بماذا يحتفل الاصلاح و علي محسن في ذكرى جمعة الكرامة ؟!!! .. هل يحتفلون بالذكرى الثالثة لنجاحهم في تنفيذ مجزرة جمعة الكرامة .. و تحقيق الهدف منها .. أم يحتفلون بمرور ثلاث سنوات على قتل الثورة و الاستيلاء على السلطة .. أم يحتفلون بنجاحهم في دفن القضية و انقاذ القتلة و تحصينهم من المساءلة .. أم يحتفلون بنجاحهم في تنفيذ اكبر مؤامرة على اليمن و على هذا الشعب .. ؟؟؟؟!!!
لازلت اتذكر قبل جمعة الكرامة بجمعة تقريبا حين سمعنا المنصة التي كان يسيطر عليها الاصلاح - بلطف - تهتف بشعار جديد و هو " الشعب يريد اسقاط الرئيس " بدلا عن " الشعب يريد اسقاط النظام " ، حينها قلت للاستاذ محمد العابد الذي كان جالسا بجواري في الساحة : هذا الشعار الجديد لا يطمئن و ينبئ بقدوم مكيدة و لعبة خطيرة على الثورة .
من يومها و انا اترقب انضمامات كان يتحدث الناس في الساحة عنها بزعامة علي محسن الاحمر و فريقه في السلطة ، لكنا كنا لا ندري كيف سينضمون و ما هو الذي سيجعلهم ينضمون للثورة .. و كان الكثيرون يسبعدون .. مع ان الجنود الذي نشرتهم الفرقة في شوارع مجاورة للساحة كانت مؤشرات على شيء يدور في الخفاء ، غير ان البعض كان يعتبر ذلك ضمن انتشار الجيش التابع للنظام لقمع المسيرات و هو ما كان يبدو طبيعيا .
و قبل جمعة الكرامة بليلة واحدة شاهدت اجتماعا استثنائيا للجنة الامنية و العسكرية التي يرأسها صالح تبث خبرا عنه الفضائية اليمنية اخر الليل و قالت بانه عاجل و هام و لم يتضمن الخبر ما خرج به الاجتماع الا انني رأيت علي محسن بجوار صالح حينها و على وجوههم علامات الجدية .
لم يعد اثبات ان علي محسن هو صاحب فكرة مجزرة جمعة الكرامة و علي صالح منفذها يحتاج الى المزيد من الأدلة الاضافية بجانب الادلة الواضحة و الجلية و التي طرحناها بعد الجريمة و كانت الايام تمر و تثبت ذلك .. سواء ابتداء من انضمام محسن و فريقه في السلطة ( التقاسم كان قديما طبعا ) و الذي جاء في صورة العمل المنظم و الجاهز الذي لم يكن ينقصه الا وجود المبرر الذي لم يكن الا المجزرة .
او مرورا باعلان اعتقال القتلة و سجنهم في الفرقة ثم اطلاق سراحهم و تسريحهم و تفكيك لجنة المحامين عن المجزرة و قتل بعضهم و تدمير الادلة و تمييع الحادث اعلاميا و سياسيا و حقوقيا و قضائيا ايضا ، و انتهاء بتحصين القتلة الكبار الذين يقفون وراء القتلة الصغار الذين تصرف في مصيرهم علي محسن .. ثم صمت علي صالح و فريقه عن القضية و تجنبهم لإثارتها لا قبل السقوط و لا بعد السقوط
و ايضا وصول الامر الى تصفية القضية تماما بالمبادرة و الحصانة و تعميد ذلك بايصال الامر الى ان تكون المطالبة بالتحقيق و اثارة الموضوع و المطالب التي تضغط لاجل محاكمة قتلة جمعة الكرامة فعل محرم دوليا و يعاقب عليه البند السابع الذي تضمنه القرار الدولي الأخير كونه مطالبة تتصادم مع المبادرة و الحصانة و تخالف بندا يقضي بضرورة طي صفحة حكم صالح ضمن بنود اخرى ينص البند السابع على الالتزام بها .. و هنا يثار سؤال مهم و منسي أو مغيب :
ماذا يريد مؤيدوا البند السابع و المحتفون به حين يتباكون اليوم على مجزرة جمعة الكرامة .. هل يريدونها ان تكون مناسبة للبكاء و ارتداء اقنعة الثورة و المزايدة على الآخرين فقط .. ام كيف نفهم هذا التناقض ؟!!؟!!
هذا من جهة .. و من جهة اخرى .. بأي سلمية يمكن التفاهم مع عصابة حاكمة استحقت السقوط .. خرجت الجماهير لثسقطها باساليب سلمية .. فاخرجت العصابة جماهيرها و قادتها لتشارك في الثورة السلمية .. و قتلت جماهير الثورة و حاصرتهم و ارعبتهم و مكنت جماهيرها و قياداتها من السيطرة على الثورة و اصبحت وحدها تمثل الثورة و تقودها و تفاوض باسمها و استلمت السلطة باسمها .. و كل هذا بطرق سلمية ..
و اقول لمن يتبذب بين الغضب لجمعة الكرامة و بين التسليم بالواقع و تجربته و تجربة من تم تجربتهم في خلال سنتين فقط عدة مرات اقول لهم :
افتونا .. بأي سلمية يمكن اسقاط مثل هذه العصابة التي قتلت الثوار السلميين في جمعة الكرامة و حصنت القتلة الكبار و حررت القتلة الصغار و احتفلت بذكرى المجزرة و نددت بالقتلة .. و فعلت و لا تزال تفعل بالثورة و الثوار كل ذلك باسم حماية الثورة السلمية ..؟!!!!
قالوا أن المبادرة عمل سلمي سيحقق اهداف الثورة .. نعم صالح سقط لكنه لم يسمح بسقوط النظام و هو مالم يكن يسمح به محسن و الاصلاح ايضا و من يقف وراءهم اقليميا و دوليا .. فكانت المبادرة صلحا و قسمة للسلطة و النفوذ و المستقبل بين طرفي العصابة .. و حصانة لهم من أي مساءلة او مطالبة و تصفير لعداد الماضي الاسواد الذي يفترض ان يزج بهم في السجون .. و لو لم تكن المبادرة كذلك و لو لم تأت خوفا من سقوط العصابة فلماذا قبل بها صالح و لماذا قبل محسن بالانضمام للثورة و لماذا رضي الاصلاح و دافع عنها و نسي كل شهداء الثورة ... و لماذا حصل كل هذا الذي لايزال يحصل لو لم يكن السقوط محتوما دون مبادرة اصلا من قبل جمعة الكرامة ..
ثم قالوا ان الحوار عمل سلمي سيحقق اهداف الثورة .. و انتظرنا .. و في الاخير تم كلفتة اجراءات اختتامه و التصويت عليه و قتل بعض الفاعلين فيه و نفي البعض الاخر.. و هكذا قطفت ثمرته العصابة و صادرتها .. و اودعتها في درج المنسيات .. و هي الان تركز على تكريس سلطتها فقط ..
فبأي عمل سلمي يمكن اسقاط هذا الصلف الحاكم الذي يتقن كيف يواجه اي عمل سلمي يخرج ضده و يعرف كيف يركب موجته و يتزعمه و يقتل نتائجه و يستغله ليكرس نفسه اكثر في السلطة .. ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!
المزيد في هذا القسم:
- الحرب المؤجلة على القاعدة تم استجلاب التكفيريين من افغانستان للمشاركة في حرب صيف 94 على أبناء المحافظات الجنوبية , وتمت مكافأتهم حينها على ما اعتبروه نصراً ضد أبناء الوطن بمنحهم أرض المي...
- لا يمكن أن تكون مقاومة من أجل الاحتلال ! بقلم : نايف حيدان المرصاد نت ما يحدث في المحافظات الجنوبية وفي المكلا تحديداً عنوان كبير للقادم، فباسم محاربة “الإرهاب” يشرعنون للاحتلال. سبق وحذر قائد الثورة ال...
- الهوية الإنسانية والتحدي الراهن (١) المرصاد نتكتب : عبدالباسط الحبيشيتتعرض العُملات النقدية لدول العالم اليوم الى عمليات قرصنة ومصادرة تدريجية حتى يتم إلغائها بشكل نهائي وتبديلها بعُملة وهمية، لذا...
- الشرعية .. ليست شيكاً على بياض ! المرصاد نت مفتتح : الشرعية هي مكانة رمزية ، كما هي دور ومهام وقضايا مطلوب إنجازها لصالح الناس البسطاء اصحاب المصلحة في الاصلاح والتغيير، الناس الذين من المهم ...
- سأتوقف عن الكتابة لمدة عامين كاملين إعتذارا لـ"الإصلاح" إذا تحقق هذا: هاتوا لي اتفاقا واحدا من اتفاقات الصلح أو وقف النار، منذ العام 2004 حتى يوم أمس، لم يشن "الإصلاح" حملة ضده أو لم يتعامل معه كـ"خيانة وطنية"..!! اتفاق واحد...
- التهاون والتفريط في الثوابت والسيادة الوطنية! المرصاد نت قد نتفق أو نختلف في الرؤى والمعتقدات الفكرية والثقافية أو في توجهاتنا السياسية ..الخ…وهذه سنه طبيعية في البشر والخلق بل هي ظاهرة صحية وتنوع م...
- في الكويت شارة وطن مرفوعه ... وسجاده حمراء مفروشه ! بقلم : أحمد عايض أحمد المرصاد نت للعلم قوانين ونظريات وللمواقف معطيات ومؤشرات.وللقوة موازين ومعادلات.... اليمن يرسم مكانته من مشاهد لايهتم بها أحد ولكنها مليئه بالرسائل..رجال وط...
- باتوا ينتفضون كالدجاج المذبوح ! بقلم : أ . عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت غبت فترة عن الفيسبوك والتواصل الإجتماعي لظروف طارئة وهامة وبهذه المناسبة اشكر كل من حاول الإتصال بي او سأل عني.وها أنذا قد عدت ولم أرى خلال غيابي ا...
- الجرحى...... آلام ......وآمال ! بقلم : أمة الملك الخاشب المرصاد نت وطن جريح يئن .... يتأوه ...تنزف دماء أبناءه تتناثر أشلاءه ... جرحه الكبير يشعر به كل قلب يمني وكل محب لليمن وكل انسان يحمل في قلبه مشاعر الانسانية ...
- إما الوصاية وإما التقسيم ! بقلم : عبدالله الدومري العامري المرصاد نت هذا هو لسان حال قوى العدوان السعوأمريكي بعد ان فشلت في تنفيذ المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يريدون فرضه على الشعب اليمني مخطط تقسيم اليمن إلى أقا...