المرصاد نت - متابعات
خلال وقت قصير نسبياً فرض الجيش وحلفاؤه تفوقاً في جبهات الجنوب ترجم بعودة معبر نصيب إلى كنف الحكومة وتوجه الفصائل المسلحة إلى التفاهم حول اتفاق «مصالحة» بعد ليّ ذراعها في الميدان.
وسيطر الجيش العربي السوري على بلدة المتاعية شرق المعبر بعد استعادته 9 نقاط من المخافر الحدودية كما حرر بلدة "النعيمة" و "مزارع الشرعة" في ريف درعا الشرقي و"اللواء 38 دفاع جوي" غرب بلدة صيدا و"اللواء 99" شمال النعيمة في ريف درعا.
هذا وتصدى الجيش العربي السوري لمحاولة المجموعات المسلحة التقدم على نقاطه في محيط مدينة البعث بريف القنيطرة بالتزامن مع قصف إسرائيلي بثلاثة صواريخ على نقاط للجيش في محيط خان أرنبة.
ودخل الجيش أمس الخميس بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي وكثف عملياته على خطوط إمداد المسلحين الإرهابيين.
وذكرت وكالة سانا الرسمية أن الجيش وجّه ضربات مكثفة ضد مقار وتجمعات الإرهابيين في القطاعين الشرقي والجنوبي الشرقي من محافظة درعا في إطار عملياتها المتواصلة لإنهاء الوجود الإرهابي فيها بشكل كامل.
إذاً حققت دمشق واحداً من أبرز أهداف العمليات العسكرية التي انطلقت في الجنوب عبر استعادتها أمس السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن والذي بقي لأكثر من ثلاثة أعوام في يد الفصائل المسلحة.
عودة العلم السوري إلى فوق المعبر بما تحمله من رمزية عسكرية وسياسية، سوف تكون أيضاً مقدمة لمسار انتعاش الحركة التجارية عبره، بمجرّد استقرار الأوضاع في مدينة درعا ومحيطها وهو استقرار يجري العمل على تحقيقه خلال وقت قصير نسبياً عبر الميدان وطاولة المفاوضات في آن واحد. ومع إنجاز اتفاق المصالحة الخاص ببلدة بصرى الشام ومحيطها ودخول قوات الجيش كامل النقاط الحدودية بين ريف السويداء ونصيب أغلق ملف ريف درعا الشرقي بالكامل.
ويفترض أن تستكمل الفصائل المسلحة في البلدات التي يشملها الاتفاق تسليم سلاحها الثقيل تمهيداً لتسوية أوضاع حملة السلاح وترحيل من يرفض صيغة «المصالحة» الحكومية نحو الشمال السوري، على غرار اتفاقات التسوية التي شهدتها مناطق مختلفة، مثل الغوطة الشرقية.
التفاهم حول مصير الريف الشرقي أنجز منذ جولة التفاوض الماضية وبدأ أمس تنفيذه على أرض الواقع عبر الالتزام بوقف لإطلاق النار وانسحاب المسلحين من محاذاة الشريط الحدودي بعمق يصل إلى نحو 3 كيلومترات لحساب الجيش.
وينتظر أن تنفّذ بنوده الخاصة بتسليم السلاح الثقيل وتسوية الأوضاع أو الترحيل تباعاً بالتوازي مع عودة أهالي البلدات النازحين إلى منازلهم ودخول وحدات الأمن الداخلي، كخطوة أولى لعودة مؤسسات الدولة الرسمية. وترافق إنجاز أول بنود هذا الاتفاق مع عقد جولة خامسة من التفاوض بين وفد الفصائل المسلحة والجانب الروسي أفضت حتى ليل أمس إلى تفاهم مبدئي حول مجموعة من النقاط التي يمكنها أن تشكل بنود اتفاق تسوية شامل يضم مدينة درعا وريفيها الجنوبي الغربي والشمالي الغربي إلى جانب ريف القنيطرة المجاور.
ولا تختلف هذه النقاط بشكل كبير عن الاتفاق الخاص بالريف الشرقي فهي تتضمن وفق بيان نشرته «العمليات المركزية في الجنوب» التي تضم غرف عمليات «توحيد الصفوف» و«رص الصفوف» و«البنيان المرصوص» و«صد الغزاة» تسليم السلاح الثقيل والمتوسط بشكل تدريجي «على أن تعود قوى الجيش إلى مناطق ما قبل الهجمة... مع التعهد بعدم دخول قوى الجيش والأمن والميليشيات الطائفية» إلى البلدات المشمولة في الاتفاق. كذلك تنص على عودة النازحين وتسوية أوضاع الراغبين من المسلحين وضمان حركة التنقل المدنية والتجارية وعودة المؤسسات الرسمية والتعجيل بحلحلة ملف المعتقلين والمختطفين مع فتح «طريق الهجرة» للراغبين، نحو إدلب.
هذه البنود التي تناقلتها أوساط المعارضة من دون أن يخرج تأكيد من الجانب الحكومي في شأنها يفترض أن يتم نقاشها مع كل الفصائل في الجنوب، للعودة وإنهاء المفاوضات مع الجانب الروسي. وتشير المعطيات المتوافرة من تلك الأوساط إلى وجود خلافات داخلية بين الفصائل حول بعض البنود، وهو ما انعكس من خلال الاشتباكات التي شهدتها جبهات القنيطرة أمس، والتي ترجمت على أنها رفض للتفاهمات التي أنجزت.
وعلى الجانب الحكومي تبدو الأمور أكثر وضوحاً، فإما أن تقبل الفصائل بشروط الاتفاق وتسلّم أسلحتها أو يجري الاحتكام إلى الميدان. وضمن هذا التوجه، سيطر الجيش أمس على بلدة النعيمة شرق مدينة درعا وردّ على الهجمات التي شنتها الفصائل في محيط مدينة البعث مبدياً جاهزية لحسم ملف الجنوب عسكرياً بمجرد انفراط عقد المفاوضات. وبينما يبدو شرط «عودة قوى الجيش إلى مناطق ما قبل الهجمة» غير قابل للتطبيق على أرض الواقع فإن دخول قوات الشرطة العسكرية والأمن الداخلي يشكل بديلاً لوحدات الجيش المقاتلة، التي ستتجه بطبيعة الحال نحو خطوط التماس وسبق أن تم تطبيق هذا النموذج في مناطق عدة وقّعت مصالحات.
وينتظر أن يتضح اليوم مآل مشاورات الفصائل الداخلية، وموقفها من بنود الاتفاق وفي حال رفض أي منها الدخول في «المصالحة» سيتوجه الجيش لحسم ملفها عبر المعارك. وبدا لافتاً أمس، تلويح «هيئة تحرير الشام» بشن عملية عسكرية في ريف حماة الشمالي «نصرة لدرعا» ومطالبتها سكان القرى المحاذية لخطوط التماس إخلائها خلال 48 ساعة.
وفي رد سريع على هذا البيان خرج بيان موقع باسم سكان بلدات ريف حماة الشمالي والشمال الغربي أكد عدم استعدادهم لمغادرة قراهم ومذكراً «الهيئة» بأن سكان درعا توصلوا إلى اتفاق تسوية وسوف يغادر قسم منهم إلى ريف حماة الشمالي. وأتت هذه التطورات بالتوازي مع التوتر الذي تشهده أطراف ريفي حماة واللاذقية نتيجة الاستهداف المتكرر لسلاحي الجو والمدفعية لمواقع المسلحين هناك في معرض الرد على محاولات الهجوم المتكررة التي تتعرض لها قاعدة حميميم الجوية، والتي كان آخرها ليل أمس.
المزيد في هذا القسم:
- مقتل 1464 إرهابياً من "داعش" في العراق المرصاد - وكالات يشير تقرير اعدته وكالة كل العراق أين الى ان القوات العراقية قتلت خلال الشهر الماضي "أذار" 457 ارهابيا من تنظيم "داعش" ليرتفع عدد قتلى ...
- السعودية .. هل ينحرها ترامب أم تنتحر؟ المرصاد نت - متابعات الإعلام السعودي الذي أطنب محمد بن سلمان في مقابلته مع "ذي اتلانتيك" الأميركية تبجّح في حديث بن سلمان بشأن حق "الشعب اليهودي" في دولة كما ...
- أوباما يعتزم استخدام "الفيتو" لصالح السعودية! المرصاد نت - متابعات يقول مسؤولو البيت الأبيض إن باراك أوباما سيرفض مشروع القانون "العدالة ضد الجهات الراعية للإرهاب" يجيز مقاضاة السعودية حول اعتداءات 11 سبت...
- السعودية.. ضجة تثيرها ردة فعل وزير الطاقة على إعلامي بعد تقرير عن تنسيق مع روسيا المرصاد-متابعات تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من المؤتمر الصحفي لمجموعة الدول المصدرة للنفط وشركائها أو ما يُعرف بـ"أوبك+" الاربعاء وردة ...
- الكيان الصهيوني والكيان السعودي : توام استعماري سري لماذا يتم إظهاره الان ؟ المرصاد نت - متابعات بريطانيا التي هي رائدة الاستعمار في العالم امعنت في الاستعمار الى حد التخمة ولما شاخت نقلت تجربتها الاستعمارية الى الولايات المتحدة الامر...
- السودان : دعوات إلى مواصلة الحراك الجماهيري! المرصاد نت - متابعات أعلن «الحزب الشيوعي» السوداني و«حركة جيش تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد محمد نور الاتفاق على «استمرار الحراك الجماهيري... بإقامة الندوا...
- روسيا: أسلحة أمريكية وصلت الى تنظيم داعش في أفغانستان المرصاد نت - متابعات فندت وزارة الخارجية الروسية الاتهام التي تحدثت عن دعم موسكو لحركة "طالبان" في أفغانستان معتبرة أن هذه التهم تهدف لتشويه صورت روسيا والتست...
- لبنان : بري رئيساً للمجلس غداً والفرزلي نائباً له المرصاد نت - متابعات يتوجّه النواب المنتخبون ظهر يوم غدٍ الأربعاء لانتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة مكتب جدد لمجلس النواب في ظلّ شبه «مقاطعة» مسيحية ل...
- السودان : بوادر تحوّل في موقف الجيش وتفاؤل حذر يسود المعارضة! المرصاد نت - متابعات خلط الاعتصام أمام وزارة الدفاع أوراق الاحتجاجات في السودان ووضع الجيش أمام مسؤولية تاريخية لتجنيب البلاد فوضى شاملة بإقناع عمر البشير بال...
- العبادي يعلن انطلاق معارك تحرير تلعفر من داعش المرصاد نت - متابعات أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انطلاق عملية تحرير منطقة تلّعفر من تنظيم داعش. وتوجه العبادي إلى العراقيين بقوله "أنتم على موعد...