تعزيزات عسكرية لقوي التحالف السعودي تصل إلى محافظة المهرة!

المرصاد نت - متابعات

قالت مصادر محلية إن قوات سعودية شرعت في إنشاء ثكنة عسكرية قرب مرفأ للصيد بمحافظة المهرة (شرقي اليمن) كما عززت قوات يمنية موالية للإمارات وجودها في محافظة شبوة. وأشارت المصادر إلى أن القوات السعودية بدأت وضع مبان حديدية جاهزة على بعد نحو خمسين مترا من موقع جمعية الصيادين في المهرة. وأبدى صيادون يمنيون مخاوفهم من أن تنعكس هذه الإنشاءات سلبا على أعمالهم عبر عسكرة تلك المنطقة ومضايقة الصيادين في عملهم ورزقهم. وتشهد محافظة المهرة حراكا شعبيا سلميا رفضا للوجود السعودي العسكري على أراضي المحافظة ونظمت لأجل ذلك عدة وقفات ومسيرات احتجاجية.

إلى ذلك كشفت مصادر محلية في محافظة المهرة عن عملية جديدة نفذتها مليشيا مسلحة بمساندة من القوات السعودية مستهدفة شخصيات من أبناء المحافظة وذلك بعد أيام من إعلان السعودية القبض على زعيم داعش في اليمن. وأوضحت المصادر إن القوات السعودية برفقة مليشيا مسلحة يطلق عليها "الشرطة العسكرية" وهي قوات غير نظامية وتتبع محافظ المهرة وتمول من الرياض داهمت منزلا في حي النور بمدينة الغيضة واعتقلت مجموعة من الأشخاص.

 وذكرت المصادر أن العملية وقعت في الثالث من يوليو الجاري عقب صلاة الفجر عندما وصلت أربعة مدرعات تتبع القوات السعودية وأكثر من خمسة عشر طقما لما يعرف بالشرطة العسكرية، وأطبقت حصارها على المنزل وأطلقت الرصاص المكثف عليه من مختلف النواحي وتبادلت إطلاق النار لأكثر من نصف ساعة مع الأشخاص المتواجدين فيه. ووفقا للمصادر فقد أسفرت العملية عن القبض على المتواجدين في المنزل من الرجال والنساء وجرى اقتيادهم إلى مطار الغيضة حيث تتمركز القوات السعودية ثم أفرجت تلك القوات عن بعض الرجال والنساء في وقت لاحق مع التحفظ على ثلاثة أشقاء ينتمون لبيت الغوري في المهرة.

 وقال شهود عيان إن العملية أسفرت أيضا عن تدمير واسع للمنزل وإصابة إمرأة بجروح، ونهب لكل محتويات المنزل، موضحة أن العناصر المسلحة التي شاركت في العملية شوهدت وهي تحمل شناط وصناديق لا يُعرف بعد محتوياتها. ولم تعلن الجهات الأمنية والسلطة المحلية في محافظة المهرة أي تفاصيل عن تلك العملية أو مبررات اقتحام المنزل. إلى ذلك أثارت العملية تنديدا واسعا من شخصيات رفيعة في محافظة المهرة، أعربت عن استنكارها لما جرى، معتبرة ذلك تصعيدا خطيرا.

 وقال رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار إن "المداهمة التي قامت بها المليشيات التابعة لمنازل المواطنين في المهرة دون إصدار مذكرة من السلطات القضائية في المحافظة التي نثق بنزاهتها وتفانيها يعد تدخلاً" سافراً" وسابقة خطيرة وإقلاق للسكينة العامة".

 واضاف "تابعنا بقلق شديد المداهمة التي قامت بها المليشيات التي تم جلبها من خارج محافظة المهرة والتي لا تخضع للمؤسسة الأمنية والعسكرية الرسمية والمدججة بمختلف الأسلحة لمنزل في وسط مدينة الغيضة ومهما كانت مبررات وحجج السلطة من حملتها هذه إلا أن الهجوم على منازل الآمنين وفي حي مكتظ بالسكان وإطلاق النار الكثيف لإثارة الخوف والهلع بين النساء والاطفال والتي عرفناها بتنفيذها لمثل تلك المهام فإن هذا العمل المدان ليس فقط تجاوزاً على القانون والدستور والحريات العامة، وإنما أسلوباً يراد منه استعراض قوة".

 واعتبر السلطان بن عفرار ذلك العمل تجاوزات ويتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع المهري الأصيل والمسالم وكذا للقوانين الدولية ومفاهيم حقوق الإنسان.من جانبه اعتبر وكيل محافظة المهرة لشؤون الشباب بدر كلشات المهري أن هذه الجريمة المنكرة ما هي إلا تحدي صارخ وإستخفاف بالشرعية ولوزارة حقوق الانسان وإستهتار متعمد. وقال وكيل المحافظة "هذا خير برهان بدعم التحالف للمليشيات الخارجة عن القانون لزعزعة أمن واستقرار المحافظة وإدخالها في سيناريو مماثل لما يحصل في عدن".

 وأضاف إلى أن هذه الاستفزازات تزامنت للأسف الشديد مع زيارة فريق حقوقي من الحكومة للتفتيش عن سجون المهرة وما يحدث فيها، فكان الجواب على اللجنة الحقوقية عملي بمداهمة المنازل وبشكل متطور عن المداهمات السابقة التي تحدث". وتابع كلشات قائلا "مهما كان المتهمون مدانيون يجب أن تكون الاجراءات قانونية ونحن هنا ننتقد سلوك غير قانوني ولسنا مدافعين عن المتهمين ولكن يجب أن تكون العملية قانونية وعبر مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية المختصة لكي يأخذ كل متهم عقوبته القانونية في حال ثبت الاتهام عليه".

 وقال "أرادت تلك المليشيات بالمداهمة توصيل رسالة للشرعية ولكل دعاة حقوق الانسان في العالم انها لا تخضع لهم".

وفي ذات السياق جددت اللجنة المنظمة لاعتصام أبناء المهرة اليوم الجمعة مواصلة نضالها الرافض لكافة الممارسات والانتهاكات التي تستهدف السيادة الوطنية على كل شبر من أرجاء وطننا الحبيب. وقالت اللجنة في بيان لها خلال الفعالية الجماهيرية التي شهدتها مدينة الغيظة، إن الشعب اليمني يقف اليوم أمام مفترق طريق وخطير ويعد الأخطر في تاريخ بلادنا وجمهوريتنا وشرعيتنا ووجودنا في هذا الوطن الواحد كمواطنين لم نعرف سوى الحرية.

وأكد البيان أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة المهرة وسقطرى وعموم اليمن والتلاحم الوطني والخروج في مظاهرات سلمية ترفض تهديد كيان الدولة وهيبتها وبناء مؤسسات لدولة عميقة تعمل على خدمة أجندات ومصالح السعودية والإمارات عن طريق مليشيات وأذرع عسكرية تهدف لزعزعة الأمن وتنفيذ تلك المخططات لم يكن عبثاً بل يتم إدارته من قبل سلطات وقيادات سعودية وإماراتية.

وأشارت إلى أن المظاهرات الرافضة للتواجد السعودي الإماراتي والمليشيات التابعة لهما والتي كان لأبناء المهرة السبق في الوقوف ضدها وضد الممارسات الهادفة لإضعاف الشرعية وكانت اللجنة التنظيمية ومن خلفها أبناء المهرة الأحرار في رفع الصوت الرافض لتك الممارسات في أرجاء الجمهورية اليمنية. وأشادت لجنة اعتصام المهرة بمواقف الأحرار في شتي محافظات البلاد وفي محافظة سقطرى والتي خرجت الأحد الماضي رفضا للتواجد السعودي الإماراتي والمليشيات التابعة لها على الأرض. وأكدت وقوفها صفاً واحداً مع أبناء محافظة أرخبيل سقطرى ومطالبهم التي تأتي في هذا الوقت الذي يقف فيه جميع أبناء اليمن مع ضرورة احترام السيادة الوطنية.

وبينت أن هذه المواقف المشرفة يسطرها التاريخ في صفحاته وسيتذكر أبنائنا وأحفادنا أننا جميعا وقفنا في صف الوطن فيما أخرون ارتضوا بالعبودية والارتهان من أجل مصالحهم الشخصية. وقالت اللجنة أنه وبعد مرور عام كامل على اعتصامنا الأول نؤكد على استمرارنا في النضال الرافض لكافة الممارسات والانتهاكات التي تستهدف السيادة الوطنية على كل شبر من أرجاء وطننا الحبيب. وجددت اللجنة تمسكها بمطالب أبناء المهرة والتي من أهمها رحيل القوات السعودية وتسليم المنافذ البرية والبحرية وخروج كافة القوات العسكرية من مطار الغيظة وإقالة راجح باكريت وإخراج المليشيات التابعة لهما من المهرة وكافة المحافظات اليمنية.

وأشار البيان إلى أنه رغم تلمسنا الأعذار للقيادة الشرعية والحكومة اليمنية إلا أن التخاذل والصمت المريب ضد الممارسات والانتهاكات التي تستهدف سيادة وشرعية ومشروعية أصحاب الأرض والذي لقيناه في المهرة وسقطرى بل وعموم اليمن، يجعلنا جميعا لا نعول عليها ولا على شخوصها. وأكد البيان أن تخلى الحكومة عن مسؤوليتها جعلنا نتيقن أن الشعب وحده وأبناء اليمن من جميع المحافظات هم الوحيدين القادرين على مناهضة المشاريع والاجندات السعودية والإماراتية. واعتبر البيان الممارسات والإنتهاكات الأخيرة بحق المدنيين في محافظة المهرة واستحداث السجون السرية والمعتقلات والتي لم تتوقف إلى يومنا هذا تكشف الوجه الحقيقي لما تقوم به السعودية في المهرة. وأضاف: أن السعودية ومعها أعوانها من الداخل عملوا على ترويج لحوادث مشبوهة تحت مسميات مكافحة الإرهاب تعري وتكشف من يقف وراء عمليات التصفيات خارج إطار القانون .

وطالبت لجنة اعتصام المهرة الحكومة الشرعية بأن تعلن موقفها الحقيقي إزاء هذه الممارسات. كما طالبت الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بإعلان انتهاء العمليات الحربية للسعودية والإمارات في اليمن وخروج قواتهما من كافة الأراضي اليمنية. ودعت اللجنة كافة المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بتسجيل كافة الانتهاكات والتجاوزات بحق المواطنين في المهرة وسقطرى وعموم اليمن، فهذه الجرائم التي تستهدف المدنيين وأمنهم وسلمهم الاجتماعي لا تسقط بالتقادم .

وفي جنوب شرقي اليمن قالت مصادر محلية إن تعزيزات عسكرية كبيرة لما تعرف بقوات المقاومة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات وصلت مساء الأربعاء إلى محافظة شبوة. وأضافت المصادر أن نحو 25 سيارة عسكرية وصلت إلى معسكرات تابعة للمجلس الانتقالي وأخرى إلى معسكر "حراد" مقر قيادة قوات النخبة الشبوانية في مديريات عرماء، وجردان ودهر (شرقي شبوة).

 وقال مصدر عسكري في عتق إن التعزيزات الجديدة للنخبة الشبوانية والمجلس الانتقالي رافقها مئة مسلح استـقدموا من خارج محافظة شبوة بتمويل إماراتي وإشراف من المجلس الانتقالي الجنوبي. واعتبرت مصادر محلية في شبوة إرسال تلك التعزيزات خطوة تصعيدية تخالف الاتفاقات التي جرى التوصل إليها لتهدئة الوضع في عتق خلال الأيام الماضية، محذرة من دخول المحافظة في الصراع من جديد.

 وبشأن جزيرة سقطرى قال شيخ مشايخ الجزيرة اليمنية عيسى بن سالم السقطري إن دولة الإمارات تحاول منذ دخول قواتها الجزيرة شراء ولاءات بين السكان المحليين، بتقديم إغراءات مالية وعينية. وأضاف السقطري أن هذه المحاولات الإماراتية لن تجدي نفعاً في تحويل ولاء أبناء الجزيرة إلى الإمارات. كما أكد وجود إماراتيين في الجزيرة تحت غطاء مؤسسة خيرية، لكنهم يقومون بعمل استخباراتي وبشراء الولاءات، وفق تعبيره.