المرصاد نت - لقمان عبدالله
يشهد الملف اليمني مساعي متعددة للدفع باتجاه عودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات عوامل عدة تدخل في هذه المساعي
في وقتٍ يحاول فيه الطرف السعودي تجنّب تثمير التطورات الميدانية الأخيرة ما يعزز احتمال فشل استئناف المفاوضات وملاقاة مصير الجولات السابقة في حال استئنافها وأوصلت السعودية نفسها إلى طريق مسدود من جديد كما كان متوقعاً فالخيار العسكري البديل من مفاوضات الكويت لم يحقق أياً من نتائجه المرجوة ولم يعد لدى الرياض ومن خلفها الإدارة الأميركية القدرة على المراوحة.
عسكرياً تبدو جولة القتال الأخيرة ما بعد انهيار الخيار التفاوضي أنها ستعيد الأطراف اليمنية إلى الطاولة لكن هذه المرة أيضاً لا يُقدّر لها أن تصل إلى نتيجة ترضي السعودية في ظل المنسوب المرتفع للثقة بالنفس والشعور بالاقتدار لدى الجانب اليمني بعدما أثبت القدرة على مقاومة العدوان والهجمات. ومع ذلك، لم يتغير موقف الأطراف، إذ سيسعى كل طرف إلى تحقيق الأهداف بالمسار السياسي بعد تعذر الخيار العسكري، ويعمل حالياً على أن تجرى المفاوضات بحلة جديدة تختلف عن سابقاتها من حيث الشكل، فلم يعد مهماً مكان المفاوضات سواء في الكويت أو خارجها.
الأهداف الأوّلية لدى الرياض، الرامية إلى كسر اليمن وهزيمته لا تزال قائمة بلا تغيير وهي بالأصل غير قادرة على تغيير هذه الأهداف وإلا سيلحق بها هزيمة نكراء، كما أن من غير الوارد قبول الخسارة لأن تداعياتها ستؤدي إلى ما لا تحمد عقباه على المستوى الداخلي السعودي وإن كان قد بدأ في الخليج عموماً والسعودية خصوصاً تشكّل رأي عام يضغط باتجاه إقفال ملف الحرب كما عبّر أحد الكتّاب السعوديين وتعني الخسارة أيضاً في حدها الأدنى فشلاً مدوّياً لوليّ وليّ العهد محمد بن سلمان الذي تتربص به أجنحة معارضة داخل الأسرة الحاكمة ولا سيما أن ابن سلمان قدم رؤية تطويرية شاملة تعتمد على تغييرات جوهرية في إدارة شؤون البلد للعقد الأخير. وسيعد الفشل في حربه على اليمن ضربة قاصمة لمشروعه الموافق عليه أميركياً كما سيعيق وصوله إلى خلافة أبيه.
الكلمة الفصل ستكون للجانب الأميركي الراعي الأول للعدوان ومحركه
في المقابل يدخل الطرف اليمني مرحلة المفاوضات مدركاً أن عدوه سيجلس على طاولة المفاوضات بلا إسناد وأنه ليس قادراً على التهديد والوعيد والتلويح بالخيارات العسكرية التي ثبت مرة تلو أخرى أن لا طائل منها وسيكون موقف اليمن على الطاولة أكثر تماسكاً وتمسكاً بخياراته المبنية على أساس سيادة البلد واستقلاله من الهيمنة والوصاية الخارجية مثلما أكد السيد عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير مستنداً إلى قدرة البلاد الفعلية والقائمة على ثبات الموقف الميداني وتطويره داخل الحدود السعودية كورقة قوة أساسية بالإضافة إلى التلويح بتمدد الصراع إلى أماكن أخرى في الجزيرة العربية.
بكلمات أخرى السعودية لم ترضَ بالانكسار وهي تستصعب الاستمرار بالمواجهة في موازاة إصرار ومنعة الطرف الآخر الذي لن يرضى بالتنازل مع فارق القدرة على الاستمرار بالمواجهة عنده برغم التضحيات.
يعني ذلك أن الكلمة الفصل ستكون للجانب الأميركي الراعي الأول للعدوان ومحركه وتجدر الإشارة إلى أن موقف الإدارة الأميركية يختلف عن موقف النظام السعودي في هذا المجال وهي ترضى بعد استنفاد الخيارات وتكرارها بتسوية تحقق لها الحد الأدنى من الأهداف بالاستفادة من موقع اليمن الاستراتيجي ولا سيما سلامة التجارة العالمية في باب المندب وأمن المياه الإقليمية المؤدية إلى البحار والمحيطات العميقة ذلك أن واشنطن لا تكترث كثيراً بشكل الحكم في صنعاء وهنا مكمن التباين الأميركي ــ السعودي حيث تصر الرياض على الوصاية الكاملة على اليمن. ورغم ذلك لا تبدو واشنطن ربطاً بظروف العلاقة الحساسة جداً مع الرياض بوارد الضغط، لكونه سيفضي إلى مشاكل داخلية في السعودية وخصوصاً أن الحرب تراوح مكانها مع ترجيح يمني. ويزيد من حرج الموقف في العلاقة بين الجانبين التصويت الكاسح في مجلسي الشيوخ والنواب الذي أطاح «فيتو» الرئيس الأميركي باراك أوباما ضد تشريع يتيح لأقارب ضحايا هجمات الحادي عشر من أيلول رفع دعاوى قضائية ضد الحكومة السعودية للمطالبة بتعويضات.
يبدو أن المشهد اليمني مقبلٌ على تحييد الخيارات العسكرية وتفعيل الخيار التفاوضي ولكن ليس من منطلق تثمير الإنجازات العسكرية في الميدان الأمر الذي يعني إما خضوعاً سعودياً لنتائج الميدان والبحث عن مخرج شكلي للحرب أو إعادة الكرّة من جديد لجولات ميدانية مع المجازفة السعودية هذه المرة بأن القوات اليمنية المشتركة سوف تكون أكثر اندفاعاً تجاه الأراضي السعودية.
المزيد في هذا القسم:
- الكشف عن معسكر تدريبي جديد لتنظيم القاعدة في أبين المرصاد-متابعات كشف الإعلامي في “المجلس الانتقالي الجنوبي”، التابع للإمارات، صلاح بن لغبر، اليوم الأربعاء، عن وصول تعزيزات عسكرية سعودية إلى أيادي تنظيم ما ي...
- ما وراء تصعيد الإمارات وأدواتها في شبوة وأبين؟ المرصاد نت - متابعات تدفع الإمارات بالمجلس الانتقالي الجنوبي إلى التصعيد في محافظتي أبين وشبوة ضد القوات الحكومية في مساعٍ لإفشال اتفاق الرياض ولإسقاط شبوة ال...
- مخاطر انفصال جنوب اليمن على الأمن القومي العربي! المرصاد نت - متابعات منذ أن سيطر «أنصار الله» على مناطق واسعة بينها صنعاء قبل أكثر من أربع سنوات في آذار/مارس 2015م بدأت التصدعات تطال الجبهة المضادة له وسط ا...
- غياب للدولة وفوضى وانفلات أمني ومزيد من المعاناة .. من يحكم عدن؟ المرصاد نت - عدن الغد لا يبدو أن هناك انفراجة قادمة أو قريبة المنال تتجه صوب عدن خلال الفترة المقبلة في ظل تمترس كل طرف من أطراف الصراع خلف قناعاته و"عناده" د...
- تصاعد انشطة القاعدة في ساحل حضرموت المرصاد نت - متابعات كشف مصدر خاص عن تصاعد أنشطة تنظيم القاعدة في ساحل حضرموت شرق البلاد وأن لدى عناصر التنظيم 3 معسكرات في ساحل حضرموت. و أوضحت مصادر أن ل...
- من بوابة الحديدة: محاولات بريطانية لإعادة استعمار اليمن! المرصاد نت - متابعات تسلّمت بريطانيا مؤخَّــراً الملف اليمني في مجلس الأمن لتظهرَ نفسَها كـ “وسيط دولي للسلام” تغطيةً على دورها المباشر والواضح في...
- عدن تحترق مرة أخرى بسياسات ومخططات السعوديين والإماراتيين المرصاد نت - متابعات أماط الزمن لثامه وظهر على السطح ما كان مختبئاً تحت الأقنعة والعمائم والكوافي وحتى الكلمات لأن معطيات المشاحنات والضغائن والطموحات غير الم...
- وفد الرياض ينقلب على مشاورات السويد سعيا لإفشالها ! المرصاد نت - متابعات تستمر مشاورات الاطراف اليمنية في السويد والتي بدأت الخميس برعاية الأمم المتحدة حيث يتركز البحث على قضايا الأسرى والاقتصاد ومطار صنعاء ومي...
- اتفاق بين القوى السياسية في محافظة إب والعرجلي يدعو إلى لجنة مشتركة لتسيير شؤون المحافظة ب... اللجنة الأمنية واللجان الثورية وأنصار الله يطلقون سراح المعتقلين ويؤكدون التزامهم بميثاق الشرف لحماية المحافظة الدكتور العرجلي يدعو إلى لجنة مشتركة لتسيير شؤ...
- عدوان همجي لإعادة شرعية الفأر إلى صنعاء.. ودعوة حوار لإعادتها إلى عدن المرصاد نت - متابعات حكومة بن دغر المرتزقه لاذت بالفرار من عدن من أول مواجهه ضد رفاقهم بالسلاح المرتزقه الانفصاليين الممولين من مشيخة الإمارات وسقطت عدن بيد مر...