المرصاد نت
ما يقارب الأسبوع في الكويت، لم تتضح معالم المشاورات بعد،
وإن كانت مساعي مناقشة تثبيت وقف النار وصلت إلى مرحلة الاختبار والتجربة على الأرض بعد أن تراجعت بشكل ملحوظ الغارات والخروقات الميدانية التي يتعمد العدوان ومرتزقته أن يكسروا بها تعهدات وقف النار كل يوم .
كل تلك الخطوات الجادة التي خطاها وفدنا الوطني في كل جولات المفاوضات السابقة وصولا إلى الجولات الحالية في الكويت، تؤكد رغبة اليمنيين في السلام لكن تلك الرغبة تنطلق من مركز قوة ووعي وليس من ضعف وخنوع وسذاجة كما قد يتصور البعض، ففي كل تجربة دبلوماسية يخوضها الوفد الوطني يتمكن من توضيح الصورة للرأي العام المحلي والدولي بخصوص نوايا اليمنيين ومظلوميتهم وأيضا بقوته وتجذر ثباتهم على الأرض والمبدأ والغاية، بعكس وفد المرتزقة القادمين من الرياض الذين لا يحملون في جعبتهم أكثر من مطلب واحد وهو استمرار انتهاك سيادة بلدهم و قتل شعبهم وخشيتهم من أن يتوقف ذلك .
الاختراق السياسي والإعلامي والحقوقي والقانوني الذي حققه اليمنيون المرابطون والثابتون على الأرض، ليس سهلا، وقد استطاع أن يتغلب على آلة التضليل الإعلامي الكثيف الذي ضخ على مدى عام وأكثر، ليصبح الرأي العام الإقليمي والدولي في هذه الأثناء مختلفا – إيجابا – عنه قبل شهور.
فوجئنا في الواقع في وجود مرونة عالية لدى الوسط الصحفي والسياسي في الكويت ناحية القضية اليمنية، وبقدر حجم التضليل العالي الذي تلقوه طوال شهور إلاّ أنهم بدوا أكثر استعدادا لفهم حقيقة ما يجري من الزاوية الأخرى التي نحمل صورتها نحن . وللأمانة فقد أفردت مساحات في الصحافة لنقل تلك الصورة الغائبة وإن بشكل متواضع إلا أنها في كل الأحوال أثبتت أن بالإمكان أن نغير الصورة النمطية الظالمة التي رسمت لليمن ولليمنيين طوال الشهور الماضية من عمر العدوان الظالم.
ولعل جهود الدبلوماسية وحرفيتها في إدارة المفاوضات أحدثت اختراقات عالية في الوسط الدبلوماسي الدولي والإقليمي، وتجلى ذلك في اللقاء الذي جمع بين الأمير الكويتي وبين الوفد الوطني أمس، والذي أوحى بإشارات ومؤشرات كثيرة لها دلالات كبيرة على تغير مزاج الوسط السياسي من القضية اليمنية ككل ومن القوى الوطنية بشكل جزئي، وبعد أن كانت النظرة السائدة بأن القوى الوطنية هي أطراف انقلابية – كما كان سائدا – أصبحت الآن النظرة إلى أن ثمة أطرافاً قوية تمسك الأرض وتحكمها بشكل حرفي بعكس القوى التي في الرياض التي عجزت عن الإمساك بالجنوب الذي كانت تعتبره محررا من وجهة نظرها .
هذه المؤشرات هي إيجابية إلى حد ما، وتحيلنا إلى إمكانية كسر الجليد الذي ظل يحجب اليمن عن اهتمامات العالم والمحيط الإقليمي بشكل وحشي، ليعود التفكير الآن بخصوص اليمن من زاوية الحل السياسي لا العسكري، بل يبدو أن خيار الحل العسكري أصبح مستبعدا إلى حد كبير، هذا ما تقوله المؤشرات الملموسة حاليا.
في كل الأحوال، يعود الفضل الأول في تغير الواقع السياسي والعسكري على التوازي لله أولا وللمقاتل اليمني الثابت والصامد ثانيا، وللإنسان اليمني القوي الذي لم يهتز، ولكل الجبهات اليمنية العظيمة السياسية والإعلامية والثقافية والاجتماعية على حد سواء، وسننتصر قريبا جدا وإن كانت طريق النصر لا تزال محفوفة بالأشواك .
المزيد في هذا القسم:
- .. و ظلم ذوي القربى ..1 المرصاد كتب: عبدالجبار الحاج كنت قد اثرت التزام الصمت في قضية الهجوم المسلح و الشهير الذي خططه ونفذه لوبي الفساد في تعز وممثليه الكبار ومنهم...
- (الجرعة) .. بين الفرض بالجملة والرفض بالتجزئة !! يضع ما يسمى "النظام السابق" وما يحلو لي تسميته بالنظام (المارق) معظم المتغيرات والمتحولات الأساسية منها والثانوية في حياة اليمنيين منذ نصف ثورة 11 فبراير 2011م ...
- الحج هل اصبح مغامرة ؟ بقلم : عبدالملك العجري المرصاد نت هل ستصبح فريضة الحج ضربا من المغامرة في ظل نظام ال سعود؟ فمن لم تمنعه السياسة من زيارة الشعائر المقدسة لا يامن ان يلقى حتفه نتيجة لسوء ادارة اعمال ...
- سري للغاية الكارثة الغائبة ،،من نزوح التكفيريين الى العاصمة ،، كتبوا للمرصاد امام رئيس،الجمهورية وكل المتطلعين للخبطة الصحفية الحقيقية ،،،،لماذا ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،؟ لم يعترض احد او يتسائل ،،عن سلاح تلك ...
- الحوار البيزنطي يلد فأراً ! بقلم :يوسف الفيشي ابومالك المرصاد نتوأخيراً حوار البيضة والدجاجة وصل إلى النتيجة التي توقعناها قبل ثلاثة أشهر في موضوع سابق ونحن الآن على مسافة أيام من فشل الحوار البيزنطي الذي تمخض ف...
- هرمز والمندب ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت تتصاعد المعركة الإعلامية بين طهران من جهة وواشنطن والرياض من جهة أخرى على ذمة قضية النفط وفقا لما تروجه القنوات الإمبريالية والرجعية .  ...
- إنه بحق شعبٌ عظيم وجبار ! بقلم : أ .عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت قطعوا عليه الماء .. فتَحَمَلقطعوا عليه الكهرباء .. فتَحَملرفعوا أسعار مشتقات النفط والغاز .. فتحملرفعوا عليه أسعار كل مواد عيشه واستقرار واستمرار ح...
- الهوية الإنسانية والتحدي الراهن (١) المرصاد نتكتب : عبدالباسط الحبيشيتتعرض العُملات النقدية لدول العالم اليوم الى عمليات قرصنة ومصادرة تدريجية حتى يتم إلغائها بشكل نهائي وتبديلها بعُملة وهمية، لذا...
- ولد الشيخ و ذيلهِ الاعوج المائل ! بقلم : الشيخ عبدالمنان السنبلي المرصاد نت لم أكن أتصور يوماً أنني سأكون في موقف ( الكُسَعي ) ندماً على إستقالة المبعوث الأممي السابق (جمال بن عمر) إلا بعد أن رأيت خَلَفه الموريتاني (إسماعيل...
- كفايه جرع ,, أعتقد أن شعبنا تجرع من الويلات في تاريخه البعيد والقريب ما يكفي، وأن الجرع المختلفة سياسياً واقتصادياً التي تلقاها كانت كافية لتحمله إلى القبر، لكن صبره وصلابته...