المرصاد نت - متابعات
منذ انتشار ظاهرة الإرهاب في المنطقة في مطلع عام 2011 كانت السعودية من أوائل الدول التي قدّمت مختلف أنواع الدعم للجماعات الإرهابية استجابة لأوامر أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
وقدّمت السعودية دعماً غير محدود لتنظيم "داعش" وجماعات إرهابية أخرى لتنفيذ عمليات مسلحة في العراق وسوريا ودول أخرى في المنطقة. وشمل هذا مختلف أنواع الدعم المالي والسياسي واللوجستي والإعلامي.
وترافق هذا الدعم مع العدوان السعودي المتواصل على اليمن منذ آذار/مارس 2015 والذي كلّف الرياض أموالاً طائلة، بالإضافة إلى الخسائر البشرية الفادحة في صفوف القوات السعودية. ولم تحقق الرياض بهذا العدوان أي من أهدافها سوى قتل وجرح وتشريد الآلاف من اليمنيين وتدمير البنى التحتية لبلادهم.
كما أدى تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى الحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد السعودي طيلة السنوات الثلاثة الماضية.
وانعكست الأزمة المالية في السعودية بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي في عموم البلاد، خصوصاً بعد عقد الرياض لصفقات ضخمة لشراء الأسلحة من أمريكا ودول أخرى تقدر بمئات المليارات من الدولارات، الأمر الذي من شأنه استنزاف الخزانة السعودية.
ومن الإجراءات التي اتخذتها سلطات الرياض لمواجهة الأزمة المالية زيادة الضرائب على المواطنين بنسبة 100 % ما أدى إلى زيادة أسعار البضائع والرسوم المفروضة على القطاعات الخدمية وفي مقدمتها الماء والكهرباء والوقود.
وبلغ العجز في الميزانية المالية السعودية للعام الماضي (2016) حوالي 90 مليار دولار، ما اضطر الحكومة لفرض استقطاعات على رواتب الموظفين، والذي أدى بدوره إلى تراجع القدرة الشرائية لدى معظم العوائل السعودية.
ويقدر محللون أن أجور العاملين في القطاع الحكومي تستحوذ على 50% من ميزانية السعودية، ويمثل البدل في القطاع الحكومي ما يبلغ 30% من دخل الموظف السعودي.
واضطرت السعودية كذلك لفرض رسوم جديدة على استخدام المواطنين للطرق السريعة، وهي الخطوة التي تلت الإعلان عن فرض ضرائب جديدة، أبرزها القيمة المضافة على أسعار السلع والخدمات، بجانب زيادة الرسوم على الكثير من المعاملات والوثائق الرسمية.
واضطرت السعودية ولأول مرة في تاريخها إلى الاقتراض من البنوك الدولية. وتقدر هذه القروض بنحو 20 مليار دولار بحسب بعض التقارير.
وذكرت مجلة "بلومبرج" الاقتصادية بأن الاحتياطي السعودي تراجع إلى أقل من 500 مليار دولار العام الماضي بعد أن كان يتجاوز الـ 730 مليار في عام 2014.
كما أظهرت البيانات الرسمية في تموز/يوليو 2016 أن السعودية سقطت في هوّة الركود للمرة الأولى منذ ثمانينيات القرن الماضي، وخفّضت الإنفاق الحكومي الذي جاء نتيجة انخفاض أسعار النفط.
ولنفس السبب، تواجه السعودية أزمة اقتصادية في قطاع البناء الذي يعتمد على مشاريع البنى التحتية التي تمولها الحكومة، ما أدى إلى تدهور أوضاع العمال الأجانب الذين تقطعت بهم السبل لعدم وجود أجور منذ شهور.
ومن المؤشرات الأخرى على تراجع الاقتصاد السعودي اضطرار الحكومة لخصخصة الكثير من القطاعات العامة في مناطق متعددة من البلاد لاسيّما الشركات المعنية باستخراج مصادر الطاقة كإجراء احترازي لمنع تدهور الوضع المالي أو الحد من آثاره السلبية خلال السنوات القادمة.
وحذّر اقتصاديون، من أن الانهيار الوشيك لشركات سعودية كبرى سيضع عدداً من الشركات الصغيرة في دائرة الخطر ويدفعها للخروج من السوق وإعلان إفلاسها، كما سيؤدي إلى تسريح آلاف العمال السعوديين والأجانب.
وبحسب توقعات تقارير دولية، فإن مخاطر انهيار وإفلاس الشركات السعودية سيؤثر على النظام الحاكم ويعرض اقتصاد البلاد لمخاطر لا يمكن التنبؤ بأبعادها، ما يحتم على الأسرة الحاكمة إجراء مراجعة عاجلة فيما يخص زيادة عجز الموازنة والإنفاق غير المعقول على شراء الأسلحة وخوض الحروب العبثية على حساب أولويات اقتصادية ملحة.
وتؤكد جميع القرائن والإحصائيات المتوفرة على أن كافة الإجراءات المالية التي تتخذها السلطات السعودية غير قادرة على وضع حد لتفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد والتي يدفع فاتورتها بالدرجة الأولى أصحاب الدخل المحدود، ما يدلل على أن السبيل الوحيد لمعالجة هذه الأزمة يكمن بوقف العدوان على اليمن والكفّ عن دعم الجماعات الإرهابية والتوجه لاعتماد سياسة تكفل عدم تدني أسعار الوقود في الأسواق العالمية بالتنسيق مع الدول الأخرى لاسيّما داخل منظمة "أوبك" لأن السعودية هي المتضرر الأول من هذا التدني باعتبارها المصدر الأكبر للنفط في العالم.
ويعتقد المراقبون بأن الأزمة الاقتصادية في السعودية والتي تجبرها على اتخاذ تدابير وإجراءات تقشفية سوف لن تنتهي طالما بقيت تنفق أرقاماً فلكية على حربها ضد اليمن ودعم الجماعات الإرهابية في عموم المنطقة.
ونتيجة لذلك فإن استمرار هذه الأزمة قد يدفع الشعب السعودي إلى التفكير بتغيير نظام الحكم عن طريق العصيان المدني في ظل الظروف الاقتصادية السيئة والتي من الممكن أن تنهي حكم آل سعود في وقت قريب وأسرع بكثير مما هو متوقع.
المزيد في هذا القسم:
- واشنطن أرادت «70% من رؤوس بيونغ يانغ النووية»! المرصاد نت - متابعات كشفت تسريبات نقلها موقع «Vox» الإعلامي الأميركي أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اقترح على كوريا الشمالية خطة بشأن نزع س...
- الجيش يطوّق العيس: نحو استكمال السيطرة على «M5»! المرصاد نت - متابعات بأيّ وسيلة ممكنة، تسعى أنقرة إلى وقف تقدّم الجيش العربي السوري في عمق محافظة إدلب. وبعدما أخفق التصعيد العسكري والسياسي في تحقيق هذه الغا...
- "ذا أتلانتيك": إعلان ترامب بشأن الجولان لم يكن تغريدة ارتجالية! المرصاد نت - متابعات كتبت كاثي غيلسينان الكاتبة في مجلة "ذا أتلانتيك" الأميركية تحقيقاً حول خلفيات وتداعيات اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيادة الإسر...
- قاعدة "إنجيرليك" التركية تحت المجهر المرصاد نت - متابعات توجهت الأنظار من جديد إلى قاعدة "إنجيرليك" الجوية في تركيا بعد أن هددت برلين بنقل جنودها المتمركزين هناك إلى دولة أخرى إذا أصرت أنقرة على...
- بلجيكا تقرر تعليق تصدير السلاح للسعودية المرصاد-متابعات قضى مجلس الدولة البلجيكي، الجمعة، بتعليق تراخيص تصدير السلاح والمعدات العسكرية من قبل مقاطعة والونيا إلى الحرس الوطني السعودي، وذلك في أعقاب ...
- مصر : 10 قتلى في عملية أمنية وسط العاصمة المرصاد نت - متابعات أعلنت وزارة الداخلية المصرية أنها نفذت حملة أمنية في منطقة أرض اللواء وسط العاصمة القاهرة من أجل القبض على مطلوبين أمنياً هاربين من سيناء...
- الإعلام الغربي شريك الإرهاب في سوريا عبر حرب الدعاية الإعلامية المرصاد نت - متابعات يحاول الغرب دوماً تقديم نفسه وكأنه مرجع الديمقراطية نظرياً وعملياً فلا يكاد أغلب أهل السياسة في الغرب ينتهون من تصريحاتهم الرنَّانة المُن...
- ترامب وبن سلمان يمثلان نموذج "الطاغية الأنيق" الحريص على التجمل المرصاد نت - متابعات "لقد هندسنا انقلابا ووضعنا رجلنا على القمة هذه احدى العبارات التي تم تسريبها من كتاب "الغضب والنار" ومن نفس العبارة نستشف بأن الرئيس الأم...
- مصارف أوروبية تضع يديها على ذهب للحكومة الفنزويلية! المرصاد نت - متابعات نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن مصرفي "سيتي بنك" و"دويتشه بنك" سيطرا على ذهب للحكومة الفنزويلية بقيمة نحو مليار ونصف مليا...
- الدفاع الروسية تعلن عن صواريخ “بوك أم 3” المضادة للطائرات المرصاد نت - روسيا اليوم أعلن قائد الدفاع الجوي للقوات البرية الروسي الفريق ألكسندر ليونوف اليوم السبت أن منظومة صواريخ “بوك أم 3” المضادة للطائرات...