ومن يقدمون عمران دليلا على نيات الحوثيين بالسيطرة على العاصمة، فهؤلاء أما يشيعون اكاذيب ولديهم اجندة سياسية، أو انهم تابعوا احداث عمران من فصولها الأخيرة وليس لديهم أدنى معرفة بالظروف التي جعلت قبائل هذه المحافظة تتحالف لاقتلاع كابوس تنظيم الإخوان بجناحية القبلي والعسكري.
رسالة الرئيس هادي اليوم لم تكن موجهة فقط إلى الحوثيين بل موجهة لقطاع واسع من اليمنيين الذين ناهضوا في وقت مبكر الجرعة السعرية ومنهم الحوثيون قطعا والذي بروزا إلى الواجهة لامتلاكهم امكانيات إعلامية وقاعدة شعبية واسعة.
وإن كان هادي خصص الحوثيين برسائل وتحذيرات إلا انه وجه كذلك رسائل إلى جميع الأطراف لــ "تحكيم لغة العقل والمنطق والحوار ونبذ العنف والقوة والتهديد بهما لتحقيق أي أغراض خارج إطار ما اتفق وأجمع عليه اليمنيون"، فضلا عن تأكيده بأن "كل القوى السياسية بدون استثناء ستنصاع في الأخير لإرادة الشعب وستجنح للسلم وستقبل بالحلول السياسية العادلة التي تحقق المصالح العليا للوطن".
ورغم أن المشهد المتوتر هو السائد نتيجة الشحن الإعلامي الكثيف، فخلف الكواليس جهود تبذل لاحتواء التداعيات والعودة إلى الحل السياسي في شأن ثلاث مطالب يرفعها المحتجون تبدأ بأسقاط الجرعة ثم اسقاط الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات والشروع بتنفيذ مقررات الحوار الوطني.
المشاورات السياسية خلال الأيام الماضية والتي شاركت فيها الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية والمبعوث الأممي جمال بن عمر والحوثين والرئاسة ولجان الوساطة، افلحت في الوصول إلى توافق في قضية التشكيل الحكومي الذي سيلبي إلى حد ما مبادئ الشراكة لكل القوى بما في ذلك الحوثيين، كما افلحت ف الوصول إلى توافق في شأن الشروع الصارم بتنفيذ مقررات الحوار ولا سيما في ملفي قضية صعدة والقضية والجنوبية، والتي شابها الجمود خلال الفترة الماضية وأسفرت عن تداعيات خطيرة.
ينتظر إذا ان يخوض الوفد الرئاسي الذي تشكل غداة اوسع لقاء وطني حشدت له الرئاسة اليوم الأربعاء، للقاء السيد عبد الملك الحوثي، جولة مشاورات صعبة، محاصرة بمدى زمني محدود للغاية، ويمكن القول بحق أنها تمثل الفرصة الاخيرة لحل سياسي يكبح عجلة الحل العسكري.
المنتظر أن تركز المفاوضات على تسويات بشأن قضية الغاء قرارات رفع اسعار المشتقات النفطية والتي لا تزال من أكثر قضايا الخلاف، التي تسبب حرجا سياسيا للطرفين.
وسيكمل الوفد الرئاسي جهود بذلتها السبت الماضي لجنة رئاسية التقت بالسيد الحوثي، وصلت إلى تفاهمات، بتشكيل لجنة تضم خبراء اقتصاديين للبحث في بدائل تلبي مطالب المتظاهرين، ما اعتبره كثيرون انفراج وشيك للأزمة التي خلفتها قرارات الجرعة السعرية.
لكن الحوثيين بدوا اكثر حصافة هذه المرة ، وطرحوا على مائدة المشاورات قضايا رئيسية في مقدمها السقف الزمني لتشكيل حكومة كفاءات واعتماد سياسات جديدة تحقق مبادئ الشراكة الوطنية وتنهي حال الاستحواذ لطرف سياسي دون آخر، في سائر مؤسسات الدولة السيادية والسياسية بما في ذلك اعادة النظر في الهيئات التي تشكلت بموجب مقررات الحوار الوطني، وقضية عدد وشكل أقاليم الدولة الاتحادية.
لا أشك مطلقا أن انتشار المسلحين الحوثيين في منافذ العاصمة، كان يهدف إلى السيطرة على العاصمة، بل كان يهدف إلى حماية المتظاهرين بعد تقارير تحدثت عن هجمات تستعد اطراف سياسية لشنها على المتظاهرين لتحقيق اهداف كثيرة من بينها اجهاض النجاحات التي حققها الحوثيون وبعض القوى السياسية والثورية في حشد الشارع بزمن قياسي.
غير أن التحركات المريبة للمسلحين الحوثيين في منافذ العاصمة والتي كشفها بيان اللجنة الأمنية في بناء متاريس وحفر خنادق وتسيير دوريات مسلحة، وقامة مخيمات تشبه كثيرا المخيمات التي اقاموها سابقا في ضواحي مدينة عمران، أشاع مخاوف كبيرة لدى اليمنيين.
كان هذا هو الخطأ الكبير وربما " الفخ" الذي وقع فيه الحوثيون خصوصا وهو اثار ردود فعل غاضبة وقلقة على المستويين المحلي والدولي .
هذا الخطأ الاستراتيجي للحوثيين لم يكن مطلوبا لحماية المتظاهرين لأن تداعياته وآثاره لن تكون تحت السيطرة، وهو ما حدث بالفعل، واستثمرته الآلة الدعائية الاعلامية التابعة لتنظيم الإخوان في الداخل والخارج لإشاعة الرعب في صفوف الناس الذين يريد تنظيم الإخوان أن يكونوا وقودا لحربهم الجديد.
المزيد في هذا القسم:
- رئيس جبهة انقاد الثورة رئيسا لمكافحة الفساد لاخلاف بشأن نجاح الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد في أداء مهامها في عهد علي عبدالله صالح، فقد كان الهدف من إنشائها هو الحصول على مساعدات وقروض كما أوض...
- بيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان بسم الله الرحمن الرحيم في معلومات شبه مؤكده تفيد ان امراء حرب و تكفير الجنوب صيف 94م ممثله بحزب الاصلاح التكفيري و الدواعش السلفيه وبالتنسيق مع انصار ا...
- اليمن في مرمى المؤامرات الأمريكية والصهيونية .. اليمن ومنذ زمن بعيد وأمريكا تحاول أن تسيطر وتفرض الهيمنة عليه سيما وهي من تمتلك الموقع الجغرافي الهام الذي يمثل الركيزة لشبه الجزيرة العربية والغني بالثروات الت...
- إلى هنا وكفى؟ المرصاد نت أوشكنا على دخول العام الخامس من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ولا زلنا نتعامل مع ما يحدث وكأنه شيء روتيني نتقبله ونعتاد عليه ورغم ذلك لم نسأل أ...
- الارهاب تحدّ يواجه الجميع ما حصل اليوم من هجوم ارهابي استهدف مطار سيئون بمحافظة حضرموت وما صاحبه من هجوم على مصنع التمور وارتكاب مذبحة بشعه بحق عماله هي اعمال تضع الجميع بلا ...
- إستقرار حكومة الرياض في عدن ونقل البنك إليها هل تغير إستراتيجية الحرب لدى الطرفين (اليمن و... المرصاد نت عودة حكومة الرياض إلى عدن يفترض أن تكون قد حصرت جبهة الحروب الداخلية بجبهتي عدن وصنعاء في الداخل مقابل توسيعها وتصعيدها في الحدود ! بمعنى آخر ...
- اليمن دوله بالستيه ؟! بقلم: زيد البعوه. المرصاد نت منذ ان تولى عبدربه رئاسة الجمهورية اليمنية عمدت امريكا الى تدمير القوة العسكرية المتطورة والحديثة للجيش اليمني فمانزال نتذكر مطالبة امريكا لليمن...
- الأصل والعماد في شعار (ثورة ضد الفساد) ! "الشعب يريد إسقاط النظام"، شعار ارتفع في فوضى ما يسمونه الربيع العربي وكانت إحدى تعبيرات تلك الفوضى هو استنساخهذاالشعار كما هو في البلدان التي حدثت فيها احتجا...
- خورباتشوف اليمن خط أحمر ! بين ماقام به غورباتشوف الاتحاد السوفيتي خلال مايزيد عن عامين من توليه للسلطة في موسكو (88-91م) وما قام به (خورباتشوف) الجمهورية اليمنية في عا...
- من التصعيد الى ” الهاوية “ ! بقلم : حمزة القاضي المرصاد نت تصعيد العدوان ناتج عن هستيريا وتخبط يعيشها العدو السعودي بعد اعلان المجلس السياسي الاعلى لأنصار الله وحلفائهم والمؤتمر الشعبي العام وحلفائهم الذي أ...