجاع...
- غارات هستيرية للعدوان وتحذير أممي من أرتفاع أعداد القتلى المدنيين المرصاد نت - متابعات استشهد وأصيب سبعة مواطنين اليوم جراء ثلاث غارات لطيران العدوان الأمريكي السعودي على سوق شعبي بمديرية بكيل المير في محافظة حجة. وأوضح...
- عملية«البُنيان المرصوص» تعمّق الشرخ بين قوى «التحالف» المحلية المرصاد نت - لقمان عبدالله سلّطت استعادة الجيش واللجان الشعبية لفرضة نهم والعديد من مديريات محافظتي مأرب والجوف، الضوء على مدى تماسك جبهات العدوان في جميع منا...
- ثمانية مليارات دولار قيمة مساعدات "الغذاء العالمي" لليمن سنويًا ! المرصد نت - متابعات أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، أن إجمالي قيمة ما يقدمه سنويًا لليمن يبلغ 8 مليارات دولار ويدير 12 مخزنًا ...