المرصاد نت - متابعات
ذاقت المملكة السعودية مساء أمس الأحد جزءًا من الويلات التي يعانيها الشعب اليمني على مدار ثلاث سنوات متتالية أرتباك وقلق وتخبط سياسي وشعبي ورسمي خيم على أجواء المملكة
بعد أن استهدفت القوة الصاروخية اليمنية أربعة مطارات سعودية الأمر الذي يحمل مؤشرات بدخول العدوان السعودي على اليمن منعطفًا جديدًا يدفع فيه التحالف السعودي الإماراتي جزءًا من فاتورة حسابه الثقيلة.
تصعيد عسكري
ما أشبه الليلة بالبارحة ! فمثلما مرت ساعات مساء أمس الأحد على المملكة السعودية حاملة معها ارتباكًا وقلقًا شعبيين ورسميين مر أصعب منها على الشعب اليمني قبل ثلاث سنوات عندما انطلقت في 26 مارس عام 2015 الأوامر الملكية من نظام بني سعود بقصف ودك العاصمة اليمنية صنعاء فأشعلت الصواريخ السعودية حينها سماء اليمن وقضت مضاجع الشعب اليمني وهو الشعور ذاته الذي وصل للأراضي السعودية مساء أمس حيث عاشت المملكة ليلة باليستية بعدما أشعلت الصواريخ اليمنية سماء العديد من المدن هناك، ووصلت إلى العمق السعودي.
أطلقت القوة الصاروخية اليمنية في وقت متأخر مساء أمس سلسلة ضربات باليستية واسعة على أهداف سعودية في أول عملية من نوعها وأكد مصدر في القوة الصاروخية اليمنية أن الصواريخ الباليستية أصابت أهدافها بدقة وأضاف: لن تتمكن دفاعات العدو من اعتراضها مشددًا على أن الصواريخ قصفت مطار الملك خالد الدولي الرياض بصاروخ “بركان إتش تو” ومطار أبها الإقليمي في عسير بجنوب السعودية بصاروخ “قاهر إم تو” ومطار جيزان بجنوب السعودية وأهدافًا أخرى في المنطقة بعدة صواريخ “بدر” الباليستية.
العام الرابع.. مرحلة جديدة
هذه الخطوة التصعيدية من القوة الصاروخية اليمنية تحمل مؤشرات بدخول العدوان السعودي على اليمن مرحلة جديدة حيث رجح العديد من المراقبين أن تجني المملكة ثمار عدوانها طوال الثلاث سنوات الماضية خلال المستقبل القريب، فهذا التطور النوعي للقوة الصاروخية من القصف المكثف بصواريخ باليستية لأهداف سعودية حيوية يمكن اعتباره تدشينًا لمرحلة جديدة في إطار الرد اليمني على العدوان خاصة بعد فشل جميع الخيارات السياسية فلم يبقَ أمام اليمنيين خيار سوى تغريم التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي جزءًا من فاتورة باهظة الثمن سيدفعها عاجلًا أو أجلًا.
العديد من المراقبين رأوا أن هذا التصعيد ليس مفاجئًا حيث جاء بعد ساعات فقط من تهديد قائد الثورة الشبايبة الشعبية اليمنية السيد عبد الملك الحوثي السعودية بقصف صواريخ بالستية جديدة قادرة على اختراق الدفاعات حيث قال في كلمته عشية الذكرى الثالثة للعدوان، إن “العام الرابع من صمود الشعب اليمني سيشهد تطورًا مذهلًا للصواريخ اليمنية التي لن يوقفها شيء عن الوصول إلى أهدافها في عقر دار السعودية” وأكد قائد الثورة أن “منظوماتنا الصاروخية ستخترق كل أنواع وأنظمة الحماية الأمريكية” مضيفًا: على مشارف العام الرابع للعدوان قادمون بطائرات مسيرة ذات فعالية كبيرة، وقدرات عسكرية كبيرة وبعيدة المدى.
وأوضح السيد عبد الملك الحوثي أن صمود الشعب اليمني صمود مثمر، ولولا هذا الصمود لكان هذا العدوان السعودي طوانا من اليوم الأول، كما أن واقع المناطق المحتلة في المحافظات الجنوبية يشهد على أن قوى العدوان ليست إلا قوى غزو واحتلال، كما بين أنه “من السخف أن يقال بأن هذا العدوان العالمي جاء من أجل هادي وحزب الإصلاح وبعض المكونات في الجنوب، وبعد ثلاثة أعوام انكشفت الأمور على نحو غير مسبوق؛ ليرى الجميع أن اليمن يتعرض لعدوان وغزو واحتلال” موكدًا أن “الموقع الجغرافي المتميز لليمن أحد بواعث قوى الاستعمار لشن العدوان بهدف السيطرة والهيمنة، وأن يحسب النظام السعودي العدوان لنفسه فهو يتقلد بذلك عارًا ينم عن غباء وحماقة ومثله النظام الإماراتي، وأن الدور الأبرز في إدارة العدوان هو للأمريكي، وبقي للنظام السعودي التمويل”.
في ذات الإطار قبل ساعات من انطلاق الصواريخ الباليستية اليمنية شدد رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح علي الصماد على أن المرحلة الراهنة هي مرحلة نفير وليست مرحلة استجابة عادية، مطالبًا بإعلان حالة استنفار في جميع الوحدات العسكرية في القرى والمدن وأكد سعي كافة القوي الوطنية المناهضة للعدوان إلى مد أيديهم إلى اليمنيين المحاربين في صفوف التحالف وتحقيق المصالحة الوطنية بغية حماية الشعب والتخفيف من معاناته وأشار “الصماد” إلى أن خيار السلام قد يكون غير وارد لدى التحالف لكن على اليمنيين بعد جميع تضحياتهم، عدم الاستسلام والاستمرار في المضي قدمًا بهذا الاتجاه وحذر الصماد من أن أطرافًا خارجية لا سيما الرياض تستفيد من استمرار الحرب في اليمن، قائلًا إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يوزع مئات المليارات يوميًّا لتغذية الصراع.
بالتزامن مع الرد العسكري كان الرد الشعبي اليمني جاهزًا حيث انطلقت صباح اليوم الاثنين في العاصمة صنعاء وفي ساحة ميدان السبعين أكبر ميادين العاصمة فعاليات المسيرة الجماهيرية الكبرى إحياءً للذكرى الثالثة من الصمود في وجه العدوان السعودي وتقدم المشاركين في الفعالية رئيس الجمهورية، صالح الصماد ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب إضافة إلى عدد من الوزراء وأعضاء مجلس النواب والقادة العسكريين والشخصيات الاجتماعية ورفع المشاركون في المسيرة التي ملأت ساحة السبعين والشوارع المحيطة بها أعلام الجمهورية اليمنية ولافتات وشعارات المناسبة وصور قائد الثورة الشبابية السيد عبد الملك الحوثي.
العملية السياسية تدخل الإنعاش
هذه التطورات العسكرية الأخيرة تأتي في الوقت الذي تبدأ فيه بوادر إنعاش المحادثات السياسية مجددًا حيث وصل المبعوث الأممي الجديد مارتن جريفيث ونائبه معين شريم إلى العاصمة صنعاء في زيارة هي الأولى له منذ تعيينه خلفًا للمبعوث السابق “إسماعيل ولد الشيخ أحمد” حيث من المقرر أن يلتقي خلال زيارته التي قد تستمر أسبوعًا، قادة جميع الأطراف والأحزاب السياسية، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني في صنعاء.
وقال “جريفيث” عقب وصوله إلى مطار صنعاء الدولي: “أرسلني الأمين العام للأمم المتحدة لإجراء نقاشات وحوارات مع جميع الأطراف؛ لإتمام العملية السابقة، ولن نبدأ من الصفر؛ لأن هناك حوارات سابقة جرت بين الأطراف” مؤكدًا أن مهمته الأولى تنصب في سماع مختلف وجهات النظر وجملة من الآراء؛ لتكوين فكرة واضحة وجلية، وبلورة جملة من الأفكار التي سوف تكون بناءً على ما سيستمع إليه من المحاورين.
وعلى الرغم من التفاؤل الذي خيم على تصريحات المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن إلا أن الأجواء السياسية والميدانية الحالية لا تشير إلى وجود أي بوادر لحل سياسي أو تفاوضي فأسباب فشل جولات المفاوضات الثلاثة السابقة لا تزال حاضرة سواء في استمرار تحالف العدوان بشن الغارات والتصعيد العسكري وفرض الحصار الجائر على اليمن أو انعدام الثقة التامة بين كافة الأطراف المتنازعة، أو عدم سد فجوات الخطة السابقة التي تفتقر إلى ضمانات بتنفيذ الشق السياسي من الحل الأمر الذي دفع المراقبين إلى الترجيح بأن المشاورات المتعثرة منذ أكثر من عام ونصف ستظل على حالها في ظل دخول المواجهات بين السعودية واليمن مرحلة جديدة.
صحيفة البديل المصرية
المزيد في هذا القسم:
- العدوان السعودي الأمريكي وطيرانه يواصلون ارتكاب الجرائم بحق اليمن المرصاد نت - متابعات واصل العدوان السعودي الأمريكي وطيرانه ومرتزقته خلال الساعات الماضية ارتكاب الجرائم بحق الشعب اليمنية ومقدراته في مختلف المحافظات. حيث ...
- شهداء وجرحي بغارات هستيرية لطيران العدوان في عدة محافظات المرصاد نت - متابعات أستشهد مواطنان اليوم الأربعاء 7 جمادى الأولى 1439هـ بغارة لطيران العدوان السعودي الأمريكي على مديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء. وأوضح مصد...
- سهم ذو ثلاث شعب .. ما هي أبعاد الفيتو الروسي حول اليمن؟ المرصاد نت - متابعات فشلت واشنطن مجدّداً في الحصول على قرار أممي يدين إيران في الأزمة اليمنية الفشل الأمريكي الجديد والذي يرقى إلى حدّ الهزيمة وفق مراقبين جاء...
- هادي للجنة صياغة الدستور "انسجموا فيما بينكم وابتعدوا عن المشوشين" !! التقى الرئيس عبد ربه هادي بمكتبه بدار الرئاسة صباح اليوم الاثنين لجنة صياغة الدستور التي حضرت برئاسة إسماعيل الوزير الذي عرض الخطة المقرة لعمل اللجنة والمنفذ ...
- الملتقى العام لمنتسبي القوات المسلحة والأمن يشكل رئاسة الملتقى لفرع/ صعده أعلن يوم الأحد الماضي الملتقى العام للقوات المسلحة والامن تشكيل هيئتة الرئاسية لفرع محافظة صعده وذلك ضمن القوى التي إنظمت الى حملة الحادي عشر من فبرا...
- اليمن.. أرقام مخيفة وإحصائيات مرعبة بضحايا الحرب خلال أربع سنوات! المرصاد نت - متابعات كشفت وزارة حقوق الإنسان في صنعاء عن مقتل وإصابة 42 ألفاً و55 مواطناً منهم نساء وأطفال خلال أربع سنوات من الحرب على اليمن. وأوضح الوزارة ...
- الرئيس هادي يخير وزير الداخلية بين الاقالة أو الالتزام باتفاق الجراف والترب يعلن التزامه ر... ذكر مصدر مطلع برئاسة الجمهورية ان الرئيس هادي ابلغ وزير الداخلية في اتصال هاتفي بين أمرين اما ان يعتبر نفسة مقال ومعزولاً عن عملة كوزير داخلية او ان ينفذ توجي...
- الردع الصاروخي اليمني .. واقع مرير للأمريكان وقوي العدوان المرصاد نت - متابعات لا يكاد تحالف العدوان السعودي الأمريكي يخفي شيئا حتى يظهر جليا على فلتات لسانه هذا هو حال تحالف العدوان فبعد إطلاق صاروخ بركان تو اتش على...
- مصافي عدن نحو التخصيص وزعيم مافيا النفط يظفر بجائزة العدوان ! المرصاد نت - متابعات على قدم وساق يستمر مركب الثنائي معين عبد الملك وحافظ معياد المقربان من البنك الدولي بالإبحار نحو تخصيص مصافي عدن بعد مشوارها الطويل والنا...
- توسّع الصراع السعودي الإماراتي : إبادة صامتة للإصلاح الإخواني وتشتيت الحراك الجنوبي المرصاد نت - المراسل نت تتبادل السعودية مع الإمارات “الضرب تحت الحزام” جنوب وشرقي اليمن وكل منهما غير قادر على وقف تحركات الأخر حفاظاً على صورة ال...