المرصاد-متابعات
إلى جانب أنّ استدعاء فزّاعة “الإرهاب” في محافظة المهرة، شرق اليمن، يُعدُّ مؤشراً قويّاً إلى فشل السعودية في اختراق الجبهة الشعبية المناهضة لوجودها العسكري، يفصح ذلك أيضاً عن حرصها على الوجود هناك بأيّ ثمن.
يوم الجمعة الماضي، أعلنت وسائل إعلام تابعة لـ”التحالف” الذي تقوده السعودية عن مقتل واستسلام عدد من مسلّحي التنظيم، بعد مداهمة وكر لهم في مدينة الغيضة، عاصمة المحافظة الواقعة على حدود سلطنة عُمان.
الإعلان عن العملية جاء بعد تصاعد التوتّر بين أبناء المهرة والجانب السعودي، على خلفية دفع الأخير بتعزيزات جديدة إلى منفَذ “شحن” ومناطق أخرى في المحافظة التي ظلّت بعيدة عن مسرح العمليات العسكرية وأنشطة التنظيمات المسلّحة طوال الأعوام الماضية. وعلى رغم أن تنظيم “القاعدة” لم ينفِ أو يؤكّد واقعة الغيضة، إلّا أن صلته بها تبدو بعيدة، وفقاً للمعطيات الآتية:
محافظة مغلقة
على رغم أن التنظيم نفّذ، طوال الأعوام الماضية، عمليات عديدة وسجّل حضوراً لافتاً في مختلف المحافظات اليمنية، إلا أن المهرة ظلّت مغلقة في وجهه بشكل كلّي.
يعود ذلك إلى خلوّ صفوفه من عناصر تنتمي إلى المحافظة يمكن أن تُوجِد له موطئ قدم فيها، كما حدث في محافظات أخرى، حيث حرص التنظيم على استقطاب مناصرين وشخصيات قبليّة واجتماعية مؤثّرة لتبرير وجوده وحمايته؛ إذ يعتمد وجوده في أيّ منطقة، وبشكل شبه كلّي، على “الأنصار” لتوفير المأوى لـ”المهاجرين” القادمين من خارج المنطقة.
مقترح مريب
بالنظر إلى عدم وجود مناصرين أو حاضنة شعبية للتنظيم في محافظة المهرة، رفضت قيادته العسكرية مقترحاً بالانسحاب من مدينة المُكلّا، عاصمة حضرموت، إلى مناطق في المحافظة عام 2016.
وبحسب مصادر خاصة، قوبِل المقترح الذي طرحه قيادي سعودي في التنظيم بالرفض، واستقر الأمر على الانسحاب إلى محافَظتَي أبيَن وشبوة وبعض مناطق وادي حضرموت. طرحٌ يثير بذاته أكثر من علامة استفهام، وخصوصاً في ظلّ التطورات الأخيرة التي شهدتها المحافظة.
وكان التنظيم قد حمَّل قيادات فيه (اتّهمها بالتجسّس لمصلحة الاستخبارات السعودية) مسؤولية الانسحاب من المُكلّا عام 2016، من خلال دور “التثبيط والإرجاف” الذي قامت به، على حد وصفه في إصدار “هدم الجاسوسية”.
ومن غير المستبعد أن تكون السعودية قد ضحّت بـ”مخبرين” انتهت مهمّتهم في عملية الغيضة الأخيرة، وسط معلومات تشير إلى أن أحد مَن تم ضبطهم يدعى علي ناصر عسيري (سعودي الجنسية)، وكان من ضمن مجاميع التنظيم التي سيطرت على محافظة حضرموت في عام 2016.
بعدٌ عن المركز
إلى ما تقدّم، تفصل بين محافظة البيضاء، معقل تنظيم “القاعدة” الأخير في اليمن، ومحافظة المهرة، مسافة تزيد على 700 كيلومتر.
وفي ظلّ ظروف الحرب التي قيَّدتْ حركته بشكل غير مسبوق حتى في المحافظات التي اعتاد التنقّل السهل بين مناطقها، يُستبعد أن ينقل التنظيم خلايا إلى أبعد نقطة جغرافية من مركزه عبر طرق مليئة بالحواجز الأمنية التابعة لأكثر من جهة.
وخلال الأعوام الماضية، حرص التنظيم على الوجود في محافظات لها حدود مشتركة، كالبيضاء ومأرب وشبوة وأبين وحضرموت.
لماذا الغيضة؟
على افتراض أنّ التنظيم وجَد في محافظة المهرة ملجأً آمناً لنقل بعض عناصره، بعدما ضاق الخناق عليه في محافظة البيضاء وغيرها من المحافظات التي نشط فيها، لن تكون مدينة الغيضة، الواقعة على حدود عُمان، المكان المناسب له.
إلى جانب ذلك، لم تعد قوات الجيش والأمن والقوات السعودية أيضاً، من ضمن أهداف “القاعدة” منذ عام 2015. لذا، لن يغامر في نقل عناصر له إلى مدينة خالية من أهدافه داخل محافظة مترامية الأطراف ومتنوّعة التضاريس، حيث تعدُّ المهرة ثاني أكبر محافظة يمنيّة من حيث المساحة الجغرافية.
الخطة (ب)
على الأرجح، لجأت السعودية إلى إثارة ملف “الإرهاب” بغرض مواجهة الرفض الشعبي المتصاعد لوجودها العسكري في محافظة المهرة.
إثارة هذا الملف أتت أيضاً بعد فشل اللعب على ورقة “التهريب” في تبرير وجودٍ “مستمرّ” للقوات السعودية في المهرة، بعدما زعمت الرياض أن منفَذ “شحن” تحوّل إلى واحد مِن أهمّ معابر تهريب السلاح الإيراني إلى “أنصار الله” في شمال اليمن.
المزيد في هذا القسم:
- مركز الأبحاث الأوروبي : حكومة هادي خليط غير متماسك فكرياً من الشخصيات والفصائل الانتهازية المرصاد نت - متابعات نشر مركز الأبحاث الأوروبي التابع للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تقريراً استقصائياً عن العدوان السعودي على اليمن مسلطا الضوء على الاهدا...
- ما السر وراء الاعترافات السعودية المتزايدة بمقتل جنودها في الحدود؟ المرصاد نت - متابعات بينما كانت تحتفل صنعاء بالذكرى الثالثة لـ«ثورة 21 سبتمبر» وتشهد الجبهات في الداخل وعلى الحدود مع السعودية معارك عنيفة تكبّدت ...
- اجتماع للثورية العليا و المؤسسات الإقتصادية يفضي إلى تشكيل لجنة طوارئ اقتصادية مشتركة المرصاد نت - صنعاء أقر اجتماع ضم رئيس اللجنة الثورية مع المؤسسات الرسمية ذات العلاقة والأمنية والقطاع المصرفي والصرافين ورجال المال والاعمال اليوم الثلاثاء...
- السفير نايف القانص يلتقي المحامي المعتمد بمحكمة الجنايات الدولية في دمشق المرصاد نت - متابعات التقى سفير اليمن لدى سوريا الأستاذ نايف القانص في دمشق المحامي المعتمد في محكمة الجنايات الدولية مستشار المحكمة ورئيس جمعية حقوقي ومحامي ...
- النظام السعودي يواصل جرائمه ويوغل في الدم اليمني بشكل مباشر ومتعمد! المرصاد نت - متابعات أكد المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع أنّ السعودية تواصل جرائمها و"توغل في الدم اليمني بشكل مباشر ومتعمد". وذكر أنّ "آخر جرائم...
- اتفاقات مع القبائل مهّدت لسقوط «الحزم»: مركز محافظة الجوف بيد صنعاء! المرصاد نت - رشيد الحداد تكمالاً لسلسلة الإنجازات التي تُحقّقها في الجبهة الشرقية منذ أواخر شهر كانون الثاني/ يناير الماضي أحكمت قوات الجيش واللجان الشعبية سي...
- طيران العدوان يواصل خرق وقف إطلاق النار المرصاد نت - متابعات واصل العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته، اليوم الثلاثاء خرق وقف إطلاق النار لليوم التاسع. وأفاد مصدر عسكري أن طيران العدوان السعودي الأ...
- تحقيق لشبكة CNN .. سرقة المساعدات الغذائية من قبل الحوثيينّ! المرصاد نت - متابعات هدّد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بوقف توزيع المواد الغذائية في مناطق سيطرة الحوثيين بسبب مخاوف من وقوع "اختلاسات" وعدم إيص...
- إشتباكات بقاعدة العند والعثور على 11 جثة مقطوعة الرؤوس بعدن المرصاد نت - متابعات اندلعت مساء يوم الثلاثاء اشتباكات بين مجندين وقوة امنية تتولى حراسة وزير الدفاع الجنوبي السابق هيثم قاسم طاهر بقاعدة العند العسكرية وق...
- سلطنة عُمان تحرك عجلة الجهود السياسية لحل الأزمة اليمنية ... فهل ستنجح؟ المرصاد نت - متابعات يبدو أن عجلة الجهود السياسية لحل الأزمة اليمنية قد تحركت وهذه المرة من بوابة سلطنة عُمان الجار الشرقي لليمن والوسيط المعروف منذ تصاعد الع...