عدن .. المدينة المقسمة بين الميلشيات .. الحنين إلى زمن الدولة لايزال قائماً!

المرصاد نت - متابعات

بالقرب من كشك صغير لبيع الصحف في الشيخ عثمان يسترجع الحاج محمد عبده ناجي ذكريات قديمة له في مدينة عدن آبان الاستعمار البريطاني .Aden Cofi2019.7.9

بمقهى الشجرة العتيق يجلس "عبده" برفقة عدد من اصدقاء الطفولة ففي هذا الحي ولد وتربي وعاش أعوامه الـ الـ 70 لايزال رغم سنه الكبير قادراً على التحرك بأريحية والطواف في المدينة التي شهدت حقبات طويلة من الصراعات السياسية المريرة . يرتشف"عبده" كوب شاي ويطرق مستمعاً لأحد الأصدقاء الذي يحكي للحاضرين وقائع اشتباكات بحي المحاريق .

ومنذ 16 يوم لاتزال تدور رحى اشتباكات مسلحة بين مسلحين من حي المحاريق واخرين من السيلة خلفت الاشتباكات عدد كبير من القتلى والجرحى لكنها ذهبت إلى اختطاف أشخاص وتنفيذ حكم الاعدام ميدانياً.

ذات يوم كان المدينة الساحلية رمزاً للدولة وقوتها وحضورها ابتدأ من الحكم البريطاني مروراً بحكم الحزب الاشتراكي وصولاً إلى الدولة التي انهارت قبل سنوات من اليوم. ومنذ العام 1967 بدأ الحنين في عدن إلى زمن الدولة ومؤسساتها لكن هذا الحنين سرعان مايتحول إلى حنين إلى فترة وحقبة قريبة اندثرت لتضيع معها أحلام كبيرة .

ومنذ عقود يحن العدنيون إلى دولة النظام والقانون ورغم أن قوى طالبت بانفصال الجنوب وعدت بإعادة الدولة وقوانينها قبل سنوات من اليوم إلا أنها وبعد أن سيطرت على المدينة حولت المدينة إلى كنتونات صغيرة متناحرة.

يقول عبده إن المدينة أفتقدت إلى النظام والقانون عقب رحيل الانجليز لكن ثمة نظام وقانون كان قائم لاحقاً لكنه انهار وتلاشى عقب عقود قبل أن يندفع الجميع باحثين عن الدولة ومؤسساتها.

وحتى اليوم لايزال الحنين في عدن قائماً للدولة ومؤسساتها رغم حالة الانقسام في المدينة .

قُسمت عدن عقب الحرب الأخيرة التي شهدتها إلى كنتونات صغيرة حكم كل ركن منها فصيل مسلح . بدأ أنه من الصعوبة بمكان توحيد كل هذه الفصائل المتناحرة .

بعد 4 سنوات لاتزال المدينة تفتقر إلى قسم شرطة وأحد فاعل أو قوى أمنية موحدة أو مختلطة .

لاتزال الدولة بحسب كثيرين بعيدة المنال في عدن لكن الحنين اليها لايزال قائماً .

 

المزيد في هذا القسم: