الرياض تتولّى قيادة الميليشيات في عدن بدل أبوظبي!

المرصاد نت - متابعات

أعلنَ تحالفُ العدوانِ السعودي أنّ الميليشياتِ المواليةَ له في مدينةِ عدن ستكون تحت قيادةٍ سعودية بعدما كانت تقودُها الإمارات. وتتوالى فصول تطبيق اجندات تحالف العدوان على اليمنAdenn2019.10.27 أجندات غير بريئة بدت واضحة من خلال ما تم إعلانه الأحد من إتفاق في عدن بين حكومة هادي المدعومة من السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعومين من الامارات.

الاتفاق بحسب ما هو معلن سيجمع الطرفان في حكومة تكنوقراط جديدة بمشاركة الانفصاليين الجنوبيين ووضع القوات المسلحة للطرفين تحت سيطرة حكومة هادي رغم امتلاك الانفصاليين لاجندة مناقضة لحكومة هادي تشمل المطالبة بحكم ذاتي في الجنوب اليمني.

وفي سياق متصل قالت مصادر سياسية إن التوقيع على الاتفاق أُجل بسبب مقترحات إماراتية على المسودة التي قدمتها السعودية سعياً منها للاحتفاظ بنوع من النفوذ وفرض بعض القيود على بعض الأسماء لعدم توليهم مناصب في أي حكومة جديدة مُقبلة.

يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه القوات السعودية عملية الانتشار في أكثر من منشأة داخل مدينة عدن تمهيداً للإعلان عن توقيع الاتفاق الذي يخول الرياض الوصاية على المليشيات والفصائل المسلحة المحلية في عدن. ويرى مراقبون أن انتشار القوات السعودية في عدن يعتبر مؤشراً واضحاً على التحولات المترتبة على حوار جدة ومن شأنه أن ينزع القرار في المدينة من الإماراتيين الذين كانوا أصحاب الكلمة الأولى . لكن الإمارات تحاول تعويض ذلك من خلال “حصتها في حكومة المنفي ”. .

وكانت مصادر مطلعة كشفت أمس عن بعض تفاصيل مسودة اتفاق بين حكومة الفار هادي والمجلس الانتقالي التابع للإمارات وإن الاتفاق ينهي النزاع في المحافظات الجنوبية وينص على حكومة من 24 وزيراً مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية . ويتضمن الاتفاق إعادة الترتيبات للقوات العسكرية والأمنية في المحافظات الجنوبية. وإن “التحالف السعودي سيشرف على لجنة مشتركة تتابع تنفيذ اتفاق الرياض”.

الاتفاق الذي سربت بعضاً من مضمونه لقي معارضة العديد من المكونات الجنوبية وفي هذا السياق أكد الناطق الرسمي لمجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي أحمد الحسني أن المجلس يرفض أي صيغة جديدة يرعاها التحالف تشرعن وجودا في الجنوب في إشارة إلى اتفاق جدة الذي ترعاه السعودية بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات.

وأوضح الحسني أن أولوية مجلس الإنقاذ وقف الحرب ورفع الحصار وخروج القوات الأجنبية في إشارة إلى خروج القوات الإماراتية والسعودية. وكانت مدينة الغيظة عاصمة محافظة المهرة شهدت الأسبوع الماضي إشهار مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي والذي من أبرز أهدافه خروج القوات السعودية الإماراتية من الجنوب باعتبارها قوات احتلال .

وفي حضرموت أعلن مؤتمر حضرموت الجامع رفضه لمخرجات أي اتفاق سياسي سيوقع في مدينة جدة ما لم يتم إشراك أبناء حضرموت في الاتفاق. وحذرت رئاسة مؤتمر حضرموت الجامع في بيان لها من تجاوز حضرموت التي تعتبر ركيزة لمحافظات الجنوب، معتبرا تجاوزه غير مقبول ولن يعترف بأي اتفاق. وكان رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري فؤاد راشد أكد رفض المجلس لأي نتائج لاتفاق حوار جدة بين حكومة هادي والانتقالي الموالي للإمارات ما لم يتم إشراكه في الحوار

إلى ذلك حذر“تجمع شباب عدن المستقل” من أي اتفاق منفرد للقضية الجنوبية في حوار جدة مشيرا إلى أن ذلك لن يقود إلى سلام في عدن. وقال تجمع شباب عدن في بيان له : إن الأزمة المزمنة يجب أن لا تختزل في مكون لأحد المكونات الجنوبية وإنما في مشاركة جميع المكونات الجنوبية عامة و العدنية على وجه الخصوص لأن عدن هي مفتاح الحل بحسب البيان..

وأضاف تجمع شباب عدن أن أي اتفاق قد يتم دون مشاركة الجميع وخصوصاً عدن لن يكون حلا لسلام بل العكس سيكون لغما سيفجر أزمة كارثية لن يكون بعدها أي بوادر تهدئة أو بصيص أمل لسلام.

لا تخفي تلك الاتفاقات الانشقاق داخل تحالف العدوان بين السعودية والامارات.. فقد اعرب احمد المسيري وزير الداخلية في حكومة هادي عن رفضه لمسودة الاتفاق بين هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي التي تمت بوساطة سعودية، الميسري كان دعا حكومته الى التمسك بما اسماه بالثوابت الوطنية وعدم مكافأة من وصفهم بالانقلابيين والمتمردين، مجددا رفضه اي حكومة تتحكم بها السعودية والامارات. كما أكد أن الصراع الذي اندلع في الجنوب مشروع إماراتي وقد سقط وقال أن قوات هادي كانت لتحسم الامور خلال أيام لو لم تتعرض لضربات جوية إماراتية.

من جهته قال وزير النقل بحكومة هادي صالح الجبواني أن قيادات المجلس الانتقالي يجب أن يساقوا إلى قاعات المحاكم وليس إلى كراسي الحكومة. وأوضح أن أي اتفاق ترعاه السعودية لن يُكافئ المتمردين بكل تأكيد لأن هذا يخالف نهج ومهمة المملكة في اليمن ـ حسب وصفه .. وأضاف الجبواني:” أما إذا ذهب في غير هذا الاتجاه فإنه لن يرى النجاح وبالتالي سيعني هذا فشل التحالف ومهمته في اليمن فيما لخص مراقبون نتيجة الاتفاق بأنه مجرد تقاسم لحكومة الفنادق بين السعودية والإمارات “فيفتي فيفتي” .

وحركت تلك التطورات في الأيام الماضية المخاوف حول مصير المخفيين قسراً في سجون تديرها الإمارات في عدن. وتتخوف رابطة أمهات المختطفين والمخفيين في تلك السجون السرية من ان تقوم سلطات الاحتلال الاماراتية بتصفية أبنائهم والتخلص منهم بالتزامن مع ما تشهده عدن من وضع مأساوي وانفلات أمني غير مسبوق وما يُشاع عن انسحاب القوات الإماراتية وهي المسؤولة أصلا عن تلك السجون.

المزيد في هذا القسم: