المرصاد نت - متابعات
في كل مرة تكون الأمة العربية في مواجهة أخطاء مقترفة من أحد أقطارها تجد الأمة نفسها ضحية عدوان مدمر لهذا القطر من قبل قوى دولية إن لم نقل أنها معادية
فإنها ذات مصالح وأطماع متناقضة مع مصالح الأمة وحقوقها وذلك لأن الأمة استبدلت دورها بهذه القوى ومكنتها من نفسها بصورة عز نظيرها في تاريخ الأمم والشعوب.
ولكن أي امة هذه التي نتحدث عنها في واقع تجزأت فيه إلى شظايا متناثرة فوق جغرافيا ممزقة بين الخليج والمحيط ؟ إنها الأمة العربية التي تتوحد أقطارها جزئياً أو كلياً في حالات تخدم فقط قوى الاستعمار والعدوان ففي حقبة الحرب الباردة انقسمت الأقطار العربية في علاقاتها الدولية بين القطبين لكن هذا الانقسام لم يخدم مصالح الأمة عند الفريقين الجامعين للشرق والغرب في علاقات خدمت في معظمها صراع القطبين ومصالحهما.
انتهت الحرب الباردة بجحيم انفتح على العرب من كارثة غزو العراق للكويت وهي الخطيئة التي واجهتها الأمة بوحدة الموقف الذي قرر تحرير الكويت واسند المهمة لتحالف دولي مساند لحلف الأطلسي في حربه العدوانية على العراق وصدقوني أن هذه الوحدة كانت قادرة وجاهزة لتحرير الكويت بقوة عربية خالصة إن أرادت أقطار الأمة ذلك سلماً أو حرباً فالعراق بكل قوته العسكرية لن يقف في مواجهة أمته ولن يقدر على صد إرادتها المصممة على تحرير الكويت أما القوات الأمريكية فعدوانيتها سابقة على غزو الكويت ومستمرة بعد تحريرها إلى ما تحقق من أهدافها في العراق في عاصفة الصحراء وما تلاها حتى عدوان الصدمة والترويع عام 2003م.
ثم جاءت الحرب على الإرهاب لتجدد الجحيم العراقي المفتوح على ذات الخداع القاتل باستمرار عن الحلف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة بغطاء من الشرعية الدولية في أقطار أخرى ومجالات مختلفة مكنت هذا الحلف من الثروة والأرض ومن الأمن والسلام والغريب أن الإرهاب المتهم من قبل واشنطن كان هو العربي نفسه: امةً وديناً, جماعات وأفراداً, رغم أن الدول وإمكانياتها موجهة ضد مسمى الإرهاب ومسخرة لحرب الولايات المتحدة ضده.
بالمقابل وفي سياق الصراع العربي الصهيوني انفتح على العرب جحيم السلام المتجدد من مدريد لينتج توسعاً استيطانياً وتنازلات عربية لم تفلح في إقناع الولايات المتحدة بجدية العرب في السلام خياراً استراتيجياً وحيداً ولكنه متروك للسياسة الأمريكية في التنفيذ الذي لن يكون أبداً حتى فيما يخص رؤية واشنطن ذاتها لما تسميه حل الدولتين.
ويتجدد الجحيم من بوابة أخرى فتحها ما يسمى الربيع العربي للعدوان الأطلسي تحت ذريعة حماية المدنيين وتخليص شعوب عربية بذاتها من جحيم طغاتها وجرائم التهم القاتلة للمواطنين والقامعة للحريات والحقوق, ابتدأ هذا العدوان من ليبيا بعد أن استدعت الجامعة العربية مجلس الأمن الدولي لحماية عرب ليبيا من بطش العقيد معمر القذافي والحق أن العرب أيضاً كان بمقدورهم تحرير ليبيا من طغيان القذافي حرباً وسلماً إن هم أرادوا ذلك وعزموا عليه بكل حزم وإصرار.
امتدت هذه البوابة بجحيمها المتجدد إلى سوريا وهناك امتد الدمار والقتل إلى قطر أراده العرب من حوله ضحية جديدة لعدوان أطلسي متربص وجاهز للقضاء على كل ما يراه ضد مصالحه وسياساته في المنطقة العربية والغريب في جديد هذا الجحيم الذي هوى بليبيا إلى وحل التمزق والاقتتال ويسعى إلى إلحاق سوريا بالعراق أنه متجدد بدعوى التخلص من نظام التسلط والطغيان وهو النظام القائم بأشد أشكاله تخلفاً وهمجية في الأقطار المستنجدة بالحلف الأطلسي لتحرير سوريا وتغيير النظام الحاكم فيها.
لو أن العرب أرادوا لا استطاعوا ولكنهم سلموا هذه الإرادة لعدو يتربص بهم في سياق ثابت على الخداع المتكرر وقائم على الجحيم المتجدد في الوطن العربي منذ قرن تقريباً ومنذ تدمير العراق وهذا الجحيم يلتهم كل مقومات القوة ومصادر القدرة في الثروة والعوائد فكل عدوان أطلسي على قطر عربي يدمر هذا القطر ويستنزف ثروات الأقطار التي تمول كل عدوان.
الأقطار العربية سلمت قيادة الحرب على الشيوعية للولايات المتحدة واكتفت بتمويل هذه الحرب وتجييش وقودها من مرتزقة الجهاد في أفغانستان ثم دفعت ثمن ذلك حين رأت أمريكا في الجهاد إرهاباً فمولت حرب الإرهاب وقدمت مجاهديها ضحايا للقتل والتنكيل واليوم يتكرر الخداع في سوريا ويتجدد جحيمه في مسمى الثورة السورية واعداً بجديده حين يتحول الثوار إلى إرهابيين وهكذا في حلقة مفرغة من خداع متكرر لجحيم متجدد.
عبد الله محمد الدهمشي
المزيد في هذا القسم:
- معسكر تدريب ومخيمات لداعش على طول الحدود الإسرائيلية المرصاد نت - متابعات عرض التلفزيون الإسرائيلي لقطات من معسكر تدريب ومخيمات لداعش على طول الحدود الإسرائيلية ولكن كل ما نسمعه عنه هو " التهديد الإيراني "...
- اغتيال السفير الروسي لدي تركيا بهجوم مسلح المرصاد نت - متابعات أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وفاة سفير روسيا لدى تركيا أندريه كارلوف، متأثرا بجراحه جراء تعرضه لإطلاق النار في أنقر...
- "الجاستا الأميركية" ومقدمات كنس النظام السعودي المرصاد نت - متابعات يبدو أن صانعي القرار الأميركي بدأوا يدقون ناقوس الإيذان باقتراب أوان انقشاع " آل سعود ومملكتهم الوهابية المتحجرة " بعد أن است...
- الحرب على غزة مباشر.. أكثر من 7000 شهيد والاحتلال يقطع الاتصالات عن القطاع بالكامل المرصاد-متابعات في اليوم الـ21 من الحرب على غزة، أوقعت موجة جديدة من الغارات الإسرائيلية المزيد من الشهداء في مناطق مختلفة بينها خان يونس ومخيم جبا...
- قاعدة أمريكية في الرقّة : طبول حرب أم تكريس للتقسيم؟ المرصاد نت - متابعات تخطو واشنطن خطوة جديدة في سوريا الخطوة التي قد تطيل الأزمة ستُستتبع بخطوات أخرى. فبعد تحوليها مطار الطبقة العسكري في وقت سابق من ال...
- كيف تتصاعد التوترات حول حقول الغاز شرق المتوسط؟ المرصاد-متابعات نشرت صحيفة واشنطن بوست (Washington post) مقالا عن تصاعد التوترات حول حقول الغاز بالبحر الأبيض المتوسط يقول إن النزاع بين تركيا من جانب ...
- لإجباره على إتمام عملية الشراء.. تويتر تقاضي إيلون ماسك المرصاد-متابعات رفعت شركة تويتر دعوى قضائية على رجل الأعمال الأميركي الملياردير إيلون ماسك اليوم الثلاثاء لانتهاكه الاتفاق الذي تبلغ قيمته 44 مليار دولار لشراء...
- الصين تفشل عقوبات واشنطن وترفض وقف واردات النفط الإيرانية المرصاد نت - متابعات حسمت الصين أمس موقفها بشأن العقوبات الأميركية على الجمهورية الإسلامية بتأكيدها أنها ستحافظ على «تعاون طبيعي» مع طهران. موقف ي...
- الجيش السوري يواصل انتصاراته ويشرف نارياً على الأتارب! المرصاد نت - متابعات استعاد الجيش العربي السوري السيطرة على الفوج 46 الذي تبلغ مساحته 400 هكتار شرق الأتارب جنوب غرب حلب وعلى عقدة طريقي إدلب القديم وباب الهو...
- الرئيس بشار الأسد يزور الخطوط الأمامية في ريف إدلب ! المرصاد نت - متابعات قام الرئيس بشار الأسد بزيارة مفاجئة إلى الخطوط الأمامية في ريف إدلب شمالي سوريا ونشرت صفحة الرئاسة السورية على فيسبوك صورة للرئيس الأسد ي...