المرصاد نت - متابعات
هناك على الأقل أربع قوى"جهات" محلية ودولية تقف بوجه الجهود الساعية لوقف العدوان والحرب على اليمن الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات والتي تقوم بها المملكة السعودية والإمارات المتحدة تحت عنوان "التحالف العربي" لإعادة ماتسمي بالسلطة الشرعية وإسقاط الانقلابيين- بحسب ما تُعلنه الدولتان-.
تقف على رأس هذه القوى المُعيقة للجهود الأممية لإنهاء الحرب والشروع بتسوية سياسية الدول الكبرى المُصدّرة للسلاح إلى الدّول الخليجية وبالذات إلى السعودية وهي: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا... فهذه الحرب مثلّـتْ منذ يومها الأول نهاية أذار مارس 2015م سوقاً مزدهرة لتجارة السلاح الغربي بمختلف أنواعه سوقاً تدِرُّ على الخزائن الأوروبية والأميركية مليارات الدولارات من خلال صفقات متتالية تتم بعضها رغماً عن الطرف الذي يبتاعها وفوق حاجته لها بعد أن اُتخِمَـتْ مستودعاته بشتى أصناف الصواريخ، وتجشّأت مخازنه بمختلف أحجام وأنواع القنابل الذكية وفائِقة الذكاء ولكنها الضغوط السياسية ومقايضة المنافع هي التي ترغم المستورد بعقد صفقات معظمها عبارة عن صفقات - فائض سلاح - وبصورة جبرية.
فالمواقف السياسية الأميركية والأوروبية الداعمة للرياض وأبو ظبي في كثيرٍ من الأزمات والتطوّرات الاقليمية ومنها الحرب على اليمن هي التي تجعل الكثير من صفقات السلاح تتم تحت الحاجة لاستمالة مواقف ورضاء الدول الكبرى ولغضّ طرفها عن كثير من المآخذ التي تسجلّها المنظمات الحقوقية بوجه الرياض وأبو ظبي وبالذات في حرب اليمن وما تخلّفه هذه الحرب من انتهاكات ولغضّ الطرف الأميركي - الأوروبي عن وضع حقوق الإنسان والحريات العامة فيهما "السعودية والإمارات" وتتجاوز عنهما أهدافهما الطموحة صاحبة النزعة التوسعيّة في المنطقة وفي اليمن خصوصاً كما وتتخذ هذه الدول الكبرى منهما أي من المملكة والإمارات جدار صد أمام أي وجود إيراني في المنطقة كرغبة إسرائيلية قبل أن تكون رغبة "غربية".
تأتي بعدها قوى "جهات" محلية يمنية تسعى لإطالة هذه الحرب وهذه القوى موزّعة بين طرفيّ الأزمة في عدن وصنعاء على شكل طبقة نفعية أنانية أشبه بديدان طفيلية تتكاثر يوماً إثر يوم على صديد جروح الجسد اليمني المُثخَن .. ترى في هذه الحرب مصدر إثراء مادي دسم. حيث تشكّل الطبقة الطفيلية بكيان السلطة المعترف بها دولياً المُسمّاة بالشرعية أوضح أشكال هذا النوع وأشــدّه شراسة وتغوّلاً كقوةٍ تستميت لإبقاء الحرب إلى ما لانهاية وإبقاء وضع اللادولة لأكثر مدة ممكنة وتعمل بكل هواميرها وعبر أذرعها في الداخل والخارج على إفشال أي جهد دولي من شأنه التوصّل إلى تسوية سياسية دائمة ومن أهم المسارب المادية والمالية التي تتغذّى عليها هذه الطبقة: التلاعُب بأسعار الوقود بكل مشتّقاته والمُضاربة بأسعار العملات وتهريبها واستيراد كميات لا حصر لها من المواد من دون ضرائب ومن دون رقيب ناهيك عن تجارة السلاح وهذه الأخيرة هي الأكثر ضرراً وازدهاراً بهذا السوق الأسود وما شابه ذلك من مسارب ومصادر علاوة على التغلغل بمفاصل الدولة وتمرير الكثير من قرارات التعيين والفوز بالمكاسب المختلفة خارج نطاق القانون والتكسّب على حساب القضية الجنوبية ومسرب المعونات الإنسانية.
تأتي بعد ذلك الجماعات الدينية المُتطرّفة بكل تشعّباتها والتي ترى في وقف الحرب من دون بلوغ صنعاء وصعدة مكافأة لمَــن تُطلِق عليهم بالروافِض والمجوس... وهذه القوى برغم انضوائها تحت لواء التحالف وبرغم ضبطه لإيقاعها على الأرض وحاجتها له لتلقى كل أشكال الدعم إلا أنها قد تفلت من عِقال هذا التحالف إنْ هي شعرتْ أن هذا التحالف سيُبرم اتفاق تسوية مع من تسميهم "بالمجوس" وبالتالي فهي تمارس كل أشكال الضغط والابتزاز على مموّلها الرئيس "السعودية والإمارات" لمواصلة هذه الحرب حتى النهاية تحت نزعتها الطائفية التي لا تخلو من النفعية المادية.
صلاح السقلدي - كاتب صحافي يمني
المزيد في هذا القسم:
- استراتيجيات المرتزقة والغزاه … خطيئه محرّمة وأخيره.. اسباب وخلفيات وابعاد ونتائج ؟ المرصاد نت - خاص الخطيئه العسكرية الكبرى المحرّمه تعني حكم ميداني بالهزيمة لمن ارتكبها و لايرتكبها الا القادة العسكريين الجهله الحمقى المهزومين في مجال التخطي...
- انفجارات كبيرة بمخازن المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب جراء قصف صاروخي المرصاد نت - مأرب اوضح مصدر عسكري انه بناء على معلومات استخباراتية دقيقة وجهت القوة الصاروخية ضربة مسددة باتجاه مخازن المنطقة العسكرية الثالثة التي يسيطر ...
- باحث في العلاقات الدولية: تطورات المنطقة تصب في خانة انهيار النظام السعودي وصعود الحوثيين ... المرصاد نت - متابعات يشهد إقليم الشرق الأوسط حالة من عدم الاستقرار أو الاشتباك المستمر سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا «يقتصر على فواعل من غير الدول أ...
- مشاورات الكويت… ختام المشهد اليمني سينتقل الى الحسم العسكري المرصاد نت - أحمد عايض أحمد الحسم العسكري هذه الجملة قالها ' عسيري' عشرات المرات فهل حقق الحسم ام الفشل والهزيمة الميدان العسكري يترجم الهزيمة ا...
- هيومن رايتس ووتش: "تحالف العدوان" الى "قائمة العار"! المرصاد نت - متابعات يستمر "تحالف العدوان" بقيادة السعودية بانتهاك القوانين والاعراف الدولية في اليمن حيث طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مجدداً إعادة تحالف ال...
- إسبانيا تعيد العمل بصفقة القنابل الذكية للنظام السعودي المرصاد نت - متابعات بعدما أعلنت مدريد مطلع الشهر الجاري إلغاء صفقة بيع 400 قنبلة موجّهة بالليزر لمصلحة الرياض وبعدما احتفلت المنظمات الحقوقية الدولية بنجاح ا...
- العفو الدولية تطالب بفتح تحقيق عاجل بخصوص السجون السرية في جنوب اليمن المرصاد نت - متابعات طالبت منظمة العفو الدولية بفتح تحقيق عاجل في شبكة التعذيب التابعة للإمارات والدور المحتمل لأمريكا المقامة في جنوب اليمن. وأضاف المنظمة...
- اندفاعة إماراتية في وجه السعودية التهديد بالانسحاب من الحرب المرصاد نت - لقمان عبدالله ترى الأوساط الإماراتية في المرحلة اليمنية الراهنة أن عودة تنظيم «القاعدة» إلى محافظة أبين وظهوره العلني في بعض مناطق حض...
- حكايات الطفولة اليمنية: بين حلم المدرسة وواقع الصواريخ المرصاد نت - متابعات تبدّلت أحلام الطفولة في اليمن فبعد أن كانت أحلامهم كأحلام أبناءنا في المنطقة والعالم غدت أحلام الطفولة اليمنية غريبة بعض الشيئ كون الطفل ...
- الإتفاق بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي: الترتيبات والتداعيات المتوقعة! المرصاد نت - متابعات شهدت الرياض في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019م توقيع اتفاق لاقتسام السلطة بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تدعمها السعودية والمجلس ا...