المرصاد نت - جمال عامر
يواجه المبعوث الأممي الجديد الى اليمن «مارتن جريفيث» وقبل أن يبدأ مهمته وإن بجلسات تعارف مع أطراف الصراع في اليمن ما يمكن عدها مواقف دولية تمثل أرضية يبني عليها مسارات النقاش وموجهاته وأكثر من ذلك فيه تمهيد لتقبل استمرار الحرب باعتبارها أمراً مشروعاً ومبرراً.
حيث تقود دول عظمى على رأسها امريكا وبريطانيا والأخيرة هي موطن جريفيث حملة اتهامات واسعة وتحريض غير مسبوق ضد حركة «أنصار الله» ـ سلطة الأمر الواقع في صنعاء ـ باعتبارها تمثل خطراً على المنطقة وعلى وجه الخصوص المملكة السعودية بمبرر ارتباطها بإيران المتهمة بتمويل الحوثيين بالأسلحة الباليستية وهو ما يحعل هذه الاتهامات أقرب لحكم مسبق بالإدانة يمكن أن يحرف المبعوث الجديد عن حياد مفترض يصل بالأزمة الى مرسى الحل السلمي العادل.
إذ كيف لهذا المبعوث أن يبدأ عمله وبأي ذهنية سيستمع الى طرف صنعاء فيما ملفه مزدحم بإدانات ناجزة أحدها أُعلن ببيان مشترك من أربع دول في مجلس الأمن الذي سيقدم إفادته إليه، هي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة عن استخدام «أنصار الله» لصواريخ باليستية ايرانية تم إطلاقها باتجاه السعودية ومذيلاً بالتعبير عن القلق الشديد.
بالإضافة الى ما يحويه هذا الملف من تبريرات بنيت على مثل هذه الإدانات لاستمرار الحرب على اليمن وهي ما يتبناها النظام الأمريكي الذي استبق سعي نواب من الحزبين «الديمقراطي» و«الجمهوري» بمجلس الشيوخ، للتقدم بمشروع قانون لإنهاء دعم أمريكا للسعودية في هذه الحرب بتصريح للمتحدثة باسم وزارة الدفاع تقول فيه إن «السعودية تعرضت للاعتداء من قبل الحوثيين المدعومين من إيران» وإعلان دعم بلادها للرياض في حقها بالدفاع عن نفسها وأن التدخل الأمريكي هو لمحاربة «القاعدة».
التصريح الأخير يأتي مغايراً لاعتراف الناطق باسم «البنتاجون» رانكين غالاوي عن قيام طائراتهم بتنفيذ 140 غارة لدعم «الشرعية» في اليمن، مع ان الإدارة الأمريكية تشرعن تدخلها العسكري المباشر في اليمن من خلال استغلال الحرب على «القاعدة» وتطويع تفويض أصدره الكونغرس بعد أيام من أحداث سبتمبر الارهابية أجاز فيه المشرعون يومها للإدارة استخدام القوة العسكرية حيث لا يزال يستغل حتى اليوم في شنِّ كلِّ العمليات العسكرية التي تخوضها الولايات المتحدة خارج أراضيها.
أيضا ستكون اتهامات قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل، خلال شهادته أمام الكونغرس لتحريض أعضائه ستكون ماثلة أمام جريفيث والذي أعطى الصراع اليمني المدعوم عربياً بُعداً إقليمياً وأدخله ضمن تهديد ايران للمنطقة موضحاً أن «تسليحها للحوثيين سيطيل من الحرب الأهلية ويهدد السعودية والامارات ويخاطر بتوسيعها إلى صراع إقليمي».
وهو ذات ما اتهمت به مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إيران بأنها انتهكت الحظر المفروض على الأسلحة في اليمن ما أدى إلى سلسلة من الهجمات على أهداف مدنية والقصد هنا الصواريخ التي أكدت المملكة إسقاطها.
وبعيداً عن الاتهامات التي تشرعن لديمومة الصراع هناك تصريحات أخرى للدولتين الراعيتين للحرب تجعل من مهمة المبعوث الجديد مجرد ضحك على البسطاء من المؤملين بانتهاء الحرب وتضعها في سلة سابقيه ولد الشيخ وبن عمر وللدلالة يمكن الاستشهاد بآخر ما أعلنه ولي العهد السعودي في مقابلته الأخيرة لصحيفة «واشنطن بوست» عن مضيه في تمويل الحرب الى النهاية حين أكد أن «هناك خططاً طموحة لدعم القبائل اليمنية ضد الحوثيين وإيران».
ومثل ذلك تصريحات المسؤولين الإماراتيين، وعلى رأسهم ولي عهد ابوظبي الذي أكد استمرار الحرب حتى القضاء على الحوثيين. وأيضاً ما أكدته ممثلة الإمارات في الأمم المتحدة، في تصريح لصحيفة «ناشيونال الإماراتية» الناطقة بالإنجليزية بأن بلادها ستبقى في اليمن ما دامت بحاجة إلى ذلك وأنها ستكون شريكاً طويل الأجل لليمنيين وهو ما يؤكده احتلال بلادها للجنوب وسيطرتها على الموانئ والجزر اليمنية.
وكان المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ في إحاطته الأخيرة التي قدمها إلى مجلس الأمن قد مهد لمعطيات استمرار الحرب، حين اتهم بعد أكثر من عامين من حوار عقيم، الحوثيين بأنهم السبب في عدم التوصل الى الحل كونهم غير مستعدين في هذه المرحلة لتقديم التنازلات في الشق الأمني أو حتى الدخول في تفاصيل خطة أمنية جامعة وفي ذات الاتجاه المثبط لأي جهد يمكن ان يقوم به جريفيث قال مندوب فرنسا في مجلس الأمن، الثلاثاء الماضي إن قتل الرئيس السابق علي صالح أدى إلى تضييق فرص الحل السياسي للأزمة اليمنية مؤكداً أن فرض الحل السياسي تقلصت وازداد الوضع في اليمن تدهوراً.
إذاً وفي ظل أجواء كهذه تفرض عليها الدول العظمى كل هذه المحبطات مع تحيز واضح لصالح طرف ضد اخر ما الذي تبقى من مساحة لـمارتن جريفيث من شأنها أن تمكنه من التحرك لإيقاف حرب دوافعها مصالح وأطماع دولية بينما المستهدف بها والمتضرر منها هو الشعب اليمني الذي لم يكن له خيار في كل ما جرى ويجري وهو ما قد يدفعه لتحديد موقف مع من سيسانده وإن بعيداً عن قناعاته.
المزيد في هذا القسم:
- تجويع اليمنيين ... «مهنة» الخاسر في الميدان المرصاد نت - الأخبار «لا تتخيّل هادي وعصابتك أنك ستعود وتحكم بعد هذه الأنهار من الدماء التي سقطت» بهذه العبارة توجه الرئيس السابق صالح إلى هادي في...
- السعودية تطرد هادي وحكومتة .. فهل ستسمح الامارات بعودتهم إلى عدن ? المرصاد نت - متابعات أعلنت مصادر إعلامية ومواقع إخبارية أن الحكومة السعودية فرضت علي الرئيس الفار هادي وبعض الشخصيات مغادرة الرياض إلى عدن على رأسهم أحم...
- القوات اليمنية المشتركة تعد الإمارات بالهزيمة في الحديدة المرصاد نت - متابعات في محاولة لهزم سلطات صنعاء نفسياً وإعلامياً أعلنت الإمارات انتهاء المهلة الممنوحة للجهد السياسي توازياً مع الدفع بتعزيزات ضخمة إلى جنوب م...
- المال الخليجي يُغرق تعز في الكراهية و”أكوام القمامة”! المرصاد نت - متابعات في حين تتكدس القمامة في شوارع مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة المسلحين وتنتشر الأوبئة ويعاني الناس من شحة المياة ويغيب الأمن تماماً.. تتصارع ...
- الديلمي يقدم أوراق اعتماده سفيراً يمنياً جديداً لدى طهران ! المرصاد نت - متابعات قدم الأستاذ إبراهيم الديلمي سفير الجمهورية اليمنية الجديد لدى طهران، اليوم الأحد، أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف...
- القوات اليمنية تصد زحفا كبيرا للمرتزقة بالجوف المرصاد نت - متابعات صدت القوات اليمنية المشتركة زحفاً كبيراً لمرتزقة العدوان السعودي بإتجاه مديرية المتون بمحافظة الجوف. واكد مصدر عسكري أن المرتزقة وتحت ...
- الأمم المتحدة: اليمن يشهد أكبر حالة طوارئ على مستوى العالم المرصاد نت - الأناضول قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن اليمن يمثل حاليا أكبر حالة طوارئ لانعدام الأمن الغذائي في العالم مع ان...
- هل ما زلنا نشك في مطامع السعودية؟؟؟ المرصاد-متابعات أكد رئيس لجنة اعتصام مديرية شحن الحدودية في محافظة المهرة، الشيخ حميد زعبنوت، أن الحراك الشعبي لأبناء المحافظة كشف عن الأطماع العسكري...
- صنعاء : وصول بعثة الاتحاد الأوروبي ولجنة حقوق الإنسان ووفد المانحين السويسرين المرصاد نت - متابعات استقبل مطار صنعاء الدولي مساء السبت 14 ابريل/نيسان 2018 طائرة مدنية تابعة للأمم المتحدة على متنها بعثة الاتحاد الأوروبي ولجنة حقوق الإنسا...
- كيف ضاعف انقطاع الانترنت من أزمات اليمنين؟ المرصاد نت - متابعات أزمة جديدة تضاف للازمات الكثيرة التي يعاني منها اليمنيين في الأعوام الأخيرة. وحين كان الجميع يستبشر مع مطلع العام الحالي أن ياتي العقد ال...