المرصاد نت - متابعات
لم تأت «مبادرة» تغيير الخريطة الحزبية في مصر والهادفة على ما يبدو إلى إنتاج «حزب حاكم» يضم الغالبية البرلمانية خطوة مفاجئة لكثير من العارفين لخبايا المطبخ السياسي. هذه المبادرة التي تستبق أداء السيسي اليمين الدتسورية للولاية الثانية الأسبوع المقبل تأتي بالتزامن مع سيناريوات عدة تُبحث لانتخابات عام 2022
ثمة حراك في الأجهزة السيادية في مصر لتشكيل «حزب حاكم» يضم الغالبية البرلمانية مع إقصاء أحزاب أخرى والتخلي عن بعض نوابها، في مقابل إعادة صياغة الغالبية داخل البرلمان لتشكل الثلثين غير المعطلة لأي قوانين في المستقبل القريب ولا سيما المرتبط منها بأطروحات التعديلات الدستورية التي أعيدت المناقشات بشأنها خلال الفترة الماضية على نطاق ضيق.
هذه الأطروحات تطرح سيناريوات عدة مرتبطة بمسارين مهمين الأول انتخابات المحليات التي يتوقع إجراؤها للمرة الأولى منذ اكثر من 10 سنوات قبل نهاية العام الحالي؛ والثاني مرتبط بالانتخابات الرئاسية عام 2022 التي بدأ الحديث عنها منذ الآن لضمان بقاء الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي على رأس السلطة مع إيجاد مخرج دستوري لنص تحديد مدة الرئيس بولايتين.
بالعودة إلى ما يجري في أروقة الدولة فإن تصارع الأجهزة عاد مجدداً لكن على استحياء هذه المرة من خلال وجود وجهتي نظر تدعمان مستقبل البرلمان ورؤية التعامل معه خلال الفترة المقبلة، فعلى الرغم من إمرار جميع القوانين والموازنة بالصورة التي رغبت فيها الحكومة إلا أن ثمة مخاوف مستمرة من القادم تجعل عملية إحكام السيطرة على الأحزاب السياسية وجعل نوابها غير قادرين على النقاش بشأن القرارات التي تصدر رغبة ملحة لدى غالبية الأجهزة، ليتحول النواب إلى مجرّد ديكور تحت قبة البرلمان ويقتصر دورهم على إمرار القوانين دون اعتراض أو حتى مناقشة.
هذه الرغبة تتعارض مع رؤية بعض القيادات بضرورة تنوع الحياة السياسية بين الأحزاب المختلفة، مع إبقائها تحت مظلة الأجهزة وهو السبب في تشتت عدد ليس بالقليل من النواب ما بين الاستقالة من أحزابهم والانتقال إلى حزب «مستقبل وطن» الذي سيعاد تشكيل مكاتبه وفروعه وتوزيع المناصب فيه في وقت لاحق فور استقراره، وبين البقاء في أحزابهم التي يخشون من تحولها إلى مجرد أسماء فقط في المستقبل، ولا سيما مع تزايد التضييق على رجال الأعمال الداعمين للأحزاب من خارج الفئة التي تحظى برضى الجهات السيادية.
مصدر مطلع على ما يدور داخل قصر الاتحادية قال إن الأجهزة تنفذ توجيهات الرئيس باندماج الأحزاب التي تحمل آراء سياسية متشابهة وهو أمر مرغوب فيه في الوقت الحالي نظراً الى الصلاحيات الكبيرة التي تتمتع بها المجالس المحلية التي سيتم انتخاب أعضائها قريباً.
ويشير المصدر إلى أن هناك أزمة في إعداد كوادر المحليات من أحزاب مختلفة حتى تلك التي تعتبر تحت مظلة الدولة بسبب تعارض الآراء في بعض القضايا والمزايدات التي تحدث ما يعني أن ثمة ضرورة ملحة في أن يكون معظم الفائزين بانتخابات المحليات هم أنفسهم المنتمون إلى حزب الغالبية البرلمانية.
ويضيف المصدر أن الصلاحيات الواسعة للمجالس المحلية إذا لم يتم إحكام السيطرة عليها مسبقاً في مرحلة الانتخابات ستؤدي إلى «كوارث حقيقية» مؤكداً أن الهدف الحقيقي الآن هو تجهيز القيادات التي يمكن أن تشغل مناصب العضوية في المجالس المحلية وفق النسب المنصوص عليها في الدستور والقانون، والمرتبطة بذوي الاحتياجات الخاصة والشباب والمرأة.
مصير التعديلات الدستورية وصياغتها لم يحسم بشكل كامل. تأجيل الحسم يأتي مرتبطاً بتحركات مختلفة للاتفاق على الصيغة التي يمكن من خلالها إبقاء السيسي على رأس السلطة السياسية، فالرئيس المصري رفض مقترحاً بأن تتضمن التعديلات المرتقبة تمديداً لمدته الرئاسية عامين لتنتهي في عام 2024 بحيث تكون مدة الرئاسة 6 سنوات.
صحيح أن السيسي أكد في لقاء سابق قبل شهور قناعاته الشخصية بأن ولايتين للرئيس تكفيان ملمّحاً إلى أنه لن يترشح لولاية ثالثة لكن التفكير الآن يتجه إلى تكرار التجربة الروسية بين الرئيس الروسي فلاديمر بوتين ورئيس وزرائه ديمتري مدفيديف على أن تجرى بين السيسي واللواء عباس كامل إذا جرى التوافق على صياغتها بهذا الشكل بحيث يكون السيسي رئيساً للحكومة وعباس كامل رئيساً للجمهورية في انتخابات عام 2022. كما طُرح مجدداً اسم المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية السابق ورئيس الجمهورية خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت إطاحة نظام «الإخوان المسلمين».
لكن هذا الحل قد يتحفظ عليه السيسي، بهذه الصورة، ومن ثم تدور مناقشات أخرى حول تحويل طبيعة الحكم في الدولة المصرية لتكون دولة برلمانية يكون رئيس الوزراء فيها هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة ويتحول منصب رئيس الجمهورية إلى منصب شرفي على أن تبقى انتخابات الرئاسة كل ست سنوات ولا يكون للرئيس أي أدوار سياسية بحيث يقتصر دوره على المراسم البروتوكولية بينما يكلف رئيس الوزراء من الغالبية البرلمانية وفي هذه الحالة سيكون السيسي هو المرشح الوحيد لهذا المنصب في ما يبدو هذا التصور هو الأقرب حتى الآن لتجنب أي مواقف معارضة على المستوى الدولي.
حتى الآن لم يحسم موعد التعديلات التي ستطرحها الغالبية البرلمانية بعد إعادة تشكيلها، لكن تفاصيلها سيتم التوافق عليها مسبقاً وربما تطرح مع بداية دور الانعقاد المقبل في مطلع تشرين الأول المقبل للمناقشة ما لم تحدث تغييرات جوهرية وخاصة أن التصور في الوقت الحالي قائم على إجراء التعديلات الدستورية في أعقاب إجراء انتخابات المحليات التي سيتم الدفع فيها بأعداد كبيرة من الشباب الداعمين للسيسي.
المزيد في هذا القسم:
- الرئيس بشار الأسد يزور الخطوط الأمامية في ريف إدلب ! المرصاد نت - متابعات قام الرئيس بشار الأسد بزيارة مفاجئة إلى الخطوط الأمامية في ريف إدلب شمالي سوريا ونشرت صفحة الرئاسة السورية على فيسبوك صورة للرئيس الأسد ي...
- خفض خدمات الـ«أونروا»: متى يُقطَع الهواء عن الفلسطينيين؟ المرصاد نت - متابعات وحده الهواء لا يزال متاحاً (إلى حد ما) امام اللاجئين الفلسطينيين خفض وكالة «أونروا» موازنتها، تحت ضغط إنقاص الادارة الأميركية...
- مسؤول أمريكي سابق يحذّر اوباما من سقوط النظام السعودي المرصاد نت - متابعات حذّر النائب السابق لرئيس وحدة الخليج في الاستخبارات الأميركية بروس ريدل الادارة الامريكية من امكانية سقوط النظام السعودي في اية لحظة. ...
- فلسطين المحتلة.. إنتهاكات واعتقالات بالجملة المرصاد نت - متابعات مع الأسف لم تعد أخبار فلسطين والمسجد الأقصى هي الأهم على الساحة العربية ومن المؤكد أن القضية الفلسطينية برمتها لم تعد في سلم أولويات بل ا...
- البحرين.. في 2018م.. حصاد مر مثقل بالأزمات ! المرصاد نت - متابعات عام 2018م كان حصاداً مثقلاً بالازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحقوقية في البحرين البلد الصغير بعدد سكانه ومساحته تبدو مشاكله مت...
- تيلرسون يختتم جولته اليوم: التقاتل مستمر ... تحت سقف أميركي المرصاد نت - متابعات يختتم وزير الخارجية الأميركي اليوم جولته الخليجية في قطر وسط تشاؤم بما ستسفر عنه من نتائج. وفيما تتفق أوساط أطراف الأزمة على أن أقصى م...
- فنزويلا : «حرب الماء والكهرباء» كاراكاس تُقاوم بالتقنين ! المرصاد نت - متابعات تواصل الولايات المتحدة الاعتماد على «حرب الماء والكهرباء» ضد كاراكاس بحسب وصف نيكولاس مادورو وذلك في الوقت الذي تعمل فيه على ...
- حكم نهائي ببراءة الرئيس المصري السابق حسني مبارك من تهمة قتل المتظاهرين المرصاد نت - متابعات أصدرت محكمة مصرية امس الخميس حكماً نهائيا غير قابل للطعن ببراءة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك من تهمة الاشتراك بقتل المتظاهرين. ...
- مئوية نهاية الحرب الأولى: «أهلاً بمجرمي الحرب» ! المرصاد نت - متابعات أمام نظيريه الأميركي والروسي وحشد كبير من قادة العالم ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطاباً في الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية...
- الحشد الشعبي يسقط طائرة مسيرة حاولت استهداف الجيش العراقي! المرصاد نت - متابعات أعلنت قوات الحشد الشعبي عن إسقاط طائرة مسيرة حاولت استهداف قطعات الجيش العراقي في قاطع عمليات ديالى. وقال الإعلام المركزي التابع للحشد ف...