المرصاد نت - متابعات
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" في مقال تحليلي نشرته على صفحاتها اليوم الثلاثاء الضوء على التطورات الأخيرة في محافظة عدن حيث وضع حلفاء الإمارات هناك ممثلين بالمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الحزام الأمني التابعة له حجر الأساس لمشروعهم الانفصالي بعد أن سيطروا على المحافظة التي ظلّت منذ اندلاع العدوان والحرب على اليمن العاصمة المؤقتة لحكومة هادي.
ذلك ما عدّه معلّق الصحيفة، إيان ثارور، في مقاله "انقلابًا من حلفاء ترامب ضد بعضهم البعض" مشيرًا إلى استهداف التحالف السعودي حلفاءه أنفسهم أي المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات الضلع الآخر في التحالف بعد أن أنهت الأخيرة الوجود الحكومي في المحافظة.
على ذلك فإن التحالف الذي تشكّل بالأساس بذريعة "استعادة الشرعية في اليمن" ومواجهة إيران في هذا الجزء من العالم والذي كانت تنظر إليه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتباره قضية ملحّة لدرجة أنها تبرر تجاوز الكونغرس في معارضة مبيعات الأسلحة إلى الرياض وأبوظبي انتهى به المطاف إلى الاقتتال داخلياً.
ويستطرد معلّق الصحيفة بأنه "على الرغم من الهدوء السائد حاليًّا في عدن فإن حالة عدم اليقين حول مستقبل التحالف السعودي الإماراتي لا تزال قائمة". وينقل حديث أحد سكان عدن واسمه عادل محمد لوكالة "رويترز": "الوضع هادئ الآن، لكن الناس لا يزالون قلقين؛ نحن لا نعرف إلى أين تتجه الأمور".
ويرى الكاتب أنه بمعزل عن الصور التي نشرتها المواقع الإماراتية والسعودية على السواء للقاء الحاكمين الفعليين في الإمارات والسعودية، محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، فإن الانقسامات الواضحة يبقى صعبًا تجاهلها. ذلك ما تعلّق عليه الباحثة في الشأن اليمني في كلية بيرمبروك التابعة لجامعة أوكسفورد قائلة: "هذا يضعف التحالف من خلال كشف الشقوق التي لا يمكن إنكارها تحت السطح؛ يزداد الأمر وضوحًا بأن الإمارات والسعودية لا تتشاركان الأهداف نفسها في اليمن على الرغم من أنهما تتشاركان الهدف الشامل المتمثل في كبح نفوذ إيران".
ويشير الكاتب في هذا السياق إلى أن "الانفصاليين في اليمن والإمارات لا يتفقون أيضًا مع تحالف هادي مع حزب الإصلاح؛ فبينما تعتبر السعودية الإصلاح ضروريًا لإعادة بناء اليمن تعارض الإمارات أي دور مهم له بسبب علاقته بالإخوان المسلمين".
إضافة إلى ذلك فإن الإمارات على عكس السعودية التي انشغلت بحرب الحوثيين على حدودها الجنوبية وإعادة الحكومة إلى العاصمة صنعاء استثمرت بشكل أقل في حكومة هادي وبحثت عن مصالح أخرى على الأرض. "الإماراتيون يحاولون أن ينصبوا أنفسهم في موقع المهيمن إلى حد ما في القرن الأفريقي" كما تقول الخبيرة في الشأن اليمني في مؤسسة الشرق الأوسط، مشيرة إلى مطامع الإمارات في باب المندب وجزيرة سقطرى الاستراتيجية.
رغم ذلك فإن أي انفجار للعدائيات سيكون مؤلمًا بشكل خاص لدولة الإمارات، المركز المالي والسياحي في المنطقة. ذلك ما تذهب إليه إليزابيث ديكنسون من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، قائلة: "أي هجوم قد يصيب الأراضي الإماراتية أو يضر ببيئتها التحتية الحيوية سيكون مدمرًا؛ فمن شأنه أن يهدد بشكل رمزي سمعة واحدة من أكثر الدول ديناميكية من الناحية الاقتصادية".
ولعل ذلك تحديدًا كما يستنتج الكاتب هو ما ألقى بظلاله على إعلان الإمارات الانسحاب التدريجي من اليمن وإلى مهادنة إيران عبر زيارات مسؤوليها العسكريين مؤخرًا. تبعًا لذلك يخلص الكاتب إلى القول إن الحملة ضد إيران ووكلائها الإقليميين كان يمكن شنّها بشكل أكثر دقة ويقتبس في هذا السياق حديث أحد رجال الأعمال الإماراتيين: "يبدو أن الأمر كان بعيد المنال ولم يحسبوا عواقبه".
المزيد في هذا القسم:
- دبلوماسية ماتسمي ب«الشرعية»: غياب وتهميش في المحافل الدولية ! المرصاد نت - معاذ منصر «سلطة ماتسمي بالشرعية المدعومة من التحالف السعودي مستمرة في التآكل واستعادة سلطتها في جميع ارجاء اليمن هدفا بعيدا عن التحقق»...
- التحالف السعودي يمنع وصول 5 سفن نفطية لميناء الحديدة! المرصاد نت - متابعات قالت شركة النفط اليمنية في صنعاء إن التحالف السعودي الإماراتي، يواصل احتجاز السفن النفطية ويمنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة. وقالت الش...
- غارة جوية أمريكية تستهدف زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي! المرصاد نت - متابعات لقي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، قاسم الريمي، مصرعه بغارة جوية أمريكية بعد أشهر من تعقبه من الجو والمعلومات الاستخباراتية. ونقلت صح...
- وسائل إعلام أجنبية : السعودية في مأزق ووأشنطن تخطط لقواعد عسكرية في باب المندب المرصاد نت - متابعات وفقا لجيفري ست كلير محرر جريدة كونتربنش ان هذه الحرب شهدت بالفعل 90 ألف غارة جوية سعودية علي اليمن – أو واحدة/12دقيقة - أو132غارة ف...
- مبادرة ماتيس مرفوضة يمنياً: لا حلّ بالإضعاف والتفتيت ! المرصاد نت - متابعات بمعزل عما إذا كانت المبادرة التي طرحها جيمس ماتيس في مؤتمر «حوار المنامة» مناورة أو مقترحاً جدياً فإن القوي الوطنية اليمنية ي...
- رغم الحرب .. اليمنيون يحرزون تقدماً في الصناعات العسكرية الدفاعية المرصاد نت -إبراهيم الوادعي في الأيام الأولى لعاصفة الحزم والعدوان على اليمن قال العسيري نصف الحقيقة في قوله إن عاصفة الحزم تمكنت من تدمير الدفاعات ...
- "خرف" الملك ينتقل للنظام .. السعودية تقامر بالدّين المرصاد نت - متابعات تتوالى ردود الأفعال السعودية واليمنية على الضربة النوعيّة للجيش اليمني والتي استهدفت مطار الملك عبدالعزيز بجدة ففي حين حاولت السعودة م...
- تصريحات 'ولد الشيخ' أبرز عوامل عرقلة المشاورات المرصاد نت - الكويت أثارت تصريحات ولد الشيخ جدلاً لدى المراقبين السياسيين حينما برر بطريقة أو بأخرى غارات العدوان في الوقت الذي يتحدث فيه عن إحلال السلام و...
- الأهمية الإستراتيجية للوحدة اليمنية وازدواجية المؤامرة عليها المرصاد نت - متابعات حلت علينا يوم أمس الذكرى 27 للوحدة اليمنية المباركة والتي صنعها وحققها ورفع رايتها الشعب اليمني في يوم 22 مايو عام 1990 فالوحدة اليمني...
- صنعاء : 80% من الإنترنت خارج الخدمة بسبب انقطاع كابل بحري! المرصاد نت - متابعات خرجت نحو 80 بالمئة من خدمة الإنترنت الدولية في اليمن، اليوم الخميس، عن الخدمة، جراء انقطاع كابل بحري دولي، في ظل بطء مزمن يعاني منه المست...