المرصاد نت - متابعات
نشرت الجريدة الرسمية المصرية وثائق عن توقيع وزير الخارجية المصري لثلاثة خطابات موجهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تؤكد التزام السعودية بالترتيبات القائمة فيما يخص مضيق “تيران“ وجزيرتي “تيران” و“صنافير”.
ونشرت الجريدة الرسمية المصرية نص قرار تصديق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على اتفاقية تيران وصنافير الواقعتين بالبحر الأحمر والمؤرخة بتاريخ 24 يونيو 2017.
وشمل النص ثلاثة خطابات بتوقيع وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتاريخ 8 مايو 2016 و18-19 ديسمبر 2016 حملت التزام السعودية بتلك الترتيبات.
ووفق القانون المصري تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ عقب تصديق الرئيس المصري عليها ونشرها في الجريدة الرسمية بالبلاد.
بعد نشر اتفاقية تيران وصنافير بين مصر والسعودية في الجريدة الرسمية تبيّن انتقال التزامات تجاه إسرائيل كانت موكلة لمصر بموجب اتفاقية «كامب ديفيد» إلى السعودية التي تعهدت بضمان الملاحة الإسرائيلية في مضيق تيران مقابل ترحيب إسرائيلي بالاتفاقية .
ونُشر في الجريدة الرسمية أمس كل الاتفاقات الرسمية الخاصة بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية ما أماط اللثام عن خطابات متبادلة بين الحكومة المصرية والحكومة الإسرائيلية للمرة الأولى.
وتضمنت المراسلات التي كانت سرية وجرت بين وزارة الخارجية المصرية ونظيرتها الإسرائيلية (خطابين الأول في أيار/ مايو من العام الماضي والآخر في كانون الأول/ ديسمبر) إحاطة رسمية للجانب الإسرائيلي بتوقيع الاتفاقية وبتعهدات السعودية والتزاماتها بالترتيبات القائمة حول مضيق تيران وجزيرتي تيران وصنافير والتي تضمنتها اتفاقية «كامب ديفيد».
وأكدت مصر لإسرائيل أن السعودية ستقوم «بشكل منفرد» بالوفاء بالالتزامات المذكورة في الاتفاقية مع التشديد على أن مصر لن تقبل بأي تعديل على اتفاقية السلام من دون موافقة الحكومة الإسرائيلية فيما أحيطت إسرائيل علماً بأن مصر سترسل الخطابات المتبادلة إلى القوة المتعددة الجنسيات والمراقبين لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتنفيذ على أرض الواقع، علماً بأن الطريق الرابط بين الجزيرتين هو الممر الملاحي الرئيسي لإسرائيل من البحر الأحمر.
وأرسل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وزارة الخارجية المصرية خطاباً يؤكد فيه موافقة تل أبيب على نقل تبعية الجزيرتين إلى السعودية وترحيب إسرائيل بهذه الخطوة. وأكد نتنياهو أن إسرائيل لا تعتبر تلك الوثائق الجديدة «انتهاكاً لمعاهدة السلام وملاحقها وبروتوكول القوة المتعددة الجنسيات والمراقبين وجميع التفاهمات بين مصر وإسرائيل».
وتعهدت السعودية بموجب الخطابات المتبادلة باستمرار التزام التعامل مع مضيق تيران كمجرى مائي دولي مفتوح أمام جميع الدول للملاحة البحرية من دون أي معوقات مع عدم استخدام الجزيرتين في دعم أو تخطيط أو تنفيذ أي عمل عسكري واقتصار الوجود الأمني فيهما على الأجهزة الأمنية غير العسكرية والاتفاق على ترتيبات مهمات القوات المتعددة الجنسيات والمراقبين، والتعاون والتنسيق في ما بعد بين البلدين لجعل كل ما يخصه من التزامات في مضيق تيران نافذاً وهي التعهدات التي وقعها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بصفته وزير الدفاع عند توقيع الاتفاقية.
ونشرت الجريدة الرسمية مخاطبات متبادلة بين وزيري الخارجية المصري ونظيره السعودي عام 1990 تتضمن ذكر واقعة طلب الرئيس الأسبق حسني مبارك من نظيره السوداني الأسبق جعفر نميري التوسط لدى الملك خالد بن عبد العزيز، «لعدم إثارة موضوع الجزيرتين حتى يتم الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المصرية وليبقى أمرها مسألة عربية خالصة». ورد الوزير السعودي على الخطاب قال فيه «إن أي نظرة خاصة لهاتين الجزيرتين السعوديتين من جانب مصر تفرضها طبيعة وضع معين يستدعي أن تبقيا تحت إدارة مصر وإلى أن تحتاج المملكة لهما سينال من جانب السعودية ما هو جدير به من اهتمام وسننظر فيه بكل تبصر».
كما نشرت مخاطبة رسمية من الوزير المصري بإقرار الحكومة المصرية بسعودية الجزيرتين في العام نفسه وطلبه «أن يستمر بقاء الجزيرتين تحت الإدارة المصرية وذلك بصفة مؤقتة لحين استقرار الأوضاع في المنطقة» فيما أكدت الوثائق الرسمية أن السيسي أصدر قراراً جمهورياً بإصدار الاتفاقية فور موافقة الحكومة عليها قبل إقرار البرلمان لها بنحو ستة أشهر، مشترطاً موافقة البرلمان عليها قبل تصديقه النهائي.
وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاقية بين مصر والسعودية تنظر حالياً المحكمة الدستورية بمدى توافقها مع أحكام الدستور خصوصاً بعد صدور أحكام قضائية نهائية من مجلس الدولة والمحكمة الإدارية العليا بمصرية الجزيرتين وعدم الاعتداد بالاتفاقية باعتبارها مخالفة للدستور الذي حظر التنازل عن أي أرض مصرية.
ما علاقة "إسرائيل" بالأمر؟ ولماذا رفض بعض المصريين مسألة التنازل المصري عن الجزيرتين؟
قصة جزيرتي تيران وصنافير لا تكمن في تنازل مصر عن السيادة عليهما للسعودية ولكن فيما سيترتب على هذا القرار.
القصة باختصار تتعلق بتحقيق حلم إسرائيلي قديم منذ الخمسينات يتعلق برغبتها في تحريك سفنها وقواتها في البحر الأحمر بحرية ولأن المنفذ الوحيد لها هو مضيق تيران فقد ظلت ممنوعة من الابحار لسنوات طويلة تجاه البحر الاحمر.
فرصتها الاولي جاءت مع العدوان الثلاثي عام 1956 وانسحاب القوات المصرية من منطقة تيران وصنافير ليحتلها الجيش الإسرائيلي ثم اضطرت للانسحاب منها مع انسحاب قوات التحالف الغربية.
والفرصة الثانية سنحت لها قبل حرب 67 حين أغلق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر المضيق، وما انتهي اليه الامر بهزيمة الجيش المصري واحتلالها الجزر مرة أخرى، حتى اضطرت للانسحاب منها بموجب اتفاقية كامب ديفيد مع مصر ولكن وفق ترتيبات تفرض على مصر السماح لسفنها بالعبور الحر في مضيق تيران.
المصدر: بي بي سي
المزيد في هذا القسم:
- قناصة المقاومة يثيرون الرعب بقلوب الجنود الإسرائيليين كشفت مصادر صحافية أن الجنود "الإسرائيليين" في المواقع المحاذية لقطاع غزة يعشون حالة من الخوف الدائم على حياتهم تحسبا من استهدافهم من قبل قناصة المقاومة في غزة. ...
- لوفيغارو : سفن محملة بالأسلحة لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا أبحرت من ميناء تركي المرصاد نت - متابعات أفادت وسائل إعلام فرنسية وفقاً لصحيفة لوفيغارو بأن أجهزة الأمن الأوروبية بدأت عملية واسعة النطاق في البحر المتوسط بحثا عن سفن أبحرت من...
- تيلرسون في بيروت: عين واشنطن على الانتخابات المرصاد نت - متابعات في وقت أرسى لقاء الرؤساء الثلاثة في بعبدا أمس جوّاً من الاستقرار السياسي بعد التوتر في الأيام الماضية يزور لبنان وزير الخارجية الأميركي ر...
- فلسطين : السنوار إلى القاهرة... ومرحلة اختبار للتفاهمات المرصاد نت - هاني إبراهيم زيارة مرتقبة لوفد حمساوي يرأسه هذه المرة يحيى السنوار إلى القاهرة، من أجل تثبيت التفاهمات الأخيرة التي سبقت وأعقبت «مسيرات الع...
- رسائل السيد نصر الله بين مواجهة الضغوط وتعزيز ردع لبنان ! المرصاد نت - متابعات التحذير الذي وجّهه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى كيان العدو يبدو موقفاً مدروساً بدقة في المضمون والتوقيت. ورسائلة باتت أك...
- الأوروبيون يحطّون في طوكيو : اتفاق تجارة حرّة ضدّ الحمائية الأميركية المرصاد نت - متابعات سعى كل من رئيس الوزراء الياباني ومسؤولو الاتحاد الأوروبي أمس إلى حماية أنفسهم من السياسة الحمائية الأميركية إذ وقعوا صفقة تجارة حرة من شأ...
- صحفية بلغارية تكشف اللثام عن الطرق الدبلوماسية لنقل السلاح إلى الإرهابيين المرصاد نت - متابعات منذ الأيام الأولى للأزمة السورية ولبداية ظهور الحركات التكفيرية المسلحة كان من الواضح والأكيد أن هناك خطوط إمداد لوجستية منظمة لدعم هذه ا...
- تسريبات مفاوضات نيويورك: اتفاق من 4 نقاط لا يذكر الصواريخ! المرصاد نت - متابعات إن صحّت التسريبات التي تناقلتها وسائل الإعلام الأميركية، يوم أمس، فإن ثمة تقدّماً على خط طهران واشنطن قد يفاجئ كثيرين قريباً ولو لم تُظهّ...
- المانيا ترفض شرط تركيا بشأن قاعدة إنجرليك الجوية المرصاد نت - متابعات رفضت الحكومة الألمانية الخضوع لضغوط من تركيا بشأن خلاف برلين مع أنقرة فيما يتعلق بالحظر الذي تفرضه الأخيرة على زيارة نواب ألمان لقاعدة إن...
- استطلاع رأي: 25% من السعوديين فقط يرون أن إيران تشكل تهديداً المرصاد نت - متابعات نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية استطلاعاً للرأي أجريّ في خمس دول خليجية هي البحرين والكويت وسلطنة عمان والسعودية باستثناء الامارات يظهر...