لا تحاربوا (سلمان) و بائعوه أميراً للمؤمنين ! بقلم الشيخ : عبدالمنان السنبلي

 المرصاد نت 

لا أخفيكم أنه ما أن بلغني خبر تواجد (سلمان) بمعية ما يقارب الخمسة آلاف رجل في مدينة (طنجة) المغربية حتى دخلت في تسآؤلاتٍ و إفكارٍ أنستني أمر تتبع تفاصيل ذلك الخبرalsanblai2016.9.4


فحجم ذلك العدد الذي بصحبته و طبيعة المكان (طنجة)، أوحى لي بأن أمراً جللاً يُعد له قد يحدث، فكان أول ما تبادر إلى ذهني فردوس العرب المفقود (الأندلس)، فمن طنجة يستطيع الرائي أن يرى على الضفة الأخرى (غرناطة) و (قرطبة) و (آشبيلية)، و بلا شعورٍ تهللت أساريري فجأة و قلت في نفسي ( الله أكبر ..كأن الرجل بذلك العدد و من ذلك المكان إنما يريد الأندلس ؛ يريد فتحها من جديد !!
ليلتها بصراحة لم أنم حتى الصباح، فقد بتُّ أسبح مع الذكريات و أتنقل بين القرون السبعة التي عاشها أجدادنا هنالك، فدخلت قصر الحمراء و زرت المعتمد بن عبّاد و أستمعت لأشعار بن زيدون و بعض الموشحات الأندلسية و التي لازالت فيروز اليوم تصدح بها .
و في لحظةٍ من اللحظات أعادني آزيز طائرة مرت في سماء صنعاء إلى الواقع و أيقض صوت إنفجارٍ ضخم هز الأرجاء في نفسي بعض الأمنيات و تسآئلت – و لم أعد أكترث لما تفعله بنا العاصفة : لماذا نحن نقف اليوم في طريق سلمان و نحول دون تحقيق مشروعه العربي القومي الكبير ؟!
أليس حلم أحلامنا اليوم هو تحرير المسجد الأقصى و فلسطين ؟!! هاهو سلمان اليوم سيحقق حلمنا و حلم أجدادنا، و سيبدأ بالأندلس و لن يعود حتى ينصب الراية بإيلياء !!
فلماذا لا نتبعه و نتبع خطواته و نبايعه أميراً للمومنين اليوم قبل الغد حتى لا يفوتنا شرف المشاركة في تحرير الأندلس و فلسطين و توحيد الأمة ؟!!
و في الصباح لم أكن أتوقع أن نظرةً واحدةً على مُحيّّا أول صحيفةٍ وقعت عليها يدي كانت كفيلةً بأن تبدد كل أحلامي و أمنياتي، لأستيقظ على الحقيقة المرة التي قد طالما نهلنا من مناهلها منذ عقود و أنا أقرأ أن (سلمان) فعلاً وصل (طنجة) بمعية ما يقارب الخمسة ألآف رجل و لكن ليس لتحرير الأندلس كما ظننت و إنما للسياحة و الإستجمام !!
أطرقت قليلاً ثم تبسمت، و كان لي صاحبٌ يقف بجانبي لا يعلم شيئاً عن ما يدور بخلدي، فتسائل عن سر هذه الإبتسامة المفاجئة، فقلت بصوتٍ خافتٍ : ما أغراني هو نزوله (طنجة) بخمسة آلاف إنسان، و قد أسقط المسلمون إمبراطورياتٍ من قبل ببضع آلافٍ من المقاتلين، فقلت أراد سلمان فعل ذلك، و ليس هكذا هم حكام العرب !!
لهم شموخ المثنى ظاهراً و لهم
هوىً إلى (بابك الخرمي) ينتسبُ !!
أخذ صاحبي نفسه و أنسحب مندهشاً بهدوء و هو يحرك شفتيه كما لو كان يهمس : ( أواه على صاحبي..لقد كان حتى ليلة البارحة من ذوي الأحلام و النُهى !! )
#معركة_القواصم

المزيد في هذا القسم:

  • أين العدالة يا قسم التحكم ؟! لم نعد نبحث عن العدالة الانتقالية بل صرنا نفتش عن عدالة طفي وأقصد هنا العدالة في توزيع ساعات الكهرباء اليتيمة بالتساوي.هذه العدالة لا أثر لها ليس فقط على مستوى ... كتبــوا
  • جردة حساب الفشل السعودي. المرصاد نت مع بداية العام الرابع للعدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن، أكّدت التقارير الاقتصادية أن تداعياتِ العدوان وإن كانت قاسيةً على اليمنيين فإنَّها أشد ق... كتبــوا
  • اليمن بإختصار شديد جزء ثاني علي عبدالله صالح: ماذا يعني النظام الدولي او ماتسمى بالعلاقات الدولية: - من ضمن ما تعنيه العلاقات الدولية التي تربط العلاقات المتشابكة بين الدول في إطار ال... كتبــوا
  • الإصلاح ولعب دور السمسار! المرصاد نت حين باشرت السعوديّةُ ما وصفته بعاصفة الحزم كان حزبُ الإصلاح الأسرعَ إلى تأييدها وتجنيد بُنيته كلياً لتنفيذها على الأرض، وبعد قرابة أربع سنوات من الع... كتبــوا