المرصاد نت - لقمان عبدالله
يكرس استبعاد القوى الجنوبية الموالية لـتحالف العدوان من مشاورات السويد سياسة الرياض مع حلفائها في اليمن القائمة على التبعية والارتهان لا على المصالح المشتركة
وتستمر المفاوضات اليمنية في العاصمة السويدية برعاية أممية وحضور خليجي وعربي ودولي لافت وعلى وقع متغيرات ميدانية وإقليمية دولية مختلفة عن المفاوضات السابقة. من المبكر استخلاص نتائج نهائية إلا أن الأكيد أن المفاوضات لم تنته على الأقل هذه المرة خالية الوفاض. أطراف عدة استبعدت أبرزها القوى الجنوبية التابعة لـتحالف العدوان تشعر بخيبة الأمل والتحسر على تخلي الحلفاء والأصدقاء عنها.
يوم أمس أعلن مايسمي ب«المجلس الانتقالي الجنوبي» رفضه نتائج مشاورات السويد وعبّر عن أسفه من استجابة المجتمَعَين الإقليمي والدولي لـ«ابتزاز الشرعية والحوثيين». وفي بيان أعلن أن «مشاورات السويد أو أي مشاورات أخرى لا تكون القضية الجنوبية حاضرة فيها بممثلها الشرعي مايمسي ب"المجلس الانتقالي الجنوبي" فإن نتائجها غير ملزمة لشعب الجنوب ولا لقضيته».
يمر الفريق الجنوبي المنضوي في فلك «التحالف» بشقيه حراك ما يسمى «الشرعية» المدعوم من السعودية ومايسمي ب«المجلس الانتقالي الجنوبي» المدعوم من الإمارات في وضع حرج للغاية جراء تهميشه واستبعاده من المفاوضات. بل لم يصدر عن كل من الرياض وأبو ظبي أي موقف أو إشارة إيجابية تجاه الفريق الجنوبي الذي قدم لهما التضحيات واعتبرت مشاركته العسكرية في خدمة الجبهات والمعارك التي خاضها ولا يزال يخوضها تحالف العدوان من أبرز الإسهامات ولولاها لتوجب على تحالف العدوان البحث عن بدائل بشرية في أنحاء العالم.
لم يشفع للقوى الجنوبية المنخرطة في تحالف العدوان دفعها الثمن الأغلى في الحرب وهي النسبة الأعلى في الدول المشاركة في تحالف العدوان سواء منها الخسائر البشرية التي تقدر بآلاف القتلى والجرحى أو من حيث التكلفة المادية جراء التدمير الممنهج للبنى التحتية والتعطيل المتعمد للمرافق وشل القطاعات الاقتصادية والزراعية والتجارية في المحافظات الجنوبية فضلاً عن الدفع بالفاسدين إلى المراكز العليا في الدولة وإشغال الجنوبيين في لقمة عيشهم خشية من انتقالهم إلى المطالبة بحقوقهم السياسية والسيادية والوطنية.
إلى ذلك لم تستجب كل من الرياض وأبو ظبي ولو شكلاً لكل الاستغاثات والنداءات التي وجهتها قيادات الصف الثاني من المجلس «الانتقالي» "غابت عن المشهد قيادات الصف الأول التي يسكن معظمهم في أبو ظبي" بضرورة حضورهم مفاوضات السويد وأن تجاهلهم يعني بالضرورة أن القوى التي تسير في الفلك الخليجي إنما تستخدم فقط بندقية إيجار في الميدان من دون أن يكون لها أي هدف سياسي قريب أو بعيد في خدمة القضية الجنوبية وسيكون لتلك المشاركة في المستقبل تداعيات سلبية مع الشطر الشمالي على المستويات القبلية والمناطقية والسياسية إضافة إلى ما سيخلفه العدد الهائل للضحايا من ندوب اجتماعية في الجنوب.
جاءت مفاوضات السويد لتؤكد إشكالية الانتماء الجنوبي لـتحالف العدوان ولتؤكد العلاقة بين الطرفين بأنها التحاق وتبعية وارتهان وليس من موقع المشاركة والندية والمصالح المشتركة وهي إشكالية طالما رفعت النخب الحرة والقوى الوطنية صوتها، مطالبة بضرورة معالجتها ووضع حد فاصل بين مصالح الأطراف والوقوف في وجه التفرد والاستئثار والتطلع إلى المصلحة من جانب واحد.
فجأة وجدت هذه القوى نفسها وحيدة ومن دون غطاء سياسي فلم يكن أمامها سوى توزيع الاتهامات في كافة الاتجاهات. المحسوبون على الرياض يحملون المسؤولية لأبو ظبي وكذلك يفعل المحسوبون على أبو ظبي فيما يحمّل آخرون المبعوث الدولي مارتن غريفيث مسؤولية استبعاد الجنوبيين لمصلحة أجندة دولية. واتهامه كذلك الكيل بمكيالين من خلال وضع شروط تعجيزية من قبيل: عدم وجود اتفاق جامع للأطراف الجنوبية أو عدم القدرة على تشكيل وفد موحد من تلك الأطراف إضافة إلى اختلاف الأجندات في ما بينها.
العديد من النشطاء اعتبروا أن العيْب في القيادات الجنوبية نفسها التي اكتنزت الثروات وفتحت المشاريع الاستثمارية وحوّلت القضية الجنوبية إلى مشروع استثماري متهمين تلك القيادات بأنه تم إسكاتها بحقائب الأموال وأرصدة في البنوك والسكن في الفلل الفارهة في أبو ظبي ودبي رافضين في الوقت ذاته توجيه اللوم إلى حكومة هادي لأنها كانت واضحة منذ البداية بأن لديها مشروعاً سياسياً واضحاً أساسه الوحدة اليمنية.
على رغم ذلك لا تزال بعض النخب الجنوبية تراهن على فشل المفاوضات وفي حال نجحت جزئياً، فإنها في المحصلة النهائية لن يكون هذا النجاح أكثر من تأجيل لصراع قادم وآنية لجزء من الأزمة وهروباً من التعرض لجذر الأزمة اليمنية الحقيقية طالما وقد عمَـدتْ هذه الأطراف على تجاوز القضية الجنوبية التي تمثل جذر الأزمة اليمنية لكون هذه القضية قد ولدت من صلب حقيقة أسمها فشل وحدة بين دولتين.
المزيد في هذا القسم:
- معلومات أمنية: منفذو الهجوم على المنطقة العسكرية الرابعة تلقوا تدريباتهم في كتاف قال مصدر أمني بمحافظة عدن ان الاجهزة الأمنية بالمحافظة حصلت على معلومات ووثائق تؤكد أن منفذي الهجوم الاجرامي على مقر قيادة المنطقة الرابعة في مدينة عدن صباح ا...
- انفجارات كبيرة بمخازن المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب جراء قصف صاروخي المرصاد نت - مأرب اوضح مصدر عسكري انه بناء على معلومات استخباراتية دقيقة وجهت القوة الصاروخية ضربة مسددة باتجاه مخازن المنطقة العسكرية الثالثة التي يسيطر ...
- سفير جمهورية كوبا يلتقي بعدد من أعضاء مجلس أنصار الله السياسي ناقشوا سُبل تعزيز العلاقات ب... إلتقى عدد من اعضاء المكتب السياسي لأنصار الله مع سفير جمهورية كوبا لدى اليمن دافيد بالوفيتش اسكالونا يوم أمس الجمعة بالعاصمة صنعاء . وناقش اللقاء سبل تعزيز الع...
- تصعيد في حجة والبيضاء: «انتكاسة نهم» تحرّك جبهات الغرب والوسط المرصاد نت - متابعات كثّفت القوات الموالية لـ«التحالف» محاولاتها التقدم على جبهات وسط البلاد وغربيها خصوصاً في محافظتي البيضاء وحجة. يأتي ذلك بعدم...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد اليمني المرصاد نت - متابعات نفذ سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية اليمنية ليل السبت الأحد عملية هجومية مشتركة استهدفت تجمعات الغزاة والمرتزقة في الساحل الغربي وأفاد ...
- استشهاد وإصابة ستة مدنيين بنيران العدوان في الحديدة وصعدة! المرصاد نت - متابعات واصلت قوى العدوان السعودي تصعيدها لخروقات وقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة واستهداف محافظة صعدة ما أدى إلى استشهاد يمنيين اثنين وإصابة أرب...
- إدارة ترامب لا تستعجل إنهاء الحرب .. بيع ذخائر دقيقة ب7مليار لدول العدوان المرصاد نت - متابعات أعلنت إدارة دونالد ترامب أمس عزمها تنفيذ صفقات كانت أقرّتها لبيع نظامي السعودية والإمارات ذخائر دقيقة التوجيه. يأتي ذلك في وقت يقترب موعد...
- تعاظم كبير لتنظيم القاعدة وداعش في تعز المرصاد نت - متابعات أحتلت محافظة تعز في الفترة الأخيرة حيزاً مهماً في تقارير وتصريحات الأمم المتحدة التي ركزت أخيراً على توسع نشاط تنظيم “القاعدة&rdquo...
- صورة : الخلافات تعصف بعملاء العدوان في لحج وانسحابات من الجبهة بسبب تقاسم 400 مليون نهبوها... مصنع أسمنت الوطنية كشفت مصادر مطلعة ان خلافات واسعة نشبت بين عملاء العدوان ومرتزقتهم في جبهة ” بلة ” والعند بمحافظة لحج على خلفية تقسيم مستحقات مالية عادت لهم ب...
- الصراع على عائدات النفط والغاز في مأرب يكشف حقائق مرعبة عن الفساد! المرصاد نت - متابعات اثارت تصريحات محافظ بنك عدن المركزي كثير من التساؤلات حول إيرادات المحافظات التي تقع تحت سيطرة قوات التحالف وخاصة الواقعة تحت سيطرة حزب ا...