المرصاد نت - متابعات
الأضطرابات التي شهدها العراق على مدى الأسبوعين الماضيين وان كانت قد تأججت بداية بسبب القضايا المعيشية وسوء الخدمات العامة وحظيت بدعم الحكومة والتيارات السياسية والدينية إلا أن الحكومة لم تنجح في أحتوائها كما كانت تتوقع هذا فضلاً عن أن وسائل الإعلام السعودية لعبت دوراً كبيراً في هذا المجال.
الهدوء الذي بدأ يعود الى المناطق الجنوبية في العراق شيئا فشيئا تحقق في حين ان الأضطرابات الأخيرة أسفرت لحد الأن عن ثمانية قتلى ومئات الجرحى وأضرار مادية ومعنوية كبيرة جراء تخريب الأموال العامة والحكومية والأهم من ذلك هيمنة شبح الأضطرابات على مقدرات أهالي العراق لمدة أسبوعين.
خلال هذه الاضطرابات جرى تعطيل ميناء أم القصر لفترة قصيرة شهد مطار النجف أيضاً وضعا مماثلا جرى أغلاق بعض الطرق الرئيسة مثل طريق الناصرية - بغداد أستهداف مقار الاحزاب السياسية - بناء على الاحصائيات حوالي 17 مقراً حزبياً وسياسياً - وأخيراً ثلاث مناطق رئيسة في العاصمة بغداد وهي الشعلة العامل والتحرير شهدت أعمال شغب وأضطرابات. ورغم ان المسؤولين السياسيين وقادة الاحزاب وبالتالي الشخصيات الدينية وضمن تاييدهم لمطالب المحتجين حاولوا تهدئة الاوضاع واعادة المياه الى مجاريها بغية الحيلولة دون وقوع اي خسائر بشرية او مادية، الا انه وللاسف فان هذه النصح لم تفعل مفاعيلها.
الان حيث اوضاع العراق تتجه نحو الهدوء والاستقرار وبدأت حمى الاحتجاجات تخمد تدريجياً فان السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو من المتضرر الرئيس في هذه الأحداث؟ وفي نفس الوقت من هو المنتفع الاول في هذه القضية؟
الحقيقة هي أننا ومن أجل الإجابة على هذه الاسئلة يجب ان نعود الى فترة ليست ببعيدة أي فترة أقامة الأنتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق.
في تلك الفترة وحين تصدرت التيارات الشيعية نتائج القوائم الانتخابية اثر تصويت ابناء الشعب لها بشكل واسع بدأت البؤر التي تشعر بالقلق حيال نتائج الانتخابات أي أميركا "اسرائيل" وخاصة السعودبة ـ بدات تبذل ما بوسعها لتغيير هذه النتائج وفقا لمآربها وليس مصالح الشعب العراقي المظلوم من خلال رصد أموال ضخمة لتحقيق هذا الامر. وخير دليل على ذلك الجهود التي بذلت لتشويه صورة "الحشد الشعبي" الذي لديه سجل ناصع على صعيد الدفاع عن العراق في مواجهة الإرهابي الداعشي.
التركيز على الفساد الداخلي شراء الذمم الترويج لشخصيات خاصة في وسائل الإعلام السعودية و... شكلت الاضلاع الاخرى لهذه المحاولات آنذاك. بعد إعلام نتائج الأنتخابات والفشل الذي اصاب اعداء العراق وفي حين كانت وسائل الاعلام السعودية تسعى لمصادرة نتائجها بدات في نفس الوقت جهود حثيثة للترويج الى مسالة التزوير في الانتخابات، لتبدا مرحلة جديدة تحت عنوان اعادة فرز الاصوات يدويا وبهذه الذريعة وضمن اهدار مئات ملايين الدولارات التي صرفت لاقامة الأنتخابات الكترونيا حاولت عرقلة وتاخير تشكيل الحكومة في هذا البلد.
الان وحيث ان اهم أركان السيادة في العراق أي الحكومة وتباعاً لها المجلس ومنصب رئاسة الجمهورية تدار على شكل تصريف الأعمال أو مصيرها مجهول أو معطل فان نظام آل سعود يحاول ركوب هذه الموجة لكي ينتقم من الشعب العراقي وطبعا إيران. ولذلك نرى ان وسائل الإعلام السلمانية وخلال الأضطرابات الاخيرة كانت تتبع ولا زالت محوراً إعلامياً خاصاً جداً وتحاول ترسيخه والايحاء به للجميع.
ومن هذه المحاور الاعلامية للإعلام السلماني يمكن التنويه الى ان انقطاع التيار الكهربائي في جنوب العراق من قبل إيران هو سبب استياء الجماهير الشعب العراقي ومن خلال احتجاجاته الأخيرة يحاول تسوية حساباته مع الاحزاب الموالية والمقربة من إيران المسؤولون الإيرانيون يحاولون تأجيج اتون الاضطرابات الاخيرة لكي يحولوا دون مساهمة العراق في سد نقص النفط بالاسواق العالمية بعد تفعيل الحظر ضد أيران أطلاق النار على المحتجين والمتظاهرين تم من قبل الاحزاب والتيارات الموالية لإيران ايران ومنذ عدة أعوام تصب المياه المالحة في نهر أروند ما ادى الى تدمير الاراضي الزراعية في البصرة وأخيراً أن إيران وبسبب معارضتها لاعادة تكليف العبادي لمنصب رئاسة الوزراء تحاول من خلال ممارسة الضعط على العراق الحيلولة دون تحققهذا الامر.
نظرة إجمالية على المحاور الإعلامية آنفة الذكر والتي يجري الترويج لها تظهر بوضوح وبلا حاجة لاي أيضاح بان وسائل الإعلام السعودية تحاول استغلال الظروف التي تسود العراق وأستمرارها من أجل الحيلولة دون سيادة القانون وتشكيل حكومة مستقرة، والا من الذي لا يعرف بان إيران وخلال الأعوام السابقة حيث لم تواجه اي أزمة على صعيد الطاقة كانت السباقة في تصدير الكهرباء للعراق. من الذي يمكنه إنكار أن إيران وقفت جنبا الى جنب العراق في مجال التصدي لإرهابيي "داعش" . ومن الذي يستطيع إنكار ان غالبية جهود إيران بعد سقوط نظام الطاغية صدام كانت صبت في مصلحة وجود عراق آمن ومستقر وعامر وأي محلل أو خبير سياسي بشؤون العراق يمكنه الأدعاء بان هناك ثغرة في العلاقات بين رئيس الوزراء العراقي الحالي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية...
على أي حال ونظراً الى ما سبق وفيما يبدو ان المتضرر الحقيقي من الأضطرابات الاخيرة هو الشعب العراقي يظهر أن محاولات الإعلام السلماني السعودي وفي هذه الفترة العصيبة يحاول الأنتقام من الشعب العراقي بسبب أنتخاباته الأخيرة من جهة و التعويض عن هزائم السعودية في اليمن ولبنان وسوريا والبحرين وبالتالي العراق من جهة اخرى وبمعنى اخر التعويض عن جميع الهزائم دفعة واحدة.
أبورضا صالح
المزيد في هذا القسم:
- مقابلة محمد بن سلمان: إجابات مهزوزة ومتناقضة! المرصاد نت - متابعات قدّم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إجابات مهزوزة ومتناقضة أثناء لقائه مع برنامج "ستون دقيقة" الذي يُبثّ عبر قناة "سي بي أس" الأم...
- الرئيس الأسد يستقبل المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرصاد نت - متابعات استقبل الرئيس بشار الأسد ألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والوفد المرافق له. وفي مستهل اللقاء نقل لافرنت...
- لا تهدئة بين ألمانيا وتركيا: «برلين تنسخ كلام اليمين المتطرف» المرصاد نت - متابعات بين اتهام الرئيس التركي ألمانيا بإيواء «الانقلابيين» ودعوته الأتراك ــ الألمان إلى عدم التصويت للأحزاب «المعادية»...
- استراتيجية «الأمر الواقع» الإسرائيلي... ومسلسل الخضوع العربي المرصاد نت - علي حيدر يكثر المسؤولون الإسرائيليون ومعهم بعض النظام الرسمي العربي من دعوة الفلسطينيين إلى الاعتراف بالوقائع السياسية والميدانية ويبررون هذا التو...
- المعارضة التركية تعارض خطط إردوغان بإرسال قوات إلى ليبيا! المرصاد نت - متابعات لم تنجح الجهود المكثفة لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا حتى الآن في حشد موافقة أولية من أبرز الأحزاب في البلاد لإمرار قانون في البر...
- صفقة القرن: ما كان للعرب صار لإسرائيل واميركا! المرصاد نت - متابعات هل قُضي الأمر وقررت الامبريالية الاميركية ومعها الكيان الصهيوني أن التغيير ممنوع في هذه الارض العربية، خصوصاً اذا كان يستهدف التخلص من ال...
- فلسطين القضية الأم.. والمتآمرون عليها المرصاد نت- متابعات لست بالتأكيد ممن يجيدون العودة إلى الوراء في مصافحة التاريخ بعيداً عن المستجدات من الأحداث لأن المستجدات هي أكثر نضجاً في الأحداث من حولنا ...
- إدانة تركية لدخول الشرطة الألمانية مسجدا بالأحذية في برلين المرصاد-متابعات أعرب فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إدانته الشديدة مداهمة الشرطة الألمانية أحد المساجد بالعاصمة بر...
- 300 مليار دولار حماية النظام السعودي المرصاد نت - رآي اليوم السعودية تدفع ثمن اختيار ترامب لها كمحطة اولى في جولته الخارجية صفقات اسلحة بـ300 مليار دولار.. اين ستستخدم هذه الاسلحة؟ ومن اين ستأتي ...
- تراجع اسعار النفط يكبد العرب نصف تريليون دولار المرصاد - متابعات قال صندوق النقد الدولي في تقرير صدر أمس الاثنين إن الدول المصدرة للنفط في المنطقة العربية خسرت 390 مليار دولار من عائداتها نتيجة انخفاض أ...