المرصاد نت - متابعات
بعدما عمدت إلى بسط سيطرتها على معظم المرافق في محافظة سقطرى من دون أن تلقى ولو عتباً من «الشرعية» تثور ثائرة حكومة هادي اليوم على نية أبو ظبي تعيين مدير أمن موالٍ لها في الجزيرة. مفارقة تشي إلى جانب معطيات تاريخية عن دور سلطات هادي في تهشيم القوة العسكرية بالأرخبيل بأن حكومة هادي لا تسعى إلى أكثر من انتزاع مكاسب
كذلك أطاح هادي قائد الحامية العسكرية في سقطرى العميد حسن خيران ــ وهو من القيادات القوية ــ بعد تسريح المئات من عناصره وعَيَّن أواخر عام 2013 العميد محمد علي الصوفي، الذي يُعدّ من المقربين له، بدلاً منه. وعلى المنوال نفسه أُنهي أي وجود عسكري لأبناء شمال اليمن في قيادة الشرطة وقوات النجدة، في وقت ضُمّ فيه المئات من الجنود «السقطريين» على أساس مناطقي بحت إلى تلك المعسكرات.
لاحقاً وخلال الأيام الأولى للعدوان على اليمن استهدف طيران «التحالف» طائرة الشحن العسكرية التي كانت تستخدمها القوات الجوية لنقل معدات عسكرية من صنعاء إلى سقطرى، فيما ضُرب عدد من طائرات «اللوشن» الروسية التي كانت تُستخدم كأداة وصل بين سقطرى وصنعاء.
تحت مبرّر ضعف الجيش والأمن في سقطرى عمدت الإمارات إلى تشكيل ميليشيا محلية على غرار «الحزام الأمني» و«النخبة الشبوانية» و«النخبة الحضرمية» سُمِّيت «النخبة السقطرية» التي استوعب فيها الآلاف من شباب الجزيرة في إطارها بقيادة العميد أحمد السقطري وهو إحدى القيادات الموالية للإمارات وعضو «المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي يرأسه عيدروس الزبيدي. وبضغوط من قيادات محلية تابعة لأبو ظبي وتحت شعار مساعدة قوات هادي كلّفت حكومة هادي قيادة اللواء الأول مشاة بحري بتدريب قوات «النخبة» التابعة للإمارات في الجزيرة مطلع عام 2016. إلا أن الإمارات خططت للسيطرة على اللواء والحامية العسكرية في سقطرى منذ وقت مبكر من العام الماضي، ووقفت وراء محاولة انقلاب عسكري قام بها المئات من الجنود والضباط من أبناء الجزيرة الموالين لها على قائد اللواء العميد محمد الصوفي المُعيّن من قِبل هادي أواخر شهر تموز/ يوليو 2017.
وبالذريعة نفسها التي تُشهَر اليوم بُرِّرَت محاولة الانقلاب تلك بـ«تواطؤ» قيادة اللواء الأول مع القيادي في حزب «الإصلاح» في الجزيرة فهد كفاين الذي كان هادي قد كلّفه رئاسة لجنة صرف رواتب المئات من المجندين الجدد الذي انتسبوا إلى اللواء عام 2016م إلا أن مصادر في حكومة هادي أكدت، حينها أن محاولة الانقلاب «كانت دوافعها سياسية»، واستهدفت «السيطرة على مطار الجزيرة ومينائها الواقعَين تحت سيطرة اللواء» الذي يوجد كذلك في جزيرة عبد الكوري التابعة لأرخبيل سقطرى ويمتلك وجوداً رمزياً في عدد من المواقع العسكرية في مديرية قلنسية.
مع مرور الأيام كان التضييق الإماراتي على ما بقي من قوات للواء في الأرخبيل يشتد حتى حُمِل المئات من جنوده وضباطه على مغادرة سقطرى جواً لتتم إثر ذلك السيطرة على أجزاء من معسكراته وإيقاف أي رحلات جوية مدنية إلى الجزيرة بعدما كان شُرِع بإنشاء مطار عسكري وقاعدة عسكرية تابعة لأبو ظبي في محاذاة مطار سقطرى المدني. ولم تستثنِ السيطرة الإماراتية المؤسسات الأمنية والجمارك وقيادة المحافظة حيث تمكنت الإمارات في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 من إطاحة المدير العام لجمارك سقطرى سعيد عامر أحمد واستبدلت به أحد الموالين لها، على خلفية اعتراضه على عمل مؤسسة خلفان بن فاضل المزروعي المعروف بـ(بو مبارك) في سقطرى التي تُعدّ «الذراع الإنسانية» للإمارات في سقطرى ومطالبته إياها بضرورة التزام القانون الجمركي اليمني مشيراً إلى أن إخراج حمولة البواخر من الميناء وإدخال محتويات «الكونتيرات» مقفلة من دون الخضوع للتفتيش الجمركي وعدم دفع الرسوم الجمركية، مخالفة للقانون.
وعلى الرغم من سيطرة الإمارات على الملفات الأمنية والعسكرية والإدارية في سقطرى ورفعها الأعلام الإماراتية في مدارس الجزيرة وإلزامها الطلاب بترديد النشيد الوطني الإماراتي بدلاً من النشيد الوطني لليمن، وتجريفها الأشجار، ونقلها الطيور النادرة وفتحها شركة اتصالات في الأرخبيل بالصفر الدولي الإماراتي وشرائها مساحات واسعة من أراضي سقطرى بالقوة باسم «مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية» وترحيلها المئات من الإماراتيين المتزوجين سقطريات إلى الأرخبيل للسكن فيه إلا أن ذلك كله لم يثر حفيظة حكومة هادي بقدر ما أثارها أخيراً سعي الإمارات إلى تنصيب مدير أمن موالٍ لها ومنعها من الاستحواذ على هذا المنصب.
كل تلك المعطيات أفقدت حكومة هادي صدقيتها وأظهرت موقفها مما يجري في سقطرى هشاً وغير قابل للأخذ على محمل الجد وجعلت من السهولة توجيه الاتهام إليها بأنها مسؤولة عن «احتلال سقطرى من قبل دولة أجنبية»؛ لكونها هي التي «استدعت دول العدوان وسلّمت المحافظات الجنوبية للإمارات والسعودية وعليها تحمل كامل المسؤولية»، بحسب ما شددت عليه حكومة الإنقاذ في صنعاء.
وفي هذا الإطار أيضاً يرى مراقبون أن التنازع الأخير بين الإمارات و«الشرعية» لا يعبّر عن «صحوة ضمير» لدى الأخيرة أو استفاقة متأخرة إلى سيادة اليمن واستقلاله بقدر ما هو محاولة منها لتحصيل مكاسب على غير مستوى واستعادة ما تقلّص من نفوذها عقب أحداث كانون الثاني/ يناير في عدن.
رشيد الحداد - الأخبار
المزيد في هذا القسم:
- عدن : ميليشيات الإمارات تستفيق لطارق صالح في محاولة لتدارك الغضب الشعبي المرصاد نت - متابعات تشهد مدينة عدن منذ أسابيع حالة سخط متفاقمة على القوى والميليشيات الموالية للإمارات على خلفية تعاظم الخسائر الجنوبية على الساحل الغربي وتد...
- استشهاد وجرح 10 مواطنين معظمهم أطفال بغارة جوية في تعز المرصاد نت - متابعات استشهد وجرح عشرة مواطنين معظمهم أطفال اليوم الأحد جراء غارة لطيران العدوان السعودي الأمريكي بمحافظة تعز. وأوضح مصدر محلي بأن طيران العدو...
- أبناء المهرة في اجتماع ساخن: لن نسمح بتكرار ماحدث في سقطرى! المرصاد نت - متابعات أعلن مشايخ وأعيان محافظة المهرة، رفضهم المطلق، للتواجد العسكري السعودي الإماراتي في المحافظة. واستنكر عدد من أعضاء المجلس العام لأ...
- أزمة الغاز.. بين مؤشرات الانفراج وأستمرار أسباب حدوثها المرصاد نت - نوح جلاس تستمرُّ معاناةُ المواطنين في رحلة الحصول على الغاز المنزلي والوقوف في طوابير لعدة ساعات أَوْ لعدة أيام وعلى الرغم من تأكيد مصدر حكومي بأن...
- قتلى بكاتيوشا اصابت معسكر صحن الجن شرقي مأرب المرصاد نت - متابعات استهدفت القوة الصاروخية التابعة لقوات الجيش وبمساندة اللجان الشعبية معسكر صحن الجن شرقي مأرب وسط البلاد.وقال مصدر عسكري ان القوا...
- اليمن: عين العدوان على المياه الدافئة المرصاد نت - متابعات في هذه القراءة نستقصي كل ما وهبت بلاد السعيدة كرقعة جغرافية من خصائص طبيعية رفعت من أهميتها وقوتها الاستراتيجية ومكنتها من أهم أدوات القو...
- قوات الانتقالي تواصل انسحابها من أبين تنفيذاً لإتفاق الرياض! المرصاد نت - متابعات واصلت القوات التابعة للمجلس الانتقالي انسحابها من مواقعها في أبين تنفذاً لإتفاق الرياض وما تضمنته مصفوفة الإتفاق والتي تنص على انسحاب قوا...
- أنصار الله ماضية في المحادثات... وهادي يُبقى خيار المقاطعة وارداً المرصاد نت - الأخبار على الرغم من إعلان حكومة هادي «حرصها» على العودة إلى محادثات الكويت أبقى هادي احتمال المقاطعة وارداً ما يهدّد بإفشال الجولة ا...
- مقتل وجرح عشرات المرتزقة إثر كسر زحف لهم باتجاه نهم متابعات : لقي العشرات من مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي اليوم السبت مصارعهموجرح آخرون جراء كسر محاولتهم الزحف باتجاه مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء. يأتي ذ...
- بتنسيق رئاسي,, عدنان البيض يتأهب للعودة الى عدن واستعادة منزل والده,, ذكرت مصادر رئاسية ان هناك موافقة رئاسية لعودة عدنان علي سالم البيض نجل رئيس اليمن الجنوبي سابقا والذي غادر اليمن اثر حرب صيف 94م التي شنت على جنوب الوطن...