المرصاد نت - متابعات
لم تكن مخرجات الربيع العربي بنسخته الاولى التي بدات عام 2010 م على قدر توقعات او احلام او اهداف المجتمعات التي ثارت على رؤسائها وقادتها، بل على العكس انتجت خيبات وصدمات عكسية ستبقى تبعاتها مؤثرة على مدى سنوات وربما عقود.
لكن مع اندلاع الموجة الثانية من الربيع العربي وتحديدا في الجزائر والسودان ابعاد جديدة دخلت على الخط وعوامل كثيرة بات لها دورها في الساحة العربية. حوالي عقد من الزمن مر على النسخة الاولى. تسعة اعوام كانت كفيلة بابراز الهفوات والثغرات التي اوصلت دول الربيع العربي الاول الى واقعها الحالي لاسيما في ليبيا وبدرجة اقل مصر وتونس.
الملفت في ما يحصل الان في الجزائر والسودان الابعاد الجديدة التي دخلت على ساحة الاحتجاجات.
البعد الاول
يتمثل في الوعي الذي يتمتع به المجتمع في الجزائر والسودان. حيث عاش الشارع في كلا البلدين حالة الوعي في معظم المستويات المتعلقة بالاحتجاجات. ففي الجزائر كانت المطالب واضحة منذ البداية وهي رحيل النظام بكامل رموزه (بغض النظر عن وضع النظام والرئيس عبد العزيز بوتفليقة). وكان واضحا سعي المنظومة المحيطة بالرئيس بوتفليقة لانقاذ ما يمكن انقاذه من ارث النظام ودمجه ضمن الحالة الجديدة المقبلة على البلاد والحاضر الدائم كان الجيش الذي فتح الباب لتلك المساعي بالدعوة لتنحي بوتفليقة. لكن الشارع الجزائري اصر على رحيل كل الرموز واطلاق مرحلة جديدة كليا في البلاد وبدأ يصل الى اهدافه مع بداية سقوط الباءات الثلاث بعد استقالة رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز.
وفي السودان فالوضع كان مشابها حيث قام الجيش بتنحية عمر البشير وسعيه للامساك بالامور عبر المجلس العسكري المؤقت الذي حاول فعل ذلك عن طريق الصدمة التي تمثلت بفرض حالة الطوارئ وفترة انتقالية لعامين. لكن المحاولة هذه رفضت في نفس اللحظة التي اعلن عنها، ليضطر المجلس الى تنحية عوض بن عوف المقرب من البشير. لكن الشارع كان على درجة اوعى لحقوقه ومطالبه حيث استمرت الاحتجاجات المطالبة بتسليم السلطة لحكومة مدنية خلال وقت قصير وليس عامين.
البعد الثاني
يتمثل بالاجندات الخارجية. وهنا برزت وبقوة المشاريع السعودية والاماراتية في كل من الجزائر والسودان. واذا ما بنينا على اساس ان الشعبين الجزائري والسوداني اظهرا وعيا واضحا، ومن السهل استنتاج المساعي السعودية والاماراتية لقطف ثمار ما يحصل فيهما. فلم تخلو الاحتجاجات في الجزائر والسودان من شعارات وهتافات ضد التدخل الاماراتي السعودي في مسار التظاهرات. كما يمكن لمس هذا الواقع من تعاطي الاعلام السعودي والاماراتي مع الاحداث.
البعد الثالث
بناء المشروع السعودي الاماراتي على اساس اعادة تعويم نهج وافكار الانظمة التي اطيح بها باشكال جديدة قديمة، وابرز هذه الاشكال العسكر. وهو ما بدأ في مصر عبر اعادة تعويم العسكر بعد الاطاحة بحسني مبارك، وهو ما شهدناه في الجزائر والسودان عبر اظهار الجيش بصورة المنقذ للشعب وتحقيق مطالبه. بينما الصور التي ظهرت في مشهد المؤسسة العسكرية هي من رموز الانظمة المنتهية ولم يعد تعويمها مستساغا ومقبولا لدى الشارع. كما يلاحظ ان السعي السعودي الاماراتي لتعويم الجيش وتمرير مشاريعهما عبر العسكر انتقل الى ليبيا مع دعمهما الواضح والصريح والعلني ومعهما الدعم المصري لهجوم قوات خليفة حفتر على العاصمة طرابلس للاطاحة بحكومة التوافق المعترف فيها دوليا.
لكن ما يغيب عن واضعي المشروع السعودي الاماراتي هذا هو ان ورقة الجيش لم تعد رابحة خاصة بعد عشر سنوات تقريبا على الربيع العربي الاول والدروس التي تعلمتها الشعوب، فالتكنولوجيا ووسائل التواصل ووعي المجتمعات باتت عوامل على المشروع الاماراتي السعودي تخطيها ليحقق النجاح.
حسین موسوي
المزيد في هذا القسم:
- السعودية والقومية العربية ... من العداء إلى محاولة الامتطاء ! المرصاد نت - متابعات وثيقة المؤتمر المخابراتي الذي انعقد في القاهرة بتاريخ ٢٣ مارس/آذار ١٩١٨م، والتي أفرج عنها في الستينيات تقول بوضوح أن بريطانيا كانت مست...
- قيود إسرائيلية على دخول المصلين الى الاقصى فرضت الشرطة الإسرائيلية قيوداً على دخول المصلين لاداء صلاة الجمعة في المسجد الاقصى المبارك، وذلك غداة مواجهات في القدس الشرقية المحتلة. وقالت الناطقة باسم الشر...
- المنحة الخليجية للأردن: هشاشة يتبعها ابتزاز؟ المرصاد نت - أسماء عواد ينبئ الطابع الفضفاض والهزيل الذي حملته المنحة الخليجية الجديدة للأردن بأن هذا الدعم الذي نتج من قمة مكة لن يؤدي إلى معالجة الأزمة الجو...
- بريطانيا تعلن تقليل عزل مصابي كورونا لـ5 أيام المرصاد-متابعات أعلنت السلطات الصحية في بريطانيا تقليل فترة العزل الصحي لمصابي كورونا بداية من الأسبوع المقبل إلى خمسة أيام كاملة بدلا من سبعة.وقال وزير ا...
- اليورو يهبط إلى أدنى مستوياته أمام الدولار منذ عشرين عاما المرصاد-متابعات تراجع سعر اليورو، الاثنين، إلى 0.99 دولار في ظل الغموض المحيط بآفاق الاقتصاد الأوروبي بعد إعلان مجموعة غازبروم الروسية، الجمعة، وقف إمدادا...
- قضاء البحرين يعلق نشاط جمعية الوفاق ويغلق مقراتها المرصاد نت - متابعات قضت المحكمة الإدارية البحرينية اليوم الثلاثاء بتعليق نشاط جمعية الوفاق الوطني الإسلامية كبرى الجمعيات المعارضة وإغلاق مقراتها وذلك بعد...
- الجيش اللبناني يعيد فتح طرقات في بيروت ومداخلها! المرصاد نت - متابعات واصل محتجون قطع عدد من الطرق في المناطق رغم تزايد الاستياء الشعبي في وقت عاد فيه الجيش الى فتح عدد من هذه الطرق ولا سيما في العاصمة بيروت ...
- الاعتداءت الاسرائيلية ومشروع السيطرة التركية – الأمريكية على أراضي سوريا ! المرصاد نت - متابعات تصدت الدفاعات الجوية السورية لعدوان جوي إسرائيلي استهدف المنطقة الجنوبية ومنعته من تحقيق أي من أهداف فيما اعلن جيش الاحتلال اعتراض صاروخي...
- طهران : لن نسمح لأيّ دولة بالحلول مكاننا في أسواق النفط! المرصاد نت - متابعات كشفت وزارة الدفاع الإيرانية عن 3 صواريخ (جو – أرض) جديدة محلية الصنع أولها صاروخ "حيدر"، الذي يبلغ مداه ما بين 8 كيلومترات و ...
- البابا ينتقد تعميم ديمقراطية الغرب بالعراق وليبيا المرصاد نت - رويترز انتقد بابا الفاتيكان فرنسيس القوى الغربية لمحاولتها تصدير نموذجها من الديمقراطية إلى دول مثل العراق وليبيا دون احترام الثقافات السياسية...