مجلة ذي اتلانتك : سياسة ترامب في اليمن تخدم الاسرة الحاكمة السعودية أكثر من الأمريكيين

المرصاد نت - متابعات

يسعى الرئيس الى تصعيد حربا أخرى باهظة الثمن في بلد تكون التداعيات الجانبية بالنسبة للعديد من القتلى البريئين أكثر احتمالية من جني مكاسب دائمة.Turmb2017.3.30


كم عدد الطرق السريعة التي من المفروض انها مٌهدت، كم عدد الجسور التي تم إصلاحها كم عدد الأمراض التي تم تجنبها كما عدد من تم انقاذهم من المدمنين للافيون نتيجة الجرعات الزائدة وكم عدد المحاربين القدامى الذين منحوا رعاية افضل في ظل مئات الملايين من الدولارات التي تنفقها ادارة ترامب على العمليات العسكرية الاجتهادية في اليمن الفقير؟

تحالفت الولايات المتحدة مع السعودية التي تشن حملة عسكرية وحشية هناك. يقول مايكل برندان دوغيرتي ” ان دور الولايات المتحدة في الحرب يعتبر أساسي حيث وان السعودية تشتري معظم الأسلحة من الولايات المتحدة الى جانب ان الولايات المتحدة هي من دربت الطيارين السعوديين وتقوم خلال هذه الحرب بتزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في الجو. ويعتقد على نطاق واسع بان الجيش الامريكي يساعد السعوديين في تحديد الاهداف وباتت قوات العمليات الخاصة تنفذ عمليات على الارض في اليمن لمحاربة- ظاهريا- جماعات القاعدة”.

وأضاف” لكن وكما هو الحال في سوريا تجد الولايات المتحدة نفسها ملزمة بإسقاط حكومة شيعية بينما تعمل في الوقت نفسه على الحد من قدرة القاعدة في الاستفادة من سقوط تلك الحكومة. يقوم التحالف بشكل روتيني بقصف اهداف مدنية مثل المستشفيات او مصانع إنتاج الأغذية وهو ما قابلة الحوثيون باتخاذ إجراءات صارمة.

انه مجرد نوع من التدخل الفوضوي الذي جعل احد فريق الصقور مثل هيلاري كلينتون تواصل ذلك التدخل بتعجرف ويجعل الجمهوريين منهمكين لتمويل ذلك. ( حيث يعتبرها بعض الصقور حربا بالوكالة ضد ايران وهي وجهة نظر يخالفها الكثيرين).

مع ذلك يستمر ترامب في تعميق المشاركة الامريكية في هذه الحرب.

في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز” وافق ترامب - بالفعل - على طلب البنتاغون إعلان أجزاء من ثلاث محافظات في اليمن كـ ” مناطق عدائية نشطة” تنفذ فيها قرارات الحرب بحرية اكثر”. أواخر يناير الماضي، وافق ترامب على تنفيذ غارة نجم عنها مقتل احد أفراد البحرية إلى جانب العديد من الأطفال البريئين في حين كلفت عشرات الملايين من الدولارات على دافعي الضرائب وأخفقت في قتل او إلقاء القبض على أي إرهابي كبير. وعلى نحو غاضب، طالب والد الجندي الذي قتل بإجراء تحقيق.

لقد وصف البيت الأبيض بشكل محير نتيجة الغارة بانها كانت ناجحة، وكأنها لم تُقدر بشكل كافٍ حياة الجندي المقتول والأطفال اليمنيين البريئين او أموال دافعي الضرائب. فهل يمكن اعتبار العملية مؤشرا بان ترامب سيرسل مزيدا من القوات البرية الى اليمن؟ فقد جاء في تقرير لوزارة الدفاع بأنها ستكثف من ضربات الطائرات من دون طيار وإرسال مزيد من القوات البرية.

تقول بوني كرستيان” انه تطور جديد و كبير في التدخل العسكري الذي أطلقه اوباما دون مناقشة علنية أو أي إعلان حرب”. بدء اوباما التدخل الأمريكي في اليمن سرا وبشكل غير قانوني. وسيكون التصعيد الى حرب برية- وهو ما سيضع القوات الأمريكية في حالة خطرة – من دون اتخاذ موقف قويا من الكونجرس خطأ فادحا”.

ان ما تعنيه بوصف الحرب بأنها غير قانونية، في تقديرها، انها تقع خارج نطاق الترخيص المتعلق باستخدام القوة العسكرية التي اقرها الكونجرس بعد أحداث 11/سبتمبر. وكانت الديمقراطية باربارا لي الصوت الوحيد المعارض، خشية- عن بصيرة – ان يتم استغلال ذلك لتبرير الاعمال العسكرية لما هو ابعد مما كان يتصوره المشرعين الذين اصطفوا خلف هذا الاجراء الذين كان متوقع.

بشكل متكرر مددت إدارة اوباما لغتها الى ما هو ابعد من مسألة خرق القانون. هيلاري كلينتون ايضا أيدت استخدام القيام بتدخلات عسكرية مثل تلك التي في ليبيا دون اخذ الإذن من الكونجرس وفق الغرض الذي وصفه المشرعين.

ستة عشر عاما تقريبا مضت حتى الان منذ ان تم إقرار قانون” الإذن باستخدام القوة العسكرية ضد الإرهابين” .

وها هو ترامب - الذي تعهد بهزيمة تنظيم الدولة الاسلامية، لكن بطريقة اخرى، قاد الناخبين الى الاعتقاد بأنه سيوقف سفك دماء الابرياء – ها هو يصعد تدخل الولايات المتحدة في حرب اهلية. كما انه من المتوقع ان يوقع على اقتراح مماثل للبنتاغون يقضي بتسمية اجزاء من الصومال كمناطق تكون ساحة للحرب لمدة 180 يوما وفقا لمجلة ذي ارمي تايمز. وقد ذكرت التايمز ان الجيش الامريكي” سيرسل قوات برية مقاتلة إضافية قوامها 2500 جندي الى قاعدة عسكرية في الكويت حيث من الممكن ان يتم طلبها لدعم قوات التحالف التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا”.

يشعر عدد قليل من اعضاء الهيئة التشريعية بالقلق.

يقول الديمقراطي جيم هيمس راعي مشارك في تقديم مشروعا لكبح جماح السلطة التنفيذية ان سلطة صنع الحرب تُمنح صراحة للكونجرس بناءا على المادة الاولى الفصل الثامن من الدستور.” وعلى مدى عقود، انتقلت هذه السلطة بشكل متزايد الى الرئيس. ونحن الان في وضع يتم فيه تنفيذ عمليات عسكرية من قبل الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم دون موافقة صريحة من الكونجرس”.

في معظم الاحيان رغم ذلك، يكون زملائه في الكونجرس سعداء للتخلي عن واجباتهم، مما يجعل الراي العام اقل قدرة على مساءلتهم في اي موقف يتخذوه- وبالتالي تقويض جانبا أساسيا للحكومة القائمة. وإذا ما ترك الأمر دون رادع، فان نهج ترامب في اليمن ينذر بتعميق المجاعة التي تعرض ملايين الناس لخطر الجوع على المدى القصير مما يثير رد فعل عنيف ضد أمريكا على المدى الطويل. وبالفعل، يقوم ترامب بتخصيص الموارد بطرق لا تقدم اي منفعة لمعظم الأمريكيين. ومن خلال السياسة التي تخدم الأمراء السعوديين أفضل مما تخدم الناخبين، فانه يسعى لجعل مجمع الصناعات العسكرية ذات أولوية مرة أخرى.

المزيد في هذا القسم: