المرصاد نت - نور الدين أسكندر
يصر رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استغلال زياراته إلى موسكو لإطلاق المواقف ضد إيران ونفوذها في الشرق الأوسط. هذا الإصرار الذي كانت آخر محطاته في الزيارة التي أجراها قبل يومين إلى العاصمة الروسية والتي حاول من خلالها تصوير نفسه أكثر قرباً من الروس مما هي حال الإيرانيين.
الزيارة السريعة هذه جرت على وقع حاجةٍ محمومة لدى نتنياهو للهرب من الضغوط الداخلية المرتبطة بالإجراءات القضائية ضده في تل أبيب إلى صورة مصطنعة يحاول أن يلعب فيها دور المسؤول الذي يعمل لمنع إيران من الاقتراب من حدود الكيان. وهي صورةٌ يحاول نتنياهو استغلال وجوده في موسكو من أجل أن يوحي بموافقة الروس على مضامينها.
في المقلب الآخر، لم يتم رصد أية إشارة صادرة من الجانب الروسي تؤكد إيحاءات نتنياهو بل إن تكرار هذا الأخير لعبارات مثل "إن أكبر تهديد لاستقرار المنطقة هو إيران وحلفاؤها"، يبدو مسيئاً بحق الروس أيضاً. فبعيداً عن حلفاء إيران من الفصائل المقاتلة تشترك موسكو وطهران بتحالفهما مع الرئيس السوري وقواته على الأرض. الأمر الذي يضع هذا الأخير في مقام المهدد لاستقرار المنطقة بحسب معايير نتنياهو.
وبالتأكيد فإن ذلك لا يتوافق مع معايير موسكو. وهذا ما نقلت تأكيداً له صحيفة "كوميرسانت" الروسية عن مصادر خاصة لها عبّرت عن عدم سرورها من تعمد الإسرائيليين إظهار قربهم من روسيا في سياق حربهم ضد إيران.
لكن نتنياهو لم يتمكن من استدراج موسكو إلى الحديث عن التعاون مع تل أبيب حول استقرار المنطقة وفق معايير نتنياهو المقلوبة ولا حتى الموافقة على استمراره بضرب الإيرانيين في سوريا. ومع ذلك فقد درجت عادة الصحافة الإسرائيلية على تكثيف الحديث عن خلافات الروس والإيرانيين في النظرة إلى سوريا وتعارض مصالحهما على الأرض. وفي هذا السياق وضعت تصريح الرئيس الروسي بعد زيارة نتنياهو الأخيرة حين تحدث عن "خطة تنص على ضرورة سحب جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية واستعادة مؤسسات الدولة السورية مع الحفاظ على وحدة أراضيها".
كلام بوتين الذي جاء تعليقاً على مبادرة إنشاء مجموعة دولية ستتولى مهمة الاستقرار النهائي في سوريا ربطه الرئيس الروسي "بالقضاء على جميع بؤر الإرهاب". وهو إذ قال إن جميع دول المنطقة إضافة إلى الدولة السورية وربما المعارضة سيكونون من ضمن مجموعة العمل هذه لم يستبعد إيران وحلفاءها من جهة واستمر في ربط ذلك بالقضاء على الإرهاب. الأمر الذي يتوافق مع الموقف الروسي الأساس من الأزمة السورية عند انطلاقتها ويتوافق مع موقف الدولة السورية من المسألة ولا يتعارض مع المقاربة الإيرانية للأزمة التي تستند إلى طلب رسمي سوري بالتدخل مقرون بضرورات محاربة الإرهاب.
وعليه فإن تصريح الرئيس الروسي لا يخرج عن سياق التفاهمات السابقة التي حاكها الروس والإيرانيون والسوريون معاً ولا يخرج عن سقف العلاقة المرسومة بين هذه الدول بل إنه يتناغم مع الإصرار السوري والإيراني على تحرير إدلب واستعادة السيطرة في مناطق شرق الفرات هذا من ناحية. بينما من ناحية أخرى فهو يؤشر إلى أن معنى "انسحاب القوات الأجنبية من سوريا" ينصب بصورةٍ رئيسة على القوات المتواجدة في المنطقتين اللتين ذكرهما بوتين بالإسم في خطابه إدلب وشرق الفرات أي القوات التركية في إدلب والأميركية في شرق الفرات وليس القوات الإيرانية التي لم يقحم بوتين مناطق تواجدها في سياق تعليقه على الإعلان عن الخطة الوليدة.
وبالتالي فإن فروقات جوهرية تلك التي رصدت بين المعنى الروسي لكلام بوتين عن خطة مجموعة العمل الدولية الجديدة وهدفها المتمثل باستعادة الاستقرار النهائي في سوريا وانسحاب القوات الأجنبية بعد القضاء على بؤر الإرهاب وبين المعنى الإسرائيلي لذلك على أساس أنه تناغم مع نتنياهو في حربه ضد إيران.
وربما يكون تعليق كسينيا سفيتلوفا النائب عن كتلة "المعسكر الصهيوني" المعارضة دقيقاً في هذا الشأن حيث اعتبرت أن زيارة نتنياهو إلى موسكو تستخدم لأغراض دعائية بينما يبدو أن تركيز بوتين منصب في مكان آخر وهو كيفية رسم مستقبل نظام سياسي آمن لسوريا مع الأتراك والإيرانيين وليس مع الحلفاء الأقرب لأميركا في المنطقة.
المزيد في هذا القسم:
- فوز عبد المجيد تبون في الانتخابات الرئاسية الجزائرية! المرصاد نت - متابعات فاز عبد المجيد تبون في الانتخابات الرئاسية الجزائرية بنسبة 58% من الأصوات وأعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، اليوم ال...
- السيد حسن نصرالله : محركات "صفقة القرن" تعمل بقوة المرصاد نت - متابعات دعا الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله للتعجيل في تشكيل حكومة وطنية موسّعة إنطلاقاً من الحاجات الوطنية مشيراً إلى أن هذه الدع...
- أستانا 9 ينطلق بغياب أميركي: تحولات مدروسة في مناطق تخفيض التصعيد المرصاد نت - متابعات لخصت تصريحات الجانب الروسي في شأن تخلف الوفد الأميركي عن حضور جولة محادثات أستانا الجارية واعتباره مؤشراً إلى غياب الإرادة الأميركية بدعم...
- تفجيرات السعودية حقيقيةأم تمثيلية ...العاهل السعودي يعترف ضمنياً بخطر الفكر التكفيري المرصاد نت - متابعات يري مراقبون ومنتقدو النظام السعودي ان الشكوك والشبهات تحيط بهذه التفجيرات التي لم تسفر عن قتلى باستثناء تفجير المدينة المنورة، خصوصا ا...
- حرب إعلامية سعودية إماراتية قطريه ..ماذا بعد ؟ المرصاد نت - متابعات الاستراتيجية الامريكية تقتضي ان تربط ادواتها وعملاءها بالإدارة الامريكية لكنها تنمّي حالة التنافس فيما بينهم بحيث يبدون متفرقين فكما ا...
- داود أوغلو يُطلق حزبه الجديد... في وجه أردوغان ! المرصاد نت - متابعات بسيل من الانتقادات المبطّنة لحزب «العدالة والتنمية» والرئيس التركي رجب طيب أردوغان أطلق رئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أوغلو حزبه الجد...
- "فورين بوليسي": يجب منع السعودية من تصدير الفكر المتطرف! المرصاد نت - متابعات قالت مجلة فورين بوليسي الأميركية في مقالة للكاتب جون حنا إن الولايات المتحدة فشلت في منع تصدير السعودية الفكر الوهابي المتطرف الى العالم ...
- مقتل البغدادي في عملية عسكرية أميركية في إدلب السورية! المرصاد نت - متابعات قال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" إن الولايات المتحدة نفذت عملية استهدفت زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في إدلب السورية. وسائل إعلام أمي...
- بريطانيا : المحكمة العليا تُبطل تعليق البرلمان! المرصاد نت - متابعات هزيمة أخرى أضيفت إلى سلسلة هزائم رئيس الوزراء البريطاني بعد قرار المحكمة العليا، بإجماع قضاتها الأحد عشر عدم قانونية تعليق أعمال البرلمان...
- نتنياهو لغزة عبر «الوسيط»: لن نحتمل أي استفزاز... لكنّ التسهيلات باقية ! المرصاد نت - متابعات ما بين ترغيب وترهيب يحاول رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو التعامل مع قطاع غزة خلال المرحلة الانتخابية الجارية. فبالتزامن مع تهديدات شديد...