كلما اقتربنا من السير في طريق التصحيح والتعديل لأوضاعنا وحياتنا على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي بما يتوافق مع احتياجاتنا ومتطلباتنا وبما يتوافق مع شروط وآلية التغيير التي خرج لأجلها الاحرار ابان ثورة التغيير الاولى تسارع قوى التحجيم والهيمنة محليا واقليميا ودوليا الى السيطرة على الاوضاع وتحديد مسار الحراك بما يتناسب مع مصالحها وسياساتها ويحفظ بقاءها ووجودها.
ان انتقال اليمن من مرحلة الوصاية الإقليمية عبر المبادرة الخليجية الى مرحلة الوصاية الدولية عبر اقرار وضع اليمن تحت البند السابع يؤكد استمرار سياسه الاحتواء والسيطرة بل الانتقال الى سياسة التدخل المباشر عبر القوه بعد التأكد من فشل الاحتواء السياسي خلال السنتين الماضيتين بحيث استمر الحراك الشعبي السلمي في السير في مسيرة التغيير رافضا ممارسة الادوار التي رسمتها المبادرة الخليجيةما جعل المبادرة ضعيفة وغير قادره على السيطرة على الاوضاع والقوى وغير قادره على تحقيق المتطلبات الدولية وعليه يمكن القول ان قرار وضع اليمن تحت الوصايةالدولية بعد الانتهاء من مؤتمر الحوار يعد قرارا غير منطقيا فكيف يمكن القول ان مؤتمر الحوار قد حقق ما كان مقرر له في حين ان القرار يؤكد ان اليمن دوله فاشله وتحتاج الى تدخل على جميع الاصعده والمستويات بل ان قرار الوصايةيعبر عن خروج مسار التسويةالسياسية في اليمن عن سيطرة القوى المحلية والإقليمية والدولية كون الحوار قد افرز حاله من الوعي السياسي لدى معظم القوى الوطنية والاجتماعية بحيث عرقلت هذه المخرجات المشاريع المشبوهة بل اصبح الحوار حاله ايجابيه كان من المفروض ان يؤسس لمبدا التعايش والتفاهم .
ان عودة الحراك القبلي السلمي في اليمن الى الواجهة وخاصه الاحداث الأخيرة في محافظة عمران قد اعطىمؤشر على مستوى الوعي العام للمجتمع اليمني بجميع شرائحه ومكوناته بحيث يستطيع المتابع والمحلل ان يكتشف سبب القلق الاقليمي والدولي والمحلي من خلال معرفة الفارق المهم بين احداث 2011 م وبين ما يجري اليوم كون ثورة التغيير في 2011 م لم تتجاوز عواصم المحافظات بحيثظلت القبيلة اليمنية مراهنه على التغيير المركزي كوسيله لتصحيح اوضاعها وظروفها غير ان الاحداث سارت بطريقه مخيبه بل اسهمت في تعزيز الهيمنة والسيطرة لقوى النفوذ المحلية والمدعومة اقليمياالامر الذي جعل القبيلة اليمنية اليوم تعيش حاله من التغيير الحتمي لحمايه وجودها ولتغيير اوضاعها ولاستعادة سيطرتها كونها صمام الامان وعامل الاستقرار لليمن بحيث تكون هي الساند الفعلي للتغيير الجذري القادم.
واليوم يجب على الجميع ان يحديد الاهداف بدقه ورسم التفاصيل والمحددات التي ستسهم في بناء المجتمع كما يجب على الجميع ايضا ان يعي ما يجري من حوله من فساد اداري ومالي وسياسي وثقافي واجتماعي وان يعي ان مشكلة اليمن لم تكن يوما محصورة على وضع اليمن الدولي او الاقليمي بقدر ما هي مشكلة عماله وارتهان و هيمنه وتسلط وعبث بمقدرات هذا الشعب و بقدر ما هي مشكلة وعي ومعرفه ورغبه حقيقيه لتصحيح الاوضاع من خلال الالتفاف حول الشعارات الوطنية والخروج من حالة التشرذم والتشطير والتحريض ونبذ المصالح الشخصية والحزبية والطائفية.
المزيد في هذا القسم:
- الإرهاب أصبح لغة المهزوم لو تابعنا وسائل إعلام الإخوان كيف تتعامل مع العمليات الإرهابية ودققنا في كثير من الجرائم التي تحدث بين الوقت والآخر، لاكتشفنا أن الإخوان ليسوا أبرياء مما يحدث م...
- السعودية .. لا منقذ ! بقلم : طالب الحسني المرصاد نت بانتظار هلاري كلينتون تعيش السلطات السعودية أسوأ مرحلة على الإطلاق، لن تكون هيلاري هي المنقذ فتوقيت قرار الكونجرس الأمريكي بمنح اسر ضحايا 11 سبتمبر...
- تحرير عدن من الاحتلال مسئولية وطنية ! بقلم : عبدالوهاب قطران المرصاد نتالممارسات الشنفونية الاجرامية التي ينفذها اذناب وادوات الاحتلال بترحيل مواطنين يمنيين من عدن واذلالهم واجبارهم على مغادرة عدن قسرا،هي سياسة رسمت ف...
- د. معن الجربا: العرب الترك الفرس.. انه المثلث الذهبي استاذة "لينا زهرالدين". كتب: د. معن الجربا كتبت الاعلامية اللبنانية المعروفة لينا زهر الدين على صفحتها في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك "إسرائيل" وتركيا وإيران؛ ٣ "دول" عنصرية عاثت ...
- الشعب اليمني ..يصنع العهد الجديد ! بقلم : أحمدعايض المرصاد نت من يرى مليونية اليوم الملحمية سيرى بصمة الخيرالنور الهدايهالوعي العزه الاصاله الايمان الجهاد بصمة سماحة قائد الثورة.السيد القائد عبد الملك بن...
- الاحتفال في زمن الحرب ! بقلم : عبد الباري طاهر المرصاد نت بغتة، وبدون اعتياد، وعلى غير توقع، دعا صالح أنصاره ومحازبيه إلى الاحتفال بالذكرى الـ24 لتأسيس حزبه (المؤتمر الشعبي العام). كانت الدعوة لافتة ومثيرة...
- هل علينا انتظار الحل من الامم المتحدة ؟ بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت لا يخالطني ادنى شك ان انتظار الحل من الامم المتحدة كانتظار البيضة من الديك او كمحاولة القبض على قرص الشمس .اكثر من مائة مبعوث اممي يتوزعون على انحا...
- الرد القاطع على الكلام الفاقع (٢) بقلم عبدالباسط الحبيشي لقد تُهنا في سراديب ودهاليز الضلال والخديعة لقرون طويلة بعيدين عن الحقيقة كبُعد السماء عن الأرض وصدقنا ان لدينا عقول مُفكرة ومُدبره ووازنة ستدلنا على الطريق ال...
- الصراع النهيوسعودي ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت ترجمتي للصراع الراهن بين الامارات والسعودية الذي طفى على السطح بمحافظة عدن هذا الصراع يحمل ملامح ان له علاقته بالمطبخ التنافسي بين إمريكا وبريطانيا...
- الراعي و النعاج ! بقلم : الشيخ عبدالمنان السنبلي المرصاد نت أكاد أجزم أنه لو كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه حاضراً بيننا اليوم لما أظنه تردد في أن يحارب حكام السعودية و الخليج بدعوى (الردّة) كما حارب (الأسو...